تويت
جوفيه (لويس)
Jouvet (Louis-) - Jouvet (Louis-)
جوفيه (لويس ـ)
(1887ـ1951)
 |
يُعد جوفيه مدرسة في الأداء المسرحي والسينمائي، إذ شكّل اتجاهاً تبناه، فيما بعد، «استوديو الممثل» الذي أسسه لي ستراسبرغ Strasberg في أمريكة. كما أن كتاباته كانت كلها مركزة حول أداء الممثل، حيث طرح علاقة الممثل الإنسان بالشخصية التي يؤديها مهنياً.
أنهى جوفيه دراسته في الصيدلة، وتقدم إلى (معهد التمثيل) في باريس، وأخفق في الحصول على قبول فيه. لكنه مع ذلك، بدأ التمثيل في فرقة يديرها المسرحي الفرنسي جان كوبو J.Copeau في مسرح «الفيوكولومبييه» عام 1913، حيث عمل ممثلاً ومدير منصة، وكان لقاؤه مع كوبو جاداً فيما يخص عمله في التمثيل والمسرح عموماً، إذ حدّد فيه تاريخ المسرح الفرنسي قي فترة ما بين الحربين العالميتين. ويُذكر كذلك لقاؤه مع الكاتب المسرحي جان جيرودو J Giraudoux. حيث أَخرج له الكثير من مسرحياته منها: «لن تقع حرب طروادة» (عام 1935)، و«مجنونة شايو» (1945)، وغدا بذلك محطة مهمة في تاريخ المسرح في تلك المرحلة.
أسس جوفيه، عام 1922، فرقة تمثيلية استقل بها، عام 1924، في «مسرح الشانزليزيه»، بادئاً فيه ممارسة الإخراج، وقام بالأداء الذي أثبت فيه شخصيته اللامعة «دكتور كنوك» (الطبيب المشعوذ) عن نص يحمل العنوان ذاته لجول رومان J.Romain. ومن موقعه مدير منصة ومخرجاً، أدخل جوفيه مفاهيم جديدة إلى الجو المسرحي، كما كان من المجددين في مجال السينوغرافيا والديكور المسرحيين، واستخدم القطع الهندسية، وفرض الإضاءة البيضاء الحادة في منصة المسرح.
هناك محطات مهمة في حياة جوفيه، منها أنه شكّل، عام 1926، مع جورج بيتويف Pitoëff، وشارل دولان Ch.Dullin، وغاستون باتي G.Baty الرباعي المعروف باسم «الكارتل» Cartel الذي كان له دورٌ مهمٌ في تطوير المسرح في تلك المرحلة. كذلك قام بتدريس التمثيل بدءاً من عام 1939، في معهد التمثيل الذي رفضه سابقاً.
أخرج جوفيه مسرحيات عدة، من أشهرها بعض مسرحيات موليير Molière، إذ اشتهر فيها بالأداء واضطلاعه بدوريْ «طرطوف» و«دون جوان» حيث ألغى المفهوم التقليدي لهاتين الشخصيتين وقدمهما في إطار جديد، ومسرحية «الخادمات» لجان جونيه، ومسرحيات أخرى لمارسيل أشار M.Achard، وجان بول سارتر J.P.Sartre. وقد عني جوفيه بالإخراج الذي يقوم على الحفاظ الكامل للنص، إذ إنه يرى أن الإخراج يجب أن يكون في خدمة النص، ولهذا؛ يقال اليوم إن تأثير جوفيه كان عاملاً مهماً في أساليب الإخراج المتعددة.
عمل جوفيه في حقل السينما مدة طويلة، شُهر فيها ممثلاً قديراً من خلال الأدوار التي قام بأدائها مثل «توباز» عن مسرحية لمارسيل بانيول M.Pagnol، و«دكتور كنوك» (وكلتاهما عام 1933)، كما شارك في فيلم «الحضيض» Bas-Fonds الذي أخرجه جان رينوار (1937) J.Renoir، وفيلم «رصيف الصيّاغ»
(1947) Quai des orfévres. ومع أن ظهوره الأول في السينما كان مبكراً (عام 1913) في دور «شايلوك» في فيلم للمخرج هنري فونتين H.Fontaine، إلا أن إسهام جوفيه في السينما لم يتبلور بوضوح إلا بدءاً من الثلاثينات من القرن العشرين، وقد شارك فيما يقرب من الأربعين فيلماً تقمص فيها نحو عشرين شخصية مختلفة الأوصاف جعلته نجماً سينمائياً شهيراً، وكانت شخصية «أنطوان» التي أداها في فيلم «مقر الشرطة القضائية» من أفضل أدواره البوليسية الشهيرة. ومع أن السينما جعلت من جوفيه ممثلاً جماهيرياً ذا طابع خاص، واشتهر بأنه صاحب إلقاء معبّر ونظرة ساخرة، إلا أنه بقي يعد نفسه مسرحياً متميزاً، ذلك كونه شارك في مجال السينما في سن متأخرة. ثم إن كتاباته النظرية كانت تدور جميعها حول المسرح، ولا تزال كتبه «خواطر الممثل» (1939) Reflexions du Comédien، و«بيّنات حول المسرح» (1952) Témoignage sur le Théatre، و«الممثل والتجسيد» (1954) Le Comédien désincarné و(هذان الأخيران نشرا بعد وفاته) من أعماله الكتابية المهمة في مجال المسرح حتى اليوم.
ماري إلياس