محمود الغزنوي
بعدة عبرت شعوب إيران بعد دخولها في الإسلام عن شخصيتها المتميزة أعمال ، كان من بينها تأسيس عدة دول إيرانية مستقلة كان اشهرها الدولة السامانية التي قامت في أواخر القرن التاسع وظلت قوية حتى منتصف القرن العاشر الميلادي حيث بدأت علامات الضعف تنتابها . فقد تعرضت هذه الامبراطورية التي حكمت خراسان ومناطق كبرى فيما وراء النهر ، إلى عدة أزمات داخلية وخارجية لم تستطع التغلب عليها ، فكان أن انهارت ، واحتلت عاصمتها بخارى من قبل مجموعات . أتراك ما وراء النهر من أما في خراسان فقد ورث ممتلكاتها الدولة الغزنوية ، وتنسب هذه الدولة إلى مدينة غزنة إحدى مدن أفغانستان الحالية ، وتقع إلى جنوب غربي كابل - ومؤسس هذه الدولة هو سبكتكين ، الذي كان ضباط الجيش الساماني ، ولقد كان استلامه لحكم غزنة عبداً تركياً من سنة ٣٦٦ هـ / ۹۷۷ م . وفي الحقيقة أن قصة قيام الدولة الغزنوية تبدأ قبل هذا التاريخ بعدة سنوات ، ففي سنة ٣٥٠هـ / ٩٦١ م ، توفي الأمير الساماني عبد الملك ابن نوح « ولما دفنوه ثار المسكر ، وتمردوا ، وطمع كل شخص في الملك ، وظهرت الفتن » ، « وكان الاسفهلار ( أي القائد ( البتكين ۲۷ - مائة أوائل
في نيسابور حين بلغه خبر وفاة الأمير . .... فقصد الحضرة للقبض على الأمير ، ، الساماني الجديد، ومن ثم احلال نفسه مكانه على عرش السامانيين ، وأخفق البتكين وأجبر على الفرار فذهب إلى غزنية واستقر بها ، وكان بصحبته غلمانه وقواته الخاصة ، وبعد فترة تهادن البتكين مع الأمير الساماني الجديد، لكن لم يعد إلى بخارى ، بل ظل حيث هو .
ونظراً لقرب الأراضي الأفغانية من أراضي الهند غير المسلمة ، فقد شغل البتكين نفسه مع جنده في أعمال الإغاره على هذه الأراضي ، واعتبروا عملهم ذلك جهاداً ، وانفسهم غزاة في سبيل الله ، وظل البتكين مرتبطاً اسمياً بالدولة السلمانية ، وعندما توفي خلفه أحد ضباطه واسمه بكتكين ، وسار سبكتكين على نهج سلفه دون تبديل حتى سنة
وعقب وفاة سبكتكين خلفه ابنه محمود ، وعندما أصبح محمود صاحب السلطة في غزنة ، غدت الدولة الغزنوية دولة مستقلة عن السامانيين ، وقام بتأسيس دولة جديدة كبرى ، فنظم أولاً أعمال الغارة على الأراضي الهندية وحولها إلى أعمال فتح توسعي تحت عنوان الجهاد في سبيل الله ، ونظراً للنجاحات العظمى التي حققها ، والانتصارات الكبرى التي نالها استحق محمود لقب غازي عن جدارة ، وأصبح من أكثر شخصيات عصره شهرة وعظمة ، فلقبته الخلافة العباسية بلقب
يمين الدولة ولقد استطاع محمود توسيع رقعة دولته ليس في شبه القارة الهندية فقط ، بل أوصل حدودها إلى جيحون ثم تجاوزه فضم واحة خوارزم إلى امبراطوريته ، كما الحق جميع أراضي خراسان بدولته وأخذ يعد
عدد . غاية الأبهة ، وعاش في هذا البلاط كبير من الأدباء والشعراء لعل من اشهرهم الفردوسي صاحب الشاهنامة ، التي قدمها لمحمود ، ثم ان رجالات العصر السجلوتي الأول : نظام الملك ورجالات النظامية مثل الغزالي وسواه كلهم كانوا من نتاج عصر يمين الدولة
العدة المزحف على بغداد ، من أجل القضاء على حكم الأسرة البويهية الممزقة فيها ، وتحرير الخلفاء العباسيين من ربقة التحكم بهم من قبل الديلم لقد كان محمود مسلما محافظاً متعصباً لمذهب الشافعية ، شهد عصره و اراضي دولنه ذروة الصراع بين القوى الفاطمية والعباسية المتراجعة أولا ثم المتقدمة ثانياً ، ففي أيامه بدأت الاستفاقة العباسية نشاطها الأعظم ، وأخذت تتطلع نحو إعادة سيطرتها على العالم الاسلامي. وقد رعى محمود الاسلام وعلماء الدين المسلمين وأنشأ بلاطا كان في لقد واجه محمود في أواخر حياته بداية مشكلة التركمان بقيادة السلاجقة ، فاستطاع أن يتدارك تفجيرها ، يؤجل تفاقم خطرها ، وذلك بما أوتيه من حزم وبصيرة ، انما في عهد ابنه مسعود تفجرت القضية ، وأخفق مسعود في حل المشكلة ، وهكذا انتزع التركمان من مسعود جل خراسان، فاقتصرت املاك الغزنويين على أفغانستان وشمالي الهند وورث السلاجقة الاتراك ملك محمود الغزنوي التركي في خراسان ، ثم تمكنوا من السيطرة على بغداد ، حيث أزالوا حكم الديلم ، ولم يكن السلاجقة اتراكا مثل محمود الغزنوي فحسب بل كانوا أيضا يتعصبون للمذهب الحنفي ، لهذا حقق دخولهم بغداد انتصارات كبرى لهذا المذهب وآذن ذلك بانحسار تحكم دعاة السبعية بالفكر الاسلامي بعدما ظلوا يفعلون ذلك لعدة قرون ...
بعدة عبرت شعوب إيران بعد دخولها في الإسلام عن شخصيتها المتميزة أعمال ، كان من بينها تأسيس عدة دول إيرانية مستقلة كان اشهرها الدولة السامانية التي قامت في أواخر القرن التاسع وظلت قوية حتى منتصف القرن العاشر الميلادي حيث بدأت علامات الضعف تنتابها . فقد تعرضت هذه الامبراطورية التي حكمت خراسان ومناطق كبرى فيما وراء النهر ، إلى عدة أزمات داخلية وخارجية لم تستطع التغلب عليها ، فكان أن انهارت ، واحتلت عاصمتها بخارى من قبل مجموعات . أتراك ما وراء النهر من أما في خراسان فقد ورث ممتلكاتها الدولة الغزنوية ، وتنسب هذه الدولة إلى مدينة غزنة إحدى مدن أفغانستان الحالية ، وتقع إلى جنوب غربي كابل - ومؤسس هذه الدولة هو سبكتكين ، الذي كان ضباط الجيش الساماني ، ولقد كان استلامه لحكم غزنة عبداً تركياً من سنة ٣٦٦ هـ / ۹۷۷ م . وفي الحقيقة أن قصة قيام الدولة الغزنوية تبدأ قبل هذا التاريخ بعدة سنوات ، ففي سنة ٣٥٠هـ / ٩٦١ م ، توفي الأمير الساماني عبد الملك ابن نوح « ولما دفنوه ثار المسكر ، وتمردوا ، وطمع كل شخص في الملك ، وظهرت الفتن » ، « وكان الاسفهلار ( أي القائد ( البتكين ۲۷ - مائة أوائل
في نيسابور حين بلغه خبر وفاة الأمير . .... فقصد الحضرة للقبض على الأمير ، ، الساماني الجديد، ومن ثم احلال نفسه مكانه على عرش السامانيين ، وأخفق البتكين وأجبر على الفرار فذهب إلى غزنية واستقر بها ، وكان بصحبته غلمانه وقواته الخاصة ، وبعد فترة تهادن البتكين مع الأمير الساماني الجديد، لكن لم يعد إلى بخارى ، بل ظل حيث هو .
ونظراً لقرب الأراضي الأفغانية من أراضي الهند غير المسلمة ، فقد شغل البتكين نفسه مع جنده في أعمال الإغاره على هذه الأراضي ، واعتبروا عملهم ذلك جهاداً ، وانفسهم غزاة في سبيل الله ، وظل البتكين مرتبطاً اسمياً بالدولة السلمانية ، وعندما توفي خلفه أحد ضباطه واسمه بكتكين ، وسار سبكتكين على نهج سلفه دون تبديل حتى سنة
وعقب وفاة سبكتكين خلفه ابنه محمود ، وعندما أصبح محمود صاحب السلطة في غزنة ، غدت الدولة الغزنوية دولة مستقلة عن السامانيين ، وقام بتأسيس دولة جديدة كبرى ، فنظم أولاً أعمال الغارة على الأراضي الهندية وحولها إلى أعمال فتح توسعي تحت عنوان الجهاد في سبيل الله ، ونظراً للنجاحات العظمى التي حققها ، والانتصارات الكبرى التي نالها استحق محمود لقب غازي عن جدارة ، وأصبح من أكثر شخصيات عصره شهرة وعظمة ، فلقبته الخلافة العباسية بلقب
يمين الدولة ولقد استطاع محمود توسيع رقعة دولته ليس في شبه القارة الهندية فقط ، بل أوصل حدودها إلى جيحون ثم تجاوزه فضم واحة خوارزم إلى امبراطوريته ، كما الحق جميع أراضي خراسان بدولته وأخذ يعد
عدد . غاية الأبهة ، وعاش في هذا البلاط كبير من الأدباء والشعراء لعل من اشهرهم الفردوسي صاحب الشاهنامة ، التي قدمها لمحمود ، ثم ان رجالات العصر السجلوتي الأول : نظام الملك ورجالات النظامية مثل الغزالي وسواه كلهم كانوا من نتاج عصر يمين الدولة
العدة المزحف على بغداد ، من أجل القضاء على حكم الأسرة البويهية الممزقة فيها ، وتحرير الخلفاء العباسيين من ربقة التحكم بهم من قبل الديلم لقد كان محمود مسلما محافظاً متعصباً لمذهب الشافعية ، شهد عصره و اراضي دولنه ذروة الصراع بين القوى الفاطمية والعباسية المتراجعة أولا ثم المتقدمة ثانياً ، ففي أيامه بدأت الاستفاقة العباسية نشاطها الأعظم ، وأخذت تتطلع نحو إعادة سيطرتها على العالم الاسلامي. وقد رعى محمود الاسلام وعلماء الدين المسلمين وأنشأ بلاطا كان في لقد واجه محمود في أواخر حياته بداية مشكلة التركمان بقيادة السلاجقة ، فاستطاع أن يتدارك تفجيرها ، يؤجل تفاقم خطرها ، وذلك بما أوتيه من حزم وبصيرة ، انما في عهد ابنه مسعود تفجرت القضية ، وأخفق مسعود في حل المشكلة ، وهكذا انتزع التركمان من مسعود جل خراسان، فاقتصرت املاك الغزنويين على أفغانستان وشمالي الهند وورث السلاجقة الاتراك ملك محمود الغزنوي التركي في خراسان ، ثم تمكنوا من السيطرة على بغداد ، حيث أزالوا حكم الديلم ، ولم يكن السلاجقة اتراكا مثل محمود الغزنوي فحسب بل كانوا أيضا يتعصبون للمذهب الحنفي ، لهذا حقق دخولهم بغداد انتصارات كبرى لهذا المذهب وآذن ذلك بانحسار تحكم دعاة السبعية بالفكر الاسلامي بعدما ظلوا يفعلون ذلك لعدة قرون ...
تعليق