نور الدين الشهيد .. كتاب مائة أوائل من تراثنا ، الكاتب عبد الهادي حرصوني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نور الدين الشهيد .. كتاب مائة أوائل من تراثنا ، الكاتب عبد الهادي حرصوني

    نور الدين الشهيد

    [ ت : ١١٧٤ م ]

    بعد ما اغتيل عماد الدين زنكي سنة ١١٤٦ ، بعده ابنه نور الدين محمود ، واتخذ نور الدين مدينة حلب مقراً له ، وكان مثله مثل أبيه في الشجاعة والحزم والاخلاص والطموح ، إنما تميز على أبيه بتقواه وزهده ، وسلامة نيته ، وطهارة طويته ، فقد كان يعتقد بأن الله تعالى قد أوكل إليه مهمة اقتلاع الفرنجة من ديار العرب ، وتوحيد هذه الديار وأهليها ، تحت راية واحدة ، ولهدف واحد ، کا هي وكانت فاتحة أعمال نور الدين ، استعادة مدينة الرها من الصليبيين الذين استغلوا حادث اغتيال زنكي ، وتوقعوا انشغال أسرته بالصراع حول ميراثه العادة آنذاك ، فاحتلوها ثانية ، وبعد هذا بذل نور الدين جهد ما أوتيه من قوة وطاقات في سبيل إثارة الأمة ، وتنشيط روج الجهاد فيها ، وزرع مشاعر التضحية بين جميع أفرادها في كافة مناطق الأراضي العربية والاسلامية ، ويعتبر نور الدين بحق من أعظم القادة الذين اسهموا في ايجاد جيل مسلم جديد له روح جديدة ، تضحي في سبيل الجهاد والتحرير ، وتخترع السلاح ، وتبدع الخطط ، وتصنع كل ما يحتاجه الجهاد والتحرير ، وهي في نفس الوقت روح متحضرة ، تحب حياة الوحدة والجماعة ، وتعشق التعاون والتكاتف ، مثق فة
    وتكره الفرقة وتمجها ، وتجسدت هذه الروح الجديدة في معظم أفراد الأمة ، وفي شخص نور الدين فيكان مثلاً أعلى ، وانموذجاً يقتدي به . ومكنت هذه الروح نور الدين سنة ١١٥٤ م من الذهاب إلى دمشق

    بناء على دعوة أهلها له ، فوحد لأول مرة منذ قرون شمال الشام مع جنوبه ، وشملت هذه الوحدة أجزاء من الجزيرة وهي أيضاً التي سببت بناء العديد من الرباطات والمدارس ، والجامعات والمشافي ، وهي التي رعت الثقافة ، وشجعت المثقفين ، فنور الدين هو الذي شجع ابن عساكر على كتابة تاريخ لمدينة دمشق ، جاء في ثمانين مجلدة كبار ، وهذا أمر لم يعهد له مثيل في سير الأمم وتواريخها وكانت جميع المعارك وقعت بين العرب والصليبيين حتى هذا التاريخ غير فاصلة ، فبلاد الشام ، بلاد تساعد بنيتها الجغرافية على قيام كثير من القلاع والحصون ، وكانت معظم المدن والبلدان فيها ذات أسوار للدفاع ، لذا كان كلما حدثت معركة بين قوة مسلمة وأخرى صليبية ، كانت هذه المعركة غالباً ما تحدث قرب أسوار إحدى القلاع أو الحصون ، ولذلك كانت تستغرق وقتاً مديداً ، وتستهلك جهداً عظيماً دونما نتائج كبيرة ، وكان إذا ما حدت ووقع اشتباك في أحد مواقعه

    وإذا كان حادث وفاة عماد الدين زنكي قد أنهى المرحلة الأولى من مراحل الوجود الصليبي في الشام ، فإن تسلم نور الدين لمدينة دمشق قد أنهى مرحلة حلب ، وابتدأ المرحلة الثالثة ، وهي مرحلة دمشق ، وبلا شك كانت هذه المرحلة أهم مراحل التحرير وأخطرها فبعدما وحد" نور الدين بين شمال الشام وجنوبه ، اتخذ من دمشق مركزاً عدداً وقاد من دمشق الحملات ضد الصليبيين ، وخاض لأعماله من العديد من المعارك معهم
    وتدمر مع . الحصينة القريبة ، فيتخذ موقف الدفاع ، ولذا طال أمد الحروب الصليبية ، فاحتاجت إلى تكاليف باهظة ، وبات على العرب وقادتهم تأمين الموارد الكافية من الرجال والمؤن ، والسلاح والمال لنفقات هذه الحروب ، وبنفس الوقت العمل من أجل خلق ظروف وحالات مواتية القيام معركة فاصلة العدو ، تحطم فيها قواه العسكرية مؤسساته الحربية ، وبذلك يسهل اقتلاعه

    وبعد ما وحمد نور الدين الشام والجزيرة • نظر أمامه فرأى مصر بمواردها الهائلة ، وطاقاتها الجبارة ، وموقعها الممتاز ، وكان الحكم في مصر على غاية من الضعف والتمزق والفوضى ، وأراد نور الدين انقاذ مصر وضمها إلى الوحدة ، وادخال الروح الجديدة التي حلت بالشام إليها ، كما ود أن تستخدم طاقات مصر ومواردها لتزج في المعركة بدلاً من التبعثر والهدر والضياع وكان من حين ما تصدى نور الدين للفرنجة ، ألقى في روعهم أن الشام صارت سداً فولاذيا أمامهم، وإنه لم يبق أمامهم إلا البحر أو مصر ، لهذا أراد الصليبيون احتلال مصر وأرادوا الاستفادة منها ومن وأن يحولوا بين العرب وبين تطويقهم ، والعمل في سبيل القضاء عليهم واقتلاعهم ، لهذا جردوا عدة حملات ضد مصر : لكن " نور الدين تمكن من احباط خططهم ، ونجح سنة ١١٦٧ في توحيد مصر مع بلاد الشام والجزيرة وفي سنة ۱۱۷۱ م ألغيت الخلافة الفاطمية ، كما تم الاستيلاء على ليبيا واليمن ، وشهدت مصر قيام حياة جديدة ، ويقظة متفتحة ، وأخذت تستعد لتأخذ دورها أعمال التحرير ، وطوقت الآن ممتلكات الفرنجة ، وأعدة نور الدين قواته من أجل المعركة الفاصلة ، وكان موقناً من أن مواردها ،



    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٨-٢٠٢٣ ٠٠.٠٩_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	61.4 كيلوبايت 
الهوية:	75141 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٨-٢٠٢٣ ٠٠.٠٩ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	82.4 كيلوبايت 
الهوية:	75142 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٨-٢٠٢٣ ٠٠.١٠_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	75.3 كيلوبايت 
الهوية:	75143 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٨-٢٠٢٣ ٠٠.١١_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	59.7 كيلوبايت 
الهوية:	75144

  • #2
    Nur al-Din al-Shahid [died: 1174 AD]

    He assumed the leadership of the nation after Imad al-Din Zangi was assassinated in the year 1146, after him his son Nur al-Din Mahmud, and Nur al-Din made the city of Aleppo his headquarters. He believed that God Almighty entrusted him with the task of uprooting the Franks from the lands of the Arabs, and uniting these lands and their people, under one banner, and for one goal, as it was the beginning of Nur al-Din’s actions, the recovery of the city of Edessa from the Crusaders who took advantage of the assassination of Zangi, and expected his family to be busy With the struggle over his usual inheritance at the time, they occupied it again, and after this Nur al-Din exerted all his strength and energies in order to stir up the nation, revitalize the jihad in it, and cultivate feelings of sacrifice among all its members in all regions of the Arab and Islamic lands, and Nur al-Din is rightly considered one of the greatest leaders Those who contributed to creating a new Muslim generation with a new spirit that sacrifices for the sake of jihad and liberation, invents weapons, creates plans, and manufactures everything needed for jihad and liberation. Fah
    Division is hated and abhorred, and this new spirit was embodied in most of the nation's members, and in the person of Nur al-Din, who was a lofty example and a model to be followed. This spirit enabled Nur al-Din in the year 1154 AD to go to Damascus

    Based on the invitation of its people to him, he united for the first time in centuries the north of the Levant with its south, and this unity included parts of the island and it also caused the building of many ribat, schools, universities and hospitals, and it is the one that nurtured culture and encouraged the intellectuals, so it was Nur al-Din who encouraged Ibn Asaker To write a history of the city of Damascus, which came in eighty major volumes, and this is something unprecedented in the course of nations and their histories, and all the battles took place between the Arabs and the Crusaders until this date is incomparable. Most of the cities and countries have walls for defense, so whenever a battle occurred between a Muslim force and another Crusader, this battle often took place near the walls of one of the castles or forts, and therefore it took a long time, and consumed great effort without great results, and if it occurred, it would have occurred. A clash at one of his sites

    And if the event of the death of Imad al-Din Zangi ended the first stage of the Crusader presence in the Levant, then Nur al-Din’s surrender to the city of Damascus ended the Aleppo stage, and began the third stage, which is the Damascus stage. Undoubtedly, this stage was the most important and dangerous stage of liberation. Religion is between the north and south of the Levant, it took a center in numbers from Damascus and led campaigns against the Crusaders from Damascus, and for its actions it fought many battles with them
    destroy with . The nearby fortified area takes a defensive position, and therefore the Crusades lasted for a long time, and they required huge costs, and it became necessary for the Arabs and their leaders to secure sufficient resources of men, supplies, weapons and money for the expenses of these wars, and at the same time work to create favorable conditions and situations for carrying out a decisive battle against the enemy, destroying it. It contains his military forces, his war institutions, and thus it is easy to uproot him

    And after he praised Nur al-Din al-Sham and the Jazira, he looked in front of him and saw Egypt with its enormous resources, its mighty energies, and its excellent location. He wanted to use the energies and resources of Egypt to plunge into the battle instead of being scattered, wasted and lost, and as soon as Nur al-Din confronted the Franks, he threw in their fear that the Levant had become a steel barrier in front of them, and that nothing was left in front of them except the sea or Egypt, so the Crusaders wanted to occupy Egypt and wanted to benefit from it And they wanted to prevent the Arabs from encircling them, and working towards eliminating and uprooting them, for this they launched several campaigns against Egypt, but “Nur al-Din was able to thwart their plans, and he succeeded in the year 1167 in unifying Egypt with the Levant and the Jazira, and in the year 1171 AD the Fatimid caliphate was abolished, just as Libya and Yemen were captured, and Egypt witnessed a new life and an open awakening, and it was preparing to take its turn in the liberation works.

    تعليق

    يعمل...
    X