أفلام كوميدية لجذب الجمهور المصري في موسم الشتاء
إعادة دوران عجلة الإنتاج السينمائي عبر خلطة كوميدية لاستعادة النجاح.
الخميس 2022/12/15
انشرWhatsAppTwitterFacebook
الكوميديا تكسر ركود الإنتاج
اتجه منتجو الأفلام السينمائية في مصر نحو إنتاج أفلام كوميدية خفيفة آملين أن تسهم في كسر الجمود في موسم الشتاء والتمهيد لإنتاج أفلام أكثر قيمة سواء فنيا أو إنتاجيا للمواسم القادمة. ويرى نقاد في هذا التوجه مؤشرات إيجابية على انتعاش القطاع السينمائي بعد الركود الذي أصابه خلال العامين الأخيرين.
القاهرة – يشهد موسم الشتاء السينمائي في مصر رواجا جديدا مقارنة بالأفلام التي قدمت في العامين الماضيين التي شهدت انتشارا كبيرا لفايروس كورونا، حيث تستقبل دور العرض حوالي ثمانية أفلام تميل نحو النزعة الكوميدية، ما أوجد مخاوف لدى البعض من النقاد من تقديم أعمال سطحية بتكاليف زهيدة وتفتقر إلى الجودة الفنية المطلوبة.
ويشهد موسم الشتاء الذي يبدأ قبيل رأس السنة الجديدة ويستمر حتى انتهاء إجازة منتصف العام الدراسي في فبراير عادة مشاركة ضعيفة للأفلام، ولم يتجاوز عدد الأفلام التي قدمت في هذه الفترة من العام الماضي أربعة، وزيادة العدد هذا العام إلى الضعف والتركيز على النزعة الكوميدية يطرحان تساؤلات حول مدى الانتعاش في الإنتاج وجودته وقدرته على جذب قطاعات كبيرة من الجمهور إلى السينما.
فايزة هنداوي: هناك مؤشرات إيجابية على إمكانية انتعاش الإنتاج السينمائي
يستهدف الاهتمام بأفلام الكوميديا وعودة فنانين لديهم جماهيرية توظيف مبادرة “سينما الشعب” التي ترعاها وزارة الثقافة المصرية وتعتمد على عرض الأفلام في دور السينما داخل قصور الثقافة المختلفة بالأقاليم التي لا تتواجد فيها صالات عرض لتكون أداة يمكن من خلالها استعادة العلاقة بين الجمهور والسينما.
ويقدم محمد هنيدي ورامز جلال وكريم محمود عبدالعزيز وبيومي فؤاد ومحمد ثروت أفلاما كوميدية ربما تستعيد رواج السينما المصرية في التسعينات عندما حققت أفلام هنيدي وأحمد حلمي وكريم عبدالعزيز وعلاء ولي الدين التي غلب عليها الطابع الكوميدي إيرادات مرتفعة في الأقاليم المختلفة التي عرضت فيها بنجاح.
ومنذ أشهر، تتوسع وزارة الثقافة المصرية في تحويل المسارح والقاعات الموجودة في قصور الثقافة إلى صالات للعرض السينما، وفي هذا السياق تم افتتاح 11 صالة لعرض الأفلام في محافظات عديدة، ومن المقرر افتتاح ست قاعات جديدة مع بداية العام.
وتتيح هذه الأماكن عرض الأفلام بعد أيام من بداية عرضها في دور السينما بالقاهرة والمدن الكبرى بأسعار زهيدة تتراوح بين 20 و25 جنيهًا ( دولار واحد أو أقل).
وتعرض دور العرض السينمائي المصرية فيلم “نبيل الجميل أخصائي تجميل” بطولة محمد هنيدي في الثامن والعشرين من الشهر الجاري، يشارك في بطولته نور اللبنانية، ومحمد سلام، ورحمة أحمد، ومحمود حافظ، وحجاج عبدالعظيم، وأحمد فؤاد سليم، وضياء الميرغني، ومحمد الصاوي، ومادلين طبر، وشيما الشريف.
وتدور قصة الفيلم حول الدكتور نبيل الجميل ويجسد شخصيته محمد هنيدي، وهو دكتور تجميل لديه عيادته الخاصة ويقوم فيها بإجراء عمليات التجميل، وبسبب عمله يقع في العديد من المواقف الكوميدية والطريفة.
ويلعب الفنان بيومي فؤاد دور البطولة في فيلم “مغامرات كوكو” وتدور قصته في إطار صراع الخير والشر من منظور الحيوانات وليس البشر وفي إطار كوميدي، ويشارك في البطولة خالد الصاوي وشيرين رضا، من إخراج يوسف كمال رزق.
من المقرر أن تستقبل دور العرض أيضا فيلم “أخي فوق الشجرة”، بطولة رامز جلال، ونسرين طافش، ومحمد ثروت، وحمدي الميرغني، وتارا عماد، ومن إخراج محمود كريم، وتدور أحداثه حول قصة حب بين رامز ونسرين، ويتعرضان للعديد من المشاكل والمواقف تعالج في قالب رومانسي – كوميدي.
أفلام كوميدية لجذب رواد السينما
ويشارك الفنان بيومي فؤاد في بطولة فيلم “اتنين (اثنان) للإيجار”، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي – كوميدي عبر حكايات منفصلة، بطولة الفنان محمد ثروت ورانيا يوسف وميرهان حسين، وثراء جبيل وإسعاد يونس، وإخراج شادي علي.
وتخوض الفنانة روبي تجربة كوميدية عبر فيلم “غروب الماميز” المقرر عرضه بالصالات قبل نهاية الشهر الجاري بالتزامن مع احتفالات رأس السنة، وتدور قصته حول ثلاث أمهات من طبقات اجتماعية مختلفة وعلاقاتهن بأبنائهن، يشارك في بطولته يسرا اللوزي، ودارين حداد، ومحمود حافظ، ومحمد ثروت، وحازم إيهاب.
وسيتم عرض عدد من الأفلام كان من المقرر طرحها في فترات سابقة، من بينها فيلم “المطاريد”، بطولة أحمد حاتم، وإياد نصار، وتارا عماد، ومحمود البزاوي، ومحمود حافظ، ومحمد محمود، ومحمود الليثي، من إخراج ياسر سامي، علاوة على فيلم “شلبي” بطولة كريم عبدالعزيز وروبي، ومشاركة بيومي فؤاد، ومحمد محمود، وحاتم صلاح، وسليمان عيد، ومن إخراج بيتر ميمي.
ويستعيد الفنان المصري المخضرم محمود حميدة أدواره الكوميدية من خلال فيلم “مطرح مطروح”، وتدور أحداثه في فترة الأربعينات من القرن الماضي حول موظف حكومي وشقيقه ويتعرضان لمفارقات عديدة، ويشاركه البطولة ليلى أحمد زاهر، وسامى مغاورى، وشيماء سيف، ومحمد السعدني.
ومن المقرر عرض فيلم “غراب السيد غراب” بطولة حسن الرداد في إجازة منتصف العام الدراسي، ويدور أيضًا في قالب كوميدي.
قالت الناقدة الفنية فايزة هنداوي إن خلق موسم سينمائي ثري بعيدا عن الأعياد وإجازة الصيف يعيد عجلة دوران الإنتاج السينمائي التي تعطلت كثيرا خلال الأعوام الماضية بسبب جائحة كورونا، ما يجعل هناك مؤشرات إيجابية على إمكانية انتعاش الإنتاج السينمائي من جديد، وأن قدرة هذه الأفلام على جذب الجمهور تؤدي إلى انتعاشة حقيقية وليست خادعة.
وأضافت في تصريح لـ”العرب” أن الأصل في الأمر أن يشهد الموسم تنوعًا في محتويات وأنواع الأفلام المقدمة، لكن سيطرة النزعة الكوميدية قد يكون مقبولاً في هذا التوقيت الذي يشهد إقبالاً على نحو أكبر لدور العرض من خلال طلاب المدارس والجامعات في فترات الإجازة، والذين بحاجة إلى محتوى ترفيهي وليس التفكير العميق والاستغراق في قضايا مجتمعية وسياسية معقدة.
وأشارت إلى أن جودة الأفلام المقدمة تحسم إقبال الجمهور من عدمه، وبعض الأفلام التراجيدية أو الحركة (الأكشن) حققت نجاحا جماهيريا لجودتها، كما حدث مع فيلم “كيرة والجن” و”الفيل الأزرق” وغيرهما، ووجود دور عرض جديدة في بعض المحافظات، والتي وفرتها وزارة الثقافة يسهم في تقليص خسائر المنتجين.
شركات الإنتاج السينمائي تتجه نحو تقديم أفلام بكلفة زهيدة لتحقيق أرباح تساعدها على تقديم أعمال أخرى
وتتجه شركات الإنتاج السينمائي نحو تقديم عدد أكبر من الأفلام بكلفة زهيدة بما يوجد فرصا لتحقيق أرباح تساعدها على تقديم أعمال أخرى بجودة أكثر ما يساعدها على إعادة دوران عجلة عملها بدلاً من حالة الركود التي هيمنت على القطاع، ويعول هؤلاء على مسارات عديدة للتسويق، من بينها دور العرض السينمائي وقاعات سينما الشعب من خلال تعاقدات مع وزارة الثقافة والمنصات الرقمية والفضائيات.
واتسع نطاق مطالب العديد من المنتجين في الفترة الماضية بتقليص الضرائب المفروضة على الإنتاج السينمائي مع زيادة نسبتها بفعل تعديلات أدخلتها وزارة المالية على رسوم دخول المسارح والسينمات وغيرها من محال الفرجة والملاهي.
وأكد الناقد السينمائي الأمير أباظة أن المواسم السينمائية بمصر تقوم على الأفلام الكوميدية باعتبارها الأكثر قدرة على جذب الجمهور، وذلك لا يعني أن جميع الأعمال المقدمة تركن إلى الاستسهال والإسفاف، وأن تصويت الجمهور والنقاد لأفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية جاء على رأسه أفلام كوميدية تناولت أوضاعا اجتماعية مهمة مثل “إشاعة حب” و”مراتي مدير عام”.
وأوضح لـ”العرب” أن الاعتماد على الكوميديا منطقي في ظل حالة الركود التي تعانيها السينما مع مساعي استقطاب الجمهور من جديد، وفي ظل أزمات السينما التي ترتبط بتراجع حضورها لحساب المنصات الرقمية هناك رغبة في استمرار الإنتاج بما لا يؤدي إلى هجرة العاملين في القطاع والذهاب باتجاه إغلاق ما تبقى من صالات.
وشدد على أن الاهتمام بالكوميديا في أوقات الأزمات مسألة منطقية ويستهدف التنفيس، وحدث ذلك عقب نكسة يونيو عام 1967 وفي نهاية السبعينات وخلال عقد التسعينات من القرن الماضي، لكن التاريخ يذكر أيضا أن الأفلام الكوميدية الجيدة ظهرت في أوقات بعيدة عن الأزمات.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أحمد حافظ
كاتب مصري
إعادة دوران عجلة الإنتاج السينمائي عبر خلطة كوميدية لاستعادة النجاح.
الخميس 2022/12/15
انشرWhatsAppTwitterFacebook
الكوميديا تكسر ركود الإنتاج
اتجه منتجو الأفلام السينمائية في مصر نحو إنتاج أفلام كوميدية خفيفة آملين أن تسهم في كسر الجمود في موسم الشتاء والتمهيد لإنتاج أفلام أكثر قيمة سواء فنيا أو إنتاجيا للمواسم القادمة. ويرى نقاد في هذا التوجه مؤشرات إيجابية على انتعاش القطاع السينمائي بعد الركود الذي أصابه خلال العامين الأخيرين.
القاهرة – يشهد موسم الشتاء السينمائي في مصر رواجا جديدا مقارنة بالأفلام التي قدمت في العامين الماضيين التي شهدت انتشارا كبيرا لفايروس كورونا، حيث تستقبل دور العرض حوالي ثمانية أفلام تميل نحو النزعة الكوميدية، ما أوجد مخاوف لدى البعض من النقاد من تقديم أعمال سطحية بتكاليف زهيدة وتفتقر إلى الجودة الفنية المطلوبة.
ويشهد موسم الشتاء الذي يبدأ قبيل رأس السنة الجديدة ويستمر حتى انتهاء إجازة منتصف العام الدراسي في فبراير عادة مشاركة ضعيفة للأفلام، ولم يتجاوز عدد الأفلام التي قدمت في هذه الفترة من العام الماضي أربعة، وزيادة العدد هذا العام إلى الضعف والتركيز على النزعة الكوميدية يطرحان تساؤلات حول مدى الانتعاش في الإنتاج وجودته وقدرته على جذب قطاعات كبيرة من الجمهور إلى السينما.
فايزة هنداوي: هناك مؤشرات إيجابية على إمكانية انتعاش الإنتاج السينمائي
يستهدف الاهتمام بأفلام الكوميديا وعودة فنانين لديهم جماهيرية توظيف مبادرة “سينما الشعب” التي ترعاها وزارة الثقافة المصرية وتعتمد على عرض الأفلام في دور السينما داخل قصور الثقافة المختلفة بالأقاليم التي لا تتواجد فيها صالات عرض لتكون أداة يمكن من خلالها استعادة العلاقة بين الجمهور والسينما.
ويقدم محمد هنيدي ورامز جلال وكريم محمود عبدالعزيز وبيومي فؤاد ومحمد ثروت أفلاما كوميدية ربما تستعيد رواج السينما المصرية في التسعينات عندما حققت أفلام هنيدي وأحمد حلمي وكريم عبدالعزيز وعلاء ولي الدين التي غلب عليها الطابع الكوميدي إيرادات مرتفعة في الأقاليم المختلفة التي عرضت فيها بنجاح.
ومنذ أشهر، تتوسع وزارة الثقافة المصرية في تحويل المسارح والقاعات الموجودة في قصور الثقافة إلى صالات للعرض السينما، وفي هذا السياق تم افتتاح 11 صالة لعرض الأفلام في محافظات عديدة، ومن المقرر افتتاح ست قاعات جديدة مع بداية العام.
وتتيح هذه الأماكن عرض الأفلام بعد أيام من بداية عرضها في دور السينما بالقاهرة والمدن الكبرى بأسعار زهيدة تتراوح بين 20 و25 جنيهًا ( دولار واحد أو أقل).
وتعرض دور العرض السينمائي المصرية فيلم “نبيل الجميل أخصائي تجميل” بطولة محمد هنيدي في الثامن والعشرين من الشهر الجاري، يشارك في بطولته نور اللبنانية، ومحمد سلام، ورحمة أحمد، ومحمود حافظ، وحجاج عبدالعظيم، وأحمد فؤاد سليم، وضياء الميرغني، ومحمد الصاوي، ومادلين طبر، وشيما الشريف.
وتدور قصة الفيلم حول الدكتور نبيل الجميل ويجسد شخصيته محمد هنيدي، وهو دكتور تجميل لديه عيادته الخاصة ويقوم فيها بإجراء عمليات التجميل، وبسبب عمله يقع في العديد من المواقف الكوميدية والطريفة.
ويلعب الفنان بيومي فؤاد دور البطولة في فيلم “مغامرات كوكو” وتدور قصته في إطار صراع الخير والشر من منظور الحيوانات وليس البشر وفي إطار كوميدي، ويشارك في البطولة خالد الصاوي وشيرين رضا، من إخراج يوسف كمال رزق.
من المقرر أن تستقبل دور العرض أيضا فيلم “أخي فوق الشجرة”، بطولة رامز جلال، ونسرين طافش، ومحمد ثروت، وحمدي الميرغني، وتارا عماد، ومن إخراج محمود كريم، وتدور أحداثه حول قصة حب بين رامز ونسرين، ويتعرضان للعديد من المشاكل والمواقف تعالج في قالب رومانسي – كوميدي.
أفلام كوميدية لجذب رواد السينما
ويشارك الفنان بيومي فؤاد في بطولة فيلم “اتنين (اثنان) للإيجار”، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي – كوميدي عبر حكايات منفصلة، بطولة الفنان محمد ثروت ورانيا يوسف وميرهان حسين، وثراء جبيل وإسعاد يونس، وإخراج شادي علي.
وتخوض الفنانة روبي تجربة كوميدية عبر فيلم “غروب الماميز” المقرر عرضه بالصالات قبل نهاية الشهر الجاري بالتزامن مع احتفالات رأس السنة، وتدور قصته حول ثلاث أمهات من طبقات اجتماعية مختلفة وعلاقاتهن بأبنائهن، يشارك في بطولته يسرا اللوزي، ودارين حداد، ومحمود حافظ، ومحمد ثروت، وحازم إيهاب.
وسيتم عرض عدد من الأفلام كان من المقرر طرحها في فترات سابقة، من بينها فيلم “المطاريد”، بطولة أحمد حاتم، وإياد نصار، وتارا عماد، ومحمود البزاوي، ومحمود حافظ، ومحمد محمود، ومحمود الليثي، من إخراج ياسر سامي، علاوة على فيلم “شلبي” بطولة كريم عبدالعزيز وروبي، ومشاركة بيومي فؤاد، ومحمد محمود، وحاتم صلاح، وسليمان عيد، ومن إخراج بيتر ميمي.
ويستعيد الفنان المصري المخضرم محمود حميدة أدواره الكوميدية من خلال فيلم “مطرح مطروح”، وتدور أحداثه في فترة الأربعينات من القرن الماضي حول موظف حكومي وشقيقه ويتعرضان لمفارقات عديدة، ويشاركه البطولة ليلى أحمد زاهر، وسامى مغاورى، وشيماء سيف، ومحمد السعدني.
ومن المقرر عرض فيلم “غراب السيد غراب” بطولة حسن الرداد في إجازة منتصف العام الدراسي، ويدور أيضًا في قالب كوميدي.
قالت الناقدة الفنية فايزة هنداوي إن خلق موسم سينمائي ثري بعيدا عن الأعياد وإجازة الصيف يعيد عجلة دوران الإنتاج السينمائي التي تعطلت كثيرا خلال الأعوام الماضية بسبب جائحة كورونا، ما يجعل هناك مؤشرات إيجابية على إمكانية انتعاش الإنتاج السينمائي من جديد، وأن قدرة هذه الأفلام على جذب الجمهور تؤدي إلى انتعاشة حقيقية وليست خادعة.
وأضافت في تصريح لـ”العرب” أن الأصل في الأمر أن يشهد الموسم تنوعًا في محتويات وأنواع الأفلام المقدمة، لكن سيطرة النزعة الكوميدية قد يكون مقبولاً في هذا التوقيت الذي يشهد إقبالاً على نحو أكبر لدور العرض من خلال طلاب المدارس والجامعات في فترات الإجازة، والذين بحاجة إلى محتوى ترفيهي وليس التفكير العميق والاستغراق في قضايا مجتمعية وسياسية معقدة.
وأشارت إلى أن جودة الأفلام المقدمة تحسم إقبال الجمهور من عدمه، وبعض الأفلام التراجيدية أو الحركة (الأكشن) حققت نجاحا جماهيريا لجودتها، كما حدث مع فيلم “كيرة والجن” و”الفيل الأزرق” وغيرهما، ووجود دور عرض جديدة في بعض المحافظات، والتي وفرتها وزارة الثقافة يسهم في تقليص خسائر المنتجين.
شركات الإنتاج السينمائي تتجه نحو تقديم أفلام بكلفة زهيدة لتحقيق أرباح تساعدها على تقديم أعمال أخرى
وتتجه شركات الإنتاج السينمائي نحو تقديم عدد أكبر من الأفلام بكلفة زهيدة بما يوجد فرصا لتحقيق أرباح تساعدها على تقديم أعمال أخرى بجودة أكثر ما يساعدها على إعادة دوران عجلة عملها بدلاً من حالة الركود التي هيمنت على القطاع، ويعول هؤلاء على مسارات عديدة للتسويق، من بينها دور العرض السينمائي وقاعات سينما الشعب من خلال تعاقدات مع وزارة الثقافة والمنصات الرقمية والفضائيات.
واتسع نطاق مطالب العديد من المنتجين في الفترة الماضية بتقليص الضرائب المفروضة على الإنتاج السينمائي مع زيادة نسبتها بفعل تعديلات أدخلتها وزارة المالية على رسوم دخول المسارح والسينمات وغيرها من محال الفرجة والملاهي.
وأكد الناقد السينمائي الأمير أباظة أن المواسم السينمائية بمصر تقوم على الأفلام الكوميدية باعتبارها الأكثر قدرة على جذب الجمهور، وذلك لا يعني أن جميع الأعمال المقدمة تركن إلى الاستسهال والإسفاف، وأن تصويت الجمهور والنقاد لأفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية جاء على رأسه أفلام كوميدية تناولت أوضاعا اجتماعية مهمة مثل “إشاعة حب” و”مراتي مدير عام”.
وأوضح لـ”العرب” أن الاعتماد على الكوميديا منطقي في ظل حالة الركود التي تعانيها السينما مع مساعي استقطاب الجمهور من جديد، وفي ظل أزمات السينما التي ترتبط بتراجع حضورها لحساب المنصات الرقمية هناك رغبة في استمرار الإنتاج بما لا يؤدي إلى هجرة العاملين في القطاع والذهاب باتجاه إغلاق ما تبقى من صالات.
وشدد على أن الاهتمام بالكوميديا في أوقات الأزمات مسألة منطقية ويستهدف التنفيس، وحدث ذلك عقب نكسة يونيو عام 1967 وفي نهاية السبعينات وخلال عقد التسعينات من القرن الماضي، لكن التاريخ يذكر أيضا أن الأفلام الكوميدية الجيدة ظهرت في أوقات بعيدة عن الأزمات.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أحمد حافظ
كاتب مصري