النغتون (ادوارد كندي)
Ellington (Edward Kennedy-) - Ellington (Edward Kennedy-)
إلِّنغتون (إدوارد كندي ـ (
(1899 ـ 1974)
إدوارد كندي إلِّنغتون Edward Kennedy Ellington الملقب «ديوك» Duke عازف بيانو ومؤلف موسيقي وقائد فرقة، وهو أمريكي زنجي يعد من الأعلام ممن طوروا موسيقى الجاز. ولد في واشنطن وتوفي في نيويورك.
كان والد ديوك كبير الخدم في البيت الأبيض الأمريكي وناسخ مصورات للبحرية الأمريكية. وقد لقب إدوارد بـ «ديوك» (الدوق) منذ صغره لمظهره الوقور وتعلقه بارتداء الملابس الأنيقة. تعلم العزف على البيانو ثم درس قواعد الانسجام harmony ذاتياً وراء مقاعد سيارات الأجرة التي كان يقودها في مطلع حياته.
قدمت فرقة إلنغتون عروضاً موسيقية في نادي كوتون Cotton Club في نيويورك بدعوة من عازف الترومبيت trompet [ر. البوق] وقائد الفرقة كنغ أوليفر King Oliver (1885- 1938) مدة أربع سنوات وضع فيها موسيقى لفيلم «لحن الأسود والأسمر» Black and Tan Fantasy (1929)، وقد أسهمت أعماله في هذه السنوات بذيوع شهرته.
كان لموسيقى إلنغتون الفريدة أثر كبير في الموسيقى الأوربية وخاصة في أعوام الثلاثينات من القرن العشرين، حتى إن بعض المؤلفين الموسيقيين الجادين مثل فريدريك ديليوس (1862- 1934) F.Delius، وكونستانت لامبرت (1905-1951) C.Lambert الإنكليزيين تأثرا بطابعها. ومن أبرز الوقائع التي مرّ بها في أثناء جولة موسيقية له مع فرقته، في إنكلترة عام 1933، أن أمير ويلز، الذي كان أحد المعجبين بموسيقى إلنغتون، عرض نفسه ليعزف في فرقته كعازف إيقاع عند تسجيلها إحدى القطع الموسيقية على إحدى أسطوانات الحاكي ولكن المعلومات عن تاريخ هذا الحادث ليست واضحة.
تميزت موسيقى إلنغتون في الأربعينات بإيقاع جديد يقربه أحياناً من إيقاع الجاز المعروف باسم البوب bop. وكانت هذه الحقبة عقداً ذهبياً بالنسبة له إذ كان دائم التجديد لإغناء موسيقاه. وقد كتب قطعة «حوارية من أجل كوتي» concerto for Cootie وهي قطعة موسيقية مهداة إلى صديقه كوتي ويليامس (1908- 1985) C.Williams، عازف الكورنيت cornet (نوع من الترومبيت). كما كتب عدة قطع موسيقية أخرى من أهمها «المتتالية أسود وبني وبيج» (1943). وقد وصف ديوك عمله هذا ذا الألوان الثلاثة، بأنه أسطورة الزنجي الأمريكي. وفي عام 1947 قدّم «المتتالية الليبرية» وهي قطعة موسيقية كتبها بناء على دعوته مع فرقته من حكومة جمهورية ليبرية للاحتفال بذكرى مرور قرن على الاستقلال.
وفي الخمسينات، كتب إلنغتون متتالية راقصة «الطبلة امرأة» drum is a woman يعبر فيها عن قصة الجاز. ووضع موسيقى لبعض الأفلام مثل «باريس بلوز» Paris blues، واستلهم مسرحيات لشكسبير، مثل عطيل، وروميو وجولييت، في متتالية «هذا الرعد الجميل» such sweet thunder، وقام بمحاولات متواضعة في إعادة كتابة بعض القطع الموسيقية الجادة لتكون بطريقة الجاز مثل «بيرغينت» Peer Gynt لغريغ E.Grieg، و«كسّارة البندق» لتشايكوفسكي Tchaikowsky.
وبدأ إلنغتون في عام 1960 يهتم باستخدام الجاز في الموسيقى الكنسية، وقدّم عام 1965 أول حفل موسيقي ديني مع فرقته الخاصة في الكاتدرائية اليونانية في سان فرنسيسكو. واعترافاً بمهارته وفضله في الموسيقى الأمريكية أرسله البيت الأبيض الأمريكي مع فرقته الموسيقية مبعوثاً رسمياً في جولة موسيقية في آسيا والشرق الأوسط، وزار في هذه الجولة سورية حيث أقام حفلة موسيقية في أثناء معرض دمشق الدولي في أوائل الستينات.
كتب إلنغتون موسيقى لكثير من الاستعراضات والمسارح الفنية حتى أصبح لهذه الموسيقى لونٌ فني خاص متميز وأصبحت موسيقاه تعزف في جميع فرق الزنوج الأمريكية، كما ترك الكثير من التسجيلات الموسيقية على أسطوانات الحاكي. ومن بين مؤلفاته الشهيرة: «شجرة النيلة المزاجية» moody indigo، و«العزلة» solitude، و«السيدة المتحذلقة» sophisticated Lady، و«تمهيد لقبلة» prelude to a kiss.
حسني الحريري