ابن سينا
[ ٩٨٠ - ١٠٣٦ م ]
هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا ، ولد في أفشة بالقرب من بخارى في صفر سنة ٣٧٠هـ / آب ۹۸۰ م ، وقد كان والده واليا عليها ثم أصبح بعد ذلك واليا على بخارى ، فانتقل مع اسرته إليها وفيهم ابنه الحسين الذي بدأ في تعليمه هناك ، ونظراً لمركز والده السياسي فقد كان على درجة كبيرة من الغنى وعالية من الثقافة ، جعلته يختار لابنه خيرة من يقوم بتعيلمه ، كان ابن سينا يلتقط العلوم بشكل سريع ، ويتقدم بلا توقف في اكتسابه للعلوم ، ، مما اضطر أباه للاستعانة دائماً 6 معلمين جدد .
كان والد ابن سينا وأخيه رغم عملهم لدى البلاط الساماني من الاسماعيليين ، وقد قيل أنه كان يسترق السمع إلى أحاديتهم في الفلسفة والعقل والنفس ، وحساب الهند ، فيقبل بعضها ويرفض البعض الآخر . لقد بدأ ابن سينا في تعلم العلوم العقلية على يد أبي عبد الله النائلي المتفلسف ، وهو صديق أبيه ودرس على يده أيساغوجي ، و المنطق ، وهندسة اقليدس ، وكتاب المجسطي ودرس العلوم بنفسه واجتهد لتحصيلها وقرأ الفقه على يد اسماعيل
وسمح له وحين بلغ السابعة عشر من عمره شاعت شهرته بالتطبيب والتعليم وكان الطلاب يأتوه من كافة أنحاء العالم الاسلامي ، وكان يعالج المرضى تأدبا لا تكسباً ، فعالج الأمير الساماني نوح بن منصور فشفاه ، فقربه ان يطلع على مكتبته التي كانت عامرة ضخمة ، فأتيح له أن يطلع على الكثير الكثير ، مما كون لديه الوافر من المعلومات ، وعندما بلغ الواحدة والعشرين من عمره كان قد ملك زمام العلوم ، فازدادت شهرته شيوعاً وانتشر صيته وعم في كل مكان ، وهذا ما جعله محط أنظار الأمراء والحكام لكسبه والاستفادة من علمه ولم يطل بـه المقام في بخارى ، حيث اتهم بتدبير احراق مكتبة القصر وتطلع هو نحو العراق ، ومصر الدعوة الاسماعيلية ، وكان أبوه قد مات ، فأخذ طريق الرحلة ، فلحق أولاً بشمس الدولة البويهي في همذان فشفاه من القولنج ، ثم التحق بخدمته ، وصار وزيره ، وبقي في بلاطه متقلداً منصب الوزارة إلى أن وقعت ضده فتنة كبرى كادت أن تؤدي بحياته فاعتزل السياسة مؤقتاً ، وعاد نحو العلم فبدأ بالانتاج ، وأخذ انتاجه بالظهور ، لكن حينما مات شمس الدولة عام ١٠٢١ م ، سافر ابن سينا سراً إلى اصفهان ، حيث استقبل استقبالاً لائقا ، والتحق بخدمة علاء الدولة ، ومجدداً خاض تجربة طبية ثم سياسية جديدة ، ثم ذاق المحنة فارتحل ليعود سيرته الأولى
الزاهد ، وقرأ شيئاً من الطب على أبي سهل عيسى بن يحيى الجرجاني وأبي منصور الحسن بن نوح .
وبقي ينتقل من مكان لآخر ومن وزارة الآخرى ، يقارع خصومه ويشترك في المؤامرات مهملا نفسه ، مكثراً من الشراب وأنواع المتع الحسية ، حق أدركه المرض ، فأصيب بقولنج ، وأصيب بالصرع حينا
وبالصداع حينا آخر ، وقد كان يعالج نفسه بنفسه إلى أن أدرك أن النهاية قريبة ، فتاب وأتاب ، ورد المظالم وأعتق مماليكه ، وتصدق بأمواله ، واغتسل وجعل يختم القرآن الكريم كل ثلاثة أيام ، إلى أن وافته المنية في همذان عام ٥٤٢٨ / ۱۰۳۷م عن عمر يناهز الثمانية والخمسين عاماً
. اشتهر ابن سينا بذكائه النادر ، ودهائه السياسي ، ولباقته الاجتماعية ، وكان ممتداً بنفسه ، عظيم النشاط ملينا بالحيوية ، ورغم تورطه في السياسة والحكم وانغماسه في ملاذ الحياة فقد ألف ما يقارب المائتي مصنف في مختلف ميادين العلوم، في الأدب والطب والفلسفة والسياسة ، وأصبح بطلا دينيا في نظر أتباعه و تلاميذه ، وبطلاً علمياً لأوربة في العصور الوسطى وفليسوفا وطبيباً من المقام الأول ، فهو أول من وصف التهاب السحايا ، ووصف الأمراض التي تسبب اليرقان ، وفرق بين شلل الوجه الناجم عن سبب عضوي أو غير عضوي، وفرق بين داء الجنب ، وألم الأعصاب ، ووصف السكتة الدماغية ، وبرع في المداواة النفسية . ان ابن سينا عالم طبيعي وفيلسوف متأثر بالفارابي حتى ليعد تلميذاً له وإن يكن لم يلقه ولم يره قط ، كما أنه أخذ عن الافلاطونية المحدثة ودون المنطق تدويناً واضحاً ، وتوسع في موضوع النفس توسعا لم يبلغه أي واحد من الفلاسفة المسلمين ، وبرع في الرياضيات والفلك وعلم الموسيقى ، وقد لقب ابن سينا بالمعلم الثالث بعد أرسطو والفارابي ولقب بالشيخ الرئيس ، وقيل بأنه بالحق منظم الفلسفة والعلم في الإسلام ، وان شهرته ومكانته سواء في العالم الاسلامي أو في العالم قاطبة تفوق الوصف ، وتأثيره على العالم والناس كثير ومديد
[ ٩٨٠ - ١٠٣٦ م ]
هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا ، ولد في أفشة بالقرب من بخارى في صفر سنة ٣٧٠هـ / آب ۹۸۰ م ، وقد كان والده واليا عليها ثم أصبح بعد ذلك واليا على بخارى ، فانتقل مع اسرته إليها وفيهم ابنه الحسين الذي بدأ في تعليمه هناك ، ونظراً لمركز والده السياسي فقد كان على درجة كبيرة من الغنى وعالية من الثقافة ، جعلته يختار لابنه خيرة من يقوم بتعيلمه ، كان ابن سينا يلتقط العلوم بشكل سريع ، ويتقدم بلا توقف في اكتسابه للعلوم ، ، مما اضطر أباه للاستعانة دائماً 6 معلمين جدد .
كان والد ابن سينا وأخيه رغم عملهم لدى البلاط الساماني من الاسماعيليين ، وقد قيل أنه كان يسترق السمع إلى أحاديتهم في الفلسفة والعقل والنفس ، وحساب الهند ، فيقبل بعضها ويرفض البعض الآخر . لقد بدأ ابن سينا في تعلم العلوم العقلية على يد أبي عبد الله النائلي المتفلسف ، وهو صديق أبيه ودرس على يده أيساغوجي ، و المنطق ، وهندسة اقليدس ، وكتاب المجسطي ودرس العلوم بنفسه واجتهد لتحصيلها وقرأ الفقه على يد اسماعيل
وسمح له وحين بلغ السابعة عشر من عمره شاعت شهرته بالتطبيب والتعليم وكان الطلاب يأتوه من كافة أنحاء العالم الاسلامي ، وكان يعالج المرضى تأدبا لا تكسباً ، فعالج الأمير الساماني نوح بن منصور فشفاه ، فقربه ان يطلع على مكتبته التي كانت عامرة ضخمة ، فأتيح له أن يطلع على الكثير الكثير ، مما كون لديه الوافر من المعلومات ، وعندما بلغ الواحدة والعشرين من عمره كان قد ملك زمام العلوم ، فازدادت شهرته شيوعاً وانتشر صيته وعم في كل مكان ، وهذا ما جعله محط أنظار الأمراء والحكام لكسبه والاستفادة من علمه ولم يطل بـه المقام في بخارى ، حيث اتهم بتدبير احراق مكتبة القصر وتطلع هو نحو العراق ، ومصر الدعوة الاسماعيلية ، وكان أبوه قد مات ، فأخذ طريق الرحلة ، فلحق أولاً بشمس الدولة البويهي في همذان فشفاه من القولنج ، ثم التحق بخدمته ، وصار وزيره ، وبقي في بلاطه متقلداً منصب الوزارة إلى أن وقعت ضده فتنة كبرى كادت أن تؤدي بحياته فاعتزل السياسة مؤقتاً ، وعاد نحو العلم فبدأ بالانتاج ، وأخذ انتاجه بالظهور ، لكن حينما مات شمس الدولة عام ١٠٢١ م ، سافر ابن سينا سراً إلى اصفهان ، حيث استقبل استقبالاً لائقا ، والتحق بخدمة علاء الدولة ، ومجدداً خاض تجربة طبية ثم سياسية جديدة ، ثم ذاق المحنة فارتحل ليعود سيرته الأولى
الزاهد ، وقرأ شيئاً من الطب على أبي سهل عيسى بن يحيى الجرجاني وأبي منصور الحسن بن نوح .
وبقي ينتقل من مكان لآخر ومن وزارة الآخرى ، يقارع خصومه ويشترك في المؤامرات مهملا نفسه ، مكثراً من الشراب وأنواع المتع الحسية ، حق أدركه المرض ، فأصيب بقولنج ، وأصيب بالصرع حينا
وبالصداع حينا آخر ، وقد كان يعالج نفسه بنفسه إلى أن أدرك أن النهاية قريبة ، فتاب وأتاب ، ورد المظالم وأعتق مماليكه ، وتصدق بأمواله ، واغتسل وجعل يختم القرآن الكريم كل ثلاثة أيام ، إلى أن وافته المنية في همذان عام ٥٤٢٨ / ۱۰۳۷م عن عمر يناهز الثمانية والخمسين عاماً
. اشتهر ابن سينا بذكائه النادر ، ودهائه السياسي ، ولباقته الاجتماعية ، وكان ممتداً بنفسه ، عظيم النشاط ملينا بالحيوية ، ورغم تورطه في السياسة والحكم وانغماسه في ملاذ الحياة فقد ألف ما يقارب المائتي مصنف في مختلف ميادين العلوم، في الأدب والطب والفلسفة والسياسة ، وأصبح بطلا دينيا في نظر أتباعه و تلاميذه ، وبطلاً علمياً لأوربة في العصور الوسطى وفليسوفا وطبيباً من المقام الأول ، فهو أول من وصف التهاب السحايا ، ووصف الأمراض التي تسبب اليرقان ، وفرق بين شلل الوجه الناجم عن سبب عضوي أو غير عضوي، وفرق بين داء الجنب ، وألم الأعصاب ، ووصف السكتة الدماغية ، وبرع في المداواة النفسية . ان ابن سينا عالم طبيعي وفيلسوف متأثر بالفارابي حتى ليعد تلميذاً له وإن يكن لم يلقه ولم يره قط ، كما أنه أخذ عن الافلاطونية المحدثة ودون المنطق تدويناً واضحاً ، وتوسع في موضوع النفس توسعا لم يبلغه أي واحد من الفلاسفة المسلمين ، وبرع في الرياضيات والفلك وعلم الموسيقى ، وقد لقب ابن سينا بالمعلم الثالث بعد أرسطو والفارابي ولقب بالشيخ الرئيس ، وقيل بأنه بالحق منظم الفلسفة والعلم في الإسلام ، وان شهرته ومكانته سواء في العالم الاسلامي أو في العالم قاطبة تفوق الوصف ، وتأثيره على العالم والناس كثير ومديد
تعليق