الصداقة تحت مجهر علم النفس: لماذا نصادق أشخاصاً معينين؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصداقة تحت مجهر علم النفس: لماذا نصادق أشخاصاً معينين؟

    الصداقة علاقة فريدة يصعب تحديد أبعادها بدقة؛ إذ ليس من السهل إيجاد تعريف جامع ووافٍ ينطبق على كل أنواع الصداقة التي تتكوَّن بين مختلف فئات المجتمع، حتى لو اتفق معظم الباحثين على أن ما يجمع كل علاقات الصداقة هو الاعتماد المتبادل والطوعيّة.


    صفات الصداقة:


    لكل منا تعريفه الخاص للصداقة والصورة التي ينبغي أن تكون عليها، لكن دراسة حديثة جمعت بعض الصفات التي تتشارك فيها معظم علاقات الصداقة:
    1. الاستمتاع بصحبة الصديق: تبدأ الصداقة بالتلاشي عندما يصبح قضاء الوقت مع أحد الأصدقاء واجبًا ثقيلًا.
    2. المنفعة: الأخذ والعطاء المُتبادَلان ضروريان في علاقة الصداقة، ولا يعني ذلك التبادل النفعي المباشر كما في العلاقات التجارية؛ إنما أن يساعد كل طرف الآخر ويقدم له الدعم وقت الحاجة.
    3. الالتزام: تختلف درجة الالتزام بعلاقة الصداقة حسب الطاقة التي تستهلكها الالتزامات الأخرى للمرء في كل مرحلة عمرية، لكن تعتقد كثير من النساء أن الصداقة الحقيقية تظهر وقت الأزمات؛ إذ لا يقدم المساعدة في هذه المواقف سوى الأصدقاء الحقيقيين بصرف النظر عن الصعوبات والانشغالات الأخرى التي تمنعهم من ذلك.
    4. الاختيار: نختار أصدقاءنا ويختاروننا طوعًا وبكامل إرادتهم، وقد لخّصت إحدى النساء هذه الفكرة بقولها: «أشعر أن أصدقائي هم عائلتي التي اخترتها».
    5. الاحترام المُتبادَل: الصداقة الحقيقية لا تزدهر إلا بوجود الاحترام المُتبادَل بين الطرفين.


    كيف نختار أصدقاءنا؟


    يتأثر اختيارنا لأصدقائنا بنوعين من العوامل:
    1. العوامل الفردية: كالمهارات الاجتماعية عند الطرفين وسهولة التواصل بينهما واستعداد كل طرف لمشاركة الآخر معلومات شخصية عنه وتشابه الطرفين وتقاربهما.
    2. العوامل البيئية: مثل التقارب الجغرافي ووجود نشاطات مُشتَركة بين الطرفين.

    يقول البحث إننا نفضل اختيار الأصدقاء الذين نظن أنهم يشبهوننا، وأولئك الذين نستمتع بصحبتهم؛ فالاختيار على هذا النحو يُقلِّل الخصام بين الأصدقاء.


    هل المظهر الخارجي مهم حقًا؟


    تلعب الجاذبية دورًا هامًا في المراحل الأولى من الصداقة؛ ينجذب الناس بصورة عامة نحو الجمال؛ إذ نشعر أن الأشخاص الجذابين يشبهوننا في تصرفاتهم ومبادئهم بصرف النظر عن درجة جاذبيتنا أو أناقتنا.

    درس الباحثون انجذاب الناس الفِطري نحو الأشخاص الجذابين وتوصّلوا إلى نتائج مثيرة للاهتمام، منها أن الوجه الجذاب يبدو مألوفًا لنا، لذا نشعر كأننا قد تعاملنا مع صاحبه وإن لم يكن ذلك صحيحًا. يفسر شعور الألفة هذا جزئيًّا سبب انجذابنا نحو الأشخاص جميلي المظهر؛ ربما يشعرنا وجودهم بالراحة في المواقف الاجتماعية.

    مع هذا، لا دليل على أن النساء الجذابات لديهن أصدقاء أكثر من النساء الأقل جمالًا. تُظهر الدراسات أننا نختار أصدقاءً يقاربوننا في الجاذبية من وجهة نظرنا، ينطبق هذا أيضًا على اختيارنا لشركاء حياتنا.






    قد تكون المهارات الاجتماعية مهمة أكثر:

    يُفضِّل الناس اختيار الأصدقاء الماهرين اجتماعيًا؛ لأن هذا يجعل تطور الصداقة أسهل للطرفين. لا تقتصر فائدة المهارات الاجتماعية الجيدة على ذلك بل وجد الباحثون أيضًا أن تبادل الكلمات الإيجابية مع شخص ما، يعزز شعور الألفة بينكما.

    نحب تمضية الوقت مع الأشخاص الذين يمنحوننا شعورًا إيجابيًا عن أنفسنا، وعن آرائنا وهواياتنا. لا تنطبق جميع هذه الصفات على صديق واحد في كل الأوقات، لكن أصدقاءنا الذين يشاركوننا أهم جوانب شخصياتنا هم الذين نعدهم أصدقاء مقربين.


    المصدر:.ibelieveinsci
يعمل...
X