"بلاك بانثر" يثير حفيظة باريس لتصويره جنودا فرنسيين
الفيلم صور الجنود الفرنسيين على أنهم يأتون لنهب موارد من مالي في رد فعل يندرج ضمن سياق حرب معلومات في أفريقيا.
الثلاثاء 2023/02/14
انشرWhatsAppTwitterFacebook
فيلم لم يعجب وزير الجيوش الفرنسية
باريس- أثار فيلم “بلاك بانثر” الذي انتقد ضمن أحداثه ممارسات الجنود الفرنسيين في أفريقيا حفيظة وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو الذي ندد بالعمل.
ويدور فيلم “بلاك بانثر: واكاندا فوريفر” للمخرج راين كوغلر الذي طُرح في الصالات العالمية نهاية العام الماضي، حول قتال الملكة راموندا وشوري ومباكو وأوكوي ودورا ميلاجي لحماية مملكة واكاندا من تدخل القوى العالمية في أعقاب وفاة الملك تش شالا. ويصوّر العمل جنودا فرنسيين أسرى راكعين أمام ملكة واكاندا، وهي مملكة خيالية، في زي مشابه للجنود الفرنسيين الذين كانوا منتشرين في مالي حتى أغسطس الفائت. كذلك، يظهر الفيلم وزيرة فرنسية مفترضة في موقع المحاسبة على ما ارتكبه الجنود أمام الأمم المتحدة.
وهذا الفيلم مقتبس من قصص “دي سي كوميكس” المصوّرة ويؤدي فيه دواين “ذي روك” جونسون دور تِث آدم، وهو عبد قديم يتمتع بقوى خارقة، وجد بعد تحرره من السجن الذي أمضى فيه زمنا طويلا جدا أن العالم تحوّل وأصبح عدائيا.
◙ العمل صور جنودا أسرى راكعين أمام ملكة واكاندا في زي مشابه للجنود الفرنسيين الذين كانوا منتشرين في مالي
واستنكر لوكورنو طريقة تقديم الجزء الثاني من فيلم “بلاك بانثر” من إنتاج “مارفل” لجنود فرنسيين، إذ يصورهم العمل على أنهم يأتون لنهب موارد، في رد فعل يندرج في سياق حرب معلومات في أفريقيا.
وكتب لوكورنو على تويتر “أدين بشدة هذا التجسيد الكاذب والمضلل لقواتنا المسلحة”، مضيفاً “أحيي 58 جندياً فرنسياً سقطوا وهم يدافعون عن مالي بناءً على طلبها في وجه الجماعات الإرهابية الإسلامية”.
وأشارت أوساط مقربة من لوكورنو إلى “حالة غضب اعترت الوزير إثر مشاهدة الفيلم”، بينما تتهم فرنسا بانتظام روسيا بشن حرب إعلامية عليها من خلال التلاعب بالرأي العام حول تحركها في المنطقة.
وأقرت الوزارة بحرية “العمل الفني” في هذا الفيلم الذي لا تطلب فرنسا سحبه أو فرض الرقابة عليه.
في المقابل قالت إنه “لا يمكن أن يحصل تحريف في مهمة فرنسا الأخيرة في مالي، فقد تدخلنا بناء على طلب البلاد لمحاربة الجماعات الإرهابية المسلحة بعيدا عن القصة التي يرويها الفيلم والمتمحورة على مجيء الجيش الفرنسي لنهب الموارد الطبيعية”.
وتابع المصدر عينه “دور الوزير يكمن في الدفاع عن نتائج عمليتي سرفال وبرخان” اللتين نُشرتا على التوالي في 2013 و2014 بناء على طلب باماكو لمحاربة المقاتلين المرتبطين بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.
وأفضى الانقلاب المزدوج في مالي عامي 2020 و2021 إلى إنهاء التدخل الفرنسي. وغادر آخر جندي فرنسي البلاد في نهاية أغسطس. ومنذ ذلك الحين، تسود برودة علاقة باريس مع باماكو التي استعانت وفق فرنسا بخدمات مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية، وهو ما ينفيه المجلس العسكري.
ويندرج رد فعل الوزير أيضا في إطار رغبة باريس في الرد على “روايات منافسينا” في أفريقيا، بحسب الوزارة. وفي هذا الكلام إشارة مباشرة إلى تدهور صورة فرنسا لدى الرأي العام في منطقة الساحل الأفريقي، وهو أمر ضخمته خصوصاً الدعاية الروسية، ولاسيما من جانب أجهزة الإعلام المرتبطة بمجموعة فاغنر.
الفيلم صور الجنود الفرنسيين على أنهم يأتون لنهب موارد من مالي في رد فعل يندرج ضمن سياق حرب معلومات في أفريقيا.
الثلاثاء 2023/02/14
انشرWhatsAppTwitterFacebook
فيلم لم يعجب وزير الجيوش الفرنسية
باريس- أثار فيلم “بلاك بانثر” الذي انتقد ضمن أحداثه ممارسات الجنود الفرنسيين في أفريقيا حفيظة وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو الذي ندد بالعمل.
ويدور فيلم “بلاك بانثر: واكاندا فوريفر” للمخرج راين كوغلر الذي طُرح في الصالات العالمية نهاية العام الماضي، حول قتال الملكة راموندا وشوري ومباكو وأوكوي ودورا ميلاجي لحماية مملكة واكاندا من تدخل القوى العالمية في أعقاب وفاة الملك تش شالا. ويصوّر العمل جنودا فرنسيين أسرى راكعين أمام ملكة واكاندا، وهي مملكة خيالية، في زي مشابه للجنود الفرنسيين الذين كانوا منتشرين في مالي حتى أغسطس الفائت. كذلك، يظهر الفيلم وزيرة فرنسية مفترضة في موقع المحاسبة على ما ارتكبه الجنود أمام الأمم المتحدة.
وهذا الفيلم مقتبس من قصص “دي سي كوميكس” المصوّرة ويؤدي فيه دواين “ذي روك” جونسون دور تِث آدم، وهو عبد قديم يتمتع بقوى خارقة، وجد بعد تحرره من السجن الذي أمضى فيه زمنا طويلا جدا أن العالم تحوّل وأصبح عدائيا.
◙ العمل صور جنودا أسرى راكعين أمام ملكة واكاندا في زي مشابه للجنود الفرنسيين الذين كانوا منتشرين في مالي
واستنكر لوكورنو طريقة تقديم الجزء الثاني من فيلم “بلاك بانثر” من إنتاج “مارفل” لجنود فرنسيين، إذ يصورهم العمل على أنهم يأتون لنهب موارد، في رد فعل يندرج في سياق حرب معلومات في أفريقيا.
وكتب لوكورنو على تويتر “أدين بشدة هذا التجسيد الكاذب والمضلل لقواتنا المسلحة”، مضيفاً “أحيي 58 جندياً فرنسياً سقطوا وهم يدافعون عن مالي بناءً على طلبها في وجه الجماعات الإرهابية الإسلامية”.
وأشارت أوساط مقربة من لوكورنو إلى “حالة غضب اعترت الوزير إثر مشاهدة الفيلم”، بينما تتهم فرنسا بانتظام روسيا بشن حرب إعلامية عليها من خلال التلاعب بالرأي العام حول تحركها في المنطقة.
وأقرت الوزارة بحرية “العمل الفني” في هذا الفيلم الذي لا تطلب فرنسا سحبه أو فرض الرقابة عليه.
في المقابل قالت إنه “لا يمكن أن يحصل تحريف في مهمة فرنسا الأخيرة في مالي، فقد تدخلنا بناء على طلب البلاد لمحاربة الجماعات الإرهابية المسلحة بعيدا عن القصة التي يرويها الفيلم والمتمحورة على مجيء الجيش الفرنسي لنهب الموارد الطبيعية”.
وتابع المصدر عينه “دور الوزير يكمن في الدفاع عن نتائج عمليتي سرفال وبرخان” اللتين نُشرتا على التوالي في 2013 و2014 بناء على طلب باماكو لمحاربة المقاتلين المرتبطين بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.
وأفضى الانقلاب المزدوج في مالي عامي 2020 و2021 إلى إنهاء التدخل الفرنسي. وغادر آخر جندي فرنسي البلاد في نهاية أغسطس. ومنذ ذلك الحين، تسود برودة علاقة باريس مع باماكو التي استعانت وفق فرنسا بخدمات مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية، وهو ما ينفيه المجلس العسكري.
ويندرج رد فعل الوزير أيضا في إطار رغبة باريس في الرد على “روايات منافسينا” في أفريقيا، بحسب الوزارة. وفي هذا الكلام إشارة مباشرة إلى تدهور صورة فرنسا لدى الرأي العام في منطقة الساحل الأفريقي، وهو أمر ضخمته خصوصاً الدعاية الروسية، ولاسيما من جانب أجهزة الإعلام المرتبطة بمجموعة فاغنر.