ابن اسحق
[ ٨٥ - ١٥١ ه ]
اهتم المسلمون منذ فترة جد مبكرة من القرن الأول للهجرة يجمع أخبار السيرة النبوية وتدوينها ، لانها تحوي التاريخ القريب للأمة العقائدية الناشئة ، فقد تطلع المجتمع الاسلامي أثناء تكوينه إلى « اعادة | تملك ، تجربة النبوة لأنها فريدة ومثالية وأساسية يقتدي بها في دعم فكرة المجتمع الكبير الناشيء ، هذا وان الاحداث وقيام حركة الفتوحات ، وما نجم عنها من اتصال مباشر بالأهم الأخرى ، وعمل على دمجها كلها في صيغة واحدة ، كل ذلك قد أبرز مشاكل كبيرة ، سعى المسلمون لاستلهام حلول لها في سيرة النبي ، وتجربة الوحي والادارة أيام قيام الإسلام في مكة والمدينه ، وعلى هذا نرى أن جمع أخبار السيرة وتدوينها صنع منذ البداية ضمن منظور تاريخي خاص ، كان واسعاً وشاملاً ، فتجربة النبوة المحمدية هي آخر تجارب النبوات الحقة ، الداعية إلى عقيدة التوحيد في التاريخ ، وهي ذات منظور أممي شامل ، ثم هي عميقة الجذور ، تستند إلى تجارب جميع النبوات الصحيحة السابقة ، لهذا كان لابد حين جمعت أخبار النبي وس وسيرة حياته من معرفة ما كان قبله محلياً وعالميا وهكذا لم تقتصر الاهتمامات النبي فقط وإنما على تاريخ العالم منذ بداية الخليقة ، فالنبي على عصر
أعلام منه ، سعد ، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم - عقبة -) ت ١٤١هـ محمد أرسل خاتما للنبوات وهاديا للبشر أجمعين وقد عمل على جمع أخبار السيرة وخليفاتها التاريخية عدة كبار عاشوا في القرنين الأول والثاني الهجريين ( منهم : وهب بن وأبان بن عثمان بن عفان ، وعروة بن الزبير ، وشرحبيل بن وعاصم بن عمر بن قتادة ، و محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، وموسى بن عقبة ، وهشام بن عروة ابن الزبير ، ومحمد بن اسحق ، ولقد وصلتنا قطع من كتاب وهب بن منبه : ٣٤ - ١١٤ ٥ / ٦٥٤ ٧٣٢ م ، في المغازي ، كما وصلتنا مغازي الزهري ( ت ١٢٤ هـ / ٧٤١ م ) وفيها محصلة أعمال المرحلة الأولى من مراحل كتاب السيرة ، هذا وتعتبر كل من موسى بن ٧٥٨ م ) ومحمد بن اسحق ( ٨٥ ٧٦٨ م ) أهم ممثلي المرحلة الثانية من مراحل كتابة السيرة ، وأقدم من كتب في ظل بداية العصر العباسي، وقد وصل إلينا مباشرة قطعة صغيرة من مغازي موسى بن عقبة ، ووصلنا الكتاب كله تقريباً بشكل مباشر في كتاب الاكتفاء للكلاعي ، ومن دراسة ذلك يتبين لنا اهتمام موسى بالترتيب الزمني ، وبذكر تواريخ الحوادث و باستعماله للأسانيد بدقة ثم باعتماده شبه المطلق على شيخه الزهري مهما تكن أعمال أمثال ا لزهري ، وموسى بن عقبة ، فإن عمل ابن اسحق يبقى الاساسي فيما يتصل بالسيرة وإلى حد ما بالتاريخ ، وتكمن أهميته كمؤرخ في استيعابه لتجارب شيوخه وفي تطويرها واعادة تنظيمها من خلال فهمه الجديد للتاريخ ، ومن خلال نظرته الشاملة النابعة من ثقافته الواسعة وادراكه للمغزى السياسي « للصورة التاريخية ، ومن هنا صار ابن اسحق شيخ كتاب السيرة ، وصار الذين .
سیره ، کابن كتبوا بعده عيالا عليه ، وقد شعر كاتب الناس ، بعد ذلك بقرون أن سيرة النبي الله نفسها ، وقيمتها التاريخية تتعرضان للخطر إن تعرضت الثقة بابن اسحق المؤرخ للتساؤل ، لذا فقد رأى واجبا عليه أن يعقد في مطلع سيرته فصلا للدفاع عن ابن اسحق في
وجه ناقديه ان مقولة ابن سيد الناس هذه لا يمكن الآن التسليم بها ، فالنظرة الدينية المحضة لتعليل التاريخ لم تعد مقبولة ، ثم ان ابن اسحق كان مصنفاً لمواد اخبارية متنوعة ، هو لم يكن مسؤولاً عن نشأتها ، كان حاله حال من يعمل في منجم كبير يبحث فيه عن معدن خاص ، فيجمع كل أنواع الصخور المعدنية المنفاوته الاشكال والمتباينة الاوزان وكميات المعدن الخاص ، أن و معلوم جمع الفلزات المعدنية هو غير تصنيعها والاستفادة منها بعد ذلك ، فالمصنف هو غير المؤرخ بمنظور علم التاريخ في العصر الحاضر
.
ولد محمد بن اسحق بالمدينة حوالي سنة ( ٨٥ ٥ / ٧٠٥ م ) و بها نشأ فأدرك بعض الصحابة لكن أكثر سماعه كان من أبناء الصحابة ، كما سمع من أبيه وكبار رجال التابعين في المدينة ، ثم رحل في طلب العلم إلى مصر ونحن نعلم أنه كان في الاسكندرية عام ( ١١٩ هـ / ۷۳۸ م ) ثم عاد إلى المدينة ، وبدأت شهرته بسمة الرواية تنتشر ، وإلى هذه الفترة تعود منازعاته مع عالمي المدينة المشهورين آنذاك : هشام بن عروة ) ت ١٤٦ هـ ) ومالك بن أنس ( ت ۱۷۹ ه ) أما هشام بن عروة فقد اتهمه بالكذب لأنه روى عن زوجته فاطمة بنت المنذر بن الزبير ، وكان هشام ينكر سماع ابن اسحق لها ، ويقول : اهو كان يدخل على امرأتي ، وربما قصد هشام بن عروة من وراء ذلك إلى الحط من منزلة ابن اسحق لانه كان مولى .
[ ٨٥ - ١٥١ ه ]
اهتم المسلمون منذ فترة جد مبكرة من القرن الأول للهجرة يجمع أخبار السيرة النبوية وتدوينها ، لانها تحوي التاريخ القريب للأمة العقائدية الناشئة ، فقد تطلع المجتمع الاسلامي أثناء تكوينه إلى « اعادة | تملك ، تجربة النبوة لأنها فريدة ومثالية وأساسية يقتدي بها في دعم فكرة المجتمع الكبير الناشيء ، هذا وان الاحداث وقيام حركة الفتوحات ، وما نجم عنها من اتصال مباشر بالأهم الأخرى ، وعمل على دمجها كلها في صيغة واحدة ، كل ذلك قد أبرز مشاكل كبيرة ، سعى المسلمون لاستلهام حلول لها في سيرة النبي ، وتجربة الوحي والادارة أيام قيام الإسلام في مكة والمدينه ، وعلى هذا نرى أن جمع أخبار السيرة وتدوينها صنع منذ البداية ضمن منظور تاريخي خاص ، كان واسعاً وشاملاً ، فتجربة النبوة المحمدية هي آخر تجارب النبوات الحقة ، الداعية إلى عقيدة التوحيد في التاريخ ، وهي ذات منظور أممي شامل ، ثم هي عميقة الجذور ، تستند إلى تجارب جميع النبوات الصحيحة السابقة ، لهذا كان لابد حين جمعت أخبار النبي وس وسيرة حياته من معرفة ما كان قبله محلياً وعالميا وهكذا لم تقتصر الاهتمامات النبي فقط وإنما على تاريخ العالم منذ بداية الخليقة ، فالنبي على عصر
أعلام منه ، سعد ، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم - عقبة -) ت ١٤١هـ محمد أرسل خاتما للنبوات وهاديا للبشر أجمعين وقد عمل على جمع أخبار السيرة وخليفاتها التاريخية عدة كبار عاشوا في القرنين الأول والثاني الهجريين ( منهم : وهب بن وأبان بن عثمان بن عفان ، وعروة بن الزبير ، وشرحبيل بن وعاصم بن عمر بن قتادة ، و محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، وموسى بن عقبة ، وهشام بن عروة ابن الزبير ، ومحمد بن اسحق ، ولقد وصلتنا قطع من كتاب وهب بن منبه : ٣٤ - ١١٤ ٥ / ٦٥٤ ٧٣٢ م ، في المغازي ، كما وصلتنا مغازي الزهري ( ت ١٢٤ هـ / ٧٤١ م ) وفيها محصلة أعمال المرحلة الأولى من مراحل كتاب السيرة ، هذا وتعتبر كل من موسى بن ٧٥٨ م ) ومحمد بن اسحق ( ٨٥ ٧٦٨ م ) أهم ممثلي المرحلة الثانية من مراحل كتابة السيرة ، وأقدم من كتب في ظل بداية العصر العباسي، وقد وصل إلينا مباشرة قطعة صغيرة من مغازي موسى بن عقبة ، ووصلنا الكتاب كله تقريباً بشكل مباشر في كتاب الاكتفاء للكلاعي ، ومن دراسة ذلك يتبين لنا اهتمام موسى بالترتيب الزمني ، وبذكر تواريخ الحوادث و باستعماله للأسانيد بدقة ثم باعتماده شبه المطلق على شيخه الزهري مهما تكن أعمال أمثال ا لزهري ، وموسى بن عقبة ، فإن عمل ابن اسحق يبقى الاساسي فيما يتصل بالسيرة وإلى حد ما بالتاريخ ، وتكمن أهميته كمؤرخ في استيعابه لتجارب شيوخه وفي تطويرها واعادة تنظيمها من خلال فهمه الجديد للتاريخ ، ومن خلال نظرته الشاملة النابعة من ثقافته الواسعة وادراكه للمغزى السياسي « للصورة التاريخية ، ومن هنا صار ابن اسحق شيخ كتاب السيرة ، وصار الذين .
سیره ، کابن كتبوا بعده عيالا عليه ، وقد شعر كاتب الناس ، بعد ذلك بقرون أن سيرة النبي الله نفسها ، وقيمتها التاريخية تتعرضان للخطر إن تعرضت الثقة بابن اسحق المؤرخ للتساؤل ، لذا فقد رأى واجبا عليه أن يعقد في مطلع سيرته فصلا للدفاع عن ابن اسحق في
وجه ناقديه ان مقولة ابن سيد الناس هذه لا يمكن الآن التسليم بها ، فالنظرة الدينية المحضة لتعليل التاريخ لم تعد مقبولة ، ثم ان ابن اسحق كان مصنفاً لمواد اخبارية متنوعة ، هو لم يكن مسؤولاً عن نشأتها ، كان حاله حال من يعمل في منجم كبير يبحث فيه عن معدن خاص ، فيجمع كل أنواع الصخور المعدنية المنفاوته الاشكال والمتباينة الاوزان وكميات المعدن الخاص ، أن و معلوم جمع الفلزات المعدنية هو غير تصنيعها والاستفادة منها بعد ذلك ، فالمصنف هو غير المؤرخ بمنظور علم التاريخ في العصر الحاضر
.
ولد محمد بن اسحق بالمدينة حوالي سنة ( ٨٥ ٥ / ٧٠٥ م ) و بها نشأ فأدرك بعض الصحابة لكن أكثر سماعه كان من أبناء الصحابة ، كما سمع من أبيه وكبار رجال التابعين في المدينة ، ثم رحل في طلب العلم إلى مصر ونحن نعلم أنه كان في الاسكندرية عام ( ١١٩ هـ / ۷۳۸ م ) ثم عاد إلى المدينة ، وبدأت شهرته بسمة الرواية تنتشر ، وإلى هذه الفترة تعود منازعاته مع عالمي المدينة المشهورين آنذاك : هشام بن عروة ) ت ١٤٦ هـ ) ومالك بن أنس ( ت ۱۷۹ ه ) أما هشام بن عروة فقد اتهمه بالكذب لأنه روى عن زوجته فاطمة بنت المنذر بن الزبير ، وكان هشام ينكر سماع ابن اسحق لها ، ويقول : اهو كان يدخل على امرأتي ، وربما قصد هشام بن عروة من وراء ذلك إلى الحط من منزلة ابن اسحق لانه كان مولى .
تعليق