مرحلة لاحقة من تطور التصوير الحربي
في حرب القرم عام ١٨٤٨ دخلت الكاميرا الفوتوغرافية لأول مرة إلى ساحات القتال ومنذ ذلك التاريخ صارت جزء لا يتجزء من الحروب وهذا الكتاب يعود بنا إلى الصور الأولى ، ويتابع حتى صور حرب ، الفوكلاند - عام ٨٣ والحرب اللبنانية التي لم تتوقف بعد ونظـراً لأهمية هذا الموضوع بالنسبة لمتتبعي . تاريخ التصوير » رأينا ترجمته من الألمانية ، خصوصاً وأنه لم يترجم إلى أي لغة بعد ليكون بمتناول قراننا باسرع وقت ممكن .
الكتاب لرينيه قابيان وهانس کریستیان آدم ، ويقع في ٣٤٠ صفحة من الحجم الكبير ويحتوي على صور لم يسبق نشرها قبل الآن لأسباب عديدة والصور جميعها بالأسود والأبيض بلا شك وهو مقسم إلى سبع فترات تاريخية تبدأ بين عامي ١٨٤٨ و ۱۸۷۰ وتنتهي بين عامي ١٩٥٠ و ۱۹۸۳ .
التصوير الفوتوغرافي الحربي في القرن التاسع عشر كان - بخلاف الرسم الحربي - . المصورون الحربيون أظهروا آلة الحرب كما هي في الواقع وهكذا صور شارل يونود ( Charles Junod ) ، من هامبورغ ، الأمير فريديريش البروسي . في عام ١٨١٤ على الجبهة ، اثناء الحرب الألمانية الدائمركية ، وحوله المدافع التي إستولت عليها القوات البروسية من الدانمركيين وكذلك العربات المليئة بالأشخاص ، وعـربـات العجلات المكدسة بعضها فوق بعض ، وقطع الغيار في المستودعات ، والأسلحة التراسانات .
الأعتدة الحربية صورت كذلك خلال الثورات التي اندلعت في الهند في العاشر من أيار عام ١٨٥٧ عندما عمدت أفواج السيوي ( Sepoy ) إلى قتل ضباطها من البريطانيين ، ونادوا بالعصيان والثورة على المستعمر البريطاني . والقوات المتمردة سارت نحو دلهي . واثناء التمرد ، حيث الهنود يخوضون أول حرب إستقلالية لهم ضد البريطانيين ، إستولى الثائرون على مدن كاونبور ( Cawnpore ) ولوكنو ( Lucknow ) وقتلوا المدنيين البريطانيين فيهما .
جيمس روبرتسون James ) Robertson وفليكس بيتو ( Felix Beato)
اللذان قاما بالتصوير أيضاً في حرب القرم ، سجلا بالوثائق المصورة ، بعد الحملة التاديبية التي قامت بها القوات البريطانية ، أول نسمة هبت في إسقاط الأمبراطورية البريطانية ومعها الشعارات حول عظمة الأمبراطورية البريطانية .
إن صور بيتـو بـالـعـدسـة المكبرة . لا تجاري من حيث الدقة إذ كان يظهر ، اشياء الحرب ، بوضوح نام : الألواح الخشبية الحصر المصنوعة من الألياف بالات القش للمتاريس ، قفف الذخيرة ، أسلاك ، حبال ، سلالم وخلافه .
وبعد سنتين صور بيتو الضحايا الذين سقطو في الصين بسبب إنفتاحها على الغرب . وفي نهاية الخمسينات رافق بيتو القوات الفرنسية - البريطانية في حرب - الأفيون ، التي حصلت في الصين ، كما صور ذيول الحرب المتمثلة في المنازل المدمرة وامامها الجثث التي أخذت تنفسخ من جراء الشمس المحرقة والقلاع المهدمة من جراء قذائف القنابل .
وقد نصب الجنود البريطانيون خيمهم وسط هذه المظاهر . وعند إندلاع الحرب الأفغانية الثانية ، التي بدأت في عام ١٨٧٨ وإنتهت في عام ۱۸۸۰ ، تقدم المصور البريطاني جون بورك John Burke ) للحصول على مركز المصور الحـربـي للقوات البريطانية ، وعندما لم يصله جواب قيادة الجيش البريطاني العليا ، إنضم إلى القوات البريطانية بدون الاعتماد لهذا العمل وعند عودته من جبهة القتال ، بعد ثلاثة أعوام ، وجد المصور جون بورك في منزله رسالة موجهة إليه من وزارة الحربية البريطانية ، تعلن فيها أسفها لرفض طلبه ، بسبب النفقات وعدم وجود بند لهذا المركز في ميزانية الحكومة ....
وأثناء الحرب الأفغانية صور بورك بـانـورامـات ومنـاظـر توبوغرافية ، للمناطق التي مرت الجيوش عبرها ، بورك صور ممر خيبر - الستراتيجي ، الذي عبرت منه الجيوش البريطانية
الهندية ، كما صور . بعد دخول القوات المذكورة عاصمة البلاد « کابول . . وجهاء العاصمة وكبار المسؤولين والموظفين وكذلك متسولي المدينة .. صور قادة الجيش الكبار وجنـودهـم والجندي كان موضع تصوير مثالي وجهز للوقوف في مختلف الأوضاع التهيؤ تقديم السلاح أداء التحية إلخ ... وهذه أمور اصبحت جزء من جسمه تماماً كما الانحناءة بالنسبة للخدم ...
وفي مجتمع يرى الناس فيه الجيش ، مدرسة للأمة ، رأي ممثل البلاط بوسارت ( Possart ) ان جيل المسرح الحديث عليه القيام بالخدمة العسكرية ، لأنها تفيده كثيراً في المستقبل خلال حياته على خشبة المسرح .
وطبعاً لم يكن في الأمر أي شيء الصور طبيعي الفوتوغرافية . كان الجندي يقف دائماً في وضع التهيؤ والمرء يرى فورا بان الجندي كان يأخذ تلك الوضعية من أجل البوم العائلة .. من أجل تاريخ الكتيبة أو الفوج ، أو من أجل الصورة التي ستعلق على جدار نادي الضباط . الأمر يختلف تماما مع الرسوم حيث الخوذ هناك منـزلقة . والأزياء العسكريـة متسخة والوجوه متجهمة : وهناك أيضاً الجرحى ليسوا رومانطيقيين ، بل رزمة من لحم ودثار بالية تفوح منها رائحة . البول . والعرق والمواد المطهرة ...
و امام عدسات التصوير كان قادة كل الحروب يقفون في وضع خاص ففي الحرب العالمية الأولى التي دارت رحاها ما بين المانيا وفرنسا أول الأمر ، فإن الامبراطور الألماني غليوم الثاني ، عند زيارته الجبهة ، كان يأخذ وضع قائد الجبهة ، وإذا ما ظهر مصور تسمر ومد ذراعه إلى الأمام وكانه يشير إلى قواته بالتقدم نحو العدو الخيالي ، وكذلك فإن ونستـون تشرشل . رئيس وزراء بريطانيا الشهير كان يهتم كثيراً بصورته وكان قد إشترك في حرب - البويز ، في جنوب افريقيا كمخبر صحفي حربي . تشرشل كان يرغب في الظهور دائما في الصور مثل ، بول دوغ ، بدخن السيجار ، وكان يضع في جيب جاكيته ، كما صرح بذلك للمصور الفرد إيزنشتاين ( Alfred Isenstein ) ، سيجاراً ، في حال ظهر فجاة امامه احـد المصورين .
ان صور الأمراء الفيلـد مارشالية والجنرالات التي كانت تغطي كل جدران الأبنية الرسمية والخصوصية ، كانت كاداة زينة ، هذا ما كتبه هاينريش زيله -Hein ) ( rich Zille بعد الحرب الألمانية - الفرنسية ، والذي اضاف وكانت مغطاة بدورها ببقع البق الكثيرة .
إن صور الملوك وقادة الجيوش ذوي الصدور المملوءة بالأوسمة كانت معلقة في كل مكان حتى في المنازل ، حيث يتطلعون بنظرة رقيقة إلى أطفال الريف الذين اصيبوا بالرصاص وأصبحوا معاقين . في وقت لا اثر فيه لجرح واحد في اجساد هؤلاء القادة ، وعند نهاية القرن المنصرم انفقت الصحف الملايين لتتمكن من تغطيـة الحروب ، إن حرب المخبرين الصحفيين الحربيين ، الذين كانوا في الجبهات يراقبون بعضهم بعضاً ، وعلى الأخص المنافسين منهم ، ويسعون لإخراجهم ، كلف اصحاب الصحف ثروات طائلة إن وكالة الأخبار ( ۸ ) وخلفت في الحرب الروسية - اليابانية اكثر من ثلاثمائة الف دولار .. كما أن صحيفة - جورنال ، ( Journal ) انفقت نصف مليون من الدولارات لتغطية الحرب الإسبـانيـة - الأميركية , واثناء النزاع ، فإن المجلات والصحف إستـاجـرت الأساطيل لترسل صحفيها ومصوريها إلى أماكن الأحداث التاريخية العالمية . وارلد ( World ) إستاجرت سفينتين ، اسوشیتد بريس Associated ) ( Press جهزت خمس سفن بغرف مظلمة ، وكذلك هيرالد ( Herald ) كان لديها خمس سفن أيضاً امام ساحات القتال ، في حين أن قيصر الصحف راندولف هيرست Han ) ( dolf Herant كان له حوالي عشر سفن .
واحدث مصور في ذلك العهد كمصور حربي كان جيمس هار ( James Ilare ) الذي كان يجري دون إنقطاع وراء الأحـداث المثيرة ، عبر البلدان والقارات ولا توجد ساحة قتال في اي مكان في العالم ، لم يذهب إليها جيمس هار الملقب بـ . جيمي ، والده من بورگشاير وكان يصنع الكاميرات من خشب الماها غوني مع قشاط من افضل الجلد الروسي ، وكان واحداً من أبرع العمال البدويين في لندن جيمي غادر مقاعد الدراسة وكان في السادسة عشر من العمر ، تعلم مهنة والده وعمل فيما بعد في لندن كصانع لأجهزة الهاتف ثم هاجر عام ١٨٨٩ إلى الولايات المتحدة وفي أول الأمر كسب معيشته كمستشار فني في معمل التصوير . انطوني . . وبعد ذلك صار له مشغله الخاص ، وحوالي نهاية الفرن . صور لصالح مجلة ایلوستریند امیریکان ( Illustrated American )
و في عام ۱۸۹٨ ، بعدما انفجرت السفينة الحربية الأميركية ماين ( Male ) وطارت اشلاؤها في الجو . في عرفا هافانا يكويا ، ذهب جيعي إلى رئاسة تحرير مجلة کولیه ( Collier ) وتقدم بالاقتراح التالي : - مقابل خمسة دولارات في النهار ، بالإضافة المصاريف الرحلة يذهب إلى كوبا لصالح المجلة من اجل موافاتها بتقارير مصورة عن الأزمة الكوبية .. صاحب دار النشر روبرت كوليه Robert ) ( Colller علق على ظهور جيمس هار بالكلمات التالية ، ماين طارت في الجو جيمس هار طار إلى رئاسة التحرير وفي الحالتين ، الأمر يتعلق بانفجارات والعبا . . جيمس هار كان الشخصيا النمـوذجية للمخبر الصحفي البارع لا يهدأ له بال ، ولا يكون راضيا او مسرورا إلا عندما تشتد الأمور .
في عام ١٩٠٦ صور عمليات رفع الانقاض اثر الزلزال الذي ضرب مدينة سان فرنسيسكو بالولايات المتحدة . وفي عام ١٩١١ صور لأول مرة في تاريخ التصوير مباراة كرة القدم من الجو ، واثناء الثورة المكسيكية . صور كلا من الرئيس المكسيكـي مـاديـرو ( Madero ) والجنرال بانشو فيلا ( Pancho Villa ) وفي عام ١٩١٢ إشترك في حرب ، البلقان . . وفي عام ٩١٤ افاد مع جاك لندن ( Jack London ) عن نزول القوات الأميركية عند فيرا كروز Vera Cruz , وقبل أن يتوفى جيمي عام ١٩٤٦ ، كان قد شاهد وصور حروباً اكثر من اي مصور في زمانه .
وكذلك فإن الثورة المكسيكية كانت حافلة بالمؤرخين المتحمسين ما بين عام ١٩١٠ وعام ١٩١٧ ، حيث قام الفلاحون والعمـال المزارعون بالثورة ضد اصحاب الأملاك الشاسعة .
وقاتلوا من أجل ( Tierra Y Libertad ) Jal تعني الأرض والحرية . وفي المكسيك نشات اساطیر ، اثناء الثورة ، عن الثائر الشعبي ايميليانو زاباتا ( Emiliano Zapata ) ، الذي كان يعتمر قبعة ضخمة تصل إلى كتفيه ويزين صدره حزام الخرطوش المعهود ، والذي كان يسير بجواده
عبر دخان البارود ومعه المقاتلون الهنود من ابناء قبائل الازتيك .. وما من مصور قام باخذ صور حسية مثل المكسيكي فيكتور کازازولا( Victor Casasola ) الذي التقط صوراً حربية تفوح منها الروائح ، روائح الجلد من سروج الخيل والتي تجلس عليها أسراب الذباب ويشتم منها رائحة غبار الطرق والحرارة والموت الدموي .
مثل سرجيي ايزنشتاين Sergii ) ( Eisenstein في افلامه عن ثورة تشرين الأول و . که فیفا مكسيكو • ( Oue Viva Mexico فإن كازازولا تعبيري إن الجنود الفلاحين في صوره هم أكثر من
مرهقين حتى الموت وجوههم قد تسمرت لتصبح اقنعة . إنهم خاسرون ، ويمكن مشاهدة ذلك بمجرد التطلع إليهم ، ونساء الثائرين ( Soldaderas ) لسن فقط جميلات وحزينات ، بل إنهن يحملن دلائل الأرامل إن عهد التصوير الإخباري بدا مع تلك الشائعات التي إنتشرت حول ما سمي يومها بالآلات الدائرية والضاغطات السريعة علماً انهم في أوروبا يعرفون منذ عام ١٧٢٠ الأوراق النقدية واوراق الجدران ، ولكن في عام ١٨٠٢ فقط إكتشف فرديـريش كوينغ ( Friderich König ) ، الضاغطة السريعة ،
وفي عام ١٨٠٢ اوجد تيودور كرومبتون .Th ) ( Crampton مسار الورق الذي يتجفف على إسطوانات مسخنة بالبخار ، والتي يمكن ان تقسم عبر قصاصة وحتى نشر اول تصویر في الصحف ، دام الأمر قرابة الستين سنة . وكان الأمر ممكناً فقط عبر إختراع طريقة عرفت بالأوتوتايبي ( Autolypie ) .
في حرب القرم عام ١٨٤٨ دخلت الكاميرا الفوتوغرافية لأول مرة إلى ساحات القتال ومنذ ذلك التاريخ صارت جزء لا يتجزء من الحروب وهذا الكتاب يعود بنا إلى الصور الأولى ، ويتابع حتى صور حرب ، الفوكلاند - عام ٨٣ والحرب اللبنانية التي لم تتوقف بعد ونظـراً لأهمية هذا الموضوع بالنسبة لمتتبعي . تاريخ التصوير » رأينا ترجمته من الألمانية ، خصوصاً وأنه لم يترجم إلى أي لغة بعد ليكون بمتناول قراننا باسرع وقت ممكن .
الكتاب لرينيه قابيان وهانس کریستیان آدم ، ويقع في ٣٤٠ صفحة من الحجم الكبير ويحتوي على صور لم يسبق نشرها قبل الآن لأسباب عديدة والصور جميعها بالأسود والأبيض بلا شك وهو مقسم إلى سبع فترات تاريخية تبدأ بين عامي ١٨٤٨ و ۱۸۷۰ وتنتهي بين عامي ١٩٥٠ و ۱۹۸۳ .
التصوير الفوتوغرافي الحربي في القرن التاسع عشر كان - بخلاف الرسم الحربي - . المصورون الحربيون أظهروا آلة الحرب كما هي في الواقع وهكذا صور شارل يونود ( Charles Junod ) ، من هامبورغ ، الأمير فريديريش البروسي . في عام ١٨١٤ على الجبهة ، اثناء الحرب الألمانية الدائمركية ، وحوله المدافع التي إستولت عليها القوات البروسية من الدانمركيين وكذلك العربات المليئة بالأشخاص ، وعـربـات العجلات المكدسة بعضها فوق بعض ، وقطع الغيار في المستودعات ، والأسلحة التراسانات .
الأعتدة الحربية صورت كذلك خلال الثورات التي اندلعت في الهند في العاشر من أيار عام ١٨٥٧ عندما عمدت أفواج السيوي ( Sepoy ) إلى قتل ضباطها من البريطانيين ، ونادوا بالعصيان والثورة على المستعمر البريطاني . والقوات المتمردة سارت نحو دلهي . واثناء التمرد ، حيث الهنود يخوضون أول حرب إستقلالية لهم ضد البريطانيين ، إستولى الثائرون على مدن كاونبور ( Cawnpore ) ولوكنو ( Lucknow ) وقتلوا المدنيين البريطانيين فيهما .
جيمس روبرتسون James ) Robertson وفليكس بيتو ( Felix Beato)
اللذان قاما بالتصوير أيضاً في حرب القرم ، سجلا بالوثائق المصورة ، بعد الحملة التاديبية التي قامت بها القوات البريطانية ، أول نسمة هبت في إسقاط الأمبراطورية البريطانية ومعها الشعارات حول عظمة الأمبراطورية البريطانية .
إن صور بيتـو بـالـعـدسـة المكبرة . لا تجاري من حيث الدقة إذ كان يظهر ، اشياء الحرب ، بوضوح نام : الألواح الخشبية الحصر المصنوعة من الألياف بالات القش للمتاريس ، قفف الذخيرة ، أسلاك ، حبال ، سلالم وخلافه .
وبعد سنتين صور بيتو الضحايا الذين سقطو في الصين بسبب إنفتاحها على الغرب . وفي نهاية الخمسينات رافق بيتو القوات الفرنسية - البريطانية في حرب - الأفيون ، التي حصلت في الصين ، كما صور ذيول الحرب المتمثلة في المنازل المدمرة وامامها الجثث التي أخذت تنفسخ من جراء الشمس المحرقة والقلاع المهدمة من جراء قذائف القنابل .
وقد نصب الجنود البريطانيون خيمهم وسط هذه المظاهر . وعند إندلاع الحرب الأفغانية الثانية ، التي بدأت في عام ١٨٧٨ وإنتهت في عام ۱۸۸۰ ، تقدم المصور البريطاني جون بورك John Burke ) للحصول على مركز المصور الحـربـي للقوات البريطانية ، وعندما لم يصله جواب قيادة الجيش البريطاني العليا ، إنضم إلى القوات البريطانية بدون الاعتماد لهذا العمل وعند عودته من جبهة القتال ، بعد ثلاثة أعوام ، وجد المصور جون بورك في منزله رسالة موجهة إليه من وزارة الحربية البريطانية ، تعلن فيها أسفها لرفض طلبه ، بسبب النفقات وعدم وجود بند لهذا المركز في ميزانية الحكومة ....
وأثناء الحرب الأفغانية صور بورك بـانـورامـات ومنـاظـر توبوغرافية ، للمناطق التي مرت الجيوش عبرها ، بورك صور ممر خيبر - الستراتيجي ، الذي عبرت منه الجيوش البريطانية
الهندية ، كما صور . بعد دخول القوات المذكورة عاصمة البلاد « کابول . . وجهاء العاصمة وكبار المسؤولين والموظفين وكذلك متسولي المدينة .. صور قادة الجيش الكبار وجنـودهـم والجندي كان موضع تصوير مثالي وجهز للوقوف في مختلف الأوضاع التهيؤ تقديم السلاح أداء التحية إلخ ... وهذه أمور اصبحت جزء من جسمه تماماً كما الانحناءة بالنسبة للخدم ...
وفي مجتمع يرى الناس فيه الجيش ، مدرسة للأمة ، رأي ممثل البلاط بوسارت ( Possart ) ان جيل المسرح الحديث عليه القيام بالخدمة العسكرية ، لأنها تفيده كثيراً في المستقبل خلال حياته على خشبة المسرح .
وطبعاً لم يكن في الأمر أي شيء الصور طبيعي الفوتوغرافية . كان الجندي يقف دائماً في وضع التهيؤ والمرء يرى فورا بان الجندي كان يأخذ تلك الوضعية من أجل البوم العائلة .. من أجل تاريخ الكتيبة أو الفوج ، أو من أجل الصورة التي ستعلق على جدار نادي الضباط . الأمر يختلف تماما مع الرسوم حيث الخوذ هناك منـزلقة . والأزياء العسكريـة متسخة والوجوه متجهمة : وهناك أيضاً الجرحى ليسوا رومانطيقيين ، بل رزمة من لحم ودثار بالية تفوح منها رائحة . البول . والعرق والمواد المطهرة ...
و امام عدسات التصوير كان قادة كل الحروب يقفون في وضع خاص ففي الحرب العالمية الأولى التي دارت رحاها ما بين المانيا وفرنسا أول الأمر ، فإن الامبراطور الألماني غليوم الثاني ، عند زيارته الجبهة ، كان يأخذ وضع قائد الجبهة ، وإذا ما ظهر مصور تسمر ومد ذراعه إلى الأمام وكانه يشير إلى قواته بالتقدم نحو العدو الخيالي ، وكذلك فإن ونستـون تشرشل . رئيس وزراء بريطانيا الشهير كان يهتم كثيراً بصورته وكان قد إشترك في حرب - البويز ، في جنوب افريقيا كمخبر صحفي حربي . تشرشل كان يرغب في الظهور دائما في الصور مثل ، بول دوغ ، بدخن السيجار ، وكان يضع في جيب جاكيته ، كما صرح بذلك للمصور الفرد إيزنشتاين ( Alfred Isenstein ) ، سيجاراً ، في حال ظهر فجاة امامه احـد المصورين .
ان صور الأمراء الفيلـد مارشالية والجنرالات التي كانت تغطي كل جدران الأبنية الرسمية والخصوصية ، كانت كاداة زينة ، هذا ما كتبه هاينريش زيله -Hein ) ( rich Zille بعد الحرب الألمانية - الفرنسية ، والذي اضاف وكانت مغطاة بدورها ببقع البق الكثيرة .
إن صور الملوك وقادة الجيوش ذوي الصدور المملوءة بالأوسمة كانت معلقة في كل مكان حتى في المنازل ، حيث يتطلعون بنظرة رقيقة إلى أطفال الريف الذين اصيبوا بالرصاص وأصبحوا معاقين . في وقت لا اثر فيه لجرح واحد في اجساد هؤلاء القادة ، وعند نهاية القرن المنصرم انفقت الصحف الملايين لتتمكن من تغطيـة الحروب ، إن حرب المخبرين الصحفيين الحربيين ، الذين كانوا في الجبهات يراقبون بعضهم بعضاً ، وعلى الأخص المنافسين منهم ، ويسعون لإخراجهم ، كلف اصحاب الصحف ثروات طائلة إن وكالة الأخبار ( ۸ ) وخلفت في الحرب الروسية - اليابانية اكثر من ثلاثمائة الف دولار .. كما أن صحيفة - جورنال ، ( Journal ) انفقت نصف مليون من الدولارات لتغطية الحرب الإسبـانيـة - الأميركية , واثناء النزاع ، فإن المجلات والصحف إستـاجـرت الأساطيل لترسل صحفيها ومصوريها إلى أماكن الأحداث التاريخية العالمية . وارلد ( World ) إستاجرت سفينتين ، اسوشیتد بريس Associated ) ( Press جهزت خمس سفن بغرف مظلمة ، وكذلك هيرالد ( Herald ) كان لديها خمس سفن أيضاً امام ساحات القتال ، في حين أن قيصر الصحف راندولف هيرست Han ) ( dolf Herant كان له حوالي عشر سفن .
واحدث مصور في ذلك العهد كمصور حربي كان جيمس هار ( James Ilare ) الذي كان يجري دون إنقطاع وراء الأحـداث المثيرة ، عبر البلدان والقارات ولا توجد ساحة قتال في اي مكان في العالم ، لم يذهب إليها جيمس هار الملقب بـ . جيمي ، والده من بورگشاير وكان يصنع الكاميرات من خشب الماها غوني مع قشاط من افضل الجلد الروسي ، وكان واحداً من أبرع العمال البدويين في لندن جيمي غادر مقاعد الدراسة وكان في السادسة عشر من العمر ، تعلم مهنة والده وعمل فيما بعد في لندن كصانع لأجهزة الهاتف ثم هاجر عام ١٨٨٩ إلى الولايات المتحدة وفي أول الأمر كسب معيشته كمستشار فني في معمل التصوير . انطوني . . وبعد ذلك صار له مشغله الخاص ، وحوالي نهاية الفرن . صور لصالح مجلة ایلوستریند امیریکان ( Illustrated American )
و في عام ۱۸۹٨ ، بعدما انفجرت السفينة الحربية الأميركية ماين ( Male ) وطارت اشلاؤها في الجو . في عرفا هافانا يكويا ، ذهب جيعي إلى رئاسة تحرير مجلة کولیه ( Collier ) وتقدم بالاقتراح التالي : - مقابل خمسة دولارات في النهار ، بالإضافة المصاريف الرحلة يذهب إلى كوبا لصالح المجلة من اجل موافاتها بتقارير مصورة عن الأزمة الكوبية .. صاحب دار النشر روبرت كوليه Robert ) ( Colller علق على ظهور جيمس هار بالكلمات التالية ، ماين طارت في الجو جيمس هار طار إلى رئاسة التحرير وفي الحالتين ، الأمر يتعلق بانفجارات والعبا . . جيمس هار كان الشخصيا النمـوذجية للمخبر الصحفي البارع لا يهدأ له بال ، ولا يكون راضيا او مسرورا إلا عندما تشتد الأمور .
في عام ١٩٠٦ صور عمليات رفع الانقاض اثر الزلزال الذي ضرب مدينة سان فرنسيسكو بالولايات المتحدة . وفي عام ١٩١١ صور لأول مرة في تاريخ التصوير مباراة كرة القدم من الجو ، واثناء الثورة المكسيكية . صور كلا من الرئيس المكسيكـي مـاديـرو ( Madero ) والجنرال بانشو فيلا ( Pancho Villa ) وفي عام ١٩١٢ إشترك في حرب ، البلقان . . وفي عام ٩١٤ افاد مع جاك لندن ( Jack London ) عن نزول القوات الأميركية عند فيرا كروز Vera Cruz , وقبل أن يتوفى جيمي عام ١٩٤٦ ، كان قد شاهد وصور حروباً اكثر من اي مصور في زمانه .
وكذلك فإن الثورة المكسيكية كانت حافلة بالمؤرخين المتحمسين ما بين عام ١٩١٠ وعام ١٩١٧ ، حيث قام الفلاحون والعمـال المزارعون بالثورة ضد اصحاب الأملاك الشاسعة .
وقاتلوا من أجل ( Tierra Y Libertad ) Jal تعني الأرض والحرية . وفي المكسيك نشات اساطیر ، اثناء الثورة ، عن الثائر الشعبي ايميليانو زاباتا ( Emiliano Zapata ) ، الذي كان يعتمر قبعة ضخمة تصل إلى كتفيه ويزين صدره حزام الخرطوش المعهود ، والذي كان يسير بجواده
عبر دخان البارود ومعه المقاتلون الهنود من ابناء قبائل الازتيك .. وما من مصور قام باخذ صور حسية مثل المكسيكي فيكتور کازازولا( Victor Casasola ) الذي التقط صوراً حربية تفوح منها الروائح ، روائح الجلد من سروج الخيل والتي تجلس عليها أسراب الذباب ويشتم منها رائحة غبار الطرق والحرارة والموت الدموي .
مثل سرجيي ايزنشتاين Sergii ) ( Eisenstein في افلامه عن ثورة تشرين الأول و . که فیفا مكسيكو • ( Oue Viva Mexico فإن كازازولا تعبيري إن الجنود الفلاحين في صوره هم أكثر من
مرهقين حتى الموت وجوههم قد تسمرت لتصبح اقنعة . إنهم خاسرون ، ويمكن مشاهدة ذلك بمجرد التطلع إليهم ، ونساء الثائرين ( Soldaderas ) لسن فقط جميلات وحزينات ، بل إنهن يحملن دلائل الأرامل إن عهد التصوير الإخباري بدا مع تلك الشائعات التي إنتشرت حول ما سمي يومها بالآلات الدائرية والضاغطات السريعة علماً انهم في أوروبا يعرفون منذ عام ١٧٢٠ الأوراق النقدية واوراق الجدران ، ولكن في عام ١٨٠٢ فقط إكتشف فرديـريش كوينغ ( Friderich König ) ، الضاغطة السريعة ،
وفي عام ١٨٠٢ اوجد تيودور كرومبتون .Th ) ( Crampton مسار الورق الذي يتجفف على إسطوانات مسخنة بالبخار ، والتي يمكن ان تقسم عبر قصاصة وحتى نشر اول تصویر في الصحف ، دام الأمر قرابة الستين سنة . وكان الأمر ممكناً فقط عبر إختراع طريقة عرفت بالأوتوتايبي ( Autolypie ) .
تعليق