ألب أرسلان
تاريخ الانسان منذ البداية وحق الان هو سجل للصراع ، بدأ بقتل أخ لأخيه واستمر هكذا دون توقف ، وتفاوتت أحجام الصراعات واختلفت من حيث الأسباب والنتائج ، ان لم تختلف من حيث المضمون . من الصراعات ما كان محدد الوقائع والنتائج ومنها ما كان حاسما ، جاءت نتائجه كنقطة تحول في تاريخ الانسانية ، ان هذا النوع ليس من الكثرة بمكان ، بل عدده محصور ، ففي تاريخ المصور الوسطى لا يكاد يتجاوز عدد الأصابع في يدي الانسان ، وحين يقوم الباحث باستعراض وقائع العصور الوسطى يرى في مقدمتها معركة منازكرد ، ذلك أنها خطت بداية النهاية لتاريخ الامبراطورية الرومانيه الشرقيه ، لاستبداله بتاريخ الامبراطورية العثمانية المسلمة
والثاني مسيحي وقعت هذه المعركة سنة ٤٦٣ هـ / ۱۰۷۱م في منطقة منازكرد ، قرب شواطىء بحيرة ( وان ، بين جيشين واحد مسلم قاده السلطان ألب أرسلان ، قاده الامبراطور البيزنطي رومانوس دايجنس. والسلطان ألب أرسلان هو ثاني سلاطنة الدولة السلجوقية ، حاز السلطنة بعد وفاة عمه السلطان طغرلبك وساعده في أعماله رجل الدوله العظيم نظام الملك ، الحسن بن علي الطوسي ، فبعدما تسلم ألب أرسلان السلطنه أراد أن يضم إلى ممتلكاته بلاد الشام ومصر الفاطمية
، ويبدو والامبراطور رومانوس دايجنس تسلم عرش القسطنطينية عام ١٠٦٨م في فترة عصيبة من تاريخ الامبراطورية الرومانيه الشرقيه ، فقد كانت أراضي هذه الامبراطوريه قد تعرضت لاجتياح خطر قامت به قبائل التركمان التي قدمت حديثاً من بلاد ما وراء النهر ، وكان على الامبراطور رومانس ايقاف التركمان ومنعهم من غزو اراضي امبراطوريته ، ولتحقيق هذا الغرض أراد اغلاق حدود دولته في وجههم ، باحتلال بعض المواقع الحصينة داخل الاراضي الاسلامية ، لأن التركمان كانوا ينفذون إلى الأراضي البيزنطيه ويخرجون من ثلاث مناطق كانت هي : ثغور شمال بلاد الشام ، وثغور أعالي الجزيرة ، وبلاد أرمينيه أن رومانوس وضع خطة استهدفت اغلاق هذه المنافذ عبر ثلاث حملات ضد بلاد الشام والجزيرة وأرمينيه ، وذلك في السنوات ٤٦١ - ٤٦٣ ه ، ولقد وجهت الحملتان الأولى والثانية ضد أراضي امارة حلب في الشام والجزيرة ، وكانت معركة مناز كرد نتيجة الحملة الثالثة في تحرك السلطان ألب أرسلان غربا يريد الشام وذلك بعدما تلقى دعوة من القاهرة أرسلها إليه ناصر الدولة الحمداني د حفيد ناصر الدولة صاحب الموصل» الذي كان يعمل على التحكم بأمور الخلافه الفاطميه ، لهذا توجه بطلب العون من السلاجقة أعداء الفاطميين ، وحين تحرك السلطان ألب أرسلان غربا كان تحركه بطيئاً ، ولم يستطع الوصول إلى مصر ، ولم يكتب له أن يتجاوز مدينة حلب سنة ۱۰۷۰م ر مصر ،
فأثناء تحركه اعترض سبيل قواته عدة عقبات كان أولها مدينة الرها ، وأعظمها أسوار مدينة حلب، ففي مطلع عام ١٠٧١ م عبر السلطان وقواته نهر الفرات ، وتوجه نحو مدينة حلب التي كان يحكمها
صلحاً مع أميرها وقرب أسوار مدينة حلب بلغ السلطان ألب أرسلان خبر تحرك القوات البيزنطية ، لذلك عجل في حل مشكلة حصار حلب فأمضى ، وقرر العودة فوراً نحو المشرق وقبل عودته استقبل سفيراً بيزنطياً جاء يعرض عليه الهدنة مقابل شروط من بينها ايقاف هجرة التركمان إلى الاراضي البيزنطية ، ويبدو أن السلطان تظاهر بالقبول ) فكر راجعاً ، فقطع الفرات ، وهلك أكثر الدواب والجمال، وكان عبوره شبه الهارب ، ولم يلتفت إلى ما ذهب من الأرواح والدراب وعاد الرسول إلى صاحبه ( وأخبره بأنه رافق السلطان إلى أن عبر الفرات ، ووصف له حالة العبور ، وشجع هذا الوصف الامبراطور متابعة المفاوضات ، والشروع في الحرب . و غرر به ، فقرر عدم
الأمير المرداسي محمود بن نصر ، ورفض محمود تقديم الطاعة لألب أرسلان لذلك قامت قوات السلطان بالقاء الحصار على مدينة حلب ، وقــاوم الحلبيون جيش ألب أرسلان لذلك طال أمد الحصار ، وعلمت بأخباره العاصمة البيزنطيه . لذلك قرر الامبراطور استغلال انشغال السلطان ألب أرسلان وبعده في الشام من أجل احتلال بعض مناطق أرمينيه وطرد التركمان منها ، ولهذا الغرض جمع جيشاً عملاقا قاده بنفسه نحو الحدود الاسلامية
كان من قواعد العمل السياسي لدى بيزنطه ، التفاوض مع ا المدو ، والتغرير به، وايهامه بالسلم والهدنة حتى يميل إلى الدعة ، ويفرق بالانقضاض عليه ، فتفتك جيوشه ، وهنا كانت القوات البيزنطيه تقوم
به دون صعوبة يبدو أن ادارة السلطان ألب أرسلان كانت تعي هذا ، وتعرفه ، ولهذا قررت التغرير بالبيزنطيين ، وعلى هذا كان تراجع السلطان ألب
محدده لكنه أرسلان ( شبه الهارب ، ، وعبوره الفرات ، قد تم تبعا لطرائق التركمان في القتال وفي خداع العدو والتغرير به ، فالتركمان كيدو كانت لديهم خططهم الخاصة في الزحف وكان لهم مبادىء متميزة في فنون السوقية العسكرية ، وانطلقت هذه المبادىء من الاعتماد على طبيعة البدو وخفتهم ومرونتهم في الحركة ، واستحالة خضوعهم ! لأنظمة ضبط وربط فيها يعطي القائد أمراً عاماً يحدد فيه لقواته البدوية نقطة تواجد ، وليلة لهذا التواجد ، ويندفع البداة زمراً وأفراداً في اتجاهات مختلفة ، وهنا يظن العدو بأنهم قد تفرقوا إلى غير عوده ، لا يدري أن تفرقهم يفيد قائدهم بتحريره من قضايا التموين ، ثم يدمر أراضي العدو ، ويضلل قيادته ويجبرها في كثير من الأحيان على توزيع قواتها ثم عندما تصطدم أول قوات البدر يجيوش عدوها ، يقوم هذا العدو في النهار على تحضير خططه لسحق بضعة آلاف من البدو ، لكن هذا العدو يدهش في صباح اليوم التالي عندما يحد قوات البدو قد تضاعفت في الليل إلى أضعاف مضاعفة ، لذلك تنهار معنويات ويتم عامل المفاجأة ، وهكذا يتحق أول شروط النصر هذا ما طبقه ألب أرسلان عندما التقت قواته لأول مرة بقوات رومانس ، كان عددها أقل بكثير من القوات البيزنطيه ، لكن بعد ، تضاعف عدد هذه القوات ، ذلك أن السلطان ألب أرسلان ليلتين وصل إلى قبالة الامبراطور رومانس ، يوم الأربعاء ، واشتبك معه ظهر وقبل الاشتباك أرسل بعثة لمقابلة الامبراطور والتفاوض معه من حيث الظاهر، لكن لاستكشاف أحوال الجيش البيزنطي ، والتغطية الاتصال بالعناصر الغزيه المسلمه في هذا الجيش من حيث واقع الباطن كما قام السلطان باغداد العديد من الكمائن ، وهيأها لساعات الحاجة والمفاجأة قواته ، الجمعة ،
تاريخ الانسان منذ البداية وحق الان هو سجل للصراع ، بدأ بقتل أخ لأخيه واستمر هكذا دون توقف ، وتفاوتت أحجام الصراعات واختلفت من حيث الأسباب والنتائج ، ان لم تختلف من حيث المضمون . من الصراعات ما كان محدد الوقائع والنتائج ومنها ما كان حاسما ، جاءت نتائجه كنقطة تحول في تاريخ الانسانية ، ان هذا النوع ليس من الكثرة بمكان ، بل عدده محصور ، ففي تاريخ المصور الوسطى لا يكاد يتجاوز عدد الأصابع في يدي الانسان ، وحين يقوم الباحث باستعراض وقائع العصور الوسطى يرى في مقدمتها معركة منازكرد ، ذلك أنها خطت بداية النهاية لتاريخ الامبراطورية الرومانيه الشرقيه ، لاستبداله بتاريخ الامبراطورية العثمانية المسلمة
والثاني مسيحي وقعت هذه المعركة سنة ٤٦٣ هـ / ۱۰۷۱م في منطقة منازكرد ، قرب شواطىء بحيرة ( وان ، بين جيشين واحد مسلم قاده السلطان ألب أرسلان ، قاده الامبراطور البيزنطي رومانوس دايجنس. والسلطان ألب أرسلان هو ثاني سلاطنة الدولة السلجوقية ، حاز السلطنة بعد وفاة عمه السلطان طغرلبك وساعده في أعماله رجل الدوله العظيم نظام الملك ، الحسن بن علي الطوسي ، فبعدما تسلم ألب أرسلان السلطنه أراد أن يضم إلى ممتلكاته بلاد الشام ومصر الفاطمية
، ويبدو والامبراطور رومانوس دايجنس تسلم عرش القسطنطينية عام ١٠٦٨م في فترة عصيبة من تاريخ الامبراطورية الرومانيه الشرقيه ، فقد كانت أراضي هذه الامبراطوريه قد تعرضت لاجتياح خطر قامت به قبائل التركمان التي قدمت حديثاً من بلاد ما وراء النهر ، وكان على الامبراطور رومانس ايقاف التركمان ومنعهم من غزو اراضي امبراطوريته ، ولتحقيق هذا الغرض أراد اغلاق حدود دولته في وجههم ، باحتلال بعض المواقع الحصينة داخل الاراضي الاسلامية ، لأن التركمان كانوا ينفذون إلى الأراضي البيزنطيه ويخرجون من ثلاث مناطق كانت هي : ثغور شمال بلاد الشام ، وثغور أعالي الجزيرة ، وبلاد أرمينيه أن رومانوس وضع خطة استهدفت اغلاق هذه المنافذ عبر ثلاث حملات ضد بلاد الشام والجزيرة وأرمينيه ، وذلك في السنوات ٤٦١ - ٤٦٣ ه ، ولقد وجهت الحملتان الأولى والثانية ضد أراضي امارة حلب في الشام والجزيرة ، وكانت معركة مناز كرد نتيجة الحملة الثالثة في تحرك السلطان ألب أرسلان غربا يريد الشام وذلك بعدما تلقى دعوة من القاهرة أرسلها إليه ناصر الدولة الحمداني د حفيد ناصر الدولة صاحب الموصل» الذي كان يعمل على التحكم بأمور الخلافه الفاطميه ، لهذا توجه بطلب العون من السلاجقة أعداء الفاطميين ، وحين تحرك السلطان ألب أرسلان غربا كان تحركه بطيئاً ، ولم يستطع الوصول إلى مصر ، ولم يكتب له أن يتجاوز مدينة حلب سنة ۱۰۷۰م ر مصر ،
فأثناء تحركه اعترض سبيل قواته عدة عقبات كان أولها مدينة الرها ، وأعظمها أسوار مدينة حلب، ففي مطلع عام ١٠٧١ م عبر السلطان وقواته نهر الفرات ، وتوجه نحو مدينة حلب التي كان يحكمها
صلحاً مع أميرها وقرب أسوار مدينة حلب بلغ السلطان ألب أرسلان خبر تحرك القوات البيزنطية ، لذلك عجل في حل مشكلة حصار حلب فأمضى ، وقرر العودة فوراً نحو المشرق وقبل عودته استقبل سفيراً بيزنطياً جاء يعرض عليه الهدنة مقابل شروط من بينها ايقاف هجرة التركمان إلى الاراضي البيزنطية ، ويبدو أن السلطان تظاهر بالقبول ) فكر راجعاً ، فقطع الفرات ، وهلك أكثر الدواب والجمال، وكان عبوره شبه الهارب ، ولم يلتفت إلى ما ذهب من الأرواح والدراب وعاد الرسول إلى صاحبه ( وأخبره بأنه رافق السلطان إلى أن عبر الفرات ، ووصف له حالة العبور ، وشجع هذا الوصف الامبراطور متابعة المفاوضات ، والشروع في الحرب . و غرر به ، فقرر عدم
الأمير المرداسي محمود بن نصر ، ورفض محمود تقديم الطاعة لألب أرسلان لذلك قامت قوات السلطان بالقاء الحصار على مدينة حلب ، وقــاوم الحلبيون جيش ألب أرسلان لذلك طال أمد الحصار ، وعلمت بأخباره العاصمة البيزنطيه . لذلك قرر الامبراطور استغلال انشغال السلطان ألب أرسلان وبعده في الشام من أجل احتلال بعض مناطق أرمينيه وطرد التركمان منها ، ولهذا الغرض جمع جيشاً عملاقا قاده بنفسه نحو الحدود الاسلامية
كان من قواعد العمل السياسي لدى بيزنطه ، التفاوض مع ا المدو ، والتغرير به، وايهامه بالسلم والهدنة حتى يميل إلى الدعة ، ويفرق بالانقضاض عليه ، فتفتك جيوشه ، وهنا كانت القوات البيزنطيه تقوم
به دون صعوبة يبدو أن ادارة السلطان ألب أرسلان كانت تعي هذا ، وتعرفه ، ولهذا قررت التغرير بالبيزنطيين ، وعلى هذا كان تراجع السلطان ألب
محدده لكنه أرسلان ( شبه الهارب ، ، وعبوره الفرات ، قد تم تبعا لطرائق التركمان في القتال وفي خداع العدو والتغرير به ، فالتركمان كيدو كانت لديهم خططهم الخاصة في الزحف وكان لهم مبادىء متميزة في فنون السوقية العسكرية ، وانطلقت هذه المبادىء من الاعتماد على طبيعة البدو وخفتهم ومرونتهم في الحركة ، واستحالة خضوعهم ! لأنظمة ضبط وربط فيها يعطي القائد أمراً عاماً يحدد فيه لقواته البدوية نقطة تواجد ، وليلة لهذا التواجد ، ويندفع البداة زمراً وأفراداً في اتجاهات مختلفة ، وهنا يظن العدو بأنهم قد تفرقوا إلى غير عوده ، لا يدري أن تفرقهم يفيد قائدهم بتحريره من قضايا التموين ، ثم يدمر أراضي العدو ، ويضلل قيادته ويجبرها في كثير من الأحيان على توزيع قواتها ثم عندما تصطدم أول قوات البدر يجيوش عدوها ، يقوم هذا العدو في النهار على تحضير خططه لسحق بضعة آلاف من البدو ، لكن هذا العدو يدهش في صباح اليوم التالي عندما يحد قوات البدو قد تضاعفت في الليل إلى أضعاف مضاعفة ، لذلك تنهار معنويات ويتم عامل المفاجأة ، وهكذا يتحق أول شروط النصر هذا ما طبقه ألب أرسلان عندما التقت قواته لأول مرة بقوات رومانس ، كان عددها أقل بكثير من القوات البيزنطيه ، لكن بعد ، تضاعف عدد هذه القوات ، ذلك أن السلطان ألب أرسلان ليلتين وصل إلى قبالة الامبراطور رومانس ، يوم الأربعاء ، واشتبك معه ظهر وقبل الاشتباك أرسل بعثة لمقابلة الامبراطور والتفاوض معه من حيث الظاهر، لكن لاستكشاف أحوال الجيش البيزنطي ، والتغطية الاتصال بالعناصر الغزيه المسلمه في هذا الجيش من حيث واقع الباطن كما قام السلطان باغداد العديد من الكمائن ، وهيأها لساعات الحاجة والمفاجأة قواته ، الجمعة ،
تعليق