البيانو Piano آلة موسيقية وترية عن طريق لوحة الملامس Keyboard (البيضاء والسوداء)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البيانو Piano آلة موسيقية وترية عن طريق لوحة الملامس Keyboard (البيضاء والسوداء)

    بيانو

    Piano - Piano

    البيانو

    البيانو Piano آلة موسيقية وترية تطرق أوتارها عن طريق لوحة الملامس Keyboard (البيضاء والسوداء)، وتعد أوسع الآلات الموسيقية، بعد الآرغن[ر] Organ، مساحة صوتية. ولفظة بيانو مختصرة عن الاسم الكامل في اللغة الإيطالية «بيانو ـ فورته» Piano - Forte، أي الضعيف والقوي. ويتألف البيانو من صندوق طنين، وحامل للأوتار، وآلية المطارق، ولوحة الملامس، والدوّاسات. والجسم الخشبي للبيانو الذي يثبت الإطار المعدني (حامل أوتار) هو صندوق طنين كبير يساعد في قوة وتضخيم أصوات الآلة. ولحامل الأوتار شكلان: الأول مثلث عمودي (كما في البيانو القائم)، والثاني يتخذ شكل آلة الهارب[ر] Harp (كما في البيانو الأفقي Piano à queue).وتتألف آلية المطارق من عدة مطارق خشبية صغيرة مغلفة بالصوف اللبادي لطرق الأوتار. أما دوّاسات الأرجل (اثنتان ـ عامة ـ أساسيتان) فهي لإضعاف رنين الأصوات أو تقوية شدتها، وقد تضاف دواسة ثالثة، وسطى، لإصدار أصوات أكثر خفوتاً من الدواسة اليسرى، أو لإصدار أصوات شبيهة بأصوات بعض آلات النقر الوترية مثل القانون [ر] أو الكلافسان Clavecin. ويتفاوت ارتفاع البيانو القائم بين (90-135سم)، ويبلغ طول البيانو الأفقي بين (120-290سم) يستخدم الأكثر منه طولاً في الحفلات الموسيقية العامة.
    صُنع أول نموذج للبيانو بين عامي 1698 و1709 م من قبل صانع آلات الكلافسان وعازفها الإيطالي بارتولوميو كريستوفوري B.Cristofori (1655-1732) الذي كان في خدمة حاشية أمراء آل ميدِتشي Dei Medici في مدينة فلورنسة. وسمي النموذج الأول من البيانو «الغرافيتشمبلو ذو الأصوات الضعيفة والقوية» Gravicemblo col piocno e forte واختصر الاسم فيما بعد إلى «بيانو ـ فورتِه» ثم إلى بيانو. وكانت لوحة ملامس النماذج الأولى تحوي 49 إلى 57 ملمساً (4-4.5 أوكتاف Octave؛ ثمانية صوتية ونيف) [ر.الموسيقى]، ثم زيدت إلى خمسة أوكتافات (61 ملمساً). وكان جسم الآلة الطنيني (دون القفص المعدني) يصنع من خشب قاسٍ يستطيع تحمل قوة شد الأوتار المعدنية عليه والتي يبلغ عددها 120وتراً. وقد جاء البيانو من أصول الآلات التي تطرق أوتارها مثل آلتي الدلسيمرDulcimer، والكلافيكورد Clavichord (ذات لوحة الملامس).
    كان الجمهور الإيطالي في الحقبة التي صنع فيها كريستوفوري نماذجه من «البيانو ـ فورته»، مهتماً بالأوبرا[ر] Opera وبموسيقى الكلافسان الذي كان يأخذ دوراً مهماً في موسيقى الكثير من المؤلفين الموسيقيين الإيطاليين والفرنسيين مثل دومينيكو سكارلاتّي[ر] D.Scarlatti وبرناردو باسكويني (1637-1710) B.Pasquini، وفرانسوا كوبران[ر] F.Couperin وجان فيليب رامو[ر] J.Ph .Rameau، فلم يستأثر «البيانو ـ فورته» باهتمام المؤلفين أو العازفين برنينه الجديد وبعبقرية صانعه، مما دعا كريستوفوري إلى التوقف عن صنع نماذجه عام 1720 لعدم وجود زبائن للآلة، والعودة إلى صنع آلات الكلافسان. ولم يأخذ «البيانو ـ فورته» دوره المرموق إلا بعد نصف قرن من الزمن. في ألمانية، أخذ صانع آلات الأرغن غوتفريد زيلبرمان G.Silbermann فكرة كريستوفوري وصنع عام 1726 آلتي «بيانو ـ فورته» وعرضهما على المؤلف الموسيقي يوهان سباستيان باخ[ر] J.S.Bach، الذي لم يعجب بهما ولعله كان يأمل بنماذج أفضل صنعاً منهما، إلا أنه عزف عام 1747على نموذج من صنع زيلبرمان، عندما زار باخ حاشية الملك فريدريك في يوتسدام. وكانت تصنع آلات البيانو فورته آنذاك على شكل الهاربسيكورد (الكلافسان) Harpsichord ثم تحول صنعها إلى شكل الكلافيكورد. وبدىء بصنع النموذج القائم من البيانو في أوائل القرن التاسع عشر.
    تعددت مصانع البيانو في كثير من بلدان العالم الغربي. ففي ألمانية، توالى صانعو «البيانو ـ فورته» في صنع نماذج متطورة بأشكال مختلفة، وصُدّر بعض نماذجه الشعبية إلى لندن. وفي فرنسة كان أول ظهور علني لـ«لبيانو ـ فورته» عام 1768، ثم صنعت معامل إرار S.Erard بعد الثورة الفرنسية، نماذج ضخمة منه. وأدخل شتاين J.A.Stein، في النمسة، تحسينات على لوحة الملامس. وشهر برودوود J.Broodwood، في إنكلترة، في صناعته المتقدمة.وقدمت مصانع آمر Amer في الولايات المتحدة الأمريكية، أول نموذج للآلة عام 1775.
    يعد عام 1760 بداية شيوع استعمال البيانو، إذ أخذ اهتمام المؤلفين الموسيقيين يتسع في كتابة الألحان المخصصة له. وكان الناشرون قد بدؤوا بوضع ملاحظات مثل: «هذه القطعة الموسيقية تعزف على الكلافسان أو البيانو ـ فورته» في منشورات المؤلفات الموسيقية. ودام ذلك حتى نشر سوناتا[ر] Sonata «في ضوء القمر» لبتهوفن[ر] Beethoven، وفي بعض مؤلفات كارل فيليب إيمانويل باخ[ر] K.PH.E.Bach وهايدن[ر] J.Hayden، وموتسارت[ر] A.Mozart. وكان يختلط في بعض الأحيان عزف القطع الموسيقية بين تلك الآلتين. وعندما كان موتسارت في جولة موسيقية عام 1777، في أوغسبور Augsbourg (بافارية) أعجب بنماذج البيانو فورته من صنع شتاين وقرر إهمال الكلافسان واستخدام البيانو بديلاً منه. ولم تشهد أي آلة موسيقية صناعة نماذج كثيرة منها، مثل البيانو، إذ وضعت الآلة في بيوت الجماهير وفي صالات الحفلات الموسيقية، ولم تعد مقصورة على قصور الملوك والأمراء. وتكاثرت مصانع البيانو، في القرن التاسع عشر، في كل مكان مثل مصانع بلييل I.Playel وغافو J.E.Gaveau في باريس، وبخشتاين F.Bechstein في برلين، وبوزوندورفر في فيينة، Bösendarfer وشتاينفيغ H.Steinwing في ألمانية الذي تحول إلى اسم مصنعه عام 1853، إلى شتاينوي Steinway في الولايات المتحدة الأمريكية. وتكاملت أوصاف صنع البيانو في الربع الأخير من ذاك القرن حتى بلغت مساحته الصوتية ثماني أوكتافات (97درجة صوتية) في بعض نماذجه الأفقية الشكل.
    كان كل من هايدن وموتسارت، وكلمنتي[ر] M.Clementi من أوائل الموسيقيين الذين كتبوا ألحاناً خاصة بالبيانو. وكان كلمنتي عازفاً بارعاً يمتاز بالقدرة التقنية والتباين التعبيري بين الطابع والحركة في الأداء، مما مهد الطريق أمام بتهوفن للتمتع بهذه الأوصاف الفنية في الأداء الآلي. وكان من الطبيعي ظهور عازفين مهرة مثل دوسيك (1760-1812) J.L.Dussek، وكرامر (1771-1858) J.B.Cramer، وفيلد (1782-1837) Field طوروا أسلوب العزف على البيانو الحديث آنذاك الذي أصبح يتطلب موسيقى ملائمة له. وكان إرار قد صنع بيانو فورته خاصاً ببتهوفن الذي أبدع فيه بمؤلفاته الخاصة به، فأودعها تعابير وإحساسات فنية وتقنية مرهفة، ولاسيما في قطع السوناتا، والحوارية[ر] (كونشرتو) Concerto. وانصرف اهتمام المؤلفين إلى كتابة القطع الموسيقية الخاصة بالبيانو، الذي غدا آلة رئيسة للمؤلف الموسيقي، وآلة مرافقة لكثير من الآلات الموسيقية الأخرى مثل الكمان[ر] والفلوت[ر. الناي] وغيرهما. وتوسعت براعة تقانة الأداء على الآلة، واهتم عازفوها بإظهار براعتهم في جميع الحفلات الموسيقية منذ بداية القرن التاسع عشر. وأفرد الموسيقيون الإبداعيون[ر.الإبداعية] (الرمنسيون) مثل بتهوفن، وشوبرت [ر] F.Schubert، وشومان[ر] R.Schumann، ومندلسون[ر] F.Mendelssohn ألحاناً مميزة للبيانو. ووقف شوبان[ر] F.Chopin حياته وموسيقاه لهذه الآلة، واستطاع أن يغوص في ينابيعها ويستنبط ميزاتها الفنية والطابعية. واتخذ ليست[ر] F.Liszt مكانة متفوقة في تاريخ البيانو، وكان من أوائل عازفي البيانو الذين تقدموا إلى الجمهور في الحفلات العامة، وفي إعادة كتابة المؤلفات الأوركسترالية للبيانو المنفرد Solo ليستطيع محبوها عزفها شخصياً مما جعل ناشري الموسيقى يحولون كثيراً من الأعمال الموسيقية الكبيرة مثل الأوبرا، والسمفونية[ر] إلى كتابتها للبيانو المنفرد لـ «أربع أيدٍ» (أي يعزف القطعة الموسيقية عازفان معاً على بيانو واحد).
    وتميز النصف الثاني من القرن التاسع عشر بظهور عازفين ومؤلفين للبيانو مثل فرانك[ر] C.Franck، وغريغ[ر] Grieg، وفوريه[ر] Fouré، وموسورغسكي[ر] Moussorgsky، وبالاكيريف[ر] Balakirev . وفي نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ظهرت تقانة جديدة في الأداء على البيانو سايرت التطور الموسيقي في التأليف. وكان من قادتها ديبوسي[ر] A.C.Debussy، ورافيل[ر] Ravel وآخرون كثيرون. وأعطى بعض المؤلفين الموسيقيين في القرن العشرين مثل شونبرغ[ر] A.Shoenberg، وفيبرن[ر] A.Webern، ورخمانينوف] S.Rakhmaninov، وسترافنسكي[ر] I.Stravinsky، وهندميث[ر] P.Hindemith، اهتماماً خاصاً في مؤلفاتهم للبيانو. وطور آخرون مثل كيج[ر] J.Cage، وكويل[ر] H.Cowell طريقة الأداء على الآلة فابتكروا أسلوب طرق الأوتار مباشرة، ووضع بعض الأشياء بين الأوتار لاختيار طوابع صوتية خاصة. واستخدم شتوكهاوزن[ر] K.stockhausen أجهزة إلكترونية في أثناء العزف على البيانو لإبراز أصوات ذات طابع مرخّم خاص. والمؤلفات الموسيقية الخاصة بالبيانو كثيرة ومن أبرزها القطع الموسيقية في صيغ السوناتا والحوارية والدراسة Étude لمؤلفين كثيرين من مختلف المدارس الموسيقية، إضافة إلى مؤلفات شوبان الكاملة، وموسيقى ليست الخاصة بالبيانو.
    وفي النصف الثاني من القرن العشرين ابتكر نوع من البيانو يعمل على الكهرباء (إلكتروني)[ر. الآلات الموسيقية] استبدلت بأوتاره صمامات أو دارات إلكترونية متصلة بمضخمات صوتية بدلاً من صندوق الطنين. وشاع هذا النموذج الحديث شعبياً وفي موسيقى الجاز والموسيقى الخفيفة.
    تقسم الآلات الموسيقية ذات الأوتار ولوحة الملامس، التي هي من أصول البيانو، إلى قسمين:
    نوع تطرق أوتاره بمطارق آلية، والآخر تنقر أوتاره بريش خاصة. وهناك آلة وترية تعد نموذجاً بدائياً لذينك النوعين السابقين وهي:
    السنطور: أو التيمبانون Tympanon أو الدلسمير ويطلق عليها أيضاً التْشيمبالوم Cimbalom وهي آلة وترية قديمة شبيهة بالقانون العربي شكلاً، ذات أوتار معدنية متدرجة في الطول والثخن، ترتكز فوق صندوق طنيني خشبي، وتضرب بمطرقتين معقوفتين قليلاً إلى الأعلى مغلفتين في رأسيهما بصوف لبادي لطرق الأوتار. والسنطور شائع الاستعمال في الموسيقى الشعبية لبعض بلاد شرقي أوربة مثل هنغارية، ورومانية، والتشيك وسلوفاكية، واليونان. وقد صنع من هذه الآلة، في نهاية القرن التاسع عشر، نموذج يرتكز على أربعة قوائم ذو دواسة شبيهة بدواسة البيانو اليمنى. وقد كتب لهذه الآلة، في القرن العشرين، مؤلفون موسيقيون مثل سترافنسكي، وكوداي[ر] Z.Kodaly.
    ومن الآلات الوترية ذات لوحة الملامس التي تطرق أوتارها:
    الكلافيكورد: آلة موسيقية صغيرة الحجم ذات شكل مستطيل تطرق أوتارها بمطارق صغيرة، ويحدد الملمس الذي يضغط العازف عليه شدة رنين الصوت ومدته الزمنية. وتعود أصول الكلافيكورد إلى الآلة القديمة «وحيدة الوتر» (المونوكورد) Monochordالتي استخدمها العالم فيثاغورس، في القرن السادس ق.م، في تجاربه في علم الصوت. وكان، في البداية، تحت كل وتر في الكلافيكورد جسر صغير يتحرك بغية تقسيم الوتر إلى أطوال مختلفة لإعطاء درجتين إلى أربع درجات صوتية مختلفة. ولهذا، كان من العسير عزف أكثر من درجة صوتية واحدة على الوتر ذاته في آن واحد. وازداد عدد الأوتار في الكلافيكورد، في القرن السابع عشر، ولم تكن الآلة صالحة للحفلات الموسيقية العامة، بسبب ضعف أصواتها، على الرغم من انتشار استخدامها في أوربة في القرن الخامس عشر. وتلاشى استعمال الكلافيكورد عند شيوع آلة الكلافسان.
    كانت جميع القطع الموسيقية، في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، تدون لعزفها على آية آلة موسيقية ذات لوحة ملامس دون تمييز. وكان معظم المؤلفين والعازفين الألمان، في القرنين السابع عشر والثامن عشر، يستخدم الكلافيكورد الذي يعد رأس أسرة البيانو المباشر، وكانت بعض ألحان جان سباستيان باخ تعزف أيضاً على الكلافيكورد. وأعطى أهمية كبرى لهذه الآلة كل من ابني باخ: فيلهلم فريدمان (1710-1784) وكارل فيليب إبمانويل، مع وجود الكلافسان، دون والدهما. واهتم موتسارت أيضاً بهذه الآلة. كما كتب بعض موسيقيي القرن العشرين مثل بوزوني (1866-1924) F.Busoni قطعاً موسيقية خاصة بالكلافيكورد.
    أما الآلات الوترية ذات لوحة الملامس التي تنقر أوتارها بريش خاصة فهي:
    ـ الكلافسان: هو الاسم الفرنسي للهاربسيكورد، استخدم في أوربة منذ منتصف القرن الخامس عشر، وطواه النسيان تقريباً في النصف الأول من القرن التاسع عشر ليفسح في المجال أمام الآلة الجديدة آنذاك وهي البيانو التي عبرت عن أذواق مجتمعات القرن ذاته.
    كان اسم الكلافسان في اللاتينية «كلافيسمبالوم» Clavicembalum قد أتى في قصيدة ألمانية، عام 1404م، وصفت الآلة بأنها «آلة الحب في البلاط الملكي». ويعتقد بأن أصول الكلافسان جاءت من آلة القانون العربي بوضع لائحة ملامس بدائية له، لنقر الأوتار آلياً بدلاً من نقرها بريشة خاصة توضع في إصبع العازف. ويتألف الكلافسان من صندوق طنين متطاول مستو يحوي أوتاره المعدنية التي تنقر بريش طائر الغراب، أو بقطع صغيرة (نقارات) من قرون الحيوانات مثبتة في حوامل صغيرة تنقر الوتر عندما يضغط العازف على ملمسه الخاص. وكان لكل ملمس وتر واحد، ثم أضيف وتر آخر إليه يضبط بالدرجة الصوتية ذاتها أو بأوكتاف أعلى لإظهار ألوان صوتية أخرى. وكانت مساحة الكلافسان الصوتية تحوي ثلاثة أوكتافات ثم ازدادت، في إيطالية، إلى أربعة فخمسة أوكتافات، أي أقل انخفاضاً من البيانو بأوكتاف واحد وأقل حدة منه بأوكتاف وأكثر. ثم صارت آلة الكلافسان ذات لوحتي ملامس. وكانت النماذج الإيطالية هي الأكثر استخداماً في أوربة، في القرنين السادس عشر والسابع عشر، لخفة وزنها، ووضوح رنينها وقوته الصوتية. وصار صانعو الكلافسان يزخرفون غطاءه العلوي بأشكال شتى أضفت على الآلة طابعاً فنياً أنيقاً. وأخذت صناعة الكلافسان تتكاثر منذ العام 1420، ووضعت له، في فرنسة، مواصفات خاصة بصنعه في عهد الملك لويس الحادي عشر. وكانت لوحة ملامسه تحوي ثلاثة أوكتافات فقط، وصارت الآلة تستخدم في الموسيقى الكنسية إلى جانب الأرغن، والموسيقى الدنيوية بسبب حجمه المصغّر.
    كان الكلافسان والكلافيكورد والأرغن شائعي الاستعمال في القرنين السادس عشر والسابع عشر. وكان أداء موسيقى الرقص خاصاً بالكلافسان وبعض آلات النقر الوترية الأخرى، إلا أن المؤلف الموسيقي فريسكوبالدي[ر] G.Frescobaldi وضع حداً فاصلاً بين الكلافسان والأرغن في الموسيقى الإيطالية الخاصة بكل منهما في بداية القرن السابع عشر. وصار للكلافسان موسيقاه المميزة والخاصة في العزف المنفرد والموسيقى الدينية والمسرحية وفي موسيقى الحجرة[ر]. أما موسيقى الكلافسان الفرنسية فكانت ترتكز على الرقصات الشعبية التي كان العود[ر] يؤديها في منتصف القرن السادس عشر. ثم تطورت هذه الموسيقى وصارت ذات خاصية مميزة أدت إلى صيغ موسيقية خاصة بالآلة. وفي إنكلترة، كانت موسيقى آلة الفيرجينال Virginal الخاصة بها هي الأساس في موسيقى الآلات من ذوات لوحة الملامس، في نهاية القرن السادس عشر إلى بداية القرن السابع عشر. وكانت بعض الرقصات مثل «البافانا» Pavana، و«الغاليارده» Gagliarda هما الأكثر شيوعاً في إنكلترة وفي أوربة. وقاد كل من كوبران ورامو الفرنسيين، وسكارلاتي الإيطالي، وهَندل[ر] G.F.Handel وباخ (الأب) الألمانيين الكلافسان إلى الأوج، في نهاية القرن السابع عشر حتى منتصف القرن التالي.
    أخذ الكلافسان يفقد أهميته عند ظهور البيانو بأصواته المرنة والقوية، إلا أن الكلافسان عاد واكتُشفت جماليته في بداية القرن العشرين وخاصة في العزف المنفرد عليه. وقام بعض المؤلفين مثل ده فايا[ر] M.De Falla بكتابة ألحان خاصة به مثل «حوارية الكلافسان مع خمس آلات» (عام 1926)، وكتب آخرون ألحاناً منفردة له.
    ـ الفيرجينال: آلة مستطيلة أفقية الشكل وصغيرة الحجم ذات وتر لكل درجة صوتية، مشدود بشكلٍ متوازٍ مع لوحة الملامس التي تحوي نحو أربعين ملمساً (ما يقارب الأربعة أوكتافات). وكان أول ظهور للآلة عام 1460م وشاع استعمالها في عصر النهضة الإنكليزي، وتميزت بالزخارف المتنوعة المرسومة على غلافها العلوي. وكان الفيرجينال يستخدم في تربية الناشئة الموسيقية. وكانت تطلق كلمة فيرجينال، في إنكلترة، على جميع أنواع آلات النقر الوترية من ذوات لوحة الملامس. ويعتقد أن الاسم جاء من الكلمة اللاتينية «فيرغة» Virga التي تعني «قفزة» وهي القطعة الصغيرة التي تقفز لنقر الوتر عندما يضغط العازف على ملمسه الخاص في لوحة الملامس. وكان الاسم يطلق أيضاً على آلة السبينيت Spinet. وسطَّر المؤلفون الموسيقيون الإنكليز ألحاناً خاصة بالفيرجينال، في القرنين السادس عشر والسابع عشر، مثل وليم بورد (1543-1623) W.Byrd وتوماس مورلي (1557-1602) T.Morley، وغيلز فرنبي (1563-1640) G.Farnaby. كما شهر «كتاب فيتسويليم للفيرجينال» FitzwilliamVirginal book الذي يحوي نحو ثلاثمئة قطعة موسيقية كتبت في القرن السابع عشر للآلات الموسيقية من ذوات لوحة الملامس.
    ـ السبينيت: في الفرنسية (إيبينيت) Épinette وفي الإيطالية (سبينيتّا) Spinetta وهي شكل مصغّر من الكلافسان، أوتارها موضوعة بشكل متوازٍ مع لوحة الملامس كالفيرجينال. وتبلغ مساحة السبينيت الصوتية نحو الأربعة أوكتافات ونصف الأوكتاف. وكانت بداية ظهور الآلة نحو عام 1496م. ومن المرجح أن اسمها جاء من لقب صانع الآلات الإيطالي جوفاني سبيناG.Spina، أو من تصغير اللقب إلى «سبينيتّا» التي تعني الشوكة التي تنقر الوتر.
    أخذت السبينيت دوراً مهماً في الموسيقى الإيطالية الدينية من نوع «المارديغال»[ر. الإنشاد الديني] Madrigal وفي مرافقة المنشد المنفرد. وأقدم نموذج لهذه الآلة موجود في متحف مدينة بيروجا Perugia (إيطالية) يعود إلى عام 1493. وشاع استخدام السبينيت في القرون 16 و17 و18. وكان من أشهر صانعيها الفرنسيون والإنكليز والإيطاليون (في مدينة البندقية) وسكان البلاد الواطئة.

    حسني الحريري
يعمل...
X