نتفليكس تستحوذ على أعمال ساحر الأطفال رولد دال لتنتجها بأشكال جديدة
نتفليكس تعتزم اقتباس أعماله في مشاريع نشر وألعاب ومسرح ومنتجات مشتقة.
الخميس 2021/09/23
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أعمال الكاتب خالدة مع الأطفال
باريس – أعلنت منصة نتفليكس الأربعاء أنها استحوذت على شركة إدارة الحقوق المتعلقة بأعمال الكاتب البارز في مجال أدب الأطفال البريطاني من أصل نرويجي رولد دال، مؤلف رواية “تشارلي ومصنع الشوكولاتة” الكلاسيكية التي اقتُبسَت للسينما مرتين.
ويستند هذا الاستحواذ الذي لم يُكشَف عن قيمته على شراكة بدأت قبل ثلاث سنوات بين منصة البث التدفقي الأميركية وورثة الكاتب البريطاني الذي بيعت في مختلف أنحاء العالم أكثر من 300 مليون نسخة من كتبه المترجمة إلى 63 لغة. وكانت نتفليكس أبدت في نوفمبر 2018 عزمها في إطار هذا التعاون على إنتاج مسلسلات رسوم متحركة مقتبسة من أنجح روايات دال.
وفي وقت سابق أبرمت المنصة اتفاقا مع ورثة عملاق الأدب البريطاني الموجه للشباب الذي توفي العام 1990. والذي اقتبست غالبية أعماله مرات عدة في المسرح والسينما ولاسيما “تشارلي أند ذي تشوكلت فاكتوري” الذي نقل إلى الشاشة الكبيرة للمرة الأولى في العام 1971 ومرة ثانية في 2005. وقالت المنصة في بيانها المشترك مع ورثة دال “تريد نتفليكس أن تبقى وفية لروح الكاتب ولهجته مع استحداثها عالما يتجاوز إطار الكتب”.
وعلى ضوء الاتفاق السابق قالت فيليسيتي دال أرملة الكاتب حينها في البيان “تتمثل مهمتنا الطموحة بالسماح للعدد الأكبر من الأطفال من اكتشاف السحر الفريد والرسالة الإيجابية النابعين من قصص دال”. ويشمل الاتفاق 16 كتابا. لكن بالاستحواذ على جل الحقوق من المرجح أن تتوسع المنصة في استغلال أعمال الكاتب في برامج ومشاريع فنية متنوعة.
إنتاجات نتفليكس لن تكون أفلاما بل برامج من حلقات عدة تستند إلى كتب دال
وأعلنت منصة نتفليكس أنها بصدد إنتاج برامج رسوم متحركة مقتبسة من أشهر روايات الكاتب البريطاني دال ولاسيما “تشارل أند ذي تشوكلت فاكتوري” و”ماتيلدا”. ويتولى المخرج النيوزيلندي تايكا وايتيتي الحائز على جائزة الأوسكار العمل في الوقت الراهن على مسلسل أول مستوحى من عالم “تشارلي أند ذي تشوكولات فاكتوري”.
وإنتاجات نتفليكس لن تكون أفلاما بل برامج من حلقات عدة تستند إلى كتب دال. فقد أوضحت المنصة أنها، في ضوء استحواذها على شركة “رولد دال ستوري كومباني” التي يديرها حفيد المؤلف لوك كيلي، تعتزم اقتباس أعماله في مشاريع نشر وألعاب ومسرح ومنتجات مشتقة.
ورولد دال (1916 – 1990) من مواليد ويلز لأبوين نرويجيين، واكتسب شهرة عالمية من خلال رواياته المخصصة للصغار (ماتيلدا، ذي ويتشز)، و20 حكاية باروكية غالبا ما يكون للكبار فيها دور سيء.
وفي أنجح كتبه المنتشرة بين الأطفال إلى اليوم بعنوان “الساحرات”، كان الكاتب الذي صنف كأفضل من كتب في أدب الأطفال في العالم، قد استرسل في وصف عالم الساحرات الشريرات بطريقة مزجت الخيال بالواقع، مستخدما خزينا لغويا يعج بالتوريات التي تضج دهشة وحياة. فقد قام دال بخلق سيناريوهات بشعة ومخيفة لعالم مليء بالمتاهات، في قصص تمكن من أن يوصد أبوابها في وجه القارئ – الطفل، بنهايات مبتورة وغير متوقعة، ويبدو أنه لم يكن حتى يزعج نفسه ببذل مجهود في توضيح المعاني متكلا في ذلك على حدس الصغار وذكائهم، وهو في ذلك كثيرا ما لجأ لاستخدام تقنية المحاكاة الصوتية.
عشق الصغار حكاياته وبعضهم صار يردد مقاطع منها، كمعوذات تطرد عنهم شرور الكائنات الخرافية التي كانت تترصدهم في صفحات كتبه، تلك الكائنات التي اشتقها من حكايات والدته عندما كانت تجمعه هو وشقيقته في ليالي الشتاء الباردة، لتسردها عليهما وهم يستمتعون بدفء نار الموقد. كانت جميع المخلوقات الأسطورية نرويجية بشهادة الأم، وحتى كبيرة الساحرات التي اخترعها ضمن أكثر شخصياته رعبا كانت نرويجية تسكن الجبال، فالطفل الذي عاش حياته بريطانيا لم ينس أنه من نسل أبوين نرويجيين، وأن كل ما ورثه كان بنكهة البلد الأصلي.
لم يكن ينظر للروائي صاحب قصة “تشارلي ومصنع الشيكولاتة”، ككاتب يمتلك موهبة خاصة، فخلال سنوات دراسته، كتب عنه أحد معلمي اللغة الإنجليزية في تقريره المدرسي “لم يسبق لي أن التقيت بشخص يكتب بإصرار كلمات تذهب دائما إلى عكس ما هو مقصود من معنى”.
ويبدو أن المعلم كان يضمر انتقادا مبطنا للطفل دال، كون اللغة الإنجليزية هي اللغة الثانية له، لكنه لم يع أن الصغير سيكبر ليصبح ساحرا عظيما يتنقل بخفة بين الكلمات، يلمسها بأصابع إبداعه فيحيلها إلى نجوم تشع عذوبة. النجوم التي سرعان ما تتساقط من زوايا صفحات كتبه فتحملها أكف صغار مبهورين بالجمال والغرابة.
اعترف دال في أحد اللقاءات الصحافية بأن الكتابة للطفل أمر معقد للغاية “فمن العسير أن نجبر الطفل على إكمال قراءة كتاب كامل وفي الغرفة المجاورة يتوفر جهاز تلفزيون يقدم له مشاهد سهلة”. كان تصريحه هذا، طبعا، قبل استفحال التقنية وسيطرتها الكاملة على حياة أطفالنا بأجهزة ألعاب الكمبيوتر ومواقع الإنترنت. ورغم ذلك، مازالت كتبه تجد من يروّج لها من الصغار والكبار على حد السواء.
نتفليكس تعتزم اقتباس أعماله في مشاريع نشر وألعاب ومسرح ومنتجات مشتقة.
الخميس 2021/09/23
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أعمال الكاتب خالدة مع الأطفال
باريس – أعلنت منصة نتفليكس الأربعاء أنها استحوذت على شركة إدارة الحقوق المتعلقة بأعمال الكاتب البارز في مجال أدب الأطفال البريطاني من أصل نرويجي رولد دال، مؤلف رواية “تشارلي ومصنع الشوكولاتة” الكلاسيكية التي اقتُبسَت للسينما مرتين.
ويستند هذا الاستحواذ الذي لم يُكشَف عن قيمته على شراكة بدأت قبل ثلاث سنوات بين منصة البث التدفقي الأميركية وورثة الكاتب البريطاني الذي بيعت في مختلف أنحاء العالم أكثر من 300 مليون نسخة من كتبه المترجمة إلى 63 لغة. وكانت نتفليكس أبدت في نوفمبر 2018 عزمها في إطار هذا التعاون على إنتاج مسلسلات رسوم متحركة مقتبسة من أنجح روايات دال.
وفي وقت سابق أبرمت المنصة اتفاقا مع ورثة عملاق الأدب البريطاني الموجه للشباب الذي توفي العام 1990. والذي اقتبست غالبية أعماله مرات عدة في المسرح والسينما ولاسيما “تشارلي أند ذي تشوكلت فاكتوري” الذي نقل إلى الشاشة الكبيرة للمرة الأولى في العام 1971 ومرة ثانية في 2005. وقالت المنصة في بيانها المشترك مع ورثة دال “تريد نتفليكس أن تبقى وفية لروح الكاتب ولهجته مع استحداثها عالما يتجاوز إطار الكتب”.
وعلى ضوء الاتفاق السابق قالت فيليسيتي دال أرملة الكاتب حينها في البيان “تتمثل مهمتنا الطموحة بالسماح للعدد الأكبر من الأطفال من اكتشاف السحر الفريد والرسالة الإيجابية النابعين من قصص دال”. ويشمل الاتفاق 16 كتابا. لكن بالاستحواذ على جل الحقوق من المرجح أن تتوسع المنصة في استغلال أعمال الكاتب في برامج ومشاريع فنية متنوعة.
إنتاجات نتفليكس لن تكون أفلاما بل برامج من حلقات عدة تستند إلى كتب دال
وأعلنت منصة نتفليكس أنها بصدد إنتاج برامج رسوم متحركة مقتبسة من أشهر روايات الكاتب البريطاني دال ولاسيما “تشارل أند ذي تشوكلت فاكتوري” و”ماتيلدا”. ويتولى المخرج النيوزيلندي تايكا وايتيتي الحائز على جائزة الأوسكار العمل في الوقت الراهن على مسلسل أول مستوحى من عالم “تشارلي أند ذي تشوكولات فاكتوري”.
وإنتاجات نتفليكس لن تكون أفلاما بل برامج من حلقات عدة تستند إلى كتب دال. فقد أوضحت المنصة أنها، في ضوء استحواذها على شركة “رولد دال ستوري كومباني” التي يديرها حفيد المؤلف لوك كيلي، تعتزم اقتباس أعماله في مشاريع نشر وألعاب ومسرح ومنتجات مشتقة.
ورولد دال (1916 – 1990) من مواليد ويلز لأبوين نرويجيين، واكتسب شهرة عالمية من خلال رواياته المخصصة للصغار (ماتيلدا، ذي ويتشز)، و20 حكاية باروكية غالبا ما يكون للكبار فيها دور سيء.
وفي أنجح كتبه المنتشرة بين الأطفال إلى اليوم بعنوان “الساحرات”، كان الكاتب الذي صنف كأفضل من كتب في أدب الأطفال في العالم، قد استرسل في وصف عالم الساحرات الشريرات بطريقة مزجت الخيال بالواقع، مستخدما خزينا لغويا يعج بالتوريات التي تضج دهشة وحياة. فقد قام دال بخلق سيناريوهات بشعة ومخيفة لعالم مليء بالمتاهات، في قصص تمكن من أن يوصد أبوابها في وجه القارئ – الطفل، بنهايات مبتورة وغير متوقعة، ويبدو أنه لم يكن حتى يزعج نفسه ببذل مجهود في توضيح المعاني متكلا في ذلك على حدس الصغار وذكائهم، وهو في ذلك كثيرا ما لجأ لاستخدام تقنية المحاكاة الصوتية.
عشق الصغار حكاياته وبعضهم صار يردد مقاطع منها، كمعوذات تطرد عنهم شرور الكائنات الخرافية التي كانت تترصدهم في صفحات كتبه، تلك الكائنات التي اشتقها من حكايات والدته عندما كانت تجمعه هو وشقيقته في ليالي الشتاء الباردة، لتسردها عليهما وهم يستمتعون بدفء نار الموقد. كانت جميع المخلوقات الأسطورية نرويجية بشهادة الأم، وحتى كبيرة الساحرات التي اخترعها ضمن أكثر شخصياته رعبا كانت نرويجية تسكن الجبال، فالطفل الذي عاش حياته بريطانيا لم ينس أنه من نسل أبوين نرويجيين، وأن كل ما ورثه كان بنكهة البلد الأصلي.
لم يكن ينظر للروائي صاحب قصة “تشارلي ومصنع الشيكولاتة”، ككاتب يمتلك موهبة خاصة، فخلال سنوات دراسته، كتب عنه أحد معلمي اللغة الإنجليزية في تقريره المدرسي “لم يسبق لي أن التقيت بشخص يكتب بإصرار كلمات تذهب دائما إلى عكس ما هو مقصود من معنى”.
ويبدو أن المعلم كان يضمر انتقادا مبطنا للطفل دال، كون اللغة الإنجليزية هي اللغة الثانية له، لكنه لم يع أن الصغير سيكبر ليصبح ساحرا عظيما يتنقل بخفة بين الكلمات، يلمسها بأصابع إبداعه فيحيلها إلى نجوم تشع عذوبة. النجوم التي سرعان ما تتساقط من زوايا صفحات كتبه فتحملها أكف صغار مبهورين بالجمال والغرابة.
اعترف دال في أحد اللقاءات الصحافية بأن الكتابة للطفل أمر معقد للغاية “فمن العسير أن نجبر الطفل على إكمال قراءة كتاب كامل وفي الغرفة المجاورة يتوفر جهاز تلفزيون يقدم له مشاهد سهلة”. كان تصريحه هذا، طبعا، قبل استفحال التقنية وسيطرتها الكاملة على حياة أطفالنا بأجهزة ألعاب الكمبيوتر ومواقع الإنترنت. ورغم ذلك، مازالت كتبه تجد من يروّج لها من الصغار والكبار على حد السواء.