انتقلت ياسمين مؤخرًا للعيش في ولاية شيكاغو الأمريكية حيث لم تكن تعرف أحدًا. وبالرغم من تفاؤلها بتكوين صداقات جديدة ، إلا أنها كانت تجهل كيفية القيام بذلك. عمدت للجلوس في المقاهي وأحيانًا في الحانات علّ أحدهم يفاتحها بحديث ما، حتى أنها شاركت في لقاء جماعي تعارفي على الرغم من تحفظاتها فيما يتعلق بتواجدها المنفرد بين بحر من الغرباء. قابلت بعض الأشخاص، لكن لم تنجح في التعرف على أحدهم عن قرب.
تُشبه ياسمين الكثير ممن اتخذوا هذه الخطوة الشجاعة في الانتقال إلى مدينة جديدة ثم أصابهم شيء من الارتباك حيال تكوين الصداقات هناك. قد يبدو الأمر صعبًا لكنه ليس مستحيلًا. لتسهيل عملية العثور على أصدقاء في مدينة جديدة، على المرء البدء ببناء علاقات وصداقات مع الذين يسكنون هناك قبل وصوله إلى الوُجهة الجديدة. التواصل مع الأصدقاء يزيد من احتمالية التعرف على معارفهم وأصدقائهم الذين يعيشون في المدينة التي تنوي الانتقال إليها.
يمكن اللجوء أيضًا إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي تُمكن المرء من تحديد مجال البحث عن أشخاص عبر تطبيق «فيسبوك» وفقًا لمكان الإقامة الذي تختاره لمعرفة إذا ما كان أحد من معارفك يسكن في نفس المدينة التي تسكن.
يمكن اعتبار المرونة وتقبل مفهوم الصداقة المستمرة باستمرار المكان والزمان من مقومات بناء صداقات في مدينة جديدة. وقد أثبتت الدراسات أن التفاعلات القيّمة تعزز نسبة الرضا عن العلاقة أكثر من أي تفاعل قديم، الأمر الذي من المحتمل أن يدفع المرء إلى التنقل بين جموع من الناس بحثًا عن التواصل مع أشخاص ولكن بعض التفاعل يكون أفضل من انعدامه بشكل حتمي. إذ تحسّن المحادثات القصيرة مع الآخرين مزاجنا وتعزز شعورنا بالانتماء. إضافة لذلك، تساهم العلاقات المحلية والتعرف على أشخاص بالشعور بارتباط وثيق بهم.
يشهد مايكل، أحد المهاجرين السوريين الذين انتقلوا للعيش في ولاية فينيكس الأميركية، على أهمية اتسام الشخص بالمرونة. ويفخر مايكل بكونه شخصًا يتعايش مع الجميع -بالرغم من أنه لا يزال يعاني من بعض العوائق كالعنصرية وعدم احترام النُدُل. ولأن الآخرين أحيانا يشعرون بالقلق حيال جنسيته السورية، يعرف مايكل جيدًا شعور أن تكون شخصًا منبوذًا. لذلك عندما يتعلق الموضوع ببناء الصداقات، ليس لديه معايير تجاهل متشددة- أو أحكامًا متسرعة لاستبعاد أي شخص يحتمل أن يصبح صديقه «صديقًا محتملًا».
فهو مستعد لتكوين صداقات مع المتقاعدين أو مع من لديهم أطفال أو في سواقة سيارته تحت خدمة «أوبر» وانتهى به المطاف بتكوين صداقة مع سائق حافلة أثناء نقله للنساء. وعلى الرغم من أن هذه الصحبة لم تدم، إذ اضطر سائق الحافلة أن يطلب منه التوقف عن محادثة كل الركاب، لا يزال بإمكان مايكل استغلال تواجده في مدينة جديدة لتليين معايير التجاهل لديه والانفتاح على مختلف أنواع الأصدقاء.
يُقدم مايكل نصيحة تُفيد في بناء صداقات في مدينة جديدة وهي أن تنغمس في المُجتمع وتقبل حالات الرفض وعدم تحميلها اعتبارات. قد يكون الأمر بسهولة أن تبادر القول: «لقد سررت بالحديث معك، أرغب بقضاء المزيد من الوقت معك، هل تمانع إذا ما تبادلنا المعلومات؟». التقى مايكل صديقته المفضلة، طبيبة سورية مثله، في حفل في فينيكس، إذ عرّف عن نفسه وسألها عما إذا كانت ترغب بالتنزه معه بعد انتهاء الحفلة.
تأتي الأدلة الناتجة عن أبحاث في مجال علم النفس لتدعم نصيحة مايكل: إن الأشخاص المبادرون هم أقل عرضة للوحدة، والمعارف الجديدة يبدون ارتياحًا ورضى عن علاقاتهم بشخص مبادر في الحديث. لا يعتقد أحد أن الصداقات تحدث من تلقاء نفسها أو بشكل طبيعي، علينا أن نخرج ونجعلها تحدث.
يمكننا أيضا أن نكون استراتيجيين حيال الأشخاص الذين نبادر في الحديث معهم. تعتبر الدراسة أن الأشخاص الذين يعيشون فترات انتقالية يفضلون قضاء الوقت وبشكل خاص مع أصدقاء جدد. لذلك من الجيد أن يبقى المرء على تواصل مع الأشخاص الذين انتقلوا حديثًا إلى السكن في نفس مدينته على اعتبار أنه من المفترض أن يكون لديهم متسع أكبر من الوقت للتواصل.
قضت ياسمين ليلة هادئة بمفردها تشاهد حلقات من مسلسل سابرينا الساحرة المراهقة Sabrina The Teenage Witch ولم تكن متأكدةً إذا ما كانت قد أخذت القرار الصحيح بقدومها الى شيكاغو. لذا انضمت لصف تعليم الرسم لحث نفسها على مزيد من التفاعل البشري. استفادت ياسمين من التواصل المتكرر مع الزملاء عوضًا عن اللقاء معهم لمرة واحدة، الأمر الذي يسميه علم النفس «مبدأ تأثير التعرض المجرد» والذي يُفسر العلاقة الطردية بين الإعجاب بشخص ما وتكرار مرات اللقاء به، أي أنه من المُفترض وفقًا للمبدأ أن زيادة عدد مرات اللقاء بشخص يُساهم في زيادة إعجابنا به. يُشير هذا التأثير -كما كان حدس ياسمين- إلى أن التفاعل المستمر مع شخص ما سيجعلنا أكثر قدرة على بناء الصداقات. لكن الحاجة إلى المبادرة تبقى قائمة، بالإمكان دعوة أحد الزملاء لتناول القهوة بعد انتهاء الصف.
يتطلع مايكل في المستقبل إلى مصادقة أشخاص يساعدونه في متابعة بعض هواياته والأمور التي لديه شغف تجاهها – كأصدقاء رياضيين ليمارسوا رياضة الجري سويةً، أو أشخاص محبين للطبيعة ليرافقوه في سيره في الطبيعة لمسافات طويلة. يشعر مايكل أحيانًا بالخجل حيال إقامته صداقات جديدة باعتبار أنه كثيرًا ما تنقل بين المدن واضطر لترك أصدقاء جيدين، ويعتبر أنه من الأفضل تجاهل هذه الأفكار الحزينة من خلال إدراكه لمدى تأثير وأهمية الأصدقاء في حياته. يقول مايكل: «الأصدقاء في النهاية هم أشخاص يحاولون جاهدًا تحسين حياة بعضهما الآخر، وكيف لي أن أرفض ذلك؟».
المصدر:ibelieveinsci
تُشبه ياسمين الكثير ممن اتخذوا هذه الخطوة الشجاعة في الانتقال إلى مدينة جديدة ثم أصابهم شيء من الارتباك حيال تكوين الصداقات هناك. قد يبدو الأمر صعبًا لكنه ليس مستحيلًا. لتسهيل عملية العثور على أصدقاء في مدينة جديدة، على المرء البدء ببناء علاقات وصداقات مع الذين يسكنون هناك قبل وصوله إلى الوُجهة الجديدة. التواصل مع الأصدقاء يزيد من احتمالية التعرف على معارفهم وأصدقائهم الذين يعيشون في المدينة التي تنوي الانتقال إليها.
يمكن اللجوء أيضًا إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي تُمكن المرء من تحديد مجال البحث عن أشخاص عبر تطبيق «فيسبوك» وفقًا لمكان الإقامة الذي تختاره لمعرفة إذا ما كان أحد من معارفك يسكن في نفس المدينة التي تسكن.
يمكن اعتبار المرونة وتقبل مفهوم الصداقة المستمرة باستمرار المكان والزمان من مقومات بناء صداقات في مدينة جديدة. وقد أثبتت الدراسات أن التفاعلات القيّمة تعزز نسبة الرضا عن العلاقة أكثر من أي تفاعل قديم، الأمر الذي من المحتمل أن يدفع المرء إلى التنقل بين جموع من الناس بحثًا عن التواصل مع أشخاص ولكن بعض التفاعل يكون أفضل من انعدامه بشكل حتمي. إذ تحسّن المحادثات القصيرة مع الآخرين مزاجنا وتعزز شعورنا بالانتماء. إضافة لذلك، تساهم العلاقات المحلية والتعرف على أشخاص بالشعور بارتباط وثيق بهم.
يشهد مايكل، أحد المهاجرين السوريين الذين انتقلوا للعيش في ولاية فينيكس الأميركية، على أهمية اتسام الشخص بالمرونة. ويفخر مايكل بكونه شخصًا يتعايش مع الجميع -بالرغم من أنه لا يزال يعاني من بعض العوائق كالعنصرية وعدم احترام النُدُل. ولأن الآخرين أحيانا يشعرون بالقلق حيال جنسيته السورية، يعرف مايكل جيدًا شعور أن تكون شخصًا منبوذًا. لذلك عندما يتعلق الموضوع ببناء الصداقات، ليس لديه معايير تجاهل متشددة- أو أحكامًا متسرعة لاستبعاد أي شخص يحتمل أن يصبح صديقه «صديقًا محتملًا».
فهو مستعد لتكوين صداقات مع المتقاعدين أو مع من لديهم أطفال أو في سواقة سيارته تحت خدمة «أوبر» وانتهى به المطاف بتكوين صداقة مع سائق حافلة أثناء نقله للنساء. وعلى الرغم من أن هذه الصحبة لم تدم، إذ اضطر سائق الحافلة أن يطلب منه التوقف عن محادثة كل الركاب، لا يزال بإمكان مايكل استغلال تواجده في مدينة جديدة لتليين معايير التجاهل لديه والانفتاح على مختلف أنواع الأصدقاء.
يُقدم مايكل نصيحة تُفيد في بناء صداقات في مدينة جديدة وهي أن تنغمس في المُجتمع وتقبل حالات الرفض وعدم تحميلها اعتبارات. قد يكون الأمر بسهولة أن تبادر القول: «لقد سررت بالحديث معك، أرغب بقضاء المزيد من الوقت معك، هل تمانع إذا ما تبادلنا المعلومات؟». التقى مايكل صديقته المفضلة، طبيبة سورية مثله، في حفل في فينيكس، إذ عرّف عن نفسه وسألها عما إذا كانت ترغب بالتنزه معه بعد انتهاء الحفلة.
تأتي الأدلة الناتجة عن أبحاث في مجال علم النفس لتدعم نصيحة مايكل: إن الأشخاص المبادرون هم أقل عرضة للوحدة، والمعارف الجديدة يبدون ارتياحًا ورضى عن علاقاتهم بشخص مبادر في الحديث. لا يعتقد أحد أن الصداقات تحدث من تلقاء نفسها أو بشكل طبيعي، علينا أن نخرج ونجعلها تحدث.
يمكننا أيضا أن نكون استراتيجيين حيال الأشخاص الذين نبادر في الحديث معهم. تعتبر الدراسة أن الأشخاص الذين يعيشون فترات انتقالية يفضلون قضاء الوقت وبشكل خاص مع أصدقاء جدد. لذلك من الجيد أن يبقى المرء على تواصل مع الأشخاص الذين انتقلوا حديثًا إلى السكن في نفس مدينته على اعتبار أنه من المفترض أن يكون لديهم متسع أكبر من الوقت للتواصل.
قضت ياسمين ليلة هادئة بمفردها تشاهد حلقات من مسلسل سابرينا الساحرة المراهقة Sabrina The Teenage Witch ولم تكن متأكدةً إذا ما كانت قد أخذت القرار الصحيح بقدومها الى شيكاغو. لذا انضمت لصف تعليم الرسم لحث نفسها على مزيد من التفاعل البشري. استفادت ياسمين من التواصل المتكرر مع الزملاء عوضًا عن اللقاء معهم لمرة واحدة، الأمر الذي يسميه علم النفس «مبدأ تأثير التعرض المجرد» والذي يُفسر العلاقة الطردية بين الإعجاب بشخص ما وتكرار مرات اللقاء به، أي أنه من المُفترض وفقًا للمبدأ أن زيادة عدد مرات اللقاء بشخص يُساهم في زيادة إعجابنا به. يُشير هذا التأثير -كما كان حدس ياسمين- إلى أن التفاعل المستمر مع شخص ما سيجعلنا أكثر قدرة على بناء الصداقات. لكن الحاجة إلى المبادرة تبقى قائمة، بالإمكان دعوة أحد الزملاء لتناول القهوة بعد انتهاء الصف.
يتطلع مايكل في المستقبل إلى مصادقة أشخاص يساعدونه في متابعة بعض هواياته والأمور التي لديه شغف تجاهها – كأصدقاء رياضيين ليمارسوا رياضة الجري سويةً، أو أشخاص محبين للطبيعة ليرافقوه في سيره في الطبيعة لمسافات طويلة. يشعر مايكل أحيانًا بالخجل حيال إقامته صداقات جديدة باعتبار أنه كثيرًا ما تنقل بين المدن واضطر لترك أصدقاء جيدين، ويعتبر أنه من الأفضل تجاهل هذه الأفكار الحزينة من خلال إدراكه لمدى تأثير وأهمية الأصدقاء في حياته. يقول مايكل: «الأصدقاء في النهاية هم أشخاص يحاولون جاهدًا تحسين حياة بعضهما الآخر، وكيف لي أن أرفض ذلك؟».
المصدر:ibelieveinsci