المعز لدين الله الفاطمي
[ ت : ٣٦٥ ٥ / ٩٧٥ ٠ ]
عندما نجحت الدعوة الاسماعيلية في اقامة الخلافة الفاطمية في افريقية ( تونس ) لم تكتف هذه الدعوة بتونس ، بل ابتغت التوسع ، لكن ليس في بلدان المغرب بشكل أساسي ، ذلك أن هدف الاسماعيلية الأول كان ازالة الخلافة العباسية من الوجود ، واحلال الخلافة الفاطمية محلها ، لهذا كانت أنظار رجال الاسماعيلية ترنو نحو الخلافة الفاطمية كانت تحت حكم الأسرة الاخشيدية ، وكانت هذه الأسرة تدين بالولاء للخلافة العباسية .
وسعت الخلافة الفاطمية نحو الاستيلاء على مصر ، وانتزاعها من الاخشيديين ، وذلك منذ الأيام الأولى لاستقرار قواعد هذه الخلافة في افريقية ، ففي عهد المهدي قاد ولي عهده القائم. الاخفاق ، وبالاضافة الى الحملات العسكرية نشطت الدعوة الاسماعيلية في مصر ، فصارت هذه البلاد محطة للدعاة القادمين من المشرق أو الغادين اليه من المغرب ، واستقر عدد كبير من الاسماعيلية في مصر ، واتخذوها منزلاً لهم ، وقاعدة لعقيدتهم وأخذوا يخططون للاستيلاء عليها . كان نصيبها عدة حملات ضد مصر
وبعد وفاة المهدي ، وفي عهد خليفته القائم ثم من بعده المنصور الخلافة الفاطمية في الدفاع عن وجودها الذي تهدد بثورة صاحب الحمار أبو يزيد مخلد بن كيداد النكاري الخارجي ، وعندما آلت الخلافة الى انشغلت
جميع ابن المنصور ، المعز لدين الله معد ( ٣٤١ - ٣٦٥ ٩٥٣/٥ - ٩٧٥ ) كانت الخلافة قد تخلصت من مشاكلها الداخلية ، وهكذا تمكنت من السيطرة على أجزاء الشمال الافريقي ، وصار لديها قوة برية ، وأسطول بحري في غاية العظمة ، ووافق هذا التعاظم في القوة تدهور في أحوال الدولة الاخشيدية فى مصر ، خاصة بعد وفاة كافور الاخشيدي .
قصة ، مع مصر. واغتنم المعز لدين الله الفرصة ، فبعث قائده جوهر الصقلي ، على رأس جيش حسن الإعداد ، جيد التنظيم والعدة، واستطاع هذا الجيش ، أن يسيطر على مصر ، دون كبير عناء ، وتم هذا سنة ٩٦٩ م ، وعقب ذلك زحفت القوات الفاطمية نحو بلاد الشام ، وهنا كان لزحفها هذا قصة أخرى تباينت تبايناً شديداً فتح
وفي مصر قام جوهر الصقلبي ، ببناء مدينة جديدة لتكون مقراً للفاطميين ، دعاها بالقاهرة المعزية ، واقيمت القاهرة إلى جوار الفسطاط العاصمة الاسلامية الأولى لمصر ، وبعدما نجز بناء القاهرة ، ارتحل اليها الخليفة المعز في موكب عظيم للغاية ، تضمن الكثير من بربر الدعوة الاسماعيلية كميات هائلة من الذخائر والذهب ، وأهل الحرف والفنون والصناعات كما حمل المعز توابيت أبيه وأجداده مع
وفي القاهرة استقر المعز ، وفيها أيضاً بنى الفاطميون دار دعوة جديدة ، ومسجد يقوم بوظائف جامعة للتدريس دعي بالأزهر ، نسبة إلى فاطمة الزهراء ، التي انتسب اليها الفاطميون وأطلقوا اسمها على دولتهم . وفي مصر تم إحكام بناء الدولة الفاطمية ، ووضع لها نظام إداري يمكن وصفه بالعلمية لرقيه ودقته ، كما أحكم نظام الدعوة الاسماعيلية بشكل رائع للغاية ، ولا يعود الفضل في هذا الى شخصية المعز ،
إلى وزيره يعقوب بن كلس ، ويعقوب هذا كان أهم بناة النظام الاداري والدعوي للدولة الفاطمية ، ولقد استطاع هذا النظام أن يبقي الدولة الفاطمية حية لمدة تفوق القرنين ، ، رغم أنه لم يوجد بين الخلفاء الذين تعاقبوا على عرش القاهرة ، بعد المعز ، من اتسم بالمقدرة والكفاءة السياسية والادارية ، فمن هو يعقوب بن كلس هذا ؟
كان يعقوب من رجال الادارة والمال في العراق ثم هجر العراق ، حيث عمل فترة من الزمن في الرملة ثم توجه الى مصر واتصل هناك بكافور الاخشيدي ، فولاه بعض الوظائف ، فنجح فيها الى أبعد الحدود ، فأعجب به کافور اعجابا كبيراً ، حتى يقول: «أي وزير بين جنبيه ، لو كان مسلماً ، وبلغ هذا كافور ، فما كان منه الا ان توجه الى المسجد ، فأعلن اسلامه ، وبلغ خبره الى كافور فسره ذلك وعاد من المسجد الى دار كافور ، فخلع عليه غلالة مبطنه ، ودراعة وعمامة ، وزادت مرتبته عنده الى الشام انه منبع ، حيث والف كتابا معتمداً وبعد وفاة كافور ، ترك يعقوب مصر وسافر إلى المهدية دخل في خدمة المعز لدين الله الفاطمي، وقدم له المعلومات والمساعدات من اجل احتلال مصر ، وفي مصر تسلم ابن كلس وضع أسس الادارة الفاطمية هناك، ولم يكتف بذلك ، بل قام بإعادة تنظيم الدعوة الاسماعيلية الفقه الاسماعيلي ، وليس هذا المدهش انما المدهش حقاً ان وثائق الجنيزا التي عثر عليها في كنيس العاصمة المصرية القديمة ، وهي وثائق تعود الى الجالية اليهودية في مصر أيام الفاطميين وبعدهم ، هذه الوثائق تشير الى ما يعتقد انه يعقوب بن كلس باسم الأخ يعقوب ، بأنه ظل على يهوديته وتظاهر بالاسلام ...؟!
[ ت : ٣٦٥ ٥ / ٩٧٥ ٠ ]
عندما نجحت الدعوة الاسماعيلية في اقامة الخلافة الفاطمية في افريقية ( تونس ) لم تكتف هذه الدعوة بتونس ، بل ابتغت التوسع ، لكن ليس في بلدان المغرب بشكل أساسي ، ذلك أن هدف الاسماعيلية الأول كان ازالة الخلافة العباسية من الوجود ، واحلال الخلافة الفاطمية محلها ، لهذا كانت أنظار رجال الاسماعيلية ترنو نحو الخلافة الفاطمية كانت تحت حكم الأسرة الاخشيدية ، وكانت هذه الأسرة تدين بالولاء للخلافة العباسية .
وسعت الخلافة الفاطمية نحو الاستيلاء على مصر ، وانتزاعها من الاخشيديين ، وذلك منذ الأيام الأولى لاستقرار قواعد هذه الخلافة في افريقية ، ففي عهد المهدي قاد ولي عهده القائم. الاخفاق ، وبالاضافة الى الحملات العسكرية نشطت الدعوة الاسماعيلية في مصر ، فصارت هذه البلاد محطة للدعاة القادمين من المشرق أو الغادين اليه من المغرب ، واستقر عدد كبير من الاسماعيلية في مصر ، واتخذوها منزلاً لهم ، وقاعدة لعقيدتهم وأخذوا يخططون للاستيلاء عليها . كان نصيبها عدة حملات ضد مصر
وبعد وفاة المهدي ، وفي عهد خليفته القائم ثم من بعده المنصور الخلافة الفاطمية في الدفاع عن وجودها الذي تهدد بثورة صاحب الحمار أبو يزيد مخلد بن كيداد النكاري الخارجي ، وعندما آلت الخلافة الى انشغلت
جميع ابن المنصور ، المعز لدين الله معد ( ٣٤١ - ٣٦٥ ٩٥٣/٥ - ٩٧٥ ) كانت الخلافة قد تخلصت من مشاكلها الداخلية ، وهكذا تمكنت من السيطرة على أجزاء الشمال الافريقي ، وصار لديها قوة برية ، وأسطول بحري في غاية العظمة ، ووافق هذا التعاظم في القوة تدهور في أحوال الدولة الاخشيدية فى مصر ، خاصة بعد وفاة كافور الاخشيدي .
قصة ، مع مصر. واغتنم المعز لدين الله الفرصة ، فبعث قائده جوهر الصقلي ، على رأس جيش حسن الإعداد ، جيد التنظيم والعدة، واستطاع هذا الجيش ، أن يسيطر على مصر ، دون كبير عناء ، وتم هذا سنة ٩٦٩ م ، وعقب ذلك زحفت القوات الفاطمية نحو بلاد الشام ، وهنا كان لزحفها هذا قصة أخرى تباينت تبايناً شديداً فتح
وفي مصر قام جوهر الصقلبي ، ببناء مدينة جديدة لتكون مقراً للفاطميين ، دعاها بالقاهرة المعزية ، واقيمت القاهرة إلى جوار الفسطاط العاصمة الاسلامية الأولى لمصر ، وبعدما نجز بناء القاهرة ، ارتحل اليها الخليفة المعز في موكب عظيم للغاية ، تضمن الكثير من بربر الدعوة الاسماعيلية كميات هائلة من الذخائر والذهب ، وأهل الحرف والفنون والصناعات كما حمل المعز توابيت أبيه وأجداده مع
وفي القاهرة استقر المعز ، وفيها أيضاً بنى الفاطميون دار دعوة جديدة ، ومسجد يقوم بوظائف جامعة للتدريس دعي بالأزهر ، نسبة إلى فاطمة الزهراء ، التي انتسب اليها الفاطميون وأطلقوا اسمها على دولتهم . وفي مصر تم إحكام بناء الدولة الفاطمية ، ووضع لها نظام إداري يمكن وصفه بالعلمية لرقيه ودقته ، كما أحكم نظام الدعوة الاسماعيلية بشكل رائع للغاية ، ولا يعود الفضل في هذا الى شخصية المعز ،
إلى وزيره يعقوب بن كلس ، ويعقوب هذا كان أهم بناة النظام الاداري والدعوي للدولة الفاطمية ، ولقد استطاع هذا النظام أن يبقي الدولة الفاطمية حية لمدة تفوق القرنين ، ، رغم أنه لم يوجد بين الخلفاء الذين تعاقبوا على عرش القاهرة ، بعد المعز ، من اتسم بالمقدرة والكفاءة السياسية والادارية ، فمن هو يعقوب بن كلس هذا ؟
كان يعقوب من رجال الادارة والمال في العراق ثم هجر العراق ، حيث عمل فترة من الزمن في الرملة ثم توجه الى مصر واتصل هناك بكافور الاخشيدي ، فولاه بعض الوظائف ، فنجح فيها الى أبعد الحدود ، فأعجب به کافور اعجابا كبيراً ، حتى يقول: «أي وزير بين جنبيه ، لو كان مسلماً ، وبلغ هذا كافور ، فما كان منه الا ان توجه الى المسجد ، فأعلن اسلامه ، وبلغ خبره الى كافور فسره ذلك وعاد من المسجد الى دار كافور ، فخلع عليه غلالة مبطنه ، ودراعة وعمامة ، وزادت مرتبته عنده الى الشام انه منبع ، حيث والف كتابا معتمداً وبعد وفاة كافور ، ترك يعقوب مصر وسافر إلى المهدية دخل في خدمة المعز لدين الله الفاطمي، وقدم له المعلومات والمساعدات من اجل احتلال مصر ، وفي مصر تسلم ابن كلس وضع أسس الادارة الفاطمية هناك، ولم يكتف بذلك ، بل قام بإعادة تنظيم الدعوة الاسماعيلية الفقه الاسماعيلي ، وليس هذا المدهش انما المدهش حقاً ان وثائق الجنيزا التي عثر عليها في كنيس العاصمة المصرية القديمة ، وهي وثائق تعود الى الجالية اليهودية في مصر أيام الفاطميين وبعدهم ، هذه الوثائق تشير الى ما يعتقد انه يعقوب بن كلس باسم الأخ يعقوب ، بأنه ظل على يهوديته وتظاهر بالاسلام ...؟!
تعليق