الوصف العام لشجر القيقب يتمتّع شجر القيقب بمختلف أنواعه بعدة صفات وخصائص شكلية، ونذكر منها ما يأتي: الارتفاع يتراوح ارتفاع معظم أنواع شجر القيقب ما بين 10 إلى 40 م، مع إمكانية وجودها على شكل شجيرات والتي يمكن أن يقل ارتفاعها عن 10 م، بحيث تمتلك عدة جذوع صغيرة تمتد على مستوى سطح الأرض.[١] الأوراق واللون تنمو أوراق شجرة القيقب في ترتيب معاكس لبعضها البعض، والتي غالبًا ما تكون إما من الأوراق راحيّة التعرق (بالإنجليزية: Palmately Veined) أو راحيّة التفصص (بالإنجليزية: Palmately Lobed)، والتي يقسمها من 3 إلى 9 عروق تمتد جميعها من منطقة الفلقة أوالفص (بالإنجليزية: Lobe)، كما يقسم أحد هذه العروق ورقة القيقب من منطقة المنتصف.[١] تشبه أوراق شجرة القيقب شكل الأصابع وراحة اليد، ويمكن التمييز بين أوراق القيقب الأحمر والقيقب السكري من خلال شكل حواف الورقة، إذ تكون حواف أوراق القيقب الأحمر مسننة، بينما تكون حواف أوراق القيقب السكري ملساء، ويتحول لون أوراق شجرة القيقب خلال فصل الخريف من اللون الأخضر إلى الدرجات المختلفة من اللون القرمزي، والبرتقالي، والأصفر.[٢] الزهرة تُنتج شجرة القيقب أزهاراً منظمةً، وتتجمع في عناقيد (بالإنجليزية: Racemes)، بالإضافة إلى أنّها خماسية الأجزاء (بالإنجليزية: Pentamerous)، أي أنّها تترتب ضمن أجزاء متساوية حول محورها المركزي في اتجاهات بدرجة 72° لكل جزء، وتتألف أزهار شجرة القيقب من الأجزاء الآتية:[١] 5 سبلات (بالإنجليزية: Sepals). 5 بتلات (بالإنجليزية: Petals). 12 سداة (بالإنجليزية: Stamens). 2 من المدقة (بالإنجليزية: Pistils) أو مدقة واحدة تحتوي على قلمين (بالإنجليزية: Styles). مبيض متطور يحتوي على كَربَلتين (بالإنجليزية: Carpels). تُزهر شجرة القيقب في نهاية فصل الشتاء أو بداية فصل الربيع، وذلك قبل فترة ظهور الأوراق أو خلالها أو بعدها مباشرةً، وتتنوع ألوانها ما بين؛ الأخضر، والأصفر، والبرتقالي، والأحمر، والتي بدورها تُكسب شجرة القيقب مظهرًا جذابًا، بالإضافة إلى أنها تشكّل مصدرًا لحبوب اللقاح، ورحيق النحل.[١] الثمرة تُعرف ثمار شجرة القيقب باسم ثمار السمارا (بالإنجليزية: Samaras) أو مفاتيح القيقب، وهي بذور مجنّحة تتواجد في شكل أزواج، وتتصل البذرة الواحدة بجناح مسطّح يتكون من الأنسجة الورقية الليفية، بحيث تدور أثناء سقوطها على الأرض لتنتشر بذورها مع حركة الرياح، وتتطلّب عملية نضج البذور مدة تتراوح ما بين عدة أسابيع إلى 6 شهور منذ بدء عملية الإزهار.[١] العمر تتسم شجرة القيقب بصفات الأشجار المعمرة (بالإنجليزية: Perennials)،[٣] إذ يمكن أن تعيش شجرة القيقب في أي مكان لمدة تتراوح ما بين 130 إلى 300 سنة، كما يمكن أن يبقى شجر القيقب السكري على قيد الحياة لحوالي 400 عام، وذلك عندما يحصل على العناية اللازمة.[٤] أماكن انتشار شجر القيقب تعد قارة آسيا الموطن الأصلي لمعظم أنواع شجر القيقب، بالإضافة إلى انتشار بعض أنواعها في كل من؛ أوروبا، وشمال أفريقيا، وأمريكا الشمالية، ويُشار إلى أنّه يوجد عدد قليل من أشجار القيقب دائمة الخضرة في جنوب قارة آسيا، ومنطقة البحر الأبيض المتوسط.[٥] تفضّل أشجار القيقب العيش في البيئات ذات المناخ البارد والرطب، بحيث يصعُب نموها في المناخات الجافة أو الحارة، إذ تحتاج معظم أنواع أشجار القيقب كي تنمو وتزدهر إلى وجود تربة خصبة وكميات وفيرة من المياه بانتظام.[٦] أنواع شجر القيقب يوجد حوالي 125 نوع مختلف من شجر القيقب،[٥] ويُذكر فيما يأتي أشهر أنواع شجر القيقب في العالم:[٧] القيقب الياباني يُستخدم شجر القيقب الياباني (بالإنجليزية: Japanese Maple) كنوع من أنواع المناظر الطبيعية، ويمكن أن ينمو ليصل طوله إلى حوالي 7.62 م، كما يتمتّع القيقب الياباني بقدرته على تحمل الظروف البيئية القاسية. القيقب النرويجي يعد القيقب النرويجي (بالإنجليزية: Norway Maple) من الأشجار التي غالبًا ما تُزرع على جوانب الطرق وأمام المنازل، حيث تتمتع بقدرتها على تحمل العيش على جوانب الطرقات، ودرجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة، بالإضافة إلى تحملها غازات عوادم السيارات. القيقب السكري يُشكّل القيقب السكري (بالإنجليزية: Sugar Maple) مصدر إنتاج شراب القيقب (بالإنجليزية: Maple Syrup)، ويشتهر هذا النوع من القيقب بألوانه الخلابة خلال فصل الخريف، ويعد أحد أطول أشجار القيقب بارتفاع يصل إلى حوالي 37 م. القيقب الرمادي يكتسب القيقب الرمادي (بالإنجليزية: Paperbark Maple) اسمه من طبيعة اللحاء لديه، إذ يحتوي على لحاء بلون نحاسي مائل للبني له القدرة على التقشّر من على الجذوع والأغصان طوال السنة، ويتطلب مدة طويلة من الوقت كي يصل إلى ارتفاعه البالغ حوالي 7.62 م، وتعد من الأنواع النفضية؛ أي أنّها تنفض أوراقها في فصل الخريف، وتتمتع أوراقها بلونها الأحمر اللامع خلال فصل الخريف. القيقب الأحمر يعود موطن القيقب الأحمر (بالإنجليزية: Red Maple) إلى الأجزاء الشرقية من الولايات المتحدة الأمريكية، ويتمتع بقدرته على تحمل المناخ الأكثر دفئًا، وينمو ليصل ارتفاعه إلى حوالي 23 م، وهو من الأشجار النفضية، والتي تتمتع أوراقها بلونها الأحمر خلال فصل الخريف. فوائد شجر القيقب يتمتّع شجر القيقب بعدة فوائد، ونذكر منها ما يأتي: الاستخدامات الجمالية لشجر القيقب تُزرع أشجار القيقب كنوع من أنواع أشجار الزينة وذلك من قِبل أصحاب المنازل والشركات والبلديات، نظرًا لأنها توفّر الظل وتتمتّع بقيم جمالية، وعادًة ما تُزرع في مجموعات داخل الحدائق والبساتين في كافة أنحاء العالم.[١] تُساهم أشجار القيقب في تنشيط الحركة السياحية في عدة مناطق خلال فصل الخريف وذلك يعود إلى ألوان أوراق القيقب الخلابة والتي تتنوع بين الأحمر والأصفر والبرتقالي، إذ يوجد تقاليد خاصة بمراقبة تغير ألوان أوراق الشجر، فعلى سبيل المثال في اليابان تُعرف هذه العادة باسم موميجيجاري (بالإنجليزية: Momijigari) والتي تحدث خلال فصل الخريف.[١] تحضير شراب القيقب شراب القيقب هو سائل سكري يتمّ استخراجه من أشجار القيقب، عن طريق عمل ثقبٍ في الشجرة، والسماح للسائل بالتسرب داخل وعاء، ثم يتمّ غلي هذا السائل، حتّى تتبخر معظم المياه منه، ثمّ تصفيته لإزالة الشوائب، وقد تمّ تناول هذا الشراب في أمريكا الشمالية منذ عدّة قرون.[٨] يُشار إلى أنّه في اليوم يتمّ إنتاج 80% من إمدادات العالم في كندا، وهناك عدّة أنواعٍ مختلفةٍ من هذا الشراب، يتمّ تصنيفها اعتماداً على أُسس مختلفة، منها لونها الذي يتأثر بشكلٍ مباشرٍ بموسم حصاده، فعلى سبيل المثال الشراب الداكن هو الذي يتمّ استخراجه في وقتٍ لاحقٍ من موسم الحصاد.[٨] الاستفادة من خشب القيقب هو خشب صلب أبيض، يحتوي أحياناً على مسحةٍ حمراء، وهو من أقسى أنواع الخشب، لذا يتمّ استخدامه غالباً في الأثاث الثقيل، مثل: خزائن الملابس، وخزانات المطبخ، وهو متوفر بأسعارٍ معقولة، ويبقى منظره رائعاً لعدّة سنوات