الحجاج :
لعن الله الفاسق ابن يوسف والله لو أن أهل المشرق والمغرب اجتمعوا على قتل سعيد بن جبير لأدخلهم الله النار .
الحسن البصري
روى ابن الكلبي ، أعظم رواة العرب شهرة أن النبي إبراهيم عليه السلام ، حين دعا ربه بقوله : ( رب اجعل هذا بلداً آمنا و ارزق أهله من الثمرات » استجاب الله لدعائه ، فجعل مكة بلداً آمنا ، ونقل بقعة خصبة من بقاع الشام ، فجعلها على مقربة ، منها ، فرزق أهلها بالثمرات ...
عرفت هذه البقعة باسم وج ، وسكنت خلال فترات التاريخ من قبل عدد من القبائل ، كان أشهرها قبيلة ثقيف ، وقبيل ظهور الإسلام ، أحاط الثقفيون مدينتهم بسور أطافوه بها ، لذلك عرفت منذئذ باسم الطائف ، كما أنهم طوروا الزراعة في مدينتهم خاصة زراعة الأعناب والرمان وحققوا من وراء ذلك ثروات كبيرة ، ومعلوم أن ملك المال ، ملك السلطة ، لذلك نال الثقفيون مكانة عالية بين عرب شمال شبه الجزيرة ، لم يفقها إلا مكانة قريش . وقام تحالف بين أرستقراطية قريش خاصة من بني أمية وزعماء ثقيف ، وتملك بعض رجالات مكة الأراضي في الطائف ، وأقاموا من
فيها مصانع للدباغة ، وبعد قيام الإسلام جرب النبي للمرة الهجرة إلى الطائف فأخفق في إقناع الثقفيين بالتعاون معه ، وبعد فتح مكة حاصر النبي الطائف فلم تقدر قواته على اقتحام أسوارها ، لكن
بعد فترة جاء إلى النبي وفد ثقفي أعلن عن الدخول بالإسلام . وبعد وفاة النبي اللي حافظت كل من مكة والطائف على الإسلام ولم يفكر الثقفيون بالردة ، وظل التعاون الثقفي الأموي على حاله ، حتى إذا انتهى عصر الخلفاء الراشدين وقامت الخلافة الأموية ، برز هذا التعاون بأجلى صوره ، حتى يكاد الإنسان أن يقول بأن الخلافة الأموية كانت أموية ثقفية ، ففي عهد مؤسس الخلافة الأول كان أبرز معاونيه المغيرة بن شعبة في العراق ، وفي عهد عبد مروان المؤسس الثاني للحكم الأموي ، كان للحجاج بن يوسف الثقفي الدور الأكبر في هذا التأسيس واستمراره . الملك بن
ولد الحجاج في الطائف ، ویرا نشأ وتعلم ، ومارس في بداية حياته مهنته التعليم ، لكنه ملتها ، فقرر الالتحاق بخدمة عبد الملك ابن مروان ، وكان له ذلك ، حيث بدأ حياته السياسية ، كجندي عادي في جيش ابن مروان، وبسرعة مدهشة ترقى الحجاج بالمناصب حيث تولى أولاً وظيفة المسؤول عن انضباط الجيش الأموي ، ثم كلفه عبد الملك بقيادة حملة عسكرية ضد عبد الله بن الزبير في مكة .
سار الحجاج إلى الحجاز سنة ٥٧٢ / ٦٩١ . ، ونزل في الطائف فمكث فيها شهراً ، ثم غادرها إلى مكة ، ونصب المجانيق على جبل أبي قبيس ، حيث أخذت قذائفها تتساقط على الكمية ، بتأييد من الخليفة نفسه ، رغم أنه كان قد أطلق صيحات الاستنكار حينما دكت . جيوش سلفه الخليفة يزيد بن معاوية أسوار الكعبة قبل ذلك بثماني سنوات
لم يستعجل الحجاج الأمور وإنما كان هدفه إحكام الأمور حول ابن الزبير ، حتى ينفذ ما معه من زاد ، فيضطر عند ذلك للاستسلام ، وفي نفس الوقت أرسل فرقة من جنده سيطرت على المدينة ، حتى إذا طال الحصار ، ونفذت المؤن في مكة ، خرج ابن الزبير وقاتل قتالاً بطوليا حتى سقط صريعاً ومعه قلة من أعوانه لاقوا نفس المصير سنة ٧٣ / ٦٩٢ ، بعد حصار دام نحواً ستة أشهر . من
كان مقتل ابن الزبير من الأيام التاريخية في حياة الدولة الأموية ، حيث انتهت أخطر محاولة سياسية قامت في وجه الحكم الأموي ، محاولة هزت دعائمه لمدة تسع سنوات ، وكادت تقضي عليه ، وبانتهاء أمر ابن الزبير ظهر الحجاج بن يوسف كشخصية من أقوى شخصيات الحكم الأموي ، جاء ترتيبها بعد الخليفة مباشرة .
وبعدما قضى الحجاج على ابن الزبير ، صار سيداً لجميع أجزاء شبه الجزيرة العربية ، ولم يشبع هذا طموحه ، بل اعتبره خطوة ممهدة لاستلام منصب آخر أرفع ، وجاءت سنة ٦٩٤/٥٧٥ ، حيث توفي بشر ابن مروان والي العراق ، وأقلق شغور منصب والي العراق عبـــد الملك ، خاصة وإنه توافق اشتداد نشاط الأزارقة من الخوارج فيه . واستعرض عبد الملك أسماء أركان دولته ، فوجد الحجاج بن يوسف أجدر الناس بولاية العراق ، فولاه إياها فرحل نحو الكوفة في نفس العام ، وبعدما دخلها ألقى على منبرها خطبته المشهورة التي استفتحها بقوله : أنا ابن جلا وطلاع الثنايا مع
لعن الله الفاسق ابن يوسف والله لو أن أهل المشرق والمغرب اجتمعوا على قتل سعيد بن جبير لأدخلهم الله النار .
الحسن البصري
روى ابن الكلبي ، أعظم رواة العرب شهرة أن النبي إبراهيم عليه السلام ، حين دعا ربه بقوله : ( رب اجعل هذا بلداً آمنا و ارزق أهله من الثمرات » استجاب الله لدعائه ، فجعل مكة بلداً آمنا ، ونقل بقعة خصبة من بقاع الشام ، فجعلها على مقربة ، منها ، فرزق أهلها بالثمرات ...
عرفت هذه البقعة باسم وج ، وسكنت خلال فترات التاريخ من قبل عدد من القبائل ، كان أشهرها قبيلة ثقيف ، وقبيل ظهور الإسلام ، أحاط الثقفيون مدينتهم بسور أطافوه بها ، لذلك عرفت منذئذ باسم الطائف ، كما أنهم طوروا الزراعة في مدينتهم خاصة زراعة الأعناب والرمان وحققوا من وراء ذلك ثروات كبيرة ، ومعلوم أن ملك المال ، ملك السلطة ، لذلك نال الثقفيون مكانة عالية بين عرب شمال شبه الجزيرة ، لم يفقها إلا مكانة قريش . وقام تحالف بين أرستقراطية قريش خاصة من بني أمية وزعماء ثقيف ، وتملك بعض رجالات مكة الأراضي في الطائف ، وأقاموا من
فيها مصانع للدباغة ، وبعد قيام الإسلام جرب النبي للمرة الهجرة إلى الطائف فأخفق في إقناع الثقفيين بالتعاون معه ، وبعد فتح مكة حاصر النبي الطائف فلم تقدر قواته على اقتحام أسوارها ، لكن
بعد فترة جاء إلى النبي وفد ثقفي أعلن عن الدخول بالإسلام . وبعد وفاة النبي اللي حافظت كل من مكة والطائف على الإسلام ولم يفكر الثقفيون بالردة ، وظل التعاون الثقفي الأموي على حاله ، حتى إذا انتهى عصر الخلفاء الراشدين وقامت الخلافة الأموية ، برز هذا التعاون بأجلى صوره ، حتى يكاد الإنسان أن يقول بأن الخلافة الأموية كانت أموية ثقفية ، ففي عهد مؤسس الخلافة الأول كان أبرز معاونيه المغيرة بن شعبة في العراق ، وفي عهد عبد مروان المؤسس الثاني للحكم الأموي ، كان للحجاج بن يوسف الثقفي الدور الأكبر في هذا التأسيس واستمراره . الملك بن
ولد الحجاج في الطائف ، ویرا نشأ وتعلم ، ومارس في بداية حياته مهنته التعليم ، لكنه ملتها ، فقرر الالتحاق بخدمة عبد الملك ابن مروان ، وكان له ذلك ، حيث بدأ حياته السياسية ، كجندي عادي في جيش ابن مروان، وبسرعة مدهشة ترقى الحجاج بالمناصب حيث تولى أولاً وظيفة المسؤول عن انضباط الجيش الأموي ، ثم كلفه عبد الملك بقيادة حملة عسكرية ضد عبد الله بن الزبير في مكة .
سار الحجاج إلى الحجاز سنة ٥٧٢ / ٦٩١ . ، ونزل في الطائف فمكث فيها شهراً ، ثم غادرها إلى مكة ، ونصب المجانيق على جبل أبي قبيس ، حيث أخذت قذائفها تتساقط على الكمية ، بتأييد من الخليفة نفسه ، رغم أنه كان قد أطلق صيحات الاستنكار حينما دكت . جيوش سلفه الخليفة يزيد بن معاوية أسوار الكعبة قبل ذلك بثماني سنوات
لم يستعجل الحجاج الأمور وإنما كان هدفه إحكام الأمور حول ابن الزبير ، حتى ينفذ ما معه من زاد ، فيضطر عند ذلك للاستسلام ، وفي نفس الوقت أرسل فرقة من جنده سيطرت على المدينة ، حتى إذا طال الحصار ، ونفذت المؤن في مكة ، خرج ابن الزبير وقاتل قتالاً بطوليا حتى سقط صريعاً ومعه قلة من أعوانه لاقوا نفس المصير سنة ٧٣ / ٦٩٢ ، بعد حصار دام نحواً ستة أشهر . من
كان مقتل ابن الزبير من الأيام التاريخية في حياة الدولة الأموية ، حيث انتهت أخطر محاولة سياسية قامت في وجه الحكم الأموي ، محاولة هزت دعائمه لمدة تسع سنوات ، وكادت تقضي عليه ، وبانتهاء أمر ابن الزبير ظهر الحجاج بن يوسف كشخصية من أقوى شخصيات الحكم الأموي ، جاء ترتيبها بعد الخليفة مباشرة .
وبعدما قضى الحجاج على ابن الزبير ، صار سيداً لجميع أجزاء شبه الجزيرة العربية ، ولم يشبع هذا طموحه ، بل اعتبره خطوة ممهدة لاستلام منصب آخر أرفع ، وجاءت سنة ٦٩٤/٥٧٥ ، حيث توفي بشر ابن مروان والي العراق ، وأقلق شغور منصب والي العراق عبـــد الملك ، خاصة وإنه توافق اشتداد نشاط الأزارقة من الخوارج فيه . واستعرض عبد الملك أسماء أركان دولته ، فوجد الحجاج بن يوسف أجدر الناس بولاية العراق ، فولاه إياها فرحل نحو الكوفة في نفس العام ، وبعدما دخلها ألقى على منبرها خطبته المشهورة التي استفتحها بقوله : أنا ابن جلا وطلاع الثنايا مع
تعليق