ادريس الأول
هناك خلاف شديد بين المؤرخين حول دور البطل في التاريخ ، أنه وجد بين البشر من ملك من الطاقات ما جعله يفوق ما عداه من الناس في وقته ، وبذلك تسنى له أن يتربع على مقعد للزعامة ، وأن يحدث تغييرات كبيرة ، وانجازات خطيرة ، تأثر بها معاصروه ومن أتى بعدهم بدرجات ، مما تسبب له الشهرة والخلود ، والبعض ينكر دور البطل الفرد في صنع التاريخ ، ويعتقد أن الجماهير هي البطل الحقيقي الذي صنع ، إنما إذا راعينا متذكرين أن لكل واقعة من الوقائع ، العديد من الأسباب المتنوعة البعيدة والقريبة ، وأن المسببات هي سابقة للواقعة وأصل لها ، خففنا من غلواء الاعتقاد بأن الفرد البطل قادر وحده على صناعة التاريخ ، وأن البطل الفرد وحده لا شيء بــدون جماهير تستجيب لقضيته ، التي تعتبرهـا قضيتها ، وتتعاون . وتحت قيادته لتنفيذ مطامح متشابكة بشكل معقد . أحداث التاريخ : على هذا يمكن رؤية دور الفرد والجماعات في صنع التاريخ من خلال قضايا كبرى ذات جذور بعيدة في الماضي ، ولها أسباب قريبة ، وحين تتضافر الأسباب وتتوفر القدرة على الإنجاز ، يقوم دور الفرد على مدى فاعليته في الإنجاز ، وقد يكون الإنجاز كبيراً ، له فاعلية الاستمرار ، أن وقد يحدث يقوم فراغ كبير إثر غياب البطل ، وقيام الفراغ
والحاجة ، يقودان نحو الاستغلال الأعظم لإنجاز و البطل ، وهكذا يبدأ
الناس في اغناء دور البطل بتفسيرات وشروح ، ثم باضفاء مواد جديدة عليه ، حق يتم تحويله من واقعة تاريخية إلى واقعة شبه اسطوريه . ويمكن لنا أن نرى هذا الحال في شخصية المولى إدريس الأول في المغرب الأقصى ، ففي دولة مغرب اليوم - كما في الماضي – يلاحظ الإنسان أن السواد الأعظم من ملايين سكان المغرب من أصل عربي أو بربري على السواء ينسبون أنفسهم إليه ، كما أنهم يعتقدون أن كيان دولتهم ظهر لأول مره على يديه .. والمولى ادريس هو واحد من أبناء عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، وأبناء الحسن بن علي من حزب الشيعة ، لم يكن لهم نشاط يذكر في العصر الأموي ، بل شغلوا أدوارهم التاريخية في العصر العباسي ، ففي أيام أبي جعفر المنصور ثار اثنان من أبناء عبد الله وهما محمد النفس الزكية ثم أخاه ابراهيم ، وقد استطاعت جيوش المنصور القضاء على ثورتيها وقتلها مع أعداد كبيرة من الشيعة ، وكان النفس الزكية قبل إعلان ثورته ، قد أرسل دعاته وإخوانه إلى أمصار العالم الإسلامي للدعوة له ، وللإعداد لثورة على العباسيين ، ومن إخوانه الذين بعثهم إلى شمال افريقية كان عيسى ، وقد نشط في تونس ، وسليمان وقد نشط في المغرب الأوسط ، ثم تحول إلى منطقة الصحراء
وفي أيام الخليفة الهادي حفيد المنصور ، تار حسني جديد في الحجاز ، هو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، وكان ذلك سنة ١٦٩ هـ ، وسار إلى مكة لأخذها في موسم الحج فتصدت له القوات العباسية ، واوقعته بفخ على بعد ثلاثة أميال من
مكة ، وبطشت به وبأنصاره بلا رحمة ، ثم لاحقت من نجا من المعركة لاستئصاله
وكان إدريس بن عبد الله ممن شارك بموقعة فخ ، وكتبت له الحياة ،
ففر مع مولى له اسمه راشد نحو مصر ، ومنها إلى المغرب الأقصى ،
حيث حل فيه سنة سبعين ومائة للهجرة ، وقصد مدينة طنجه ، التي
كانت قاعدة المغرب الأقصى ، وأهم مدنه وفي سنة اثنتان وسبعين ومائه ، توجه ادريس نحو داخل المغرب ، فنزل مدينة وليلي ، في منطقة جبل زرهون الحصينة ، والكثيرة الثراء الزراعي ، خاصة شجر الزيتون ، ومدينة وليلي تقع الآن خرائبها على مسافة حوالي العشرين كيلو متراً من مدينة مكناس ، في وسط المغرب ، وهي مدينة أسست في عهد الحكم الروماني للمغرب ، وآثارها ذات مكانة لا بأس بها
كانت وليلي تحكم من قبل قبائل أوربة البربرية ، وقد اتصل المولى ادريس بزعيم أوربة ، وكانت هذه القبائل على درجة كبيرة من القوة وكثرة الرجال ، كما يبدو أنها متأثرة بشكل كبير بحب آل البيت ، وبسرعة عجيبة تمكن ادريس من ان يجمع حوله جيشاً من رجالات القبائل ، وأن ينال البيعة بالإمامة ، وهكذا شرع في تأسيس مملكة تحكم مناطق المغرب الأقصى مع مناطق من المتوسط ، ولقد توفرت له النجاحات بسرعة مدهشة ، حيث لم يكن في المغرب سلطة للعباسيين ، كما أن الإمارة الأموية في الأندلس كانت مشغولة بقضاياها الداخلية ، خاصة
حركة المولدين وثورتهم الكبرى بزعامة ابن حفصون
وطارت شهرة المولى ادريس في شمال افريقية أهل القيروان وسواهم ، وربما من أهل الاندلس ، واستطاع ادريس أ أن ، فقصده عدد منه
هناك خلاف شديد بين المؤرخين حول دور البطل في التاريخ ، أنه وجد بين البشر من ملك من الطاقات ما جعله يفوق ما عداه من الناس في وقته ، وبذلك تسنى له أن يتربع على مقعد للزعامة ، وأن يحدث تغييرات كبيرة ، وانجازات خطيرة ، تأثر بها معاصروه ومن أتى بعدهم بدرجات ، مما تسبب له الشهرة والخلود ، والبعض ينكر دور البطل الفرد في صنع التاريخ ، ويعتقد أن الجماهير هي البطل الحقيقي الذي صنع ، إنما إذا راعينا متذكرين أن لكل واقعة من الوقائع ، العديد من الأسباب المتنوعة البعيدة والقريبة ، وأن المسببات هي سابقة للواقعة وأصل لها ، خففنا من غلواء الاعتقاد بأن الفرد البطل قادر وحده على صناعة التاريخ ، وأن البطل الفرد وحده لا شيء بــدون جماهير تستجيب لقضيته ، التي تعتبرهـا قضيتها ، وتتعاون . وتحت قيادته لتنفيذ مطامح متشابكة بشكل معقد . أحداث التاريخ : على هذا يمكن رؤية دور الفرد والجماعات في صنع التاريخ من خلال قضايا كبرى ذات جذور بعيدة في الماضي ، ولها أسباب قريبة ، وحين تتضافر الأسباب وتتوفر القدرة على الإنجاز ، يقوم دور الفرد على مدى فاعليته في الإنجاز ، وقد يكون الإنجاز كبيراً ، له فاعلية الاستمرار ، أن وقد يحدث يقوم فراغ كبير إثر غياب البطل ، وقيام الفراغ
والحاجة ، يقودان نحو الاستغلال الأعظم لإنجاز و البطل ، وهكذا يبدأ
الناس في اغناء دور البطل بتفسيرات وشروح ، ثم باضفاء مواد جديدة عليه ، حق يتم تحويله من واقعة تاريخية إلى واقعة شبه اسطوريه . ويمكن لنا أن نرى هذا الحال في شخصية المولى إدريس الأول في المغرب الأقصى ، ففي دولة مغرب اليوم - كما في الماضي – يلاحظ الإنسان أن السواد الأعظم من ملايين سكان المغرب من أصل عربي أو بربري على السواء ينسبون أنفسهم إليه ، كما أنهم يعتقدون أن كيان دولتهم ظهر لأول مره على يديه .. والمولى ادريس هو واحد من أبناء عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، وأبناء الحسن بن علي من حزب الشيعة ، لم يكن لهم نشاط يذكر في العصر الأموي ، بل شغلوا أدوارهم التاريخية في العصر العباسي ، ففي أيام أبي جعفر المنصور ثار اثنان من أبناء عبد الله وهما محمد النفس الزكية ثم أخاه ابراهيم ، وقد استطاعت جيوش المنصور القضاء على ثورتيها وقتلها مع أعداد كبيرة من الشيعة ، وكان النفس الزكية قبل إعلان ثورته ، قد أرسل دعاته وإخوانه إلى أمصار العالم الإسلامي للدعوة له ، وللإعداد لثورة على العباسيين ، ومن إخوانه الذين بعثهم إلى شمال افريقية كان عيسى ، وقد نشط في تونس ، وسليمان وقد نشط في المغرب الأوسط ، ثم تحول إلى منطقة الصحراء
وفي أيام الخليفة الهادي حفيد المنصور ، تار حسني جديد في الحجاز ، هو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، وكان ذلك سنة ١٦٩ هـ ، وسار إلى مكة لأخذها في موسم الحج فتصدت له القوات العباسية ، واوقعته بفخ على بعد ثلاثة أميال من
مكة ، وبطشت به وبأنصاره بلا رحمة ، ثم لاحقت من نجا من المعركة لاستئصاله
وكان إدريس بن عبد الله ممن شارك بموقعة فخ ، وكتبت له الحياة ،
ففر مع مولى له اسمه راشد نحو مصر ، ومنها إلى المغرب الأقصى ،
حيث حل فيه سنة سبعين ومائة للهجرة ، وقصد مدينة طنجه ، التي
كانت قاعدة المغرب الأقصى ، وأهم مدنه وفي سنة اثنتان وسبعين ومائه ، توجه ادريس نحو داخل المغرب ، فنزل مدينة وليلي ، في منطقة جبل زرهون الحصينة ، والكثيرة الثراء الزراعي ، خاصة شجر الزيتون ، ومدينة وليلي تقع الآن خرائبها على مسافة حوالي العشرين كيلو متراً من مدينة مكناس ، في وسط المغرب ، وهي مدينة أسست في عهد الحكم الروماني للمغرب ، وآثارها ذات مكانة لا بأس بها
كانت وليلي تحكم من قبل قبائل أوربة البربرية ، وقد اتصل المولى ادريس بزعيم أوربة ، وكانت هذه القبائل على درجة كبيرة من القوة وكثرة الرجال ، كما يبدو أنها متأثرة بشكل كبير بحب آل البيت ، وبسرعة عجيبة تمكن ادريس من ان يجمع حوله جيشاً من رجالات القبائل ، وأن ينال البيعة بالإمامة ، وهكذا شرع في تأسيس مملكة تحكم مناطق المغرب الأقصى مع مناطق من المتوسط ، ولقد توفرت له النجاحات بسرعة مدهشة ، حيث لم يكن في المغرب سلطة للعباسيين ، كما أن الإمارة الأموية في الأندلس كانت مشغولة بقضاياها الداخلية ، خاصة
حركة المولدين وثورتهم الكبرى بزعامة ابن حفصون
وطارت شهرة المولى ادريس في شمال افريقية أهل القيروان وسواهم ، وربما من أهل الاندلس ، واستطاع ادريس أ أن ، فقصده عدد منه
تعليق