القاضي النعمان
[ ٢٨٣ _ ٣٦٣ ه / ٨٩١ _ ٨٧٤ ]
هو أبو حنيفة النعمان بن منصور بن أحمد بن حيون التميمي الأصل ، صريحا لامولى ، ويأتي اسمه في المصادر الاسماعيلية النعمان دون لقب أبي حنيفة الذي لاندري سبباً له ولرواجه فالأئمة الاسماعيليون كانوا يدعونه باسم النعمان فقط ، ولعله عرف بهذا اللقب قديما ثم تخلى عنه فيما بعد ، ونبذه لكيلا يختلط الأمر ويلتبس ، بأبي حنيفة النعمان صاحب المذهب الحنفي ولا نعرف تاريخ ميلاد القاضى النعمان ، ويعتقد أن ذلك كان ما بين ۲۸۳ - ۲۹۱ ه ، ولا نعرف مكان ولادته ولعله كان في القيروان ، ذلك لأن أباه قد توفي في هذه المدينة عن سن عالية ( مائة أربع سنين ) . تذكر بعض المصادر بأن القاضي النعمان نشأ في بداية حياته مالكيا ثم تحول فيما بعد إلى الإسماعيلية ، ويذكر البعض الآخر أنه تحول من المالكية إلى الاثني عشرية ثم إلى الاسماعيلية ، قد يكون هذا ، وهو أمر غير مؤكد ، فالأقرب إلى الصحة أن يكون نشأ اسماعيلياً ، ومن المؤكد أنه كان أعظم رجالات الدعوة الاسماعيلية قاطبة وأخصبهم انتاجاً ، وأهمهم أفكاراً ، فقد وقف حياته على خدمة الاسماعيلية منذ تجاوز للعقد الثاني من حياته ، عندما دخل في خدمة الامام المهدي
وظل يخدم الأئمة حتى وفاته في آخر جمادى الثانية ٣٦٣ ٢٧/٥ آذار ٩٧٤م. لقد تقلب القاضي النعمان في الوظائف الفاطمية السامية منذ بداية حياته ، وهذا الأمر يدفع إلى الاعتقاد بأن أباه كان بالأصل داعياً من دعاة الاسماعيلية ، لذلك وجد الابن السبل مهيأة أمامه ، فتسلم أولاً وظيفة ( صاحب الخبر ، ثم أمين المكتبة ، ثم صار قاضياً ، ثم قاضي القضاة ، ، ويتحدث القاضي النعمان عن التحاقه بالخلافة الفاطمية بقوله : د وخدمت المهدي بالله - من آخر عمره تسع سنين وشهوراً وأياماً والامام القائم بأمر الله من بعده أيام حياته في إنهاء أخبار الحضرة إليهما في كل طول تلك المدة إلا أقل الأيام ، وفي نفس الوقت اختص بخدمة المنصور ثم وقف نفسه على خدمة المعز رابع الخلفاء الفاطميين . في أيام المنصور الأولى، وأثناء انشغاله باخماد ثورة أبي يزيد مخلد ابن كيداد ، كان القاضي النعمان في طرابلس ، يعمل قاضياً لها ، وبعد القضاء على هذه الثورة وعندما بنى المنصور عاصمته الجديدة « صبرة المنصورية» خارج القيروان استدعى إليه القاضي النعمان فأعلى ذكره ، ورفع قدره ، وأنعم عليه من النعم بما لو أخذ في وصفه لقطع بطوله يوم ما أراد ذكره
وعيشن المنصور النعمان قاضياً « للمنصورية والقيروان وسائر مــدن افريقية وأعمالها ، ، وصار النعمان يقعد للقضاء في سقيفة القصر بالمنصورية ، ثم تحول إلى مكان آخر فسيح يصل إليه الناس ويمكنهم مما يريدونه ، وهكذا بعد عن باب قصر الخلافة ، لأن عمله هناك كان لا يخلو من مضايقات وتعقب ، ولهذا تعرض للوم أكثر من مرة لتراخيه وعدم هذا فقد تطورت خطة القاضى النعمان فصار بعد وقت قصير قاضي القضاة تشدده ، ومع الخلافة الفاطمية
ولم تأت شهرة النعمان من ممارسته أعمال القضاء ، ولا من دوره الذي شغله في الحياة داخل قصور الخلافة خلال الحقبة الافريقية وبداية المصرية ، ولكنها جاءت بسبب ما تركه لنا من انتاج فكري عملاق فقد قيل بأنه صنف أكثر من أربعين كتابا ، جاء بعضها في عدة مجلدات ، وصلنا منها حوالي نصفها ، والنصف الآخر ما زال في حكم المفقود ، أو المستور
ويأتي على رأس كتب النعمان كتابه دعائم الإسلام مع تأويلاته ، فهو كتاب الفقه الإساسي عند الاسماعيلية ، ثم كتاب الاقتصار ، وهو يمكن أن يعتبر اختصاراً للدعائم ، ويذهب القاضي النعمان في أعماله الفقهية إلى دعوى بأنه يعتمد على تراث آل البيت ، خاصة فقه الإمام جعفر الصادق
وللنعمان كتب تتعلق بالمذهب الاسماعيلي ، بعضها في أصول التأويل وشروح بعض القضايا ، والبعض الآخر جاء في عرض موقف الاسماعيلية وفكرهم وسط الشيعة وفي مواجهة السنة ، ونرى هذا في كتابه اختلاف المذاهب ، والأرجوزة المختارة
ومن أهم كتب النعمان ما حوى مادة تاريخية عن الحركة الاسماعيلية والخلافة الفاطمية ، مثل رسالة افتتاح الدعوة ، والمجالس والمسايرات ، فالأول سجل فيه النعمان تاريخ الدعوة الاسماعيلية حتى قيام الخلافة الفاطمية ، والثاني وقفه النعمان بشكل رئيسي على تسجيل ما يمكن دعوته « بالحياة اليوميه في دار الخلافة ، أيام المعز لدين الله ، وهو على هذا وثيقة خطيرة وهامة للغاية فيها مادة متنوعة ذات شأن للباحث
في تاريخ الفاطميين ونلاحظ أن القاضي النعمان يردد في كتاباته دائما بأنه كتب عنه
[ ٢٨٣ _ ٣٦٣ ه / ٨٩١ _ ٨٧٤ ]
هو أبو حنيفة النعمان بن منصور بن أحمد بن حيون التميمي الأصل ، صريحا لامولى ، ويأتي اسمه في المصادر الاسماعيلية النعمان دون لقب أبي حنيفة الذي لاندري سبباً له ولرواجه فالأئمة الاسماعيليون كانوا يدعونه باسم النعمان فقط ، ولعله عرف بهذا اللقب قديما ثم تخلى عنه فيما بعد ، ونبذه لكيلا يختلط الأمر ويلتبس ، بأبي حنيفة النعمان صاحب المذهب الحنفي ولا نعرف تاريخ ميلاد القاضى النعمان ، ويعتقد أن ذلك كان ما بين ۲۸۳ - ۲۹۱ ه ، ولا نعرف مكان ولادته ولعله كان في القيروان ، ذلك لأن أباه قد توفي في هذه المدينة عن سن عالية ( مائة أربع سنين ) . تذكر بعض المصادر بأن القاضي النعمان نشأ في بداية حياته مالكيا ثم تحول فيما بعد إلى الإسماعيلية ، ويذكر البعض الآخر أنه تحول من المالكية إلى الاثني عشرية ثم إلى الاسماعيلية ، قد يكون هذا ، وهو أمر غير مؤكد ، فالأقرب إلى الصحة أن يكون نشأ اسماعيلياً ، ومن المؤكد أنه كان أعظم رجالات الدعوة الاسماعيلية قاطبة وأخصبهم انتاجاً ، وأهمهم أفكاراً ، فقد وقف حياته على خدمة الاسماعيلية منذ تجاوز للعقد الثاني من حياته ، عندما دخل في خدمة الامام المهدي
وظل يخدم الأئمة حتى وفاته في آخر جمادى الثانية ٣٦٣ ٢٧/٥ آذار ٩٧٤م. لقد تقلب القاضي النعمان في الوظائف الفاطمية السامية منذ بداية حياته ، وهذا الأمر يدفع إلى الاعتقاد بأن أباه كان بالأصل داعياً من دعاة الاسماعيلية ، لذلك وجد الابن السبل مهيأة أمامه ، فتسلم أولاً وظيفة ( صاحب الخبر ، ثم أمين المكتبة ، ثم صار قاضياً ، ثم قاضي القضاة ، ، ويتحدث القاضي النعمان عن التحاقه بالخلافة الفاطمية بقوله : د وخدمت المهدي بالله - من آخر عمره تسع سنين وشهوراً وأياماً والامام القائم بأمر الله من بعده أيام حياته في إنهاء أخبار الحضرة إليهما في كل طول تلك المدة إلا أقل الأيام ، وفي نفس الوقت اختص بخدمة المنصور ثم وقف نفسه على خدمة المعز رابع الخلفاء الفاطميين . في أيام المنصور الأولى، وأثناء انشغاله باخماد ثورة أبي يزيد مخلد ابن كيداد ، كان القاضي النعمان في طرابلس ، يعمل قاضياً لها ، وبعد القضاء على هذه الثورة وعندما بنى المنصور عاصمته الجديدة « صبرة المنصورية» خارج القيروان استدعى إليه القاضي النعمان فأعلى ذكره ، ورفع قدره ، وأنعم عليه من النعم بما لو أخذ في وصفه لقطع بطوله يوم ما أراد ذكره
وعيشن المنصور النعمان قاضياً « للمنصورية والقيروان وسائر مــدن افريقية وأعمالها ، ، وصار النعمان يقعد للقضاء في سقيفة القصر بالمنصورية ، ثم تحول إلى مكان آخر فسيح يصل إليه الناس ويمكنهم مما يريدونه ، وهكذا بعد عن باب قصر الخلافة ، لأن عمله هناك كان لا يخلو من مضايقات وتعقب ، ولهذا تعرض للوم أكثر من مرة لتراخيه وعدم هذا فقد تطورت خطة القاضى النعمان فصار بعد وقت قصير قاضي القضاة تشدده ، ومع الخلافة الفاطمية
ولم تأت شهرة النعمان من ممارسته أعمال القضاء ، ولا من دوره الذي شغله في الحياة داخل قصور الخلافة خلال الحقبة الافريقية وبداية المصرية ، ولكنها جاءت بسبب ما تركه لنا من انتاج فكري عملاق فقد قيل بأنه صنف أكثر من أربعين كتابا ، جاء بعضها في عدة مجلدات ، وصلنا منها حوالي نصفها ، والنصف الآخر ما زال في حكم المفقود ، أو المستور
ويأتي على رأس كتب النعمان كتابه دعائم الإسلام مع تأويلاته ، فهو كتاب الفقه الإساسي عند الاسماعيلية ، ثم كتاب الاقتصار ، وهو يمكن أن يعتبر اختصاراً للدعائم ، ويذهب القاضي النعمان في أعماله الفقهية إلى دعوى بأنه يعتمد على تراث آل البيت ، خاصة فقه الإمام جعفر الصادق
وللنعمان كتب تتعلق بالمذهب الاسماعيلي ، بعضها في أصول التأويل وشروح بعض القضايا ، والبعض الآخر جاء في عرض موقف الاسماعيلية وفكرهم وسط الشيعة وفي مواجهة السنة ، ونرى هذا في كتابه اختلاف المذاهب ، والأرجوزة المختارة
ومن أهم كتب النعمان ما حوى مادة تاريخية عن الحركة الاسماعيلية والخلافة الفاطمية ، مثل رسالة افتتاح الدعوة ، والمجالس والمسايرات ، فالأول سجل فيه النعمان تاريخ الدعوة الاسماعيلية حتى قيام الخلافة الفاطمية ، والثاني وقفه النعمان بشكل رئيسي على تسجيل ما يمكن دعوته « بالحياة اليوميه في دار الخلافة ، أيام المعز لدين الله ، وهو على هذا وثيقة خطيرة وهامة للغاية فيها مادة متنوعة ذات شأن للباحث
في تاريخ الفاطميين ونلاحظ أن القاضي النعمان يردد في كتاباته دائما بأنه كتب عنه
تعليق