لا داعي للدبابات".. سخرية شارلي إيبدو من زلزال تركيا تثير جدلا
مغردون: إذا كان يجب ضمان حرية التعبير بشكل مطلق، فهذا لا يبرر السخرية من كارثة إنسانية تهم مجتمعا بأكمله.
الأربعاء 2023/02/08
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أي حدود للسخرية
باريس- أثار رسم كاريكاتير لمجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية سخرت من خلاله من الزلزال الذي ضرب تركيا، موجةً من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر ناشطون أن الرسم يوحي بالتشفي من مأساة إنسانية.
ونشرت المجلة على حسابها في تويتر رسما لأبنية منهارة أرفقته بعبارة “حتى أنه لا توجد حاجة إلى إرسال الدبابات”، لتنهال الانتقادات المنددة بالرسم، إذ عبر مغردون عن صدمتهم من سخرية المجلة بينما ما يزال الكثير من الضحايا عالقين تحت الأنقاض يطلقون صيحات استغاثة لنجدتهم في ظل نقص طواقم الإنقاذ وصعوبة المساعدة.
وأثار التعليق “المستفز” على المأساة ضجة واسعة. ولم يُفهم قصد المجلة الفرنسية من الجملة التي أرفقتها بالكاريكاتير، فيما توقع مغردون أنه من الممكن أن يكون القصد “لم تبقَ هناك حاجة إلى إرسال دبابات لقتل الأتراك، فهم قُتلوا خلال الزلزال”. فيما قال البعض الآخر “إن تركيا أصبحت ساحة حرب”.
وأمطر المغردون الأتراك حساب المجلة على تويتر بالتغريدات المنتقدة. وأبدى الكثير من الناشطين الأتراك أسفهم لسلوك المجلة التي تعاطفوا معها في محنتها عندما تعرضت للهجوم على أيدي متطرفين، وقالت ناشطة تصف نفسها بـ”خبيرة في العلاقات الدولية”:
SireneOznur@
"“شارلي إيبدو" حتى الأتراك شاركوك ألمك واليوم أنت تجرئين على السخرية من معاناة شعب بأكمله. يجب حقًا أن يكون لديك البرودة للقيام بذلك عندما لا يزال هناك أطفال ينتظرون المساعدة تحت الأنقاض.
وعلّق حساب يدعى محسن خان:
zer_o_zabar@
مجلة شارلي إيبدو الفرنسية سخرت من الزلزال الذي وقع في تركيا، هل هذه حرية تعبير؟ ليسخروا من موت الآخرين، عار عليكم.
كما تفاعل ناشطون عرب مع تغريدة المجلة الفرنسية، فقالت مغردة:
وكتب المغرّد التركي أوميت تعليقاً على ما نشرته المجلة الفرنسية “لا نصيب لديكم من الإنسانية! إذا كنت تعتقد أن هذا مضحك أو حرية فأنت مخطئ حقاً!”.
وتساءل معلقون “إذا كان يجب ضمان حرية التعبير بشكل مطلق، فهذا لا يبرر السخرية من كارثة إنسانية تهم مجتمعا بأكمله”. وحرية التعبير مبدأ مطلق في فرنسا وأوروبا، وهي مكرسة في العديد من النصوص الأساسية.
ويعتبر خبراء أن لرسوم الكاريكاتير “تأثير الفراشة”، مؤكدين “يبدأ سوء الفهم دائمًا كرفرفة طفيفة لجناحي الفراشة... ثم الإعصار”. وأضاف معلق:
وجاء في تغريدة:
واتهمت وكالة الأناضول الرسمية التركية شارلي إيبدو بالقيام بجريمة كراهية من خلال الرسم الذي نشرته، معتبرة أن المجلة تجاوزت السخرية إلى خطاب الكراهية في هذه المأساة الانسانية.
وفي صباح السادس من فبراير ضرب زلزال بقوة 7.7 درجة جنوب شرقي تركيا وشمال غرب سوريا، وهو الأقوى منذ عام 1939، وفقًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وسبق أن كانت رسوم المجلة في قلب نزاع فرنسي – تركي عام 2020، حيث دعا أردوغان إلى مقاطعة السلع الفرنسية وانتقد دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى “إسلام فرنسي”.
وزاد التوتر بعد قطع رأس مدرس في فرنسا عرض رسوما كاريكاتيرية للنبي محمد والتي سبق أن نشرتها مجلة شارلي إيبدو. وفي تأبينه للمدرس قال ماكرون إن فرنسا لن تتخلى أبدًا عن حرياتها أو رسومها الكرتونية، لتصدر بعدها نسخة من مجلة شارلي إيبدو ظهرت فيها صورة كاريكاتيرية لأردوغان في ملابسه الداخلية، وهو يرفع ملابس امرأة تضع حجابا من الخلف. وقال أردوغان إنها “إهانة خطيرة”.
◙ وكالة الأناضول الرسمية التركية اتهمت شارلي إيبدو بالقيام بجريمة كراهية من خلال الرسم الذي نشرته
وشغلت الرسوم الهزلية والكاريكاتير مساحة كبيرة من المجلة الفرنسية وخصوصاً السياسية، إضافة إلى الصحافة الاستقصائية عن طريق نشر تقارير في الخارج أو في بعض المجالات مثل الطوائف، الدين، اليمين المتطرف، الإسلام السياسي، السياسة والثقافة.
والسخرية ليست الأولى من نوعها، فالمجلة الفرنسية كانت قد نشرت في 2016 رسوما سخرت فيها من زلزال عنيف ضرب إيطاليا. وآنذاك، نشرت المجلة رسما كاريكاتيريا بعنوان “زلزال على الطريقة الإيطالية” يصور رجلا تغرقه الدماء، ويصفه بأنه “معكرونة بيني بصلصة الطماطم”. كما وصفت صورة امرأة متفحمة بأنها “معكرونة بيني مطهوة في الفرن”، وكتبت عن صورة جثث دفنت تحت مبنى منهار باعتبارها “معكرونة لازانيا”.
وفي أعقاب ذلك، رفع المجلس المحلي لمدينة أماتريتشي الإيطالية باعتبارها كانت الأكثر تضررا من الزلزال، دعوى قضائية ضد المجلة بـ”تهمة القذف”.
وفي عام 2015 انتقدت روسيا المجلة الساخرة بشدة بسبب رسوم كاريكاتيرية تصور تحطم طائرة في سيناء راح ضحيته 224 شخصا معظمهم من الروس.
وفي نفس العام، قُتل 12 شخصا في هجوم على مكاتب المجلة في باريس، حين استهدفها متشددون إسلاميون لنشرها رسوما كاريكاتيرية للنبي محمد.
مغردون: إذا كان يجب ضمان حرية التعبير بشكل مطلق، فهذا لا يبرر السخرية من كارثة إنسانية تهم مجتمعا بأكمله.
الأربعاء 2023/02/08
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أي حدود للسخرية
باريس- أثار رسم كاريكاتير لمجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية سخرت من خلاله من الزلزال الذي ضرب تركيا، موجةً من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر ناشطون أن الرسم يوحي بالتشفي من مأساة إنسانية.
ونشرت المجلة على حسابها في تويتر رسما لأبنية منهارة أرفقته بعبارة “حتى أنه لا توجد حاجة إلى إرسال الدبابات”، لتنهال الانتقادات المنددة بالرسم، إذ عبر مغردون عن صدمتهم من سخرية المجلة بينما ما يزال الكثير من الضحايا عالقين تحت الأنقاض يطلقون صيحات استغاثة لنجدتهم في ظل نقص طواقم الإنقاذ وصعوبة المساعدة.
وأثار التعليق “المستفز” على المأساة ضجة واسعة. ولم يُفهم قصد المجلة الفرنسية من الجملة التي أرفقتها بالكاريكاتير، فيما توقع مغردون أنه من الممكن أن يكون القصد “لم تبقَ هناك حاجة إلى إرسال دبابات لقتل الأتراك، فهم قُتلوا خلال الزلزال”. فيما قال البعض الآخر “إن تركيا أصبحت ساحة حرب”.
وأمطر المغردون الأتراك حساب المجلة على تويتر بالتغريدات المنتقدة. وأبدى الكثير من الناشطين الأتراك أسفهم لسلوك المجلة التي تعاطفوا معها في محنتها عندما تعرضت للهجوم على أيدي متطرفين، وقالت ناشطة تصف نفسها بـ”خبيرة في العلاقات الدولية”:
SireneOznur@
"“شارلي إيبدو" حتى الأتراك شاركوك ألمك واليوم أنت تجرئين على السخرية من معاناة شعب بأكمله. يجب حقًا أن يكون لديك البرودة للقيام بذلك عندما لا يزال هناك أطفال ينتظرون المساعدة تحت الأنقاض.
وعلّق حساب يدعى محسن خان:
zer_o_zabar@
مجلة شارلي إيبدو الفرنسية سخرت من الزلزال الذي وقع في تركيا، هل هذه حرية تعبير؟ ليسخروا من موت الآخرين، عار عليكم.
كما تفاعل ناشطون عرب مع تغريدة المجلة الفرنسية، فقالت مغردة:
وكتب المغرّد التركي أوميت تعليقاً على ما نشرته المجلة الفرنسية “لا نصيب لديكم من الإنسانية! إذا كنت تعتقد أن هذا مضحك أو حرية فأنت مخطئ حقاً!”.
وتساءل معلقون “إذا كان يجب ضمان حرية التعبير بشكل مطلق، فهذا لا يبرر السخرية من كارثة إنسانية تهم مجتمعا بأكمله”. وحرية التعبير مبدأ مطلق في فرنسا وأوروبا، وهي مكرسة في العديد من النصوص الأساسية.
ويعتبر خبراء أن لرسوم الكاريكاتير “تأثير الفراشة”، مؤكدين “يبدأ سوء الفهم دائمًا كرفرفة طفيفة لجناحي الفراشة... ثم الإعصار”. وأضاف معلق:
وجاء في تغريدة:
واتهمت وكالة الأناضول الرسمية التركية شارلي إيبدو بالقيام بجريمة كراهية من خلال الرسم الذي نشرته، معتبرة أن المجلة تجاوزت السخرية إلى خطاب الكراهية في هذه المأساة الانسانية.
وفي صباح السادس من فبراير ضرب زلزال بقوة 7.7 درجة جنوب شرقي تركيا وشمال غرب سوريا، وهو الأقوى منذ عام 1939، وفقًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وسبق أن كانت رسوم المجلة في قلب نزاع فرنسي – تركي عام 2020، حيث دعا أردوغان إلى مقاطعة السلع الفرنسية وانتقد دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى “إسلام فرنسي”.
وزاد التوتر بعد قطع رأس مدرس في فرنسا عرض رسوما كاريكاتيرية للنبي محمد والتي سبق أن نشرتها مجلة شارلي إيبدو. وفي تأبينه للمدرس قال ماكرون إن فرنسا لن تتخلى أبدًا عن حرياتها أو رسومها الكرتونية، لتصدر بعدها نسخة من مجلة شارلي إيبدو ظهرت فيها صورة كاريكاتيرية لأردوغان في ملابسه الداخلية، وهو يرفع ملابس امرأة تضع حجابا من الخلف. وقال أردوغان إنها “إهانة خطيرة”.
◙ وكالة الأناضول الرسمية التركية اتهمت شارلي إيبدو بالقيام بجريمة كراهية من خلال الرسم الذي نشرته
وشغلت الرسوم الهزلية والكاريكاتير مساحة كبيرة من المجلة الفرنسية وخصوصاً السياسية، إضافة إلى الصحافة الاستقصائية عن طريق نشر تقارير في الخارج أو في بعض المجالات مثل الطوائف، الدين، اليمين المتطرف، الإسلام السياسي، السياسة والثقافة.
والسخرية ليست الأولى من نوعها، فالمجلة الفرنسية كانت قد نشرت في 2016 رسوما سخرت فيها من زلزال عنيف ضرب إيطاليا. وآنذاك، نشرت المجلة رسما كاريكاتيريا بعنوان “زلزال على الطريقة الإيطالية” يصور رجلا تغرقه الدماء، ويصفه بأنه “معكرونة بيني بصلصة الطماطم”. كما وصفت صورة امرأة متفحمة بأنها “معكرونة بيني مطهوة في الفرن”، وكتبت عن صورة جثث دفنت تحت مبنى منهار باعتبارها “معكرونة لازانيا”.
وفي أعقاب ذلك، رفع المجلس المحلي لمدينة أماتريتشي الإيطالية باعتبارها كانت الأكثر تضررا من الزلزال، دعوى قضائية ضد المجلة بـ”تهمة القذف”.
وفي عام 2015 انتقدت روسيا المجلة الساخرة بشدة بسبب رسوم كاريكاتيرية تصور تحطم طائرة في سيناء راح ضحيته 224 شخصا معظمهم من الروس.
وفي نفس العام، قُتل 12 شخصا في هجوم على مكاتب المجلة في باريس، حين استهدفها متشددون إسلاميون لنشرها رسوما كاريكاتيرية للنبي محمد.