هانیبال
[ ٢٤٧ - ١٨٣ ق.م ]
يرتبط اسم هانيبال باسم مدينته قرطاج والتي تعني ( المدينة الجديدة ) وتدين بوجودها لنزوح أهلها الفينيقيين من الساحل السوري إلى مناطق شمال أفريقيا بغرض التجارة ، وقد تم تأسيس قرطاج عام ۸۱۳ ق.م ) مع أن اسست مدن فينيقية أخرى في المغرب في الالف الأول قبل الميلاد مثل ( يبقيس ) و ( حادرموت ) و ( تالبوس ) نمت قرطاج في شمال أفريقيا وتوسعت مناطق تجارتها ونفوذها بكافة الإتجاهات وكان من الطبيعي أن يصطدم توسعها جوارها الأقوياء وهم الاغريق أولاً ثم الرومان ثانياً ، وكانت جزيرة صقلية أهم مناطق الاحتكاك ، أولاً مع الأغريق ، وثانياً مع روما ، وكان هذا الاحتكاك صراعاً على السيادة في البحر الأبيض المتوسط اقتصاديا وسياسيا ، وأهم ما فيه الصراع مع الرومان الذي عرف باسم الحروب البونية تبدأ قصة هانيبال يملكار ، ) أي من يتمتع بحماية ملكارت ) وهو الذي اشتهر باسم هملكار برقة ، أي الصاعقة لاشتهاره بسرعة ضربه لعدوه مفاجأ له حيثما وجده فقد عينته قرطاج لقيادة جيوشها عام ( ٢٤٧ ق . م ) فسار إلى ايطاليا يجيش واسطول صغير ، وأخذ يغير على السواحل وحامياتها والمدن الموجودة قرب الإلا أن مواطنيه لم يحدوه بالمال ، وبقي الحال هكذا مدة تسع سنين لم تقم روما أو قرطاج بتحريك ساكن ثم وفي غفلة منه هاجمه الأسطول الروماني الضخم المؤلف من مائتي
سفينة حربية ، ودمر اسطوله واضطرت قرطاج لترك مستعمراتها الرومانية ودفع غرامة حربية قدرها ٤٤٠ تالنتاً لمدة عشر أعوام ، وتلك الحروب هي التي يطلق عليها اسم الحرب البونية الأولى إلا أن الأمر زاد خطورة على قرطاج بثورة المرتزقة والمستعمرات التي أخذت جيوشهما تحاصر قرطاج، مما اضطرها للاستنجاد بهملكار الذي قمع الثورة بحزم وصرامة وقوة بعد أن استغرق منه ذلك نحو أربعين شهراً ، وفقدت اثنائها قرطاج مستعمراتها الأوربية مما جعلها ترسل هملكار إلى إسبانيا بقوة صغيرة لاسترداد أسواقها التجارية المفقودة ، وقد استاء همكار من معاملة الرومان القرطاج فجاء بابنه هانيبال وهو ابن تسع سنوات إلى مذبح ) بعل ، واستحلفه على الثأر من روما استرجع مهملكار بعض المدن التي كانت تدين بالولاء لقرطاج فيما مضى ، وقتل أثناء إحدى المعارك بعد أن ترك في ساحة القتال زوج . - ٣٨٦ -
ابنته هر دروبال وأولاده هانيبال وهز دروبال وماجون انتخب هز دروبال خافها لعمه همكار ، وقد استمر في قيادته ثماني سنوات بنى اثنائها مدينة قرطاج الجديدة (قرطاجنة) التي لا تزال قائمة حتى الآن
في اسبانيه وقد اغتيل عام ( ٢٢١ ) فاختار الجيش هانيبال لقيادته. وهو أكبر أبناء هملكار وكان عمره آنذاك ست وعشرون سنة. لم يحرك الرومان ساكنا ازاء احتلال قرطاج لاسبانيا وذلك نتيجةسواحل ، واحرز بعض الانتصارات مائة أوائل
انشغالهم بفتنتهم الداخلية ، ونتيجة أعمالهم في سبيل تحرير شبه الجزيرة الايطالية وتوحيدها ، وزادت الأمور تعقيداً أثناء اضطرارهم لدرء خطر الغاليين الذين هاجموا الشمال الايطالي وهنا اضطرت روما لعقد معاهدة مع هز دروبال شريطة بقاء القرطاجيون جنوب نهر الابرة ، وحلفاً مع مدينتي سجنتم و امبورياس الاسبانيتين
بعد انتهاء حرب روما مع الغاليين ، بدأت من جديد نار الصراع الحتمي بين روما وقرطاج وكان فتيل الانفجار الانقلاب الذي جرى عام ٢١٩ ق . م في مدينة ) سجنتم ( من تدبير روما إذ أقامت حكومة وطنية معادية لقرطاج وأخذت هذه الحكومة تسيء إلى حلفاء هانيبال من القبائل الاسبانية - ولما لم تنفع الطرق الدبلوماسية والانذارات مع ( سجنتم ) قام هانيبال بحصارها الأمر الذي اعتبرته روما اخلالا بمعاهدتها مع قرطاج، بينما رأى هانيبال أن روما تحاول استغلال الحادث ليكون لها ذريعة لبدء القتال مع قرطاج في حرب طويلة أطلق عليها فيما بعد اسم الحرب البونية الثانية استغرق حصار ) سجنتم ( ثمانية أشهر قام بعدها بعبور نهر الابرة
عام ۲۱٨ ق . م على رأس جيش قوامه خمسين ألفاً من المشاة وتسعة آلاف من الخيالة وهم باكثريتهم الساحقة اسبان ولوبيين تقدم هانيبال باتجاه جبال الألب لعبورها إلا أن بعض الاسبان وقدرهم ثلاثة آلاف جندي انسحبوا من القتال خوفاً من عبور جبال الألب كما أنه جندي لاحتجاجهم على عبور الالب ، إذ بدت تلك المحاولة من المستحيل تحقيقها في حينها خصوصاً أن هانيبال من الفيلة لتكون سلاحاً مخيفاً مفاجئاً للرومان صرح سبعة آلاف كان عدداً . معه يصحب
بعد قضائه على مقاومة بعض القبائل الغاليين العمل الذي استغرق ثمانية أشهر ، اخترق بعدها جبال البرانس . ثم وصل إلى نهر الرون وخاض هناك معركة عنيفة حتى استطاع اختراقه ، ثم اتجه شرقا نحو جبال الألب وتحاشياً من مفاجئة القبائل الألبية ، ترك هانيبال المعابر الأساسية لجبال الألب ، واضطر لاتباع الممرات الضيقة والشديدة الانحدار فقام بتسلق جبال الألب خلال تسعة أيام واستراح في القمة يومين ثم شرع بالنزول من خلال المسالك الضيقة الوعرة وبعد ست أيام وصل هانيبال إلى السهول بعد أن فقد أكثر من نصف جيشه وعتاده وفرسانه وفيلته
وبعد هذا خاض هانيبال عدة معارك مع الرومان استطاع خلالها احتلال شمال ايطاليا بكامله ، والالتفات إلى إعادة تجهيز قواته وزيادة عددها عن طريق ضم السكان المحليين ممن استعمرهم الرومان حديثاً ، وفي هذه الفترة فقد هانيبال احدى عينيه نتيجة رمد أصيب به ، وقد حاولت روما اغتياله مرات عديدة ، حتى اضطر أن يغير من شكله وتنكره في كل يوم ، وأخذ يطلب من قرطاج الإمدادات والعتاد ، ولكن دون جدوى ، عندها طلب من أخيه هز دور بال أن يلحق به مع جيش يتم تجنيده في اسبانيا عبر جبال الالب إلا أن احتلال الرومان لأسبانيا ، منع هز دو ربال من الوصول لنجدة أخيه وقد حدثت عده معارك شبه الجزيرة الايطالية ، كان الفوز فيها من نصيب هانيبال الذي عرف واتقن فنون الحرب والقتال ، وبراعة
استخدام الفرسان في القتال مع عدم المبالاة بالفرق المددي الهائل بين جيشه والجيش الروماني الجرار ، مستعيضاً عن العدد بالخطة المحكمة والمفاجأة والتمرس بالقتال
[ ٢٤٧ - ١٨٣ ق.م ]
يرتبط اسم هانيبال باسم مدينته قرطاج والتي تعني ( المدينة الجديدة ) وتدين بوجودها لنزوح أهلها الفينيقيين من الساحل السوري إلى مناطق شمال أفريقيا بغرض التجارة ، وقد تم تأسيس قرطاج عام ۸۱۳ ق.م ) مع أن اسست مدن فينيقية أخرى في المغرب في الالف الأول قبل الميلاد مثل ( يبقيس ) و ( حادرموت ) و ( تالبوس ) نمت قرطاج في شمال أفريقيا وتوسعت مناطق تجارتها ونفوذها بكافة الإتجاهات وكان من الطبيعي أن يصطدم توسعها جوارها الأقوياء وهم الاغريق أولاً ثم الرومان ثانياً ، وكانت جزيرة صقلية أهم مناطق الاحتكاك ، أولاً مع الأغريق ، وثانياً مع روما ، وكان هذا الاحتكاك صراعاً على السيادة في البحر الأبيض المتوسط اقتصاديا وسياسيا ، وأهم ما فيه الصراع مع الرومان الذي عرف باسم الحروب البونية تبدأ قصة هانيبال يملكار ، ) أي من يتمتع بحماية ملكارت ) وهو الذي اشتهر باسم هملكار برقة ، أي الصاعقة لاشتهاره بسرعة ضربه لعدوه مفاجأ له حيثما وجده فقد عينته قرطاج لقيادة جيوشها عام ( ٢٤٧ ق . م ) فسار إلى ايطاليا يجيش واسطول صغير ، وأخذ يغير على السواحل وحامياتها والمدن الموجودة قرب الإلا أن مواطنيه لم يحدوه بالمال ، وبقي الحال هكذا مدة تسع سنين لم تقم روما أو قرطاج بتحريك ساكن ثم وفي غفلة منه هاجمه الأسطول الروماني الضخم المؤلف من مائتي
سفينة حربية ، ودمر اسطوله واضطرت قرطاج لترك مستعمراتها الرومانية ودفع غرامة حربية قدرها ٤٤٠ تالنتاً لمدة عشر أعوام ، وتلك الحروب هي التي يطلق عليها اسم الحرب البونية الأولى إلا أن الأمر زاد خطورة على قرطاج بثورة المرتزقة والمستعمرات التي أخذت جيوشهما تحاصر قرطاج، مما اضطرها للاستنجاد بهملكار الذي قمع الثورة بحزم وصرامة وقوة بعد أن استغرق منه ذلك نحو أربعين شهراً ، وفقدت اثنائها قرطاج مستعمراتها الأوربية مما جعلها ترسل هملكار إلى إسبانيا بقوة صغيرة لاسترداد أسواقها التجارية المفقودة ، وقد استاء همكار من معاملة الرومان القرطاج فجاء بابنه هانيبال وهو ابن تسع سنوات إلى مذبح ) بعل ، واستحلفه على الثأر من روما استرجع مهملكار بعض المدن التي كانت تدين بالولاء لقرطاج فيما مضى ، وقتل أثناء إحدى المعارك بعد أن ترك في ساحة القتال زوج . - ٣٨٦ -
ابنته هر دروبال وأولاده هانيبال وهز دروبال وماجون انتخب هز دروبال خافها لعمه همكار ، وقد استمر في قيادته ثماني سنوات بنى اثنائها مدينة قرطاج الجديدة (قرطاجنة) التي لا تزال قائمة حتى الآن
في اسبانيه وقد اغتيل عام ( ٢٢١ ) فاختار الجيش هانيبال لقيادته. وهو أكبر أبناء هملكار وكان عمره آنذاك ست وعشرون سنة. لم يحرك الرومان ساكنا ازاء احتلال قرطاج لاسبانيا وذلك نتيجةسواحل ، واحرز بعض الانتصارات مائة أوائل
انشغالهم بفتنتهم الداخلية ، ونتيجة أعمالهم في سبيل تحرير شبه الجزيرة الايطالية وتوحيدها ، وزادت الأمور تعقيداً أثناء اضطرارهم لدرء خطر الغاليين الذين هاجموا الشمال الايطالي وهنا اضطرت روما لعقد معاهدة مع هز دروبال شريطة بقاء القرطاجيون جنوب نهر الابرة ، وحلفاً مع مدينتي سجنتم و امبورياس الاسبانيتين
بعد انتهاء حرب روما مع الغاليين ، بدأت من جديد نار الصراع الحتمي بين روما وقرطاج وكان فتيل الانفجار الانقلاب الذي جرى عام ٢١٩ ق . م في مدينة ) سجنتم ( من تدبير روما إذ أقامت حكومة وطنية معادية لقرطاج وأخذت هذه الحكومة تسيء إلى حلفاء هانيبال من القبائل الاسبانية - ولما لم تنفع الطرق الدبلوماسية والانذارات مع ( سجنتم ) قام هانيبال بحصارها الأمر الذي اعتبرته روما اخلالا بمعاهدتها مع قرطاج، بينما رأى هانيبال أن روما تحاول استغلال الحادث ليكون لها ذريعة لبدء القتال مع قرطاج في حرب طويلة أطلق عليها فيما بعد اسم الحرب البونية الثانية استغرق حصار ) سجنتم ( ثمانية أشهر قام بعدها بعبور نهر الابرة
عام ۲۱٨ ق . م على رأس جيش قوامه خمسين ألفاً من المشاة وتسعة آلاف من الخيالة وهم باكثريتهم الساحقة اسبان ولوبيين تقدم هانيبال باتجاه جبال الألب لعبورها إلا أن بعض الاسبان وقدرهم ثلاثة آلاف جندي انسحبوا من القتال خوفاً من عبور جبال الألب كما أنه جندي لاحتجاجهم على عبور الالب ، إذ بدت تلك المحاولة من المستحيل تحقيقها في حينها خصوصاً أن هانيبال من الفيلة لتكون سلاحاً مخيفاً مفاجئاً للرومان صرح سبعة آلاف كان عدداً . معه يصحب
بعد قضائه على مقاومة بعض القبائل الغاليين العمل الذي استغرق ثمانية أشهر ، اخترق بعدها جبال البرانس . ثم وصل إلى نهر الرون وخاض هناك معركة عنيفة حتى استطاع اختراقه ، ثم اتجه شرقا نحو جبال الألب وتحاشياً من مفاجئة القبائل الألبية ، ترك هانيبال المعابر الأساسية لجبال الألب ، واضطر لاتباع الممرات الضيقة والشديدة الانحدار فقام بتسلق جبال الألب خلال تسعة أيام واستراح في القمة يومين ثم شرع بالنزول من خلال المسالك الضيقة الوعرة وبعد ست أيام وصل هانيبال إلى السهول بعد أن فقد أكثر من نصف جيشه وعتاده وفرسانه وفيلته
وبعد هذا خاض هانيبال عدة معارك مع الرومان استطاع خلالها احتلال شمال ايطاليا بكامله ، والالتفات إلى إعادة تجهيز قواته وزيادة عددها عن طريق ضم السكان المحليين ممن استعمرهم الرومان حديثاً ، وفي هذه الفترة فقد هانيبال احدى عينيه نتيجة رمد أصيب به ، وقد حاولت روما اغتياله مرات عديدة ، حتى اضطر أن يغير من شكله وتنكره في كل يوم ، وأخذ يطلب من قرطاج الإمدادات والعتاد ، ولكن دون جدوى ، عندها طلب من أخيه هز دور بال أن يلحق به مع جيش يتم تجنيده في اسبانيا عبر جبال الالب إلا أن احتلال الرومان لأسبانيا ، منع هز دو ربال من الوصول لنجدة أخيه وقد حدثت عده معارك شبه الجزيرة الايطالية ، كان الفوز فيها من نصيب هانيبال الذي عرف واتقن فنون الحرب والقتال ، وبراعة
استخدام الفرسان في القتال مع عدم المبالاة بالفرق المددي الهائل بين جيشه والجيش الروماني الجرار ، مستعيضاً عن العدد بالخطة المحكمة والمفاجأة والتمرس بالقتال
تعليق