ابن البيطار
[ توفي ١٢٤٨ م ]
هو أبو محمد عبد الله أحمد بن بن البيطار أخذ علومه ، بن محمد بن مفرج ، ضياء الدين المالقي الأندلسي ، شيخ الحشائشيين ( نقيب الصيادلة ) ، عاش صباه في إشبيليه ، و بها وبدأ عمله في ميدان علم النبات ، على يد علماء إشبيلية ومنهم أبو العباس النباتي ( أحمد النباتي المعروف بابن الرومية ) ، وقد جمع مع معلمه المذكور الكثير من النباتات من ضواحي اشبيليه ، إلا أنه لم يكن ليقنعه ذلك. فسافر ، وهو في العشرين من العمر إلى شمال أفريقية لتقصي المعلومات والبحث والتمحيص ، وزار مراكش والجزائر ، وتونس ، حيث بحث في نباتات كل منها ، وقام بدراستها ، وتحقيق مواضع نموها واسمها في مختلف المناطق . بعد أن أتم ما أراده من رحلته إلى بلاد الأغريق ، وإلى أقصى بلاد الروم ، حيث تم أبحاثه هناك ، وقابل الاختصاصين في علم النبات ، وأخذ عنهم معرفتهم بالنبات ، وقد باحثهم في علومهم ، ودرس كتاب ديسقوريديس النباتي اليوناني الشهير جالنيوس ، ويبدو أنه قد أتقن اللغة اليونانية ، وربما اللاتينية أيضاً ، بدليل ما جاء على لسان ابن أبي أصيبعه ، أن ابن البيطار ، حينما تم ، كذلك درس کتاب
اجتماعه به ، كان يشرح له ما جاء في كتاب ديسقوريدس وجالينوس ) فكان يذكر جملا من كتاب ديسقوريدس باللغة اليونانية ، ومن كتب جالينوس باللغة اللاتينية ، كذلك أتقن الفارسية والبربرية ، والإسبانية الدارجة ، وقد أورد في كتابه عن الأدوية مترادفات الأسماء في هذه اللغات
ثم دخل مصر والتحق بخدمة الملك الكامل الأيوبي محمد بن أبي بكر أيوب الذي وثق به وجعله مقدماً عنده ، ومقرباً إليه وعينه رئيساً للحشائشيين ، وكان المرجع في المسائل الطبية والأدوية ثم اصطحبه معه الملك الصالح بن الملك الكامل ، الذي ورت الملك بعد أبيه في رحلته إلى الديار الشامية وفزار بلاد الشام ، وبعض مناطق آسيه الصغرى ، واجتمع مع ابن أبي أصيبعه في دمشق الذي أعجب به ، ومما قاله فيه د وأول اجتماعي به كان في دمشق سنة ثلاث وثلاثين وستمائه ، رأيت من حسن عشرته وكمال مروءته ، وطيب أعراقه ، وجودة أخلاقه ، ما يفوق الوصف ، ويتعجب منه ، ولقد شاهدت في ظاهر دمشق كثيراً من النباتات في مواضعها ، وقرأت عليه أيضاً تفسيره لاسماء أدوية كتاب ديسقوريدس ، فكنت أجد من غزارة علمه و درايته وفهمه شيئاً كثيراً جداً وأعجب من ذلك أيضاً أنه ما كان يذكر من دواء إلا ويعين في أي مقالة هو من كتاب ديسقوريدس وجالينوس ، وفي أي عدد من جملة الأدوية المذكورة في تلك المقالة .. كان ابن البيطار متمكنا من علمه حافظاً وداريا لكل التصانيف المعروفة في زمانه ، يقارن بينها ، ويبين وجوه اختلافها واجتماعها، ومواضع الغلط والاشتباه فيها معه
وكان أيضاً يدرك تفوقه الذاتي ويعتز بمواهبه التي انفرد بها عن الآخرين ، فيقول : « واختصصت بما تم لي به الاستبداد ، وصح لي القول به ، ووضح عندي عليه الاعتماد » .
ولابن البيطار منهج علمي يعتمد على التجربة والمشاهدة ، والنظر ، والابتعاد عن النقل ، ومما يقوله في ذلك ( التنبيه على كل دواء وقع فيه وهم أو غلط لمتقدم أو متأخر ، لاعتماد أكثرهم على الصحف والنقل و اعتمادي على التجربة والمشاهدة و مما صح عندي بالمشاهدة والنظر وثبت لدي بالخبر لا المخبر ادخرته كنزاً سرياً ، وعددت نفسي عن الاستعانة بغيري فيه ، سوى الله ، غنياً ، . توفي ابن البيطار في دمشق في سنة ست وأربعين وستمائة ، وكان نتيجة أبحاثه الكثير من المؤلفات ، نعرف منها مايلي :
- الجامع في الأدوية المفردة . وقد جعله معجماً طبياً علاجياً مرتباً على حروف المعجم ، يشتمل على النبات والحيوان والمعادن اعتمد في مواده على مؤلفي الروم والعرب وعلى تجاربه الخاصة ، وقد وصف فيه أكثر من ١٤٠٠ / دواء ، وقد قابل تلك الأدوية مع مايزيد على / ١٥٠/ مؤلفاً ، وتضمنت وصفاته ما يزيد على /۳۰۰/ دواء جديد ، وحوى الكتاب الكثير من الملاحظات النقدية للوصفات القديمة ، وتصحيح للخطأ الواقع فيها أو الاشتباه . هذا الكتاب إلى الفرنسية من قبل لوكلر السويسري إلى الألمانية وإلى اللاتينية من قبل غلان ، وطبع عام ( ١٨٧٤ - ١٨٧٥) في القاهرة في أربع مجلدات . ٢ - المغني في الأدوية المفردة : أهداه إلى الملك الصالح ، ويعتبر وقد ترجم ( ١٦٥٧ - ١٧٣٦) و ترجم
[ توفي ١٢٤٨ م ]
هو أبو محمد عبد الله أحمد بن بن البيطار أخذ علومه ، بن محمد بن مفرج ، ضياء الدين المالقي الأندلسي ، شيخ الحشائشيين ( نقيب الصيادلة ) ، عاش صباه في إشبيليه ، و بها وبدأ عمله في ميدان علم النبات ، على يد علماء إشبيلية ومنهم أبو العباس النباتي ( أحمد النباتي المعروف بابن الرومية ) ، وقد جمع مع معلمه المذكور الكثير من النباتات من ضواحي اشبيليه ، إلا أنه لم يكن ليقنعه ذلك. فسافر ، وهو في العشرين من العمر إلى شمال أفريقية لتقصي المعلومات والبحث والتمحيص ، وزار مراكش والجزائر ، وتونس ، حيث بحث في نباتات كل منها ، وقام بدراستها ، وتحقيق مواضع نموها واسمها في مختلف المناطق . بعد أن أتم ما أراده من رحلته إلى بلاد الأغريق ، وإلى أقصى بلاد الروم ، حيث تم أبحاثه هناك ، وقابل الاختصاصين في علم النبات ، وأخذ عنهم معرفتهم بالنبات ، وقد باحثهم في علومهم ، ودرس كتاب ديسقوريديس النباتي اليوناني الشهير جالنيوس ، ويبدو أنه قد أتقن اللغة اليونانية ، وربما اللاتينية أيضاً ، بدليل ما جاء على لسان ابن أبي أصيبعه ، أن ابن البيطار ، حينما تم ، كذلك درس کتاب
اجتماعه به ، كان يشرح له ما جاء في كتاب ديسقوريدس وجالينوس ) فكان يذكر جملا من كتاب ديسقوريدس باللغة اليونانية ، ومن كتب جالينوس باللغة اللاتينية ، كذلك أتقن الفارسية والبربرية ، والإسبانية الدارجة ، وقد أورد في كتابه عن الأدوية مترادفات الأسماء في هذه اللغات
ثم دخل مصر والتحق بخدمة الملك الكامل الأيوبي محمد بن أبي بكر أيوب الذي وثق به وجعله مقدماً عنده ، ومقرباً إليه وعينه رئيساً للحشائشيين ، وكان المرجع في المسائل الطبية والأدوية ثم اصطحبه معه الملك الصالح بن الملك الكامل ، الذي ورت الملك بعد أبيه في رحلته إلى الديار الشامية وفزار بلاد الشام ، وبعض مناطق آسيه الصغرى ، واجتمع مع ابن أبي أصيبعه في دمشق الذي أعجب به ، ومما قاله فيه د وأول اجتماعي به كان في دمشق سنة ثلاث وثلاثين وستمائه ، رأيت من حسن عشرته وكمال مروءته ، وطيب أعراقه ، وجودة أخلاقه ، ما يفوق الوصف ، ويتعجب منه ، ولقد شاهدت في ظاهر دمشق كثيراً من النباتات في مواضعها ، وقرأت عليه أيضاً تفسيره لاسماء أدوية كتاب ديسقوريدس ، فكنت أجد من غزارة علمه و درايته وفهمه شيئاً كثيراً جداً وأعجب من ذلك أيضاً أنه ما كان يذكر من دواء إلا ويعين في أي مقالة هو من كتاب ديسقوريدس وجالينوس ، وفي أي عدد من جملة الأدوية المذكورة في تلك المقالة .. كان ابن البيطار متمكنا من علمه حافظاً وداريا لكل التصانيف المعروفة في زمانه ، يقارن بينها ، ويبين وجوه اختلافها واجتماعها، ومواضع الغلط والاشتباه فيها معه
وكان أيضاً يدرك تفوقه الذاتي ويعتز بمواهبه التي انفرد بها عن الآخرين ، فيقول : « واختصصت بما تم لي به الاستبداد ، وصح لي القول به ، ووضح عندي عليه الاعتماد » .
ولابن البيطار منهج علمي يعتمد على التجربة والمشاهدة ، والنظر ، والابتعاد عن النقل ، ومما يقوله في ذلك ( التنبيه على كل دواء وقع فيه وهم أو غلط لمتقدم أو متأخر ، لاعتماد أكثرهم على الصحف والنقل و اعتمادي على التجربة والمشاهدة و مما صح عندي بالمشاهدة والنظر وثبت لدي بالخبر لا المخبر ادخرته كنزاً سرياً ، وعددت نفسي عن الاستعانة بغيري فيه ، سوى الله ، غنياً ، . توفي ابن البيطار في دمشق في سنة ست وأربعين وستمائة ، وكان نتيجة أبحاثه الكثير من المؤلفات ، نعرف منها مايلي :
- الجامع في الأدوية المفردة . وقد جعله معجماً طبياً علاجياً مرتباً على حروف المعجم ، يشتمل على النبات والحيوان والمعادن اعتمد في مواده على مؤلفي الروم والعرب وعلى تجاربه الخاصة ، وقد وصف فيه أكثر من ١٤٠٠ / دواء ، وقد قابل تلك الأدوية مع مايزيد على / ١٥٠/ مؤلفاً ، وتضمنت وصفاته ما يزيد على /۳۰۰/ دواء جديد ، وحوى الكتاب الكثير من الملاحظات النقدية للوصفات القديمة ، وتصحيح للخطأ الواقع فيها أو الاشتباه . هذا الكتاب إلى الفرنسية من قبل لوكلر السويسري إلى الألمانية وإلى اللاتينية من قبل غلان ، وطبع عام ( ١٨٧٤ - ١٨٧٥) في القاهرة في أربع مجلدات . ٢ - المغني في الأدوية المفردة : أهداه إلى الملك الصالح ، ويعتبر وقد ترجم ( ١٦٥٧ - ١٧٣٦) و ترجم
تعليق