توصل بحث بجامعة كولورادو إلى أن مقاطعات كاليفورنيا التي يقطنها الأثرياء البيض، والتي كانت تُعَد بؤرةً لاضطراب طيف التوحد (ASD)، شهدت انخفاضًا في انتشار التوحد على مدار العقدين الماضيين، في حين ارتفعت معدلات الإصابة بين البيض الفقراء والأقليات.
ذكرت الدراسة المنشورة في 19 مارس أن السبب قد يكون أن الآباء والأمهات في المقاطعات الأغنى ينجحون في تقليل تعرض أطفالهم للعوامل المحيطة التي تزيد احتمال الإصابة بالتوحد ، أو يتخذون خطوات للحد من شدة تطور الإصابة في المراحل المبكرة لظهورها.
أشار القائمون على الدراسة إلى أن هذا الأمر قد يكون احتمالًا مُشجعًا، إلا أن النتائج تظهر أيضًا انقسامًا عرقيًّا واقتصاديًّا مزعجًا.
تقول الباحثة الرئيسية الدكتورة سينثيا نيفيسون، الاختصاصية في مجال الصحة البيئية: «عُدَّ التوحد سابقًا حالةً مقتصرة على أوساط البيض ذوي المكانة الاجتماعية والاقتصادية العالية، لكن المعلومات الحالية تشير إلى انتشاره بشدة بين الأقليات العرقية والعائلات محدودة الدخل». ويضيف الباحث المشارك الدكتور ويلام باركر: «تُعَد بعض الأخبار إيجابيةً، لكنها ليست مفيدةً للجميع».
حلل الباحثون حالات التوحد المسجلة على مدار 20 عامًا في قسم خدمات التنمية في كاليفورنيا، وقارنوا بيانات المقاطعات الـ36 الأعلى في الكثافة السكانية في الولاية.
أوضحت النتائج ارتفاع الإصابة بالتوحد بمعدل ثابت بين مواليد الفترة بين 1993 و2000 في كل المجموعات العرقية. ثم بعد سنة 2000 بدأت مسارات الإصابات بالتباعد، إذ بدأ انخفاض معدلات الإصابة في المقاطعات التي يقطنها الأغنياء البيض كمقاطعة سانتا كلارا، وفي مونتينيري حتى ساحل سان فرانسيسكو.
انخفض معدل الإصابات أيضًا في المقاطعات التي يُعد سكانها من متوسطي الدخل، مثل سكرامنتو ولوس أنجلس وسان دييغو، لكن بوتيرة أبطأ قليلًا. في حين زادت معدلات الإصابة زيادةً حادة بين السكان البيض في المناطق الفقيرة مثل ريفرسايد وساوث سنترال فالي.
بحلول سنة 2013 كان انتشار التوحد بين المقاطعات التي يقطنها البيض محدودو الدخل يساوي ضعف الإصابات في المقاطعات الغنية، وعمومًا كلما ازداد دخل سكان المقاطعات قلّت الإصابة بالتوحد بين الأطفال البيض.
الجدير بالذكر أن مقاطعة سانتا كلارا عانت ارتفاعًا كبيرًا في الإصابات بين عامي 1993 و2000، إذ تضاعفت المعدلات بين البيض والأسيويين في غضون 7 سنين فقط. أدى هذا الارتفاع إلى ظهور عدة نظريات تناقلتها وسائل الإعلام، مثل أن الرجال الذين يفتقرون إلى مهارات التواصل الاجتماعي لكن يتمتعون بمهارات كبيرة في الهندسة والرياضيات قد زادت قدرتهم على لقاء شركائهم في عصر التكنولوجيا، وينجبون أطفالًا متوحدين جينيًّا.
تقول نيفيسون: «توضح دراستنا خطأ تلك الفرضية»، مشيرةً إلى أن مقاطعة سانتا كلارا اليوم تملك أدنى معدلات انتشار التوحد بين السكان البيض، وكذلك لم ترتفع معدلات الإصابة بين الأسيويين.
وجدت الدراسة أيضًا أن معدل الإصابة بين السود قد ارتفع بوتيرة سريعة في كاليفورنيا، ما يجعلهم المجموعة العرقية الأعلى في نسب الإصابة بمعدل 1.8%. تتوافق هذه النتيجة مع نتيجة بحث سابق أشارت إلى أن اضطراب التوحد ينتشر سريعًا بين الأمريكيين الأفارقة.
أرجع بعض الخبراء انتشار التوحد بين الأقليات إلى تحسن الفحص والتشخيص. لكن الباحثين يعتقدون أن العوامل البيئية تلعب دورًا مهمًّا أيضًا، لكن ليس واضحًا أيها بالتحديد. يرى باركر أن نفس العوامل المسببة للالتهابات -مثل السموم والطعام غير الصحي والتوتر العاطفي- ترتبط بالتوحد أيضًا، وكذلك فإن الأقليات والعائلات محدودة الدخل تعاني صعوبة تحمل كلفة أساليب الحياة الصحية.
من الأسباب المثبت ارتباطها بالتوحد: الإنجاب في سن متأخرة، والمشاكل المناعية في أثناء الحمل، والطفرات الوراثية، والولادة المبكرة، وولادة التوائم.
لا يستطيع الباحثان إثبات تطابق نتائج دراستهما على مقاطعات أخرى في البلاد، أو حتى على أنماط أخف من التوحد، ولا يمكن كذلك استبعاد إمكانية لجوء العائلات الغنية إلى مراكز الخدمات الخاصة عوضًا عن مراكز الخدمات الحكومية، وما زالت الأبحاث جارية.
يعاني طفل من كل 59 طفلًا في الولايات المتحدة التوحد، وفقًا لإحصاء عام 2018. يأمل الباحثون أن تشجع نتائج هذه الدراسة الآباء وصنّاع القرار على البحث عن الأسباب غير الجينية، كتوفير تشخيص أفضل ووصول أكبر إلى الخدمات.
ختم الباحثان الدراسة بقولهما: «من الضروري أن نفهم سبب انخفاض معدلات التوحد بين أطفال عائلات كاليفورنيا الغنية، فيما يفعلونه أو ما يتوفر لهم دون غيرهم».
المصدر:ibelieveinsci
ذكرت الدراسة المنشورة في 19 مارس أن السبب قد يكون أن الآباء والأمهات في المقاطعات الأغنى ينجحون في تقليل تعرض أطفالهم للعوامل المحيطة التي تزيد احتمال الإصابة بالتوحد ، أو يتخذون خطوات للحد من شدة تطور الإصابة في المراحل المبكرة لظهورها.
أشار القائمون على الدراسة إلى أن هذا الأمر قد يكون احتمالًا مُشجعًا، إلا أن النتائج تظهر أيضًا انقسامًا عرقيًّا واقتصاديًّا مزعجًا.
تقول الباحثة الرئيسية الدكتورة سينثيا نيفيسون، الاختصاصية في مجال الصحة البيئية: «عُدَّ التوحد سابقًا حالةً مقتصرة على أوساط البيض ذوي المكانة الاجتماعية والاقتصادية العالية، لكن المعلومات الحالية تشير إلى انتشاره بشدة بين الأقليات العرقية والعائلات محدودة الدخل». ويضيف الباحث المشارك الدكتور ويلام باركر: «تُعَد بعض الأخبار إيجابيةً، لكنها ليست مفيدةً للجميع».
حلل الباحثون حالات التوحد المسجلة على مدار 20 عامًا في قسم خدمات التنمية في كاليفورنيا، وقارنوا بيانات المقاطعات الـ36 الأعلى في الكثافة السكانية في الولاية.
أوضحت النتائج ارتفاع الإصابة بالتوحد بمعدل ثابت بين مواليد الفترة بين 1993 و2000 في كل المجموعات العرقية. ثم بعد سنة 2000 بدأت مسارات الإصابات بالتباعد، إذ بدأ انخفاض معدلات الإصابة في المقاطعات التي يقطنها الأغنياء البيض كمقاطعة سانتا كلارا، وفي مونتينيري حتى ساحل سان فرانسيسكو.
انخفض معدل الإصابات أيضًا في المقاطعات التي يُعد سكانها من متوسطي الدخل، مثل سكرامنتو ولوس أنجلس وسان دييغو، لكن بوتيرة أبطأ قليلًا. في حين زادت معدلات الإصابة زيادةً حادة بين السكان البيض في المناطق الفقيرة مثل ريفرسايد وساوث سنترال فالي.
بحلول سنة 2013 كان انتشار التوحد بين المقاطعات التي يقطنها البيض محدودو الدخل يساوي ضعف الإصابات في المقاطعات الغنية، وعمومًا كلما ازداد دخل سكان المقاطعات قلّت الإصابة بالتوحد بين الأطفال البيض.
الجدير بالذكر أن مقاطعة سانتا كلارا عانت ارتفاعًا كبيرًا في الإصابات بين عامي 1993 و2000، إذ تضاعفت المعدلات بين البيض والأسيويين في غضون 7 سنين فقط. أدى هذا الارتفاع إلى ظهور عدة نظريات تناقلتها وسائل الإعلام، مثل أن الرجال الذين يفتقرون إلى مهارات التواصل الاجتماعي لكن يتمتعون بمهارات كبيرة في الهندسة والرياضيات قد زادت قدرتهم على لقاء شركائهم في عصر التكنولوجيا، وينجبون أطفالًا متوحدين جينيًّا.
تقول نيفيسون: «توضح دراستنا خطأ تلك الفرضية»، مشيرةً إلى أن مقاطعة سانتا كلارا اليوم تملك أدنى معدلات انتشار التوحد بين السكان البيض، وكذلك لم ترتفع معدلات الإصابة بين الأسيويين.
وجدت الدراسة أيضًا أن معدل الإصابة بين السود قد ارتفع بوتيرة سريعة في كاليفورنيا، ما يجعلهم المجموعة العرقية الأعلى في نسب الإصابة بمعدل 1.8%. تتوافق هذه النتيجة مع نتيجة بحث سابق أشارت إلى أن اضطراب التوحد ينتشر سريعًا بين الأمريكيين الأفارقة.
أرجع بعض الخبراء انتشار التوحد بين الأقليات إلى تحسن الفحص والتشخيص. لكن الباحثين يعتقدون أن العوامل البيئية تلعب دورًا مهمًّا أيضًا، لكن ليس واضحًا أيها بالتحديد. يرى باركر أن نفس العوامل المسببة للالتهابات -مثل السموم والطعام غير الصحي والتوتر العاطفي- ترتبط بالتوحد أيضًا، وكذلك فإن الأقليات والعائلات محدودة الدخل تعاني صعوبة تحمل كلفة أساليب الحياة الصحية.
من الأسباب المثبت ارتباطها بالتوحد: الإنجاب في سن متأخرة، والمشاكل المناعية في أثناء الحمل، والطفرات الوراثية، والولادة المبكرة، وولادة التوائم.
لا يستطيع الباحثان إثبات تطابق نتائج دراستهما على مقاطعات أخرى في البلاد، أو حتى على أنماط أخف من التوحد، ولا يمكن كذلك استبعاد إمكانية لجوء العائلات الغنية إلى مراكز الخدمات الخاصة عوضًا عن مراكز الخدمات الحكومية، وما زالت الأبحاث جارية.
يعاني طفل من كل 59 طفلًا في الولايات المتحدة التوحد، وفقًا لإحصاء عام 2018. يأمل الباحثون أن تشجع نتائج هذه الدراسة الآباء وصنّاع القرار على البحث عن الأسباب غير الجينية، كتوفير تشخيص أفضل ووصول أكبر إلى الخدمات.
ختم الباحثان الدراسة بقولهما: «من الضروري أن نفهم سبب انخفاض معدلات التوحد بين أطفال عائلات كاليفورنيا الغنية، فيما يفعلونه أو ما يتوفر لهم دون غيرهم».
المصدر:ibelieveinsci