حسن الصباح
[ ت : - ١١٢٤ م ]
في سنة ٤٢٧ هـ / ١٠٣٦م ، تولى عرش الخلافة الفاطمية في القاهرة معد بن الظاهر بلقب المستنصر ، وكان شاباً ، ويعتبر عصر المستنصر أطول عصور الخلفاء الفاطميين حيث امتد حتى سنة ١٠٩٤ م ، في هذا العصر المديد وصلت الخلافة الفاطمية إلى ذروة توسعها ، ثم هوت بسرعة كبيرة ، ففي عصره نشطت القبائل البدوية للشام ومصر نشاطاً كبيراً للغاية ، كما اضطرب حال السبعية وبقية الفرق في العالم الاسلامي واسرعت الاستفاقة العباسية الخطى ، وتحقق لها النصر بزوال الحكم البويهي من بغداد وقيام السلطنة السحلوقية وفي أثناء الأحداث التي أدت إلى قيام السلطنة السجلوقية تمكن الفاطميون من السيطرة على بغداد ، وإزالة الخلافة العباسية من الوجود ، لكن لمدة عام فقط ، ولم تحدث الاستفاقة العباسية في المشرق فقط ، بل انتقلت عدواها إلى المغرب ، فأسهمت في قيام حركة المرابطين في المغرب الاقصى ، وسببت اندفاع قبائل هلال وسليم على بقية أجزاء شمال افريقيه وكان هذا كله آثاره العظمى على الخلافة الفاطمية في القاهرة ، حيث من مجموعة من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمذهبية تفجرت مير عانت
بشكل صراعات سياسية ، وانتهت باستيلاء بدر الجمالي وهو أحد قادة الجند الفاطمي ، على مقاليد الأمور في القاهرة وكان هذا ،
سنة ١٠٧٤ م . السلطة في دولته ، وقبل هذا كان الخليفة الفاطمي يسيطر على جميع فروع وهي : ( الادارة ، والدعوة والدعاة ، والجيش ، وكان الوزير الذي رأس قسم الادارة الشخصية الأولى في الحكم بعد الخليفة ، وكان داعي الدعاة يرأس الحزب الفاطمي ، ويسير جيشاً هائلاً من الدعاة الموزعين في كافة أنحاء العالم الاسلامي والهند . وكان قادة الجند رؤساء للفرق العسكرية ويأتون في المرتبة الثالثة في حكم كان بالأساس مدنيا عقائديا .
لكن الآن صار للجند الفاطمي أمير واحد ، حمل لقب أمير الجيوش وغدا هو سيدا للبلد ، يحكم على الخليفة ، ويحجر عليه ، ويحمل من الألقاب : لقبي وزير وداعي دعاة وذلك بالاضافة إلى لقبه كأمير للجيوش ، وغدا منصب أمير الجيوش وراثياً ، وقد ولد هذا التسلط والتغيير عدم رضا ، ومعارضة شديدة بين صفوف رجال الحركة الاسماعيلية . وحين توفي بدر الجمالي ورثه ابنه الأفضل ، وبعد وفاة الخليفة المستنصر سنة ١٠٩٤ م واجه الأفضل أمر اختيار خليفة المسائل التي نجمت في الأساس عن تملك التركمان لبلاد الشام ، وعن تعرض هذه البلاد لغزو جديد جاء من أوربة الغربية وعرف بالغزو الصليبي وساعة اختيار الخليفة الجديد، كان أمام الأفضل نزاراً الابن الأكبر المستنصر ، وكان معينا لولاية عهد أبيه ، وكان أمامه أيضا أخوه الأصغر المستعملي ، وكان حدثاً بدون مسانده ، او جماعة تؤيده ، جدید ، هما واجه عدداً من
فاختاره أمير الجيوش خليفة ، وسماه اماماً جديداً ، وصاهره على أخته ) أي أخت الأفضل ) ، وهرب نزار إلى الاسكندرية ، فقام بثورة هناك لكن قوات أمير الجيوش تمكنت من ملاحقته والقضاء عليه وعلى حركته
وادى اختيار المستعملي إلى انشطار الدعوة الاسماعيلية إلى شطرين فقد رفض الاسماعيليون في المشرق ، وفي القسم الأكبر من بلاد الشام الاعتراف بالخليفة الجديد ، وقامت بين صفوفهم دعوة جديدة أسها حسن الصباح في المشرق ، وبنى أركانها في قلعة الموت .
ولد حسن الصباح في حوالي منتصف القرن الحادي عشر م / في مدينة تم التي كانت مركزاً من مراكز هجره واستقرار العرب الأولى في ايران ، ومعقلاً للشيعة ، وكان حسن من أصل عربي يماني يعود نسبه إلى حمير ، ونشأ في بداية حياته شيعيا اماميا ، ثم تحول بعد ذلك إلى الاسماعيلية ، وفي مقتبل العقد الثالث من عمره أمر بالتوجه إلى القاهرة للالتحاق بمركز تدريب الدعاة فيها ، فوصلها في عام ١٠٧٨ م حيث أحسن استقباله
ومكث حسن في مصر ثلاث سنوات ، حدث خلالها خلاف بينه وبين بدر الجميلي ، فطرد من مصر إلى شمال افريقيه ولكنه تمكن بعد صعوبات من الوصول إلى بلاد الشام حيث سافر إلى اصفهان فكان فيها ولمدة تسع سنوات نشط حسن الصباح في الدعوة الاسماعيلية في ايران ، وركز جهوده على مناطق جبال الديلم ، وخطط لدعوة اسماعيلية جديدة ، تتمركز في عدد من القلاع ، تعلن منها الحرب ضد خصومها مهما كان لونهم ومذهبهم وبعد بحث متواصل وقع اختيار حسن الصباح على قلعة الموت ۲۸ - مائة أوائل سنة
) أله موت = عش العقاب ) وهي قلعة قديمة بنيت على شعب ضيق على رأس صخرة عالية في قلب جبال البرز ، وقد تحكمت بواد مزروع ومغلق طوله نحو الثلاثين ميلا وعرضه في أوسع نقاطه حوالي الثلاثة أميال ، وقد قامت القلعة على ارتفاع ستة آلاف وبضع مئات من الاقدام ، وكان من الممكن الوصول اليها فقط بوساطة ممر ضيق منحدر و حلزوني من المحال للجماعات سلوكه من كلمة غير لقد اعتمد حسن الصباح وسيلة الاغتيال السياسي الطقوسي للتخلص أعداء اسماعليته ، وذلك بطعن الخصوم حتى الموت بالسكاكين ، وعرفت دعوته في المشرق من قبل خصومها باسم ( الباطنية ، وبعدما سيطر أتباعه على عدد من القلاع الهامة في بلاد الشام ، مارسوا هناك دوراً بالغ الخطورة وصاروا يعرفون باسم الحشيشة ، وهي معروفة الأصل حتى الآن ، انما انتقلت إلى اللغات الأوربية لتعني
وأعمل حسن الصباح الحيلة والخدعة فتمكن من الاستيلاء على القلعة وبعد ذلك استولى على عدد آخر من القلاع كان على رأسها قلعة ، وهكذا ، وفي الوقت الذي كانت الخلافة الفاطمية في القاهرة ، تعيش فيه أيامها الأخيرة ، أسس حسن الصباح دعوة اسماعيلية جديدة في المشرق ، لكن بعقيدة جديدة وطرائق في الكفاح والدعاية جديدة أيضاً لمسر سنة ١٠٩٦ م
الاغتيال ، كما صار زعيم حشيشية الشام يعرف بلقب شيخ الجبل . ومنذ أيام حسن الصباح قام باطنية المشرق مع حشيشية الشام بعدد من عمليات الاغتيال نفذوها ضد قادة المسلمين في الشام والعراق وخراسان بشكل رئيسي ، وضد قادة الاسماعيلية المستعلية في مصر كما نفذوا بعض العمليات ضد بعض قادة الصليبيين، وأثاروا جوا كبيراً .
[ ت : - ١١٢٤ م ]
في سنة ٤٢٧ هـ / ١٠٣٦م ، تولى عرش الخلافة الفاطمية في القاهرة معد بن الظاهر بلقب المستنصر ، وكان شاباً ، ويعتبر عصر المستنصر أطول عصور الخلفاء الفاطميين حيث امتد حتى سنة ١٠٩٤ م ، في هذا العصر المديد وصلت الخلافة الفاطمية إلى ذروة توسعها ، ثم هوت بسرعة كبيرة ، ففي عصره نشطت القبائل البدوية للشام ومصر نشاطاً كبيراً للغاية ، كما اضطرب حال السبعية وبقية الفرق في العالم الاسلامي واسرعت الاستفاقة العباسية الخطى ، وتحقق لها النصر بزوال الحكم البويهي من بغداد وقيام السلطنة السحلوقية وفي أثناء الأحداث التي أدت إلى قيام السلطنة السجلوقية تمكن الفاطميون من السيطرة على بغداد ، وإزالة الخلافة العباسية من الوجود ، لكن لمدة عام فقط ، ولم تحدث الاستفاقة العباسية في المشرق فقط ، بل انتقلت عدواها إلى المغرب ، فأسهمت في قيام حركة المرابطين في المغرب الاقصى ، وسببت اندفاع قبائل هلال وسليم على بقية أجزاء شمال افريقيه وكان هذا كله آثاره العظمى على الخلافة الفاطمية في القاهرة ، حيث من مجموعة من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمذهبية تفجرت مير عانت
بشكل صراعات سياسية ، وانتهت باستيلاء بدر الجمالي وهو أحد قادة الجند الفاطمي ، على مقاليد الأمور في القاهرة وكان هذا ،
سنة ١٠٧٤ م . السلطة في دولته ، وقبل هذا كان الخليفة الفاطمي يسيطر على جميع فروع وهي : ( الادارة ، والدعوة والدعاة ، والجيش ، وكان الوزير الذي رأس قسم الادارة الشخصية الأولى في الحكم بعد الخليفة ، وكان داعي الدعاة يرأس الحزب الفاطمي ، ويسير جيشاً هائلاً من الدعاة الموزعين في كافة أنحاء العالم الاسلامي والهند . وكان قادة الجند رؤساء للفرق العسكرية ويأتون في المرتبة الثالثة في حكم كان بالأساس مدنيا عقائديا .
لكن الآن صار للجند الفاطمي أمير واحد ، حمل لقب أمير الجيوش وغدا هو سيدا للبلد ، يحكم على الخليفة ، ويحجر عليه ، ويحمل من الألقاب : لقبي وزير وداعي دعاة وذلك بالاضافة إلى لقبه كأمير للجيوش ، وغدا منصب أمير الجيوش وراثياً ، وقد ولد هذا التسلط والتغيير عدم رضا ، ومعارضة شديدة بين صفوف رجال الحركة الاسماعيلية . وحين توفي بدر الجمالي ورثه ابنه الأفضل ، وبعد وفاة الخليفة المستنصر سنة ١٠٩٤ م واجه الأفضل أمر اختيار خليفة المسائل التي نجمت في الأساس عن تملك التركمان لبلاد الشام ، وعن تعرض هذه البلاد لغزو جديد جاء من أوربة الغربية وعرف بالغزو الصليبي وساعة اختيار الخليفة الجديد، كان أمام الأفضل نزاراً الابن الأكبر المستنصر ، وكان معينا لولاية عهد أبيه ، وكان أمامه أيضا أخوه الأصغر المستعملي ، وكان حدثاً بدون مسانده ، او جماعة تؤيده ، جدید ، هما واجه عدداً من
فاختاره أمير الجيوش خليفة ، وسماه اماماً جديداً ، وصاهره على أخته ) أي أخت الأفضل ) ، وهرب نزار إلى الاسكندرية ، فقام بثورة هناك لكن قوات أمير الجيوش تمكنت من ملاحقته والقضاء عليه وعلى حركته
وادى اختيار المستعملي إلى انشطار الدعوة الاسماعيلية إلى شطرين فقد رفض الاسماعيليون في المشرق ، وفي القسم الأكبر من بلاد الشام الاعتراف بالخليفة الجديد ، وقامت بين صفوفهم دعوة جديدة أسها حسن الصباح في المشرق ، وبنى أركانها في قلعة الموت .
ولد حسن الصباح في حوالي منتصف القرن الحادي عشر م / في مدينة تم التي كانت مركزاً من مراكز هجره واستقرار العرب الأولى في ايران ، ومعقلاً للشيعة ، وكان حسن من أصل عربي يماني يعود نسبه إلى حمير ، ونشأ في بداية حياته شيعيا اماميا ، ثم تحول بعد ذلك إلى الاسماعيلية ، وفي مقتبل العقد الثالث من عمره أمر بالتوجه إلى القاهرة للالتحاق بمركز تدريب الدعاة فيها ، فوصلها في عام ١٠٧٨ م حيث أحسن استقباله
ومكث حسن في مصر ثلاث سنوات ، حدث خلالها خلاف بينه وبين بدر الجميلي ، فطرد من مصر إلى شمال افريقيه ولكنه تمكن بعد صعوبات من الوصول إلى بلاد الشام حيث سافر إلى اصفهان فكان فيها ولمدة تسع سنوات نشط حسن الصباح في الدعوة الاسماعيلية في ايران ، وركز جهوده على مناطق جبال الديلم ، وخطط لدعوة اسماعيلية جديدة ، تتمركز في عدد من القلاع ، تعلن منها الحرب ضد خصومها مهما كان لونهم ومذهبهم وبعد بحث متواصل وقع اختيار حسن الصباح على قلعة الموت ۲۸ - مائة أوائل سنة
) أله موت = عش العقاب ) وهي قلعة قديمة بنيت على شعب ضيق على رأس صخرة عالية في قلب جبال البرز ، وقد تحكمت بواد مزروع ومغلق طوله نحو الثلاثين ميلا وعرضه في أوسع نقاطه حوالي الثلاثة أميال ، وقد قامت القلعة على ارتفاع ستة آلاف وبضع مئات من الاقدام ، وكان من الممكن الوصول اليها فقط بوساطة ممر ضيق منحدر و حلزوني من المحال للجماعات سلوكه من كلمة غير لقد اعتمد حسن الصباح وسيلة الاغتيال السياسي الطقوسي للتخلص أعداء اسماعليته ، وذلك بطعن الخصوم حتى الموت بالسكاكين ، وعرفت دعوته في المشرق من قبل خصومها باسم ( الباطنية ، وبعدما سيطر أتباعه على عدد من القلاع الهامة في بلاد الشام ، مارسوا هناك دوراً بالغ الخطورة وصاروا يعرفون باسم الحشيشة ، وهي معروفة الأصل حتى الآن ، انما انتقلت إلى اللغات الأوربية لتعني
وأعمل حسن الصباح الحيلة والخدعة فتمكن من الاستيلاء على القلعة وبعد ذلك استولى على عدد آخر من القلاع كان على رأسها قلعة ، وهكذا ، وفي الوقت الذي كانت الخلافة الفاطمية في القاهرة ، تعيش فيه أيامها الأخيرة ، أسس حسن الصباح دعوة اسماعيلية جديدة في المشرق ، لكن بعقيدة جديدة وطرائق في الكفاح والدعاية جديدة أيضاً لمسر سنة ١٠٩٦ م
الاغتيال ، كما صار زعيم حشيشية الشام يعرف بلقب شيخ الجبل . ومنذ أيام حسن الصباح قام باطنية المشرق مع حشيشية الشام بعدد من عمليات الاغتيال نفذوها ضد قادة المسلمين في الشام والعراق وخراسان بشكل رئيسي ، وضد قادة الاسماعيلية المستعلية في مصر كما نفذوا بعض العمليات ضد بعض قادة الصليبيين، وأثاروا جوا كبيراً .
تعليق