قطع الأشجار في اليمن بديل للغاز والوقود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قطع الأشجار في اليمن بديل للغاز والوقود

    قطع الأشجار في اليمن بديل للغاز والوقود


    خشب الأشجار أصبح مصدرا بديلا للطاقة لسكان بلد فقير يواجهون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
    الاثنين 2023/02/27
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    قطع الأشجار لتشغيل المخابز والمطاعم أيضا

    تعز (اليمن) - تتعالى أصوات المناشير الكهربائية في جبال جنوب اليمن الغارق في الحرب، إذ أصبح خشب الأشجار مصدرًا بديلاً للطاقة لسكان بلد فقير يواجهون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

    ولم يسلم اليمن من التضخم العالمي وارتفاع أسعار الطاقة، رغم أنه منقطع عن العالم إلى حد كبير بسبب الحرب المستمرة منذ 2014 بين القوات الموالية للحكومة المدعومة من السعودية والحوثيين القريبين من إيران.

    وهذا الصراع الذي خلف مئات الآلاف من القتلى والملايين من النازحين، دمّر كذلك اقتصادا هشا للغاية، ما دفع جزءا كبيرا من حوالي 30 مليون يمني إلى حافة الجوع والمجاعة.


    قطع الأشجار وبيعها في غياب بدائل أخرى للعيش


    وعلى مشارف مدينة تعز في جنوب غرب البلاد التي يحاصرها الحوثيون لكنّها لا تزال تحت سيطرة الحكومة، يجمع حسين عبدالقوي وزملاؤه خشباً من أشجار قطعت حديثا في غابة قبل رميه في الجزء الخلفي من شاحنة صغيرة.

    ويقول عبدالقوي لوكالة فرانس برس "بدأنا في قطع الأشجار وبيعها لأنه ليس لدينا وسيلة أخرى للعيش"، مصيفا "هذه كارثة” أخرى لليمن. لكنه يؤكد أنّه "لا خيار أمامنا سوى بيعها، مثلما لا خيار أمام الناس سوى شرائها".

    وتسبب الانتعاش العالمي بعد جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا في ارتفاع أسعار النفط خلال العام الماضي وعدم استقرارها. وأمام مخبز عبدالسلام دابوان في مركز تسوق في تعز، تتراكم جذوع وأغصان مقّطعة، قبل أن تُحرق في الأفران لتحضير الخبز، الغذاء الأساسي خاصة للعائلات الأكثر فقراً في اليمن.

    وبينما ينهمك موظفوه في خبز أرغفة صغيرة وفطائر ذهبية اللون، يقرّ الخبّاز أمام فرنه بأنّه اضطر إلى استخدام الخشب بسبب الزيادة الكبيرة في أسعار الغاز والوقود.

    ويوضح أنه لو لم يقم بذلك، لكان اضطر لزيادة أسعاره على ضوء زيادة كلفة الوقود. ويقول لفرانس برس “نستخدم الحطب لمنح الناس ما يحتاجون”، داعيا الحكومة إلى مساعدة التجار في مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة.


    عمليات قطع فوضوية


    وبحسب الخبير البيئي أنور الشاذلي قُطع أكثر من ستة ملايين شجرة منذ بداية الحرب، خصوصا في صنعاء حيث تستخدم على نطاق واسع في المخابز والمطاعم، بحسب أرقام رسمية. ويؤكّد الاختصاصي أنّ قطع الأشجار “موجود في جميع البلدان ولكن بطريقة منظّمة”.

    ويتابع أنه في اليمن وخاصة في تعز يتم قطع الأشجار “على مستوى سطح الأرض مما يؤثر على المياه الجوفية والأنظمة الزراعية والتنوع البيولوجي ويساهم في تآكل التربة”.

    ويحذّر الخبير من أنّ السلطات يجب أن تتدخل من خلال منع عمليات القطع “الفوضوية” وتدريب الأشخاص الذين يقطعون الأشجار على القيام بذلك بطريقة “مناسبة” للتقليل من الآثار على البيئة.

    ◙ قطع الأشجار على مستوى سطح الأرض يؤثر على المياه الجوفية والأنظمة الزراعية والتنوع البيولوجي

    ويشدد الخبير البيئي على أنه يتفهم محنة السكان في مواجهة التضخم والعواقب الاقتصادية للحرب، لكن على الحكومة أن تتحرك بشكل عاجل لمنع “الكوارث الطبيعية التي ستصيب البلاد”.

    وحذر خبراء من أن غابات وأحراش اليمن مهددة بالزوال في بلد تمزقه الحرب منذ أكثر من 8 أعوام، وهو ما يهدد بأن يصبح البلد صحراء قاحلة إذا استمرت عمليات التحطيب الجائرة فيه.

    وأوضح رئيس التنوع البيولوجي والمحميات الطبيعية بهيئة حماية البيئة اليمنية في صنعاء عبدالله أبوالفتوح أن الحطابين يقطعون حوالي 886 ألف شجرة سنويًا لتشغيل المخابز والمطاعم في العاصمة فقط.

    وأشار إلى أنه قد جرى قطع حوالي 5 ملايين شجرة خلال السنوات الثلاث الماضية في جميع أنحاء شمالي اليمن الخاضع معظمه لسيطرة جماعة “أنصارالله” الحوثية.

    ولفت أبوالفتوح إلى أن ذلك “يعادل مساحة 213 كيلومترًا مربعًا (82 ميلًا مربعًا) من الغابات، مع العلم أن 3.3 في المئة فقط من إجمالي مساحة اليمن مصنفة على أنها غابات”.


    قطع حوالي 886 ألف شجرة سنويا


    انشرWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X