جولیا دومینا :
[ ت : ٢١٧ م ]
يقال إن وراء كل عظيم إمرأة هذا المثل فهو يكاد يعني جوليادومنا بالذات لأنها ليست وراء سبتيم سيفر زوجها الامبراطور العظيم فحسب بل وراء أربعة من الأباطرة الذين حكموا روما والامبراطورية الرومانية، إضافة إلى أنها الرأس المدير ، والمثال الحي لأربعة من أعظم
نساء التاريخ حملن جميعهن اسم جوليا ، وهن أخواتها وأقربائها لقد قامت جوليادومنا وزوجها الامبراطور سبتيم سيفر بإنقلاب شامل في الإمبراطورية الرومانية صبغ روما والامبراطورية بالصبغة الشرقية العربية ، في فتره كان الصراع الحضاري بين الشرق والغرب قد . وصل أوجــــه .
بين العروبة بأقدم معانيها وبين أعدائها الغربيين ، وشمل تأثير هذا الإنقلاب الكبير والواسع مختلف مظاهر الحياة ، حتى اعتبر بداية لتاريخ أهم مرحلة في التاريخ الغربي ، وهي مرحلة اضمحلال الامبراطورية الرومانية ، وبداية لسقوط الغرب الذي أخذ الحضارة عن العرب في في بلاد الرافدين وسورية ، ومصر ، عبر مملكة ليديا وكريت فأقام حضارته في اليونان وروما .
نهر العاصي حتى قال المؤرخون المعاصرون لتلك الفترة و أخذ الحمدي يصب بالتيبر الروماني ، للتعبير عن مدى التأثير الحاصل
في حياته ولدت جوليا دومنا في مدينة «امسا ، ( وهو اسم حمص القديم ) من عائلة اشتهرت بخدمة إله حمص الأكابالاس ( إله الشمس ) . كان أبوها يدعى باسيانس كبيراً للكهنة في معبد المدينة ، وقد ترعرعت جوليا في حمص وهناك أخذت تعليمها وثقافتها الرفيعة واشتهرت بنبوءة تقول بأنها ستكون ملكة بعد زواجها ، وقد سمع هذه النبوءة قائد القوات الرومانية في ولاية سورية سبتيم سيفر وكانت قد ماتت زوجته الأولى فأسرع يطلب يد جوليا من أبها وتم الزواج عام ١٨٧ م . أما سبتيم سيفر فهو من مواليد عام ١٤٦م في لبتيس ( لبدة اليوم ) وهي مستعمرة فينيقية قريبة من قرطاجه من أب يدعى سيفروس وأم تدعى أغناس وكانت نشأته كما يصفه ول ديوانت في أسرة فينيقية تتكلم بهذه اللغة ، ودرس الآداب والفلسفة في أثينا ، واشتغل بالمحاماة في رومة ، وكان رغم لهجته السامية من أحسن الرومان تربية وأكثرهم علماً في زمانه ، وكان مولعاً بأن يجمع حوله الشعراء والفلاسفة، ولكنه لم يترك الفلسفة تعوقه عن الحروب ، ولم يدع الشعر يرقق من طباعه ، وكان رجلاً الطلعة ، قوى البنية ، بسيطا في ملبسه قادراً على مغالبة الصعاب ، بارعاً في الفنون العسكرية ، مقداما لإيهاب الردى في القتال ، قاسي القلب لا يرحم إذا انتصر ، وكان لبقاً فكها في حديثه ، نافذ البصيرة في قضائه ، قديراً صارماً في أحكامه. وقد ابتسم الحظ للزوجين حينما انتقل سبتيم سيفر ليكون قائداً عاماً للقوات الرومانية في بانونيا. في نفس الوقت الذي قام الحرس وسیم
الولايات بعد ثم حلا الحرس البريتوري وأحدثا حرساً جديداً أعضاءه من سائر أن كان هذا الحرس إيطاليا فقط
قاما يجعل الخدمة العسكرية إجبارية على كل الولايات وحرماها على سكان إيطاليا
أخذت الأفكار الشرقية ، والمظاهر الشرقية عامة تظهر في روما بدءاً من طريقة الحكم التي كانت باعتبارات سيفروس ترى أن الامبراطورية ملكاً شخصياً له . وبلغ التدخل لحد إدخال الآلهة السورية إلى روما، ثم إدخال طرق الحياة الاجتماعية حتى أن الخصيان قد انتشروا في روما ، ويقال إن والد زوجة كركلا قد خصى عدداً هائلاً مـــــن أشراف روما على الطريقة الشرقية لمجرد أن يخرجوا خلف العروسين في مراسيم الزواج. وامتد النفوذ العربي إلى السياسة فاحتل الكثير من العرب المناصب المهمة في روما بدءاً من مجلس الشيوخ ( السناتو ) إلى منصب رئيس الوزراء ، وإلى أعضاء مجلس الحكام ، وإلى الوزراء ومناصب الجيش ، وكذلك في المجلس الاستشاري الذي أحدثته جوليا دومنا ، ليساعد الامبراطور ، وقد قامت باستدعاء العلماء والفلاسفة والأدباء من سائر المناطق الشرقية والعربية خاصة لتعينهم بمناصب الدولة التي أصبحت وقفاً على العرب والسوريين في الامبراطورية
وقد وصف جيبون المتحامل على العرب هذا في كتابه اضمحلال الامبراطورية الرومانية فقال : وامتلأ مجلس السناتو على عهد سيفيروس فصحاء مصقولين جاءوا من الولايات الشرقية ، وبرروا الملق الشخصي بعبيد
بمبادى نظرية تنبعث من العبودية
كان القصر ملقى العلماء والشعراء والفلاسفة ، وكانت جوليادومنا هي التي تنظم حلقات العلم والمناقشة ، وتشرف على المناظرات والمحاضرات، وقد ضم بلاطها كل المشاهير من كل فن وعلم . فكان فيه بابنيان وأولبيان وبولس وهم أعظم فقهاء الرومان والعالم ، وهم جميعاً عرب من سوريا ، كما وضم من الفلاسفة فيلوستراس الذي أقنعته بكتابة سيرة أبلوتيوس البتانائي ، وضم بلاطها أيضا الطبيب جالينوس وضم من المؤرخين ديو جينوس لائزتيوس ودبوكاسيتوس . أما أعمال سيفيروس العسكرية ، والتي استغرقت ثماني عشرة سنة في حروب مريمة وحشية فقد تضمن بعضها قتال منافسيه والبعض الآخر هدف لاسترداد مناطق قديمة وضم مناطق للإمبراطورية ، أو القضاء على الفتن . فقام بغزو بارئيا واستولى على طشقونه وضم بلاد النهرين إلى الامبراطورية ، ورغم إصابته بداء النقرس في شيخوخته ، زحف إلى كلدونيا وانتصر على الاسكتلنديين في عدة وقائع ، ثم عاد إلى انكلترة وعند وصوله إلى يورك وافته المنية عام ٢١١ م ، وكانت آخر وصاياه الحفاظ على الاسرة الامبراطورية ، ثم العمل على استرضاء الجيش وقد انجبت جوليا دومنا منه ولدين وهما كارا كلا وجيتا اللذان شاركا أباهما الحكم كأباطرة ، إلا أن الغيرة بينهما جعلت كارا كلا يقدم على قتل أخيه بعيد موت أبيه ، وكان الابن المغدور في حضرة والدته التي حاولت الدفاع عنه فأخفقت ، وقد تقطعت بعض أصابعها من سيوف الجند الذين أحضر هم كارا كلا لاغتيال أخيه .
من نتيجة ذلك ومن الكره الشعبي الذي انصب على كارا كلا الذي اطلق عليه لقب ، قاتل أخيه وتمادياً في حقده وغيه ارتكب كاراكلا .
[ ت : ٢١٧ م ]
يقال إن وراء كل عظيم إمرأة هذا المثل فهو يكاد يعني جوليادومنا بالذات لأنها ليست وراء سبتيم سيفر زوجها الامبراطور العظيم فحسب بل وراء أربعة من الأباطرة الذين حكموا روما والامبراطورية الرومانية، إضافة إلى أنها الرأس المدير ، والمثال الحي لأربعة من أعظم
نساء التاريخ حملن جميعهن اسم جوليا ، وهن أخواتها وأقربائها لقد قامت جوليادومنا وزوجها الامبراطور سبتيم سيفر بإنقلاب شامل في الإمبراطورية الرومانية صبغ روما والامبراطورية بالصبغة الشرقية العربية ، في فتره كان الصراع الحضاري بين الشرق والغرب قد . وصل أوجــــه .
بين العروبة بأقدم معانيها وبين أعدائها الغربيين ، وشمل تأثير هذا الإنقلاب الكبير والواسع مختلف مظاهر الحياة ، حتى اعتبر بداية لتاريخ أهم مرحلة في التاريخ الغربي ، وهي مرحلة اضمحلال الامبراطورية الرومانية ، وبداية لسقوط الغرب الذي أخذ الحضارة عن العرب في في بلاد الرافدين وسورية ، ومصر ، عبر مملكة ليديا وكريت فأقام حضارته في اليونان وروما .
نهر العاصي حتى قال المؤرخون المعاصرون لتلك الفترة و أخذ الحمدي يصب بالتيبر الروماني ، للتعبير عن مدى التأثير الحاصل
في حياته ولدت جوليا دومنا في مدينة «امسا ، ( وهو اسم حمص القديم ) من عائلة اشتهرت بخدمة إله حمص الأكابالاس ( إله الشمس ) . كان أبوها يدعى باسيانس كبيراً للكهنة في معبد المدينة ، وقد ترعرعت جوليا في حمص وهناك أخذت تعليمها وثقافتها الرفيعة واشتهرت بنبوءة تقول بأنها ستكون ملكة بعد زواجها ، وقد سمع هذه النبوءة قائد القوات الرومانية في ولاية سورية سبتيم سيفر وكانت قد ماتت زوجته الأولى فأسرع يطلب يد جوليا من أبها وتم الزواج عام ١٨٧ م . أما سبتيم سيفر فهو من مواليد عام ١٤٦م في لبتيس ( لبدة اليوم ) وهي مستعمرة فينيقية قريبة من قرطاجه من أب يدعى سيفروس وأم تدعى أغناس وكانت نشأته كما يصفه ول ديوانت في أسرة فينيقية تتكلم بهذه اللغة ، ودرس الآداب والفلسفة في أثينا ، واشتغل بالمحاماة في رومة ، وكان رغم لهجته السامية من أحسن الرومان تربية وأكثرهم علماً في زمانه ، وكان مولعاً بأن يجمع حوله الشعراء والفلاسفة، ولكنه لم يترك الفلسفة تعوقه عن الحروب ، ولم يدع الشعر يرقق من طباعه ، وكان رجلاً الطلعة ، قوى البنية ، بسيطا في ملبسه قادراً على مغالبة الصعاب ، بارعاً في الفنون العسكرية ، مقداما لإيهاب الردى في القتال ، قاسي القلب لا يرحم إذا انتصر ، وكان لبقاً فكها في حديثه ، نافذ البصيرة في قضائه ، قديراً صارماً في أحكامه. وقد ابتسم الحظ للزوجين حينما انتقل سبتيم سيفر ليكون قائداً عاماً للقوات الرومانية في بانونيا. في نفس الوقت الذي قام الحرس وسیم
الولايات بعد ثم حلا الحرس البريتوري وأحدثا حرساً جديداً أعضاءه من سائر أن كان هذا الحرس إيطاليا فقط
قاما يجعل الخدمة العسكرية إجبارية على كل الولايات وحرماها على سكان إيطاليا
أخذت الأفكار الشرقية ، والمظاهر الشرقية عامة تظهر في روما بدءاً من طريقة الحكم التي كانت باعتبارات سيفروس ترى أن الامبراطورية ملكاً شخصياً له . وبلغ التدخل لحد إدخال الآلهة السورية إلى روما، ثم إدخال طرق الحياة الاجتماعية حتى أن الخصيان قد انتشروا في روما ، ويقال إن والد زوجة كركلا قد خصى عدداً هائلاً مـــــن أشراف روما على الطريقة الشرقية لمجرد أن يخرجوا خلف العروسين في مراسيم الزواج. وامتد النفوذ العربي إلى السياسة فاحتل الكثير من العرب المناصب المهمة في روما بدءاً من مجلس الشيوخ ( السناتو ) إلى منصب رئيس الوزراء ، وإلى أعضاء مجلس الحكام ، وإلى الوزراء ومناصب الجيش ، وكذلك في المجلس الاستشاري الذي أحدثته جوليا دومنا ، ليساعد الامبراطور ، وقد قامت باستدعاء العلماء والفلاسفة والأدباء من سائر المناطق الشرقية والعربية خاصة لتعينهم بمناصب الدولة التي أصبحت وقفاً على العرب والسوريين في الامبراطورية
وقد وصف جيبون المتحامل على العرب هذا في كتابه اضمحلال الامبراطورية الرومانية فقال : وامتلأ مجلس السناتو على عهد سيفيروس فصحاء مصقولين جاءوا من الولايات الشرقية ، وبرروا الملق الشخصي بعبيد
بمبادى نظرية تنبعث من العبودية
كان القصر ملقى العلماء والشعراء والفلاسفة ، وكانت جوليادومنا هي التي تنظم حلقات العلم والمناقشة ، وتشرف على المناظرات والمحاضرات، وقد ضم بلاطها كل المشاهير من كل فن وعلم . فكان فيه بابنيان وأولبيان وبولس وهم أعظم فقهاء الرومان والعالم ، وهم جميعاً عرب من سوريا ، كما وضم من الفلاسفة فيلوستراس الذي أقنعته بكتابة سيرة أبلوتيوس البتانائي ، وضم بلاطها أيضا الطبيب جالينوس وضم من المؤرخين ديو جينوس لائزتيوس ودبوكاسيتوس . أما أعمال سيفيروس العسكرية ، والتي استغرقت ثماني عشرة سنة في حروب مريمة وحشية فقد تضمن بعضها قتال منافسيه والبعض الآخر هدف لاسترداد مناطق قديمة وضم مناطق للإمبراطورية ، أو القضاء على الفتن . فقام بغزو بارئيا واستولى على طشقونه وضم بلاد النهرين إلى الامبراطورية ، ورغم إصابته بداء النقرس في شيخوخته ، زحف إلى كلدونيا وانتصر على الاسكتلنديين في عدة وقائع ، ثم عاد إلى انكلترة وعند وصوله إلى يورك وافته المنية عام ٢١١ م ، وكانت آخر وصاياه الحفاظ على الاسرة الامبراطورية ، ثم العمل على استرضاء الجيش وقد انجبت جوليا دومنا منه ولدين وهما كارا كلا وجيتا اللذان شاركا أباهما الحكم كأباطرة ، إلا أن الغيرة بينهما جعلت كارا كلا يقدم على قتل أخيه بعيد موت أبيه ، وكان الابن المغدور في حضرة والدته التي حاولت الدفاع عنه فأخفقت ، وقد تقطعت بعض أصابعها من سيوف الجند الذين أحضر هم كارا كلا لاغتيال أخيه .
من نتيجة ذلك ومن الكره الشعبي الذي انصب على كارا كلا الذي اطلق عليه لقب ، قاتل أخيه وتمادياً في حقده وغيه ارتكب كاراكلا .
تعليق