ابو عبدالله الداعي
بعد مقتل عثمان الخليفة الراشدي الثالث ، تسلم علي بن أبي طالب الخلافة ، وكانت التركة التي ورثها كبيرة للغاية ، اضطرته فيما اضطرته الى خوض عدد من الحروب الداخلية الدامية ، ومزقت هذه الحروب صفوف الأمة الاسلامية وجعلته نفسه يلقى حتفه غيلة ، مما مكن خصومه من بني أمية من استحواز السلطة ، وكان لذلك ردات فعل عنيفة للغاية ولهذا واجه الحكم الأموي ثورات كبيرة متواصلة .
وتجمعت أكبر عناصر المعارضة في العراق ، وزعمت أبناء علي بن أبي طالب ، وكان لها عدة جولات دامية مع السلطة الأموية ، كان أهمها فاجعة كربلاء ، وبعد كربلاء، وعبر عدة مراحل ، أخذ حزب الشيعة يتحول من حزب سياسي يرى أحقية أسرة في الحكم الى حركة دينية ، وبعد فترة أصاب التمزق حزب الشيعة ، لكن أخذت غالبية عناصر الشيعة تحصر زعامتها في أبناء الحسين بن علي .
وحمل كل واحد من رؤوس السلطه من بني أمية لقب خليفة ، وكان كل منهم ينادي بأمير المؤمنين ، وحيث أن الاسلام مزج بين المعنى الديني والدنيوي للاعمال ، وحيث أن النبي جمع في شخصيته النبوة مع القيادة الدنيوية ، ، وبعدما تحولت الحركة الشيعية من حزب سياسي الى حركات دينية ، فقد أخذ الشيعة يطلقون على زعمائهم لقب امام ، وهذه العبارة تعني
قائد أمة ، ذلك أن الأمة اللغة والعقيدة و أتباع دين وقالت الشيعة الآن بأن زعماءهم ، استحقوا الزعامة بسبب وراثتهم للنبي ، وأن رجال السلطة الأموية اغتصبوا منهم القسم الدنيوي من الزعامة فقط ، ولم يحرموهم الزعامة الدينية ، وهي الامامه ، لهذا الأيام الامامه محور العمل الشيعي ، وأغنيت فكرتها ، وزودت بكثير من المعاني والصفات ، وذلك بفضل اتساع رقعة ديار الإسلام ، والتطور الثقافي والحضاري الذي ألم بالمجتمع الإسلامي ولهذا استفادت كثيراً من تراث الديانات السماوية وغير السماوية الافلاطونية غدت مع مع الحديثة والغنوصية وخلال العصر الأموي فجر الشيعة العديد من الثورات ، ثم سقطت الخلافة الأموية ، وبعد ما قامت الخلافة العباسية ، دخلت الحركات الشيعية مرحلة جديدة من تاريخها ، ذلك أن جميع الحركات المتطرفة والعسكرية قد أخفقت وآل أمرها إلى الاضمحلال ، وفقط بقي أبناء الحسين الذين التزم غالبيتهم ، بعد كربلاء ، بالمرونة والثبات السلبي المظهر ، وظل الحال هكذا حتى أيام جعفر الصادق ، الذي اعتبر سادس الأئمة ففي أيام الصادق، انقسم أتباع الصادق إلى قسمين : واحد متطرف وآخر محافظ ، فقد قالت جماعة بأن الإمام بعد الصادق هو ابنه البكر اسماعيل ، وذلك على الرغم من أنه توفي أيام أبيه ، حيث أن الامامة ، انتقلت حكما ونصاً إلى محمد بن اسماعيل ، الذي يعرف عادة بمحمد المكتوم ، ذلك أن دعوة هذا الفرع الذي اتسم بالتطرف ، والعلمانية في التنظيم دخلت الآن مرحلة من النكتم الشديد ، وباتت تعرف باسم أو الإسماعيلية ، وغير ذلك من الاسماء الصعبة ،
، وتابع خط موسى وقالت الفئة الثانية من أتباع الصادق ، أنه بوفاة اسماعيل ، ولغير ذلك الأسباب ، فقد عيشن الصادق ابنه الآخر موسى الكاظم إماماً سابعاً هذا حتى الامام الثاني عشر ، ويدعى محمد ابن الحسن العسكري ، وهو عند الكثيرين من الناس إمام لم يلد ولم يخلق ، ولم يكن له إلا الوجود الوهمي، وأن إختيار الرقم (۱۲) وقبله (۷) تم عمداً وتحت تأثير من الفيثاغورسية أو أمثالها من العقائد التي شغل الرقم فيها دوره الهام ، ومهما يكن الحال فقد عرف الخط الثاني باسم الاثنا عشرية أو الامامية ، وفي فترات التاريخ الاسلامي تهيأ لهذا الخط العديد من الفرص لاستلام السلطة في بعض رقاع العالم الاسلامي ، لكن انعدام الامام ، وبقائه في الخفاء ، في غيبة دائمة ، جلب الاخفاق لهذه الفرص جميعاً
وشكل السبعية بعد عمل سري طويل فرقة فاقت في اعدادها المحكم ، وتنظيمها الدقيق المتقن في مجالات الجذب العقلاني الفلسفي ، والثقافي الإثارة العاطفية والإنفعال ، فاقت به على كل الفرق التي سبقتها أو نافستها ، ففي مكان العمل المشوش للفرق السابقة ، والإيمان البدائي ، والاعتماد على الفورات الانفعالية ، أحكم عدد من العلماء ، ذوي القدرات الخارقة ، والعقول الجبارة ، نظاماً للعقيدة الاسماعيلية ، على مستوى فلسفي في غاية الرقي ، وانتجوا أدباً رفيما بدأ الآن رجال عصرنا بالاعتراف بقيمته وأثره العالي ، مع
لقد قدم الاسماعيليون للورعين احتراماً كبيراً ظاهريا للقرآن الكريم ، والحديث والشريعة ، ومسايرة للعقيدة الشعبية الرائجة وقدموا للمثقفين شرحا باطنياً فلسفياً للكون ، اعتمد على مصادر الثقافات الشرقية القديمة والكلاسيكية ، وخاصة الفكر الاشراقي من الافلاطونية المحدثة .
و دعم وقدم رجال الاسماعيلية للصوفية ، والروحانيين مادة فيها الدفء العاطفي ، والحب السامي المؤدي إلى التحام الكائنات ، ووحدة الوجود هذا كله بأمثلة وشواهد مما عاناه الأئمة ، ومن تضحياتهم بذواتهم في سبيل اتباعهم ، ولقد قدم هذا كله في صيغ معارضة للنظام القائم و هادمة له ، فكان في ذلك سحر الثورة ، وحرارة العمل المعارض .
وعندما حلت نهاية القرن التاسع للميلاد، كان قد تم الاسماعيلية السيطرة على مسارات التفكير الاسلامي ، وعلى عقول الفلاسفة ، وتغلغل تأثيرهم الموجه في نظم وأفكار حركات الثورة في بلاد الاسلام ، كما حصل لدى العامة من الناس شعور بدنو النصر ، وقرب ساعة التحرير ورغم توفر كل هذه المعطيات لم تورط الحركة الاسماعيلية نفسها في عمل ثوري مباشر ، تتحمل أعباء نشاطه بشكل علني ، بل سعت نحو استغلال القوى غير الموالية تماماً لها ، لكن المتأثرة بها إلى أبعد الحدود في اضعاف النظام السني العباسي ، واضعاف أنفسها في ذات الوقت ، وهكذا كان الحال - كما يبدو - بالنسبة لثورات القرامطة ولحركة الزنج وحق بالنسبة للحركة الصفارية ..
ومع طول التجربة ، ودوام تجوال الأئمة ، وشدة الملاحقة اقتنع رجال الدعوة الاسماعيلية انه لن يكون النجاح حليفهم إذا ما تحركوا في خراسان ، أو العراق ، أو الشام ، فتوجهوا بأنظارهم نحو اليمن ، وتم اختيار اليمن لأسباب تتعلق بموقعها الجغرافي النائي عن مركز السلطة العباسية ، تم لملاءمة الطبيعة الجبلية للبلاد ، ويضاف إلى هذا أن اليمن اشتهرت بولائها الشيعي منذ فترات بعيدة ، وفي اليمن حققت الدعوة الاسماعيلية نجاحات لابأس بها ، وكان جل ذلك بفضل داعية عرفته بعض المصادر باسم علي بن الفضل ، وآخر اشتهر عموما العباسية .
بعد مقتل عثمان الخليفة الراشدي الثالث ، تسلم علي بن أبي طالب الخلافة ، وكانت التركة التي ورثها كبيرة للغاية ، اضطرته فيما اضطرته الى خوض عدد من الحروب الداخلية الدامية ، ومزقت هذه الحروب صفوف الأمة الاسلامية وجعلته نفسه يلقى حتفه غيلة ، مما مكن خصومه من بني أمية من استحواز السلطة ، وكان لذلك ردات فعل عنيفة للغاية ولهذا واجه الحكم الأموي ثورات كبيرة متواصلة .
وتجمعت أكبر عناصر المعارضة في العراق ، وزعمت أبناء علي بن أبي طالب ، وكان لها عدة جولات دامية مع السلطة الأموية ، كان أهمها فاجعة كربلاء ، وبعد كربلاء، وعبر عدة مراحل ، أخذ حزب الشيعة يتحول من حزب سياسي يرى أحقية أسرة في الحكم الى حركة دينية ، وبعد فترة أصاب التمزق حزب الشيعة ، لكن أخذت غالبية عناصر الشيعة تحصر زعامتها في أبناء الحسين بن علي .
وحمل كل واحد من رؤوس السلطه من بني أمية لقب خليفة ، وكان كل منهم ينادي بأمير المؤمنين ، وحيث أن الاسلام مزج بين المعنى الديني والدنيوي للاعمال ، وحيث أن النبي جمع في شخصيته النبوة مع القيادة الدنيوية ، ، وبعدما تحولت الحركة الشيعية من حزب سياسي الى حركات دينية ، فقد أخذ الشيعة يطلقون على زعمائهم لقب امام ، وهذه العبارة تعني
قائد أمة ، ذلك أن الأمة اللغة والعقيدة و أتباع دين وقالت الشيعة الآن بأن زعماءهم ، استحقوا الزعامة بسبب وراثتهم للنبي ، وأن رجال السلطة الأموية اغتصبوا منهم القسم الدنيوي من الزعامة فقط ، ولم يحرموهم الزعامة الدينية ، وهي الامامه ، لهذا الأيام الامامه محور العمل الشيعي ، وأغنيت فكرتها ، وزودت بكثير من المعاني والصفات ، وذلك بفضل اتساع رقعة ديار الإسلام ، والتطور الثقافي والحضاري الذي ألم بالمجتمع الإسلامي ولهذا استفادت كثيراً من تراث الديانات السماوية وغير السماوية الافلاطونية غدت مع مع الحديثة والغنوصية وخلال العصر الأموي فجر الشيعة العديد من الثورات ، ثم سقطت الخلافة الأموية ، وبعد ما قامت الخلافة العباسية ، دخلت الحركات الشيعية مرحلة جديدة من تاريخها ، ذلك أن جميع الحركات المتطرفة والعسكرية قد أخفقت وآل أمرها إلى الاضمحلال ، وفقط بقي أبناء الحسين الذين التزم غالبيتهم ، بعد كربلاء ، بالمرونة والثبات السلبي المظهر ، وظل الحال هكذا حتى أيام جعفر الصادق ، الذي اعتبر سادس الأئمة ففي أيام الصادق، انقسم أتباع الصادق إلى قسمين : واحد متطرف وآخر محافظ ، فقد قالت جماعة بأن الإمام بعد الصادق هو ابنه البكر اسماعيل ، وذلك على الرغم من أنه توفي أيام أبيه ، حيث أن الامامة ، انتقلت حكما ونصاً إلى محمد بن اسماعيل ، الذي يعرف عادة بمحمد المكتوم ، ذلك أن دعوة هذا الفرع الذي اتسم بالتطرف ، والعلمانية في التنظيم دخلت الآن مرحلة من النكتم الشديد ، وباتت تعرف باسم أو الإسماعيلية ، وغير ذلك من الاسماء الصعبة ،
، وتابع خط موسى وقالت الفئة الثانية من أتباع الصادق ، أنه بوفاة اسماعيل ، ولغير ذلك الأسباب ، فقد عيشن الصادق ابنه الآخر موسى الكاظم إماماً سابعاً هذا حتى الامام الثاني عشر ، ويدعى محمد ابن الحسن العسكري ، وهو عند الكثيرين من الناس إمام لم يلد ولم يخلق ، ولم يكن له إلا الوجود الوهمي، وأن إختيار الرقم (۱۲) وقبله (۷) تم عمداً وتحت تأثير من الفيثاغورسية أو أمثالها من العقائد التي شغل الرقم فيها دوره الهام ، ومهما يكن الحال فقد عرف الخط الثاني باسم الاثنا عشرية أو الامامية ، وفي فترات التاريخ الاسلامي تهيأ لهذا الخط العديد من الفرص لاستلام السلطة في بعض رقاع العالم الاسلامي ، لكن انعدام الامام ، وبقائه في الخفاء ، في غيبة دائمة ، جلب الاخفاق لهذه الفرص جميعاً
وشكل السبعية بعد عمل سري طويل فرقة فاقت في اعدادها المحكم ، وتنظيمها الدقيق المتقن في مجالات الجذب العقلاني الفلسفي ، والثقافي الإثارة العاطفية والإنفعال ، فاقت به على كل الفرق التي سبقتها أو نافستها ، ففي مكان العمل المشوش للفرق السابقة ، والإيمان البدائي ، والاعتماد على الفورات الانفعالية ، أحكم عدد من العلماء ، ذوي القدرات الخارقة ، والعقول الجبارة ، نظاماً للعقيدة الاسماعيلية ، على مستوى فلسفي في غاية الرقي ، وانتجوا أدباً رفيما بدأ الآن رجال عصرنا بالاعتراف بقيمته وأثره العالي ، مع
لقد قدم الاسماعيليون للورعين احتراماً كبيراً ظاهريا للقرآن الكريم ، والحديث والشريعة ، ومسايرة للعقيدة الشعبية الرائجة وقدموا للمثقفين شرحا باطنياً فلسفياً للكون ، اعتمد على مصادر الثقافات الشرقية القديمة والكلاسيكية ، وخاصة الفكر الاشراقي من الافلاطونية المحدثة .
و دعم وقدم رجال الاسماعيلية للصوفية ، والروحانيين مادة فيها الدفء العاطفي ، والحب السامي المؤدي إلى التحام الكائنات ، ووحدة الوجود هذا كله بأمثلة وشواهد مما عاناه الأئمة ، ومن تضحياتهم بذواتهم في سبيل اتباعهم ، ولقد قدم هذا كله في صيغ معارضة للنظام القائم و هادمة له ، فكان في ذلك سحر الثورة ، وحرارة العمل المعارض .
وعندما حلت نهاية القرن التاسع للميلاد، كان قد تم الاسماعيلية السيطرة على مسارات التفكير الاسلامي ، وعلى عقول الفلاسفة ، وتغلغل تأثيرهم الموجه في نظم وأفكار حركات الثورة في بلاد الاسلام ، كما حصل لدى العامة من الناس شعور بدنو النصر ، وقرب ساعة التحرير ورغم توفر كل هذه المعطيات لم تورط الحركة الاسماعيلية نفسها في عمل ثوري مباشر ، تتحمل أعباء نشاطه بشكل علني ، بل سعت نحو استغلال القوى غير الموالية تماماً لها ، لكن المتأثرة بها إلى أبعد الحدود في اضعاف النظام السني العباسي ، واضعاف أنفسها في ذات الوقت ، وهكذا كان الحال - كما يبدو - بالنسبة لثورات القرامطة ولحركة الزنج وحق بالنسبة للحركة الصفارية ..
ومع طول التجربة ، ودوام تجوال الأئمة ، وشدة الملاحقة اقتنع رجال الدعوة الاسماعيلية انه لن يكون النجاح حليفهم إذا ما تحركوا في خراسان ، أو العراق ، أو الشام ، فتوجهوا بأنظارهم نحو اليمن ، وتم اختيار اليمن لأسباب تتعلق بموقعها الجغرافي النائي عن مركز السلطة العباسية ، تم لملاءمة الطبيعة الجبلية للبلاد ، ويضاف إلى هذا أن اليمن اشتهرت بولائها الشيعي منذ فترات بعيدة ، وفي اليمن حققت الدعوة الاسماعيلية نجاحات لابأس بها ، وكان جل ذلك بفضل داعية عرفته بعض المصادر باسم علي بن الفضل ، وآخر اشتهر عموما العباسية .
تعليق