الصحافة والثقافة في المغرب لا يمكن فصل إحداهما عن الأخرى
ندوة مغربية تشكل فرصة للتأكيد على أهمية الثقافة في عالم الإعلام والعودة إلى نشأة الصحافة.
الصحافة الثقافية ضرورة اليوم
الرباط – شكل موضوع “الصحافة والثقافة: الوشائج الملهمة” محور ندوة مغربية نظمت السبت ببني ملال، بمبادرة من الفيدرالية المغربية لناشري الصحف.
وشكلت هذه الندوة الوطنية التي نظمت على هامش التجمع العام التأسيسي لفرع الفيدرالية المغربية لناشري الصحف في بني ملال – خنيفرة، فرصة للتأكيد على أهمية الثقافة في عالم الإعلام، والعودة إلى نشأة الصحافة والتأكيد على ضرورة التكوين عند الصحافيين، في موازاة التغييرات التي يمر بها مجال الإعلام.
وتوسعت التغطية الثقافية في وسائل الإعلام الإخبارية سواء المغربية أو العربية أو العالمية لتتجاوز أقسام الفنون والأدب أو الثقافة، إلى أقسام الأخبار والأعمال والتعليقات والرأي والسفر وأسلوب الحياة، ولو بتفاوت، لكن تبقى للصحافة الثقافية في الأعوام العشرين الأخيرة مساهمة هامة في أنتاج المعرفة والتنمية ودعم الفنون والإبداع ونقل القيم وتطوير فهمنا للثقافة ودورها في المجتمع، وذلك رغم ما تعانيه من مصاعب جمّة.
وينصب الاهتمام الأساسي للصحافة الثقافية على الفنون والعمل الإبداعي بكل تفريعاتهما التي أصبحت تتسع لتشمل كل ما يتعلق بالأدب والفنون البصرية والموسيقى والأفلام والمسرح والرقص والتصوير والهندسة المعمارية والتصميم وألعاب الكمبيوتر، ولا يخرج الأمر على الشركات والمؤسسات والسياسات التي أضحت تصنع وتؤثر في محتوى الإعلام الثقافي.
وقد أدت كل التطورات التي تعرفها مجالات الإنتاج الثقافي وما وراء الخطاب إلى ولادة نماذج محترفة من الصحافة الثقافية رغم ظروف العمل وتحديات دور وظيفة الصحافي الثقافي.
ودعا المتدخلون خلال هذه الندوة، التي نظمت غداة إحداث تاسع فرع جهوي للفيدرالية على مستوى جهة بني ملال – خنيفرة، إلى إرساء أسس صحافة ثقافية حقيقية على مستوى كل جهة، كحلقة وصل أساسية في عالم الإعلام، مشيدين بالجهود التي تبذلها الفيدرالية المغربية لناشري الصحف لتطوير منظور جديد حول مستقبل الصحافة المغربية.
وأكدوا أن الصحافة الثقافية تشمل مجالا واسعا وغير متجانس من الموضوعات حيث لا يمكن فصلها في الوقت الحالي عن سياق الصناعات الثقافية والصناعات الإبداعية، وكذلك عن التقنيات الجديدة التي تتطلب إعادة تعريف وتوسيع الصحافة الثقافية ومهارات جديدة للصحافيين.
ولاعتبارات مرتبطة بدور الجانب الثقافي في الإنتاج الصحافي وإعطائه قيمته الإبداعية والقيمية، ارتأى عدد من الصحافيين المغاربة المهتمين بالشأن الثقافي والعاملين بمنابر إعلامية مختلفة، القيام بخطة إجرائية بتأسيس “الرابطة المغربية للصحافة الثقافية” هدفها الترافع عن مكانة الثقافة في الممارسة الإعلامية وتوسيع حيزها في الإعلام العمومي والخاص.
◙ القصيدة تمثل شعرا عاشر نثرا، ونثرا جانس شعرا، وهي قصيدة نثر قائمة بذاتها وحدها، وعابرة لأجناس الشعر على اختلافها
وفي حديثه بهذه المناسبة أشار الكاتب عبدالكريم الجويطي إلى أن الثقافة هي العمود الفقري لكل مقاربة صحافية، وأصر على أهمية تكوين الصحافيين المتعطشين للثقافة، لأنها تتيح للمهنيين الصحافيين تصميم الأخبار وتشكيلها بشكل أفضل.
وأضاف الجويطي أن "الصحافي يستخدم الثقافة بكثرة"، مشيرا إلى أنه لا ينبغي فصل إحداهما عن الأخرى (الثقافة والصحافة) وأن الروابط بينهما لم تعد بحاجة إلى إثبات.
وقال الجويطي إنه فخور بالحضور إلى جانب ثلة من المثقفين وممثلي الفيدرالية المغربية لناشري الصحف من جميع أنحاء المملكة لمناقشة نفس الوسائل لترسيخ الثقافة في السلوك الصحافي والإعلامي.
من جهتها أبرزت الصحافية وداد بنموسى أهمية الثقافة في المجال الإعلامي، مشيرة إلى أن الصحافي قبل كل شيء مثقف يغوص وسط فيض من المصادر الثقافية قبل تقديم عمله.
كما تطرقت بنموسى إلى أفكار متعلقة بهذه المسألة بعمق أكبر، مشيرة في هذا الصدد إلى أن ظهور الشبكات الاجتماعية ينذرنا بثورة تكنولوجية خامسة، ومن هنا تأتي أهمية تسليح أنفسنا بالثقافة للتعامل معها.
من جانبه أشاد محمد برادة عضو الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالجهود الجبارة التي تبذلها الفيدرالية لتتمتع الصحافة المغربية بدورها النبيل، مشيرا إلى أن هذه الجهود تجري في ظل أوضاع صعبة.
وقال في هذا الصدد إنه “بفضل جهود الفيدرالية والجميع سنتمكن من رؤية نهاية النفق والتغلب على هذا الوضع في خدمة رؤية جديدة للصحافة المغربية”.
وقد تخللت هذه الندوة الوطنية العديد من المداخلات من قبل كتاب وصحافيين مشهورين في الساحة الوطنية، فضلا عن أربعين ناشرا، ورؤساء أقسام، ومسؤولين ومفكرين.
وإذا كانت الصحافة الثقافية تساعد على فهم الروابط بين الأحداث الثقافية والمجتمع والحاضر والماضي، فإن هذه العلاقة بين الصحافة والثقافة والمجتمع يمكن تصنيفها علاقة تكافلية، لهذا نجد الفيلسوف محمد سبيلا يتفق على أن الصحافة والثقافة تربطهما علاقة عضوية، وأن الصحافي الجيد لا يمكنه أن يتطور دون ثقافة جيدة تسنده، مشيدا بالأدوار التنويرية التي لعبتها الصحافة المغربية من خلال متابعتها للأحداث وتحليلها، والتي لم تسقط في التفسير الأسطوري عند تناولها لبعض الأحداث، بل كانت أميل إلى التفسيرات العقلانية لبعض الظواهر وعملت على إشاعتها والتبشير بها ضمنيا.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
ندوة مغربية تشكل فرصة للتأكيد على أهمية الثقافة في عالم الإعلام والعودة إلى نشأة الصحافة.
الصحافة الثقافية ضرورة اليوم
الرباط – شكل موضوع “الصحافة والثقافة: الوشائج الملهمة” محور ندوة مغربية نظمت السبت ببني ملال، بمبادرة من الفيدرالية المغربية لناشري الصحف.
وشكلت هذه الندوة الوطنية التي نظمت على هامش التجمع العام التأسيسي لفرع الفيدرالية المغربية لناشري الصحف في بني ملال – خنيفرة، فرصة للتأكيد على أهمية الثقافة في عالم الإعلام، والعودة إلى نشأة الصحافة والتأكيد على ضرورة التكوين عند الصحافيين، في موازاة التغييرات التي يمر بها مجال الإعلام.
وتوسعت التغطية الثقافية في وسائل الإعلام الإخبارية سواء المغربية أو العربية أو العالمية لتتجاوز أقسام الفنون والأدب أو الثقافة، إلى أقسام الأخبار والأعمال والتعليقات والرأي والسفر وأسلوب الحياة، ولو بتفاوت، لكن تبقى للصحافة الثقافية في الأعوام العشرين الأخيرة مساهمة هامة في أنتاج المعرفة والتنمية ودعم الفنون والإبداع ونقل القيم وتطوير فهمنا للثقافة ودورها في المجتمع، وذلك رغم ما تعانيه من مصاعب جمّة.
وينصب الاهتمام الأساسي للصحافة الثقافية على الفنون والعمل الإبداعي بكل تفريعاتهما التي أصبحت تتسع لتشمل كل ما يتعلق بالأدب والفنون البصرية والموسيقى والأفلام والمسرح والرقص والتصوير والهندسة المعمارية والتصميم وألعاب الكمبيوتر، ولا يخرج الأمر على الشركات والمؤسسات والسياسات التي أضحت تصنع وتؤثر في محتوى الإعلام الثقافي.
وقد أدت كل التطورات التي تعرفها مجالات الإنتاج الثقافي وما وراء الخطاب إلى ولادة نماذج محترفة من الصحافة الثقافية رغم ظروف العمل وتحديات دور وظيفة الصحافي الثقافي.
ودعا المتدخلون خلال هذه الندوة، التي نظمت غداة إحداث تاسع فرع جهوي للفيدرالية على مستوى جهة بني ملال – خنيفرة، إلى إرساء أسس صحافة ثقافية حقيقية على مستوى كل جهة، كحلقة وصل أساسية في عالم الإعلام، مشيدين بالجهود التي تبذلها الفيدرالية المغربية لناشري الصحف لتطوير منظور جديد حول مستقبل الصحافة المغربية.
وأكدوا أن الصحافة الثقافية تشمل مجالا واسعا وغير متجانس من الموضوعات حيث لا يمكن فصلها في الوقت الحالي عن سياق الصناعات الثقافية والصناعات الإبداعية، وكذلك عن التقنيات الجديدة التي تتطلب إعادة تعريف وتوسيع الصحافة الثقافية ومهارات جديدة للصحافيين.
ولاعتبارات مرتبطة بدور الجانب الثقافي في الإنتاج الصحافي وإعطائه قيمته الإبداعية والقيمية، ارتأى عدد من الصحافيين المغاربة المهتمين بالشأن الثقافي والعاملين بمنابر إعلامية مختلفة، القيام بخطة إجرائية بتأسيس “الرابطة المغربية للصحافة الثقافية” هدفها الترافع عن مكانة الثقافة في الممارسة الإعلامية وتوسيع حيزها في الإعلام العمومي والخاص.
◙ القصيدة تمثل شعرا عاشر نثرا، ونثرا جانس شعرا، وهي قصيدة نثر قائمة بذاتها وحدها، وعابرة لأجناس الشعر على اختلافها
وفي حديثه بهذه المناسبة أشار الكاتب عبدالكريم الجويطي إلى أن الثقافة هي العمود الفقري لكل مقاربة صحافية، وأصر على أهمية تكوين الصحافيين المتعطشين للثقافة، لأنها تتيح للمهنيين الصحافيين تصميم الأخبار وتشكيلها بشكل أفضل.
وأضاف الجويطي أن "الصحافي يستخدم الثقافة بكثرة"، مشيرا إلى أنه لا ينبغي فصل إحداهما عن الأخرى (الثقافة والصحافة) وأن الروابط بينهما لم تعد بحاجة إلى إثبات.
وقال الجويطي إنه فخور بالحضور إلى جانب ثلة من المثقفين وممثلي الفيدرالية المغربية لناشري الصحف من جميع أنحاء المملكة لمناقشة نفس الوسائل لترسيخ الثقافة في السلوك الصحافي والإعلامي.
من جهتها أبرزت الصحافية وداد بنموسى أهمية الثقافة في المجال الإعلامي، مشيرة إلى أن الصحافي قبل كل شيء مثقف يغوص وسط فيض من المصادر الثقافية قبل تقديم عمله.
كما تطرقت بنموسى إلى أفكار متعلقة بهذه المسألة بعمق أكبر، مشيرة في هذا الصدد إلى أن ظهور الشبكات الاجتماعية ينذرنا بثورة تكنولوجية خامسة، ومن هنا تأتي أهمية تسليح أنفسنا بالثقافة للتعامل معها.
من جانبه أشاد محمد برادة عضو الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالجهود الجبارة التي تبذلها الفيدرالية لتتمتع الصحافة المغربية بدورها النبيل، مشيرا إلى أن هذه الجهود تجري في ظل أوضاع صعبة.
وقال في هذا الصدد إنه “بفضل جهود الفيدرالية والجميع سنتمكن من رؤية نهاية النفق والتغلب على هذا الوضع في خدمة رؤية جديدة للصحافة المغربية”.
وقد تخللت هذه الندوة الوطنية العديد من المداخلات من قبل كتاب وصحافيين مشهورين في الساحة الوطنية، فضلا عن أربعين ناشرا، ورؤساء أقسام، ومسؤولين ومفكرين.
وإذا كانت الصحافة الثقافية تساعد على فهم الروابط بين الأحداث الثقافية والمجتمع والحاضر والماضي، فإن هذه العلاقة بين الصحافة والثقافة والمجتمع يمكن تصنيفها علاقة تكافلية، لهذا نجد الفيلسوف محمد سبيلا يتفق على أن الصحافة والثقافة تربطهما علاقة عضوية، وأن الصحافي الجيد لا يمكنه أن يتطور دون ثقافة جيدة تسنده، مشيدا بالأدوار التنويرية التي لعبتها الصحافة المغربية من خلال متابعتها للأحداث وتحليلها، والتي لم تسقط في التفسير الأسطوري عند تناولها لبعض الأحداث، بل كانت أميل إلى التفسيرات العقلانية لبعض الظواهر وعملت على إشاعتها والتبشير بها ضمنيا.
انشرWhatsAppTwitterFacebook