الغزالي
[ ٤٥٠ ٥ / ١٠٥٩ م - ٥٠٥ ٥ / ١١١١ م ]
هو أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي ولد بطوس [ مشهد الحالية ] في عام / ٤٥٠ / هـ الموافق عام / ١٠٥٩ / م وقد قيل أن والده كان يغزل الصوف ويبيعه ، لذلك أطلق عليه اسم ( الغزالي » نسبة لصنعة أبيه .
كان والد الغزالي ، يتتبع الفقهاء ، ويحضر مجالسهم ، وقد ارتبط مع بعضهم وبعض الصوفية بصداقات قوية كان من نتيجتها أن أوصى قبيل وفاته بابنيه محمد وأحمد لواحد منهم على أن يعلمهم ، واستودعه مالا لينفق منه عليهم ، وقد قال في وصيته لصديقه ، كانت أمنيتي في الحياة أن أتعلم الخط فأريد منك أن تحقق أمنيتي في نجلي هذين » وقد اعتنى بها هذا الصوفي الفقير جسدياً وروحياً بنفوسهها بذور الخير الطيبة ولكن لفقره وقلة ماله طلب منهما الالتحاق بمدرسة ، وذلك بعدما انتهى مال أبيها وقال لها : ( إعلما إنني أنفقت عليكما ما كان لكما ، وأما أنا فرجل من الفقر والتجريد فأواسيكما وأصلح حالكما ، فما لكما إلا أن تذهبا إلى مدرسة فإنكما طالبان للفقه ، وعساه يحصل لكم مقدار قوتكما » وهكذا التحقا فعلا بإحدى مدارس طوس حيث درسا الفقه والحديث ، فغرس بحيث لامال
فيها وبعد أمد تحول أبو حامد إلى جرجان ، وفيها تتلمذ على يد أبي نصر الاسماعيلي ، ثم عاد إلى طوس وبقي فيها مدة ، تحول بعدها إلى نيسابور ، حيث تتلمذ على يد امام الحرمين الشريفين ضياء الدين الجويني ، وبقي هناك حتى وفاة استاذه الذي رشحه لخلافة، وأوصى به لمنصبه وكان ذلك عام ٤٧٨ هـ / ١٠٨٥ م . وعندما صار في الثامنة والعشرين من عمره يمم شطر بغداد حيث بقي فيها أربع سنوات درس خلالها في المدرسة النظامية بأمر من « نظام الملك» وقد كانت هذه المدرسة الناشئة تنافس الأزهر الفاطمي . عاش الغزالي في ظل الدولة السلجوقية السنية وشارك في الصراع الفكري ضد الفاطميين وبقية الفرق وأصحاب الملل والنحل الخارجة على الاسلام ونحن حين ندرس الغزالي نلاحظ نمو الجانب العاطفي فيها ، وسرعة . تأثره وشدة انفعالاته ، ولعل من أبلغ ما أثر فيه وفاة ابنه حامد ، الذي كان يحبه كثيراً ، وهو بعمر ثلاث سنوات ، وبوفاته بقي له ثلاث بنات . عاش الغزالي مرحلة من حياته في صراع فكري قاس بين شك ويقين ، إلى أن استقر واهتدى إلى إيمانه وتصوفه ، فقد غادر بغداد إلى دمشق حيث أقام سنتين هناك ملازماً مسجدها الأموي معتصماً متأملاً أكثر وقته في مأذنته الشمالية ، مغلقاً بابها عليه ، متمتعا بخلوة رائعة أوصلته إلى ما لم يصل اليه سواه من المعارف العلية ، وبعد ذلك
غادر دمشق سائحاً في الأرض فزار القدس والاسكندرية والقاهرة .
كما سافر للحج إلى مكة ، وهناك هاج شوقه لبناته فعاد إلى موطنه
حيث بقي حوالي عشر سنين . ثم سافر إلى نيسابور للتدريس فيها ، وبعد مدة عاد إلى موطنه طوس حيث اتخذ الى جوار بيته مدرسة للفقهاء ، وخانقاه للصوفية ، وظل ملازماً هذا الحال حتى توفاه الله راضياً مرضياً عام خمس وخمسمائة للهجرة ./ ١١١١ / م .
ونحن حين تمعن في حياة الغزالي الزاخرة نجده فيلسوفا وصوفيا ومصلحاً دينا واجتماعياً ومفكراً سياسياً ، كان له الأثر الأكبر في الوقوف بوجه دعاة الفلسفة وأهل الأهواء وأتباع الفرق ممن حاول التقريب بين الفلسفة اليونانية والتعاليم الاسلامية ، وقد خلف لنا تراثاً غنياً للغاية وضخماً جداً . ستين كتابا ، مؤلفاته : لقد عددها الامام السبكي صاحب طبقات الشافعية بما يقرب من و حسب رواية الامام الزبيدي في شرحه الاحياء هي ثمانين ما بين كتاب ورسالة ، منها :
في الفقه : الوفير ، والوسيط . والبسيط وفي علم الكلام : الاقتصاد في الاعتقاد ، وإلجام العوام عن علم
الكلام ، والمنقذ من الضلال وفي الفلسفة : مقاصد الفلاسفة ، تهافت الفلاسفة ، ومشكاة الأنوار .
وفي التصوف : بداية الهداية ، ومنهاج العابدين
وكتاب إحياء
الدين
.
علوم و في نقض المذاهب : فضائح الباطنية أو (فضائل المستظهرية ) والقسطاس المستقيم . وقواهم الباطنية ، والرد الجميل الالهية عيسى بصريح الانجيل. وفي السياسة : التبر المسبوك في نصيحة المملوك وبين كتبه العديدة لعل أهمها على الاطلاق
[ ٤٥٠ ٥ / ١٠٥٩ م - ٥٠٥ ٥ / ١١١١ م ]
هو أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي ولد بطوس [ مشهد الحالية ] في عام / ٤٥٠ / هـ الموافق عام / ١٠٥٩ / م وقد قيل أن والده كان يغزل الصوف ويبيعه ، لذلك أطلق عليه اسم ( الغزالي » نسبة لصنعة أبيه .
كان والد الغزالي ، يتتبع الفقهاء ، ويحضر مجالسهم ، وقد ارتبط مع بعضهم وبعض الصوفية بصداقات قوية كان من نتيجتها أن أوصى قبيل وفاته بابنيه محمد وأحمد لواحد منهم على أن يعلمهم ، واستودعه مالا لينفق منه عليهم ، وقد قال في وصيته لصديقه ، كانت أمنيتي في الحياة أن أتعلم الخط فأريد منك أن تحقق أمنيتي في نجلي هذين » وقد اعتنى بها هذا الصوفي الفقير جسدياً وروحياً بنفوسهها بذور الخير الطيبة ولكن لفقره وقلة ماله طلب منهما الالتحاق بمدرسة ، وذلك بعدما انتهى مال أبيها وقال لها : ( إعلما إنني أنفقت عليكما ما كان لكما ، وأما أنا فرجل من الفقر والتجريد فأواسيكما وأصلح حالكما ، فما لكما إلا أن تذهبا إلى مدرسة فإنكما طالبان للفقه ، وعساه يحصل لكم مقدار قوتكما » وهكذا التحقا فعلا بإحدى مدارس طوس حيث درسا الفقه والحديث ، فغرس بحيث لامال
فيها وبعد أمد تحول أبو حامد إلى جرجان ، وفيها تتلمذ على يد أبي نصر الاسماعيلي ، ثم عاد إلى طوس وبقي فيها مدة ، تحول بعدها إلى نيسابور ، حيث تتلمذ على يد امام الحرمين الشريفين ضياء الدين الجويني ، وبقي هناك حتى وفاة استاذه الذي رشحه لخلافة، وأوصى به لمنصبه وكان ذلك عام ٤٧٨ هـ / ١٠٨٥ م . وعندما صار في الثامنة والعشرين من عمره يمم شطر بغداد حيث بقي فيها أربع سنوات درس خلالها في المدرسة النظامية بأمر من « نظام الملك» وقد كانت هذه المدرسة الناشئة تنافس الأزهر الفاطمي . عاش الغزالي في ظل الدولة السلجوقية السنية وشارك في الصراع الفكري ضد الفاطميين وبقية الفرق وأصحاب الملل والنحل الخارجة على الاسلام ونحن حين ندرس الغزالي نلاحظ نمو الجانب العاطفي فيها ، وسرعة . تأثره وشدة انفعالاته ، ولعل من أبلغ ما أثر فيه وفاة ابنه حامد ، الذي كان يحبه كثيراً ، وهو بعمر ثلاث سنوات ، وبوفاته بقي له ثلاث بنات . عاش الغزالي مرحلة من حياته في صراع فكري قاس بين شك ويقين ، إلى أن استقر واهتدى إلى إيمانه وتصوفه ، فقد غادر بغداد إلى دمشق حيث أقام سنتين هناك ملازماً مسجدها الأموي معتصماً متأملاً أكثر وقته في مأذنته الشمالية ، مغلقاً بابها عليه ، متمتعا بخلوة رائعة أوصلته إلى ما لم يصل اليه سواه من المعارف العلية ، وبعد ذلك
غادر دمشق سائحاً في الأرض فزار القدس والاسكندرية والقاهرة .
كما سافر للحج إلى مكة ، وهناك هاج شوقه لبناته فعاد إلى موطنه
حيث بقي حوالي عشر سنين . ثم سافر إلى نيسابور للتدريس فيها ، وبعد مدة عاد إلى موطنه طوس حيث اتخذ الى جوار بيته مدرسة للفقهاء ، وخانقاه للصوفية ، وظل ملازماً هذا الحال حتى توفاه الله راضياً مرضياً عام خمس وخمسمائة للهجرة ./ ١١١١ / م .
ونحن حين تمعن في حياة الغزالي الزاخرة نجده فيلسوفا وصوفيا ومصلحاً دينا واجتماعياً ومفكراً سياسياً ، كان له الأثر الأكبر في الوقوف بوجه دعاة الفلسفة وأهل الأهواء وأتباع الفرق ممن حاول التقريب بين الفلسفة اليونانية والتعاليم الاسلامية ، وقد خلف لنا تراثاً غنياً للغاية وضخماً جداً . ستين كتابا ، مؤلفاته : لقد عددها الامام السبكي صاحب طبقات الشافعية بما يقرب من و حسب رواية الامام الزبيدي في شرحه الاحياء هي ثمانين ما بين كتاب ورسالة ، منها :
في الفقه : الوفير ، والوسيط . والبسيط وفي علم الكلام : الاقتصاد في الاعتقاد ، وإلجام العوام عن علم
الكلام ، والمنقذ من الضلال وفي الفلسفة : مقاصد الفلاسفة ، تهافت الفلاسفة ، ومشكاة الأنوار .
وفي التصوف : بداية الهداية ، ومنهاج العابدين
وكتاب إحياء
الدين
.
علوم و في نقض المذاهب : فضائح الباطنية أو (فضائل المستظهرية ) والقسطاس المستقيم . وقواهم الباطنية ، والرد الجميل الالهية عيسى بصريح الانجيل. وفي السياسة : التبر المسبوك في نصيحة المملوك وبين كتبه العديدة لعل أهمها على الاطلاق
تعليق