سماء وسحب وبرق مناظر طبيعية في غاية الاثارة
الغيوم ، والسحب على أنواعـها مع ما يحيط بها من أضواء والوان في الفضاء الخارجي هي مواد مهمة للتصوير الفوتوغرافي ، يمكن الاستفادة منها في مجالين : المجال الأول كخلفية او كجزء من مواضيع أخرى ، والمجال الثاني في إعتمادها بحد ذاتها كمواضيع مستقلة في غاية الدراماتيكية والآثارة .
الأحوال الجوية مجال آخر من صور الطبيعة
لدى تصوير المناظر الطبيعية ، أو الأبنية وغيرها من المواضيع الخارجية يتعامل المصورون غالباً مع السماء والغيـوم كجزء من محتـوى صورهم ، متجاهلين ان هاتين المادتين - السماء والغيوم - يمكن إعتبـارهما مواضيع رئيسية كوحدة بحد ذاتها هذا بالإضافة إلى دورهما في إنتاج صور جميلة مع العديد من المواضيع الأخرى .. والشروق والغروب من المواضيع الشائعة في هذا المجال لكن مع بعض العناية يمكننا إضافة المزيد من الإثارة إلى لقطات كهذه .
الاطار وموقع الأفق
وطبيعة السماء هي التي تتحكم غالباً في نوعية اللقطة ومدى شاعريتها او كآبتها ... وبإمكاننا تغيير إنطباع المشهد ككل بمجرد تغيير بسيط في طبيعة السماء ولون الغيوم أو كثافتها ومع إمكانية إنتظار التبدلات في الأحوال الجوية ، يمكننا تنويع قدر أكبر من لقطاتنا في هذا المجال اما بالنسبة لمن لا يستطيعون ذلك ، لعدم تمكنهم من مراقبة تغييرات الجو في موقع ما على هؤلاء التفكير بدقة في مقدار المساحة من السماء التي سيشملها إطار الصورة عندهم ، للعمل على تحديد محتوى اللقطاء ، هذا حين تكون هذه السماء جزء من اللقطة وبإدخال مساحة واسعة ضمن الإطار يمكن التشديد على الأحوال الجوية ، أو على مجرد الإيحاء بمجال مفتـوح فوق الموضوع ، فالمنظر الطبيعي المنبسط في مستوى منخفض على سبيل المثال ، يتطلب منا وضع الأفق في الجزء السفلي من الأطار ، بحيث ستحصل على صورة بمنتهى الفعالية حين يكون للسماء الحيز الأكبر ضمن الاطار . أما إذا اردنا التشديد على تفاصيل مقدمة المشهد ووسطه ، فما علينا سوى الارتفاع بخط الافق ضمن إطار الصورة .
وهكذا يتأكد لنا ان تحديد موقع الافق في الاطار يبذل كليا في مضمون الصورة ، تبعاً للتوازن المطلوب بين المقدمة والخلفية في الإطار .
امر آخر ينبغي التركيز عليه ونحـن نـخـتـار النقطة التي سنحددها لموقع الاطار ، الا وهي كيفية إمساك الكاميرا خلال الالتقاط ـ عمودياً او أفقيا - وتحديد ذلك يتم ايضا وفق ما نريد شموله من السماء ، للحصول على الانطباع المطلوب في اللقطة .
السماء والغيوم تستطيعان في معظم الحالات تامين خلفية داعمة للمادة الرئيسية للموضوع .
فالسماء الزرقاء والخالية تماماً من الغيوم تكون مثالية كخلفية للقطات ذات الألوان الزاهيـة كالبالونات وأشرعة الزوارق مع التأكيد على ان صفاء الطقس له دوره الكبير في نجاح هذه اللقطات فالمطلوب هو طقس براق وسماء شديدة الزرقة ، مقابل مواضيع ملونة بالأخضر أو الأصفر أو الأحمر .
الغيوم انواع
وفي حال تواجدنا ضمن منطقة قلما تكون سماؤها زرقاء صافية وخالية من الفيوم ، لا بد من الاستفادة من هذه الغيوم بحد كخلفيات المناظر خارجية ومع إتخاذ القرار بإدخال السماء ضمن محتوى عام للقطة ، لا بد من إبقاء ذاتهـا كمـواضيـع مستقلة أو مستوى الأفق منخفضاً نسبياً ضمن الإطار . ويفضل دائماً في هذا وجـود تشكيلات من السحب المجال تحين الفرص التي تؤمن لنا الجذابة ، لالتقاطها وهي تسبح فوق تلة او بناء أو مجموعة من الأشجار ، او فوق اي موضوع آخر .
واحياناً ، نجد في فصل الصيف بعض الغيوم القزعية ( * ) الكثيفة والشبيهة بالقنبيط
مع هذه الغيوم يمكن إنتاج صور جذابة وربما بالتقاط مقطع صغير من إحدى السحب يمكننا تشكيل صورة تجريدية مميزة . كما أنه باستعمال عدسة - التيليفوتو يمكن عزل التفاصيل عن وجه الغيمة لاستخدامها في دراسة التباين اللوني من الأبيض إلى الرمادي الداكن .
وللحصول على لقطة للغيوم القزعية ، لا بد من إختيار موقع مناسب ، هو النقطة الأكثر إرتفاعاً التي تضعنا على مقربة نسبية من مستوى الغيمة . من هذه النقطة يمكن مشاهدة التشكيل وهو يتحرك باتجـاهنـا ، كما يمكن مشاهدة القبب الطويلة لكل غيمة على حدة وكما قلنا سابقاً ، يمكن الحصول على لقطات مميزة وفريدة لهذه الغيوم كموضوع مستقل ، كما يمكن التقاط تشكيل عام للمنظر الطبيعي كاملا . وكلما كان باستطاعتنا الارتفاع أكثر ، كلما أمكننا الحصول على لقطات مذهلة واسعة زاوية ، تبرز المظهر العام للغيوم ، وهي تمر فوق الرأس .
وعكس الانطباع المهيب لهذا النوع من الغيـوم - الغيـوم القزعية - نجد غيوماً من نوع آخر هي الغيوم الرقيقة والتي تاني اعلى وانعم من السابقة ، وبإدخال هذه الغيوم الرقيقة في منظر طبيعي ، يمكن إضفاء الانطباع بـ « الفضـائيـة .. خصوصاً مع شمول اللقطة لمساحة واسعة من السماء .
دمج هذين النوعين من الغيوم - القزعية والرقيقة - يحقق لنا بدوره ممتعة ومثيرة ، عن طريق إضفاء طـابـع من التناقض أو « التواتر ، الذي يميز اللقطة ، ففي الإطار العمودي مثلا ، نجد أن مساحة الغيـوم القرعية في الثلث السفلي من الإطار مع ملء باقي هذا الإطار بسماء زرقاء شاحبة يكون فعالا جدا . اما مع إضافة سحابة رقيقة لكسر قوة السماء الزرقاء ، فيمكننا إضفاء إنطباع جديد للمحتوى وللشعور الذي تبعثه الصورة .
إنعكاس الضوء
جدير بالذكر هنا ان الغيوم غالباً ما تتأثر بالنور المنعكس من الشمس وتفـاوت التبـايـن الضوئي على صفحة سحابة ما غالباً ما يؤثر على مجال التباين اللوني ككل ـ من ابيض ، إلى رمادي خفيف ، حتى الرمادي الداكن ، ومن ثم الأسود ـ كما انه مع تقدم النهار ، ومع التبدل بـالـوان الضـوء وبشكـل دراماتيكي احياناً ، فبـإستطاعـة هذه التغييرات فسح مجال لاحتمالات متعددة من المشاهد ذات العلاقات اللونية والتباين اللوني المختلف ، تبعا لقوة الضوء وقيمته اللونية في الصباح مثلا يكون الضوء ناعماً بحيث يمكن العثور على الوان قرنفلية وقرمزية وصفراء وبرتقاليـة تغطي سحابة ما ومعها نور دقيق يقسم التباين اللوني إلى درجات ضمن هذه الألوان . وهنا نحتاج إلى عدسة تيليفوتو ، لالتقاط تفاصيـل مثيرة للسحب بحد ذاتها مع هذه الألوان .
- علينا الاستفادة من العلاقات اللونية إلى أقصى حد ، وعدم اللونية بطريقة مثيرة وممتعة فقط ، بل التفكير كذلك بطريقة عمل الألوان المختلة الاكتفاء بتطويق المسـاحـات بحيث تتناغم مع بعضها البعض او تتقابل بشكل مميز ومثير ،
وتجدر الإشارة هنا إلى ان الألوان الباردة تعطي إنطباعاً بالانفصال بينما تعطي الألوان الحـارة إحساساً بالدعوة إلى المشهد . تجريدياً كان أو طبيعياً ونشير هنا إلى أنه بالإمكان تغيير التباينات اللونية بواسطة المبالغة في زيادة أو خفض التعريض الضوئي . فإزاء عدم الرضى عن الألوان حسبما هي عليه . نستطيع تقويتها بحيث تبدو اعمق او اقوى ويمكن تحقيق هذا الأمر على الأفلام الشفافة ايضأ بنفس الطريقة .
دور الأحوال الجوية
الاحوال الجوية هي التي تتحكم بنوعية الضوء عدا عن إمكانية تامين صور مميزة تبعاً لتغييراتها . إذ انها تعتبر أكثر ما هو ناشط ومتغير ضمن عوامل البيئة . ولا شك أن تشكيلات السحب القوية هي من أسهل المواضيع ، لكن مع عدم وجود إسلوب عملي للتكهن بها ، حتى ولو كنا مسلحين بتنبؤات عن حالة الطقس ، لا يمكننا التأكد مثلا من ان جحافل الغيوم القادمة ستكون ذات مظهر مميز وممنع مثير ... وعلى هذا الأساس تصبح الصور الجيدة للأحوال الجوية مرهونة بالحظ والبـديهـة السريعة للمصور .
ولكن يبقى القانون الجوهري للتصوير الفوتوغرافي للأحوال الجوية ، هو في تضمين اللقطة جزءاً من الأرض ، وذلك لاعطاء الناظر إلى الصورة نقطة يعتمدها كمرجع للاحساس بالمقاييس ومهما كانت الغيوم ممتعة ومثيرة ، فإنها تفقد كثيراً من قيمتها إذا شملت كل إطـار لكن مع وجود ولو الصورة مجرد خط افق رقيق في قاعـدة الاطار ، سوف يترسخ الأحساس بوجود علاقة بين السماء والأرض ، معطياً الانطباع لتاثير الطقس على الجزء الظاهر من البيئة .
في هذا المجال يتوقف إختيار الطول البؤري على المنطقة التي نريدها مثاراً للاهتمام . فالمطر المتساقط بشكل منحن على جانب ثلة بعيدة ، يستدعي عدسة ذات طول بؤري كبير ، بينما الصورة التي تشتمل على الأحوال الجوية والتي تتضمن كلا من الأفق والسماء فوق الرأس ، ستحتاج إلى عدسة واسعة الزاوية - مثلا عدسة ٢٠ ملم على كاميرا ٣٥ ملم - ولتصـويـر الأحوال الجوية للمنطقة الشاملة من السماء نحتاج إلى عدسة ، عين السمكة ، الدائرية .
هناك إستثناء واحد للحاجة إلى تضمين خط بمشـهـد جـوي للطقس ، أو الأحوال الجوية ففي لقطة افقية من مستوى الغيوم تصبح الابعاد اكثر وضوحاً والغيوم القزعية تاخذ مظهر منظر طبيعي مكلل بالجبال .
البرق
هو واحد من الأحوال الجوية المثيرة للفضول ، وغالباً البرق يمكن التقاطها في مشاهد تثير الاعجاب ، خصوصاً في الليل ومن المعروف أن البرق هو الذي يلتقط صـورتـه تلقائياً ، لان الطريقة العملية لتصويره هي في وضع الكاميرا على ركيزة ثلاثية الأرجل ، وتثبيتها مع تسديدها نحو الاتجاه الذي نتوقع حصول الومضات البرقية فيه ، مع ترك المغلاق مفتوحاً إلى حين تحدث هذه الومضة ، هنا يمكن الاكتفاء بفتحة معتدلة الاتساع ف / ۲ ومع فيلم ٦٤ ازا ، ومن الناحية العملية يوجد مجال واسع من التعريضات الضوئية المقبولة للبرق .
ومن حسن الحظ ان البرق عادة ما يحدث في سلسلة ومضات تلي واحدتها الأخرى وتاتي على مقربة من بعضها البعض كما هو معتاد إذن فمع حدوث الومضة الأولى تتوقع منطقياً حدوث المزيد منها ، وفي نفس الاتجـاه والعدسة واسعة الزاوية يمكنها تحسين إحتمالات التقـاط الومضات التالية في الإطار ومن الممكن أيضاً ترك الأطار مفتوحاً بانتظار ومضات لاحقة ومتعددة ومع وجود ريح قوية فان حواف السحابة المضاءة بكل ومضة سوف تظهر كسلسلة من صور الاشباح مع تحرك السحب على الاطار .
وعلى الرغم من ضآلة مجـال الاختيـار عـادة ، يبقى الوقت الأفضل لتصوير البرق ، هو ذلك الضوء يكون كافياً لإظهار الافق أما الوقت الأكثر صعوبة لذلك . الذي يتوفر فيه حد ادنى من فهو فترة النهار ، عندما تكون المستويات الضوئية مرتفعة ، إلى حد لا يمكن معه ترك المغلاق مفتوحاً لوقت طويل ... في هذه الحالة يكون الحل الوحيد هو في وجود الحظ ونجاح التوقعات . مع هدر الكثير من إطارات الفيلم -
الغيوم ، والسحب على أنواعـها مع ما يحيط بها من أضواء والوان في الفضاء الخارجي هي مواد مهمة للتصوير الفوتوغرافي ، يمكن الاستفادة منها في مجالين : المجال الأول كخلفية او كجزء من مواضيع أخرى ، والمجال الثاني في إعتمادها بحد ذاتها كمواضيع مستقلة في غاية الدراماتيكية والآثارة .
الأحوال الجوية مجال آخر من صور الطبيعة
لدى تصوير المناظر الطبيعية ، أو الأبنية وغيرها من المواضيع الخارجية يتعامل المصورون غالباً مع السماء والغيـوم كجزء من محتـوى صورهم ، متجاهلين ان هاتين المادتين - السماء والغيوم - يمكن إعتبـارهما مواضيع رئيسية كوحدة بحد ذاتها هذا بالإضافة إلى دورهما في إنتاج صور جميلة مع العديد من المواضيع الأخرى .. والشروق والغروب من المواضيع الشائعة في هذا المجال لكن مع بعض العناية يمكننا إضافة المزيد من الإثارة إلى لقطات كهذه .
الاطار وموقع الأفق
وطبيعة السماء هي التي تتحكم غالباً في نوعية اللقطة ومدى شاعريتها او كآبتها ... وبإمكاننا تغيير إنطباع المشهد ككل بمجرد تغيير بسيط في طبيعة السماء ولون الغيوم أو كثافتها ومع إمكانية إنتظار التبدلات في الأحوال الجوية ، يمكننا تنويع قدر أكبر من لقطاتنا في هذا المجال اما بالنسبة لمن لا يستطيعون ذلك ، لعدم تمكنهم من مراقبة تغييرات الجو في موقع ما على هؤلاء التفكير بدقة في مقدار المساحة من السماء التي سيشملها إطار الصورة عندهم ، للعمل على تحديد محتوى اللقطاء ، هذا حين تكون هذه السماء جزء من اللقطة وبإدخال مساحة واسعة ضمن الإطار يمكن التشديد على الأحوال الجوية ، أو على مجرد الإيحاء بمجال مفتـوح فوق الموضوع ، فالمنظر الطبيعي المنبسط في مستوى منخفض على سبيل المثال ، يتطلب منا وضع الأفق في الجزء السفلي من الأطار ، بحيث ستحصل على صورة بمنتهى الفعالية حين يكون للسماء الحيز الأكبر ضمن الاطار . أما إذا اردنا التشديد على تفاصيل مقدمة المشهد ووسطه ، فما علينا سوى الارتفاع بخط الافق ضمن إطار الصورة .
وهكذا يتأكد لنا ان تحديد موقع الافق في الاطار يبذل كليا في مضمون الصورة ، تبعاً للتوازن المطلوب بين المقدمة والخلفية في الإطار .
امر آخر ينبغي التركيز عليه ونحـن نـخـتـار النقطة التي سنحددها لموقع الاطار ، الا وهي كيفية إمساك الكاميرا خلال الالتقاط ـ عمودياً او أفقيا - وتحديد ذلك يتم ايضا وفق ما نريد شموله من السماء ، للحصول على الانطباع المطلوب في اللقطة .
السماء والغيوم تستطيعان في معظم الحالات تامين خلفية داعمة للمادة الرئيسية للموضوع .
فالسماء الزرقاء والخالية تماماً من الغيوم تكون مثالية كخلفية للقطات ذات الألوان الزاهيـة كالبالونات وأشرعة الزوارق مع التأكيد على ان صفاء الطقس له دوره الكبير في نجاح هذه اللقطات فالمطلوب هو طقس براق وسماء شديدة الزرقة ، مقابل مواضيع ملونة بالأخضر أو الأصفر أو الأحمر .
الغيوم انواع
وفي حال تواجدنا ضمن منطقة قلما تكون سماؤها زرقاء صافية وخالية من الفيوم ، لا بد من الاستفادة من هذه الغيوم بحد كخلفيات المناظر خارجية ومع إتخاذ القرار بإدخال السماء ضمن محتوى عام للقطة ، لا بد من إبقاء ذاتهـا كمـواضيـع مستقلة أو مستوى الأفق منخفضاً نسبياً ضمن الإطار . ويفضل دائماً في هذا وجـود تشكيلات من السحب المجال تحين الفرص التي تؤمن لنا الجذابة ، لالتقاطها وهي تسبح فوق تلة او بناء أو مجموعة من الأشجار ، او فوق اي موضوع آخر .
واحياناً ، نجد في فصل الصيف بعض الغيوم القزعية ( * ) الكثيفة والشبيهة بالقنبيط
مع هذه الغيوم يمكن إنتاج صور جذابة وربما بالتقاط مقطع صغير من إحدى السحب يمكننا تشكيل صورة تجريدية مميزة . كما أنه باستعمال عدسة - التيليفوتو يمكن عزل التفاصيل عن وجه الغيمة لاستخدامها في دراسة التباين اللوني من الأبيض إلى الرمادي الداكن .
وللحصول على لقطة للغيوم القزعية ، لا بد من إختيار موقع مناسب ، هو النقطة الأكثر إرتفاعاً التي تضعنا على مقربة نسبية من مستوى الغيمة . من هذه النقطة يمكن مشاهدة التشكيل وهو يتحرك باتجـاهنـا ، كما يمكن مشاهدة القبب الطويلة لكل غيمة على حدة وكما قلنا سابقاً ، يمكن الحصول على لقطات مميزة وفريدة لهذه الغيوم كموضوع مستقل ، كما يمكن التقاط تشكيل عام للمنظر الطبيعي كاملا . وكلما كان باستطاعتنا الارتفاع أكثر ، كلما أمكننا الحصول على لقطات مذهلة واسعة زاوية ، تبرز المظهر العام للغيوم ، وهي تمر فوق الرأس .
وعكس الانطباع المهيب لهذا النوع من الغيـوم - الغيـوم القزعية - نجد غيوماً من نوع آخر هي الغيوم الرقيقة والتي تاني اعلى وانعم من السابقة ، وبإدخال هذه الغيوم الرقيقة في منظر طبيعي ، يمكن إضفاء الانطباع بـ « الفضـائيـة .. خصوصاً مع شمول اللقطة لمساحة واسعة من السماء .
دمج هذين النوعين من الغيوم - القزعية والرقيقة - يحقق لنا بدوره ممتعة ومثيرة ، عن طريق إضفاء طـابـع من التناقض أو « التواتر ، الذي يميز اللقطة ، ففي الإطار العمودي مثلا ، نجد أن مساحة الغيـوم القرعية في الثلث السفلي من الإطار مع ملء باقي هذا الإطار بسماء زرقاء شاحبة يكون فعالا جدا . اما مع إضافة سحابة رقيقة لكسر قوة السماء الزرقاء ، فيمكننا إضفاء إنطباع جديد للمحتوى وللشعور الذي تبعثه الصورة .
إنعكاس الضوء
جدير بالذكر هنا ان الغيوم غالباً ما تتأثر بالنور المنعكس من الشمس وتفـاوت التبـايـن الضوئي على صفحة سحابة ما غالباً ما يؤثر على مجال التباين اللوني ككل ـ من ابيض ، إلى رمادي خفيف ، حتى الرمادي الداكن ، ومن ثم الأسود ـ كما انه مع تقدم النهار ، ومع التبدل بـالـوان الضـوء وبشكـل دراماتيكي احياناً ، فبـإستطاعـة هذه التغييرات فسح مجال لاحتمالات متعددة من المشاهد ذات العلاقات اللونية والتباين اللوني المختلف ، تبعا لقوة الضوء وقيمته اللونية في الصباح مثلا يكون الضوء ناعماً بحيث يمكن العثور على الوان قرنفلية وقرمزية وصفراء وبرتقاليـة تغطي سحابة ما ومعها نور دقيق يقسم التباين اللوني إلى درجات ضمن هذه الألوان . وهنا نحتاج إلى عدسة تيليفوتو ، لالتقاط تفاصيـل مثيرة للسحب بحد ذاتها مع هذه الألوان .
- علينا الاستفادة من العلاقات اللونية إلى أقصى حد ، وعدم اللونية بطريقة مثيرة وممتعة فقط ، بل التفكير كذلك بطريقة عمل الألوان المختلة الاكتفاء بتطويق المسـاحـات بحيث تتناغم مع بعضها البعض او تتقابل بشكل مميز ومثير ،
وتجدر الإشارة هنا إلى ان الألوان الباردة تعطي إنطباعاً بالانفصال بينما تعطي الألوان الحـارة إحساساً بالدعوة إلى المشهد . تجريدياً كان أو طبيعياً ونشير هنا إلى أنه بالإمكان تغيير التباينات اللونية بواسطة المبالغة في زيادة أو خفض التعريض الضوئي . فإزاء عدم الرضى عن الألوان حسبما هي عليه . نستطيع تقويتها بحيث تبدو اعمق او اقوى ويمكن تحقيق هذا الأمر على الأفلام الشفافة ايضأ بنفس الطريقة .
دور الأحوال الجوية
الاحوال الجوية هي التي تتحكم بنوعية الضوء عدا عن إمكانية تامين صور مميزة تبعاً لتغييراتها . إذ انها تعتبر أكثر ما هو ناشط ومتغير ضمن عوامل البيئة . ولا شك أن تشكيلات السحب القوية هي من أسهل المواضيع ، لكن مع عدم وجود إسلوب عملي للتكهن بها ، حتى ولو كنا مسلحين بتنبؤات عن حالة الطقس ، لا يمكننا التأكد مثلا من ان جحافل الغيوم القادمة ستكون ذات مظهر مميز وممنع مثير ... وعلى هذا الأساس تصبح الصور الجيدة للأحوال الجوية مرهونة بالحظ والبـديهـة السريعة للمصور .
ولكن يبقى القانون الجوهري للتصوير الفوتوغرافي للأحوال الجوية ، هو في تضمين اللقطة جزءاً من الأرض ، وذلك لاعطاء الناظر إلى الصورة نقطة يعتمدها كمرجع للاحساس بالمقاييس ومهما كانت الغيوم ممتعة ومثيرة ، فإنها تفقد كثيراً من قيمتها إذا شملت كل إطـار لكن مع وجود ولو الصورة مجرد خط افق رقيق في قاعـدة الاطار ، سوف يترسخ الأحساس بوجود علاقة بين السماء والأرض ، معطياً الانطباع لتاثير الطقس على الجزء الظاهر من البيئة .
في هذا المجال يتوقف إختيار الطول البؤري على المنطقة التي نريدها مثاراً للاهتمام . فالمطر المتساقط بشكل منحن على جانب ثلة بعيدة ، يستدعي عدسة ذات طول بؤري كبير ، بينما الصورة التي تشتمل على الأحوال الجوية والتي تتضمن كلا من الأفق والسماء فوق الرأس ، ستحتاج إلى عدسة واسعة الزاوية - مثلا عدسة ٢٠ ملم على كاميرا ٣٥ ملم - ولتصـويـر الأحوال الجوية للمنطقة الشاملة من السماء نحتاج إلى عدسة ، عين السمكة ، الدائرية .
هناك إستثناء واحد للحاجة إلى تضمين خط بمشـهـد جـوي للطقس ، أو الأحوال الجوية ففي لقطة افقية من مستوى الغيوم تصبح الابعاد اكثر وضوحاً والغيوم القزعية تاخذ مظهر منظر طبيعي مكلل بالجبال .
البرق
هو واحد من الأحوال الجوية المثيرة للفضول ، وغالباً البرق يمكن التقاطها في مشاهد تثير الاعجاب ، خصوصاً في الليل ومن المعروف أن البرق هو الذي يلتقط صـورتـه تلقائياً ، لان الطريقة العملية لتصويره هي في وضع الكاميرا على ركيزة ثلاثية الأرجل ، وتثبيتها مع تسديدها نحو الاتجاه الذي نتوقع حصول الومضات البرقية فيه ، مع ترك المغلاق مفتوحاً إلى حين تحدث هذه الومضة ، هنا يمكن الاكتفاء بفتحة معتدلة الاتساع ف / ۲ ومع فيلم ٦٤ ازا ، ومن الناحية العملية يوجد مجال واسع من التعريضات الضوئية المقبولة للبرق .
ومن حسن الحظ ان البرق عادة ما يحدث في سلسلة ومضات تلي واحدتها الأخرى وتاتي على مقربة من بعضها البعض كما هو معتاد إذن فمع حدوث الومضة الأولى تتوقع منطقياً حدوث المزيد منها ، وفي نفس الاتجـاه والعدسة واسعة الزاوية يمكنها تحسين إحتمالات التقـاط الومضات التالية في الإطار ومن الممكن أيضاً ترك الأطار مفتوحاً بانتظار ومضات لاحقة ومتعددة ومع وجود ريح قوية فان حواف السحابة المضاءة بكل ومضة سوف تظهر كسلسلة من صور الاشباح مع تحرك السحب على الاطار .
وعلى الرغم من ضآلة مجـال الاختيـار عـادة ، يبقى الوقت الأفضل لتصوير البرق ، هو ذلك الضوء يكون كافياً لإظهار الافق أما الوقت الأكثر صعوبة لذلك . الذي يتوفر فيه حد ادنى من فهو فترة النهار ، عندما تكون المستويات الضوئية مرتفعة ، إلى حد لا يمكن معه ترك المغلاق مفتوحاً لوقت طويل ... في هذه الحالة يكون الحل الوحيد هو في وجود الحظ ونجاح التوقعات . مع هدر الكثير من إطارات الفيلم -
تعليق