سيرة حياة كارمن برافو فياسنتي: إسبانيا وأدب الأطفال
مدريد ــ ميسون شقير
تغطيات
كتاب "مراحل اختراع الحياة: ذكريات" لكارمن برافو فياسنتي
شارك هذا المقال
حجم الخط
أقيم في مدريد مؤخرًا حفل تقديم كتاب "مراحل اختراع الحياة: ذكريات" الذي يمثل سيرة ذاتية للكاتبة والمترجمة والفنانة والأستاذة الجامعية الإسبانية كارمن برافو فياسنتي (1918 ـ 1994) التي بالإضافة إلى شهرتها ككاتبة ومعلمة ومترجمة، اشتهرت على وجه الخصوص بأخذها دراسة أدب الأطفال والشباب إلى فئة أعلى في بانوراما الأدب الإسبانية، الأمر الذي سلط الضوء على الحاجة إلى جعله مستقلًا عن الأدب العام. وهو الأمر الذي قاد دار سان بابلو لأن تنشر الآن هذه السيرة الذاتية غير المنشورة، والتي كان لدى الكاتبة كل الرغبة في كتابتها، خوفًا من أن تتلاشى ذكرياتها بمرور الوقت، لأنه كما قالت "إن التقدم في السن ليس أفضل وقت لكتابة سيرة ذاتية".
وشاركت في تقديم الكتاب ابنة الكاتبة، الدكتورة كارمن رويث برافو، التي ورثت عن أمها نهج البحث والتعمق في الثقافة، والتي اختارت الثقافة العربية، وأصبحت بفضل دراساتها وترجماتها وتدريسها للأدب العربي في جامعات إسبانية، واحدة من أهم وأقدم المستعربين في البلاد.
والجديد في هذا الكتاب أنه يتكون من صور صغيرة من حياتها، تتراوح من مرحلة طفولتها الأولى حتى عام 1975، وتتوج بذكريات إحدى رحلاتها المفضلة، وفي هذه الصفحات تستذكر الكاتبة كل القراءات والعواطف والرغبات والشكوك التي رافقت هذا الرقم العظيم من الأعمال الأدبية طوال حياتها، وهكذا تُظهر المؤلفة الجزء الأكثر حميمية وإنسانية.
تفتتح الكتاب مقدمة لماريا خيسوس فراغا فرناندث كويفاس، من قسم الآداب في جامعة كومبلوتنسي بمدريد، والتي تختتم بالقول "نادرًا ما كان القارئ قادرًا على مشاهدة العملية الإبداعية لكاتب، ونادرًا ما شعرتُ بتأثُّر شديد بسيرة ذاتية تظل فيها كاتبة السيرة الذاتية، وهي امرأة عظيمة معترف بها، وفية لميثاق السيرة الذاتية، أي أنها تبقى وفية لمبادئها التي تتمسك بها حتى النهائية".
كمؤلفة، تطرقت كارمن برافو فياسنتي إلى جميع الأنواع بإتقان متساوٍ، من السيرة الذاتية إلى القصة والمقال، بما في ذلك المقالات والشعر، حيث طورت عملاً مكثفًا ككاتبة سيرة لشخصيات إسبانية وعالمية، الأمر الذي جعلها تحصل على جوائز وشهادات وطنية ودولية، من بينها جائزة فراي لويس دي ليون للترجمة الوطنية (1975)، وميدالية براتيسلافا في بينالي للفن، وجائزة السنة الدولية للكتاب، وميدالية الجائزة الوطنية للآداب عن بحثها في أدب الأطفال 1980، كما قدمت أبحاثًا في "دورية أدب الأطفال والشباب الأيبيرية الأميركية والأجنبية" الشهيرة التي كانت مركزًا حقيقيًا للباحثين وناشري أدب الأطفال في إسبانيا، وفي أميركا اللاتينية.
"شاركت في تقديم الكتاب ابنة الكاتبة، الدكتورة كارمن رويث برافو، التي اختارت الثقافة العربية، وأصبحت بفضل دراساتها وترجماتها وتدريسها للأدب العربي في جامعات إسبانية، واحدة من أهم وأقدم المستعربين في البلاد" |
بالإضافة إلى ذلك، تعد كارمن برافو فياسنتي عالمة فولكلورية إسبانية، كما كانت قد حصلت على الدكتوراة في الفلسفة والآداب في مدريد، وكانت أيضًا شغوفة بالثقافة الألمانية، تخصصت في فقه اللغات الحديثة، ومنها الجرمانية، وكانت مهتمة بشكل خاص بتاريخ أدب الأطفال والشباب. في هذا الصدد، جمعت مكتبة متخصصة هائلة ورِّثت بعد وفاتها إلى مكتبة كاستيا دي لا منشا في حرم كوينكا، والتي تعتمد على مركز دراسات تعزيز القراءة وأدب الأطفال. كما كانت من أشد المعجبين بالسفر، واستفادت من تلك الرحلات لمواكبة التطورات الجديدة في أدب الأطفال والشباب. وهكذا حضرت أهم الأحداث في هذا التخصص، مثل معرض بولونيا للكتاب، و"قلعة الحكايات الخرافية" في مدينة ميونيخ في ألمانيا، حيث توجد مكتبة الشباب الدولية، التي ذهبت إليها في مناسبات عديدة للتحقيق فيها.
من أهم أعمالها:
دراسات ومقالات: "المرأة التي كانت ترتدي زي الرجل في المسرح الإسباني في العصر الذهبي" (1955)، وأعيد طبعها عام 1976؛ "السيرة الذاتية والأدب" (1968)؛ "25 امرأة من خلال رسائلهن" (1975).
في أدب الأطفال: "تاريخ أدب الأطفال الإسباني" (1959)؛ "مختارات من أدب الأطفال باللغة الإسبانية" (1962)؛ "تاريخ ومختارات أدب الأطفال في أميركا اللاتينية" (1966)؛ "مقتطفات من أدب الأطفال العالمي" (1971)؛ "ماذا يقرأ أطفالنا؟" (1975)؛ "أدب الأطفال العالمي" (1978)؛ "قرنان من كتب الأطفال" (1980)؛ "حكايات شعبية لأميركا اللاتينية" (1984)؛ "معجم مؤلفي أدب الأطفال في العالم" (1985)؛ "تاريخ ومختارات أدب الأطفال الأيبيري الأميركي" (1988)؛ "مقالات في أدب الأطفال" (1989).