الصحافة العربية عليها تقديم محتوى ذي قيمة قبل مطالبة القراء بالدفع
نيويورك تايمز تقدم خارطة طريق للمؤسسات الصحافية لإقناع الجمهور بمحتوى جذاب.
جار البحث عن المحتوى
تحتاج المؤسسات الصحافية العربية إلى تطوير آلية عملها وأن يترافق التحول الرقمي مع تطوير المحتوى وتقديم خدمة صحافية مبتكرة تحترم عقل القارئ وتواكب التقنيات الحديثة، مستعينة بتجارب مؤسسات عريقة مثل “نيويورك تايمز” التي تواصل تحقيق نتائج كبيرة في هذا الشأن.
نيويورك - يدفع الجمهور العربي مقابل المحتوى الترفيهي في خدمات الفيديو، فمتى يدفع ثمن الخدمة الصحافية؟ المؤسسات الصحافية العربية هي المعنية بالإجابة عن هذا السؤال بمراجعة حساباتها في ما تقدمه من محتوى، مستعينة بتجارب مؤسسات صحافية مثل “نيويورك تايمز”.
وتؤكد “نيويورك تايمز” مع تحقيق أرباح متزايدة في نسختها الرقمية، أن لا وصفة سحرية في هذا التقدم، إنما المحتوى الصحافي المتميز الذي يحظى بتقدير القراء وبالتالي يغريهم للدفع، في وقت ما زالت العديد من المؤسسات الصحافية العريقة حول العالم تكافح لتخطي أزماتها والبقاء في الساحة بأقل الخسائر الممكنة.
ميرديث كوبيت ليفاين: الصحيفة لم تعتمد على أي خبر أو موضوع جديد بشكل حصري
لم يكن أحد يستطيع في عام 2010، أن يتكهن أنه سيتم انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، أو بتفشي فايروس كورونا، غير أن الأخبار المتعلقة بهذين الحدثين على وجه التحديد، هي التي ساعدت صحيفة “نيويورك تايمز” على اجتذاب قراء جدد، وعلى أن تتجاوز مبيعاتها لطبعتها الإلكترونية، لأول مرة، مبيعات النسخة الورقية، خلال الربع الثالث من عام 2020، حيث بلغ عدد الاشتراكات 6.9 مليون مشترك.
لكن هذين الحدثين لم يستطيعا أن يجلبا نفس النتائج للمؤسسات الصحافية الأخرى رغم التغطية الواسعة لهما في الصحافة الغربية والعربية، وإذا كانت الانتخابات الأميركية لا تهم القارئ العربي بنفس القدر للقارئ الأميركي الذي دفع مقابل الحصول على خدمة متميزة عنها، إلا أن هناك الكثير من القضايا الشائكة في العالم العربي التي تصب في صميم اهتمام القارئ العربي تستحق الحديث عنها ومعالجتها بطريقة تحترم عقل القارئ وذكاءه.
ويقول محللون إن المؤسسات الإعلامية العربية بشكل عام تفتقر إلى استراتيجيات مبتكرة في مجال المحتوى الإعلامي بكل مجالاته، فإذا كانت المادة المقدمة ضعيفة المحتوى ولم تقنع الجمهور بمتابعتها أو قراءتها فكيف سيدفع ثمنا لها، وكيف ستتحقق الصلة والارتباط مع الجمهور في المقام الأول؟
وسلطت العديد من المنتديات والمؤتمرات الإعلامية والصحافية في العالم العربي خلال السنوات الماضية، الضوء على فقر في المحتوى العربي، وكررت الحديث عن وجود الكثير من القضايا المهمة التي يمر عليها الإعلام العربي دون استغلالها وتوظيفها بطريقة منهجية وعلمية مدروسة، وانتقدت تقديم برامج بموضوعات ضعيفة تحظى بمساحات كبيرة وفترات زمنية طويلة في وسائل الإعلام العربية، إلا أن هذه النقاشات لم تترجم إلى صيغ عمل ترقى بمستوى صناعة إعلامية تشهد تطورات متسارعة على الصعيد العالمي.
ولا تزال الفجوة واسعة على صعيد المحتوى بين الصحافة العربية والغربية، وتفيد دراسات عديدة بوجود طلب على المحتوى الرقمي العربي، لكن يبدو أن هذه فرصة لم تستغلها المؤسسات الصحافية بتلبية الطلب وزيادة المتابعة.
وقد تكون نتائج “نيويورك تايمز” بمثابة خارطة طريق للمؤسسات العربية التي تطمح إلى السير على نفس الخطى. وأكدت ميرديث كوبيت ليفاين، الرئيسة التنفيذية لشركة “نيويورك تايمز” أن الصحيفة لم تعتمد على أي خبر أو موضوع جديد بشكل حصري، من أجل زيادة عدد قرائها، وقالت إنه في أحد الأيام، لم يقدم المحتوى الرقمي تغطية صحافية للعملية الانتخابية أولا بأول منذ أول نوفمبر الماضي، وأحدث تطورات جائحة كورونا فحسب، بل قدم أيضا وسائل حول سبل هروب القراء بعيدا عن هذه الأحداث.
وصارت الخدمات الرقمية للصحيفة مهمة بشكل متزايد، وهناك بالفعل نحو 1.4 مليون مستخدم اشتركوا في خدمات إضافية مثل إرشادات عن الطهي أو حل الكلمات المتقاطعة، وهما من خدمات المحتوى الرقمي التي تعد أكثر جذبا في هذه الأيام، مع اضطرار القراء للبقاء في منازلهم بسبب الجائحة.
واستفادت الصحيفة من انجذاب القراء إلى المحتوى الترفيهي البعيد عن القضايا الجادة حتى قبل وباء كورونا، وهو اتجاه عالمي وعربي أيضا بالنسبة إلى القراء الذين يبحثون عن متنفس بعيدا عن السياسة والكوارث والأزمات، لكنه يعاني قصورا شديدا في الصحافة العربية والمحتوى الرقمي، استغلته شركات البث التدفقي العالمية. ويشير النمو المتصاعد للمشتركين العرب في الخدمات المدفوعة مثل نتفليكس وأمازون وسبوتيفاي وغيرها، إلى تغير السلوك الاستهلاكي للمستخدم العربي واستعداده للدفع مقابل المحتوى المتميز، ويفند فكرة أن القارئ العربي لم يعتد على الدفع مقابل المحتوى.
ويقوم التطور التقني والميزات الكثيرة التي بدأت تدخل المجال الصحافي بدور هام في جذب المشتركين، وتحتاج المؤسسات العربية إلى استغلاله إذا كانت تريد أن تبقى في الساحة الإعلامية.
وأكدت “نيويورك تايمز” على هذا الجانب بالأرقام، حيث تعد النشرات الصوتية إحدى الوسائل التي تسعى “نيويورك تايمز” من خلالها إلى اجتذاب مزيد من القراء، وفي عام 2017 بدأت نشرتها الصوتية الشهيرة المجانية تحت اسم “اليومي”، والتي تشرح قضية تشغل بال الرأي العام في ذات اليوم، وذلك خلال مدة تستغرق ما بين 20 إلى 30 دقيقة، وقد حققت نجاحا هائلا حيث تجاوز عدد المستمعين المليونين خلال اليوم الواحد.
وتريد الشركة البناء على هذا النجاح بإطلاق أحدث استثماراتها، والذي يتمثل في شركة إذاعية رائدة تسمى “سيريال برودكشنز”، واشترتها بمبلغ 25 مليون دولار.
إعلام عربي هزيل
نيويورك تايمز تقدم خارطة طريق للمؤسسات الصحافية لإقناع الجمهور بمحتوى جذاب.
جار البحث عن المحتوى
تحتاج المؤسسات الصحافية العربية إلى تطوير آلية عملها وأن يترافق التحول الرقمي مع تطوير المحتوى وتقديم خدمة صحافية مبتكرة تحترم عقل القارئ وتواكب التقنيات الحديثة، مستعينة بتجارب مؤسسات عريقة مثل “نيويورك تايمز” التي تواصل تحقيق نتائج كبيرة في هذا الشأن.
نيويورك - يدفع الجمهور العربي مقابل المحتوى الترفيهي في خدمات الفيديو، فمتى يدفع ثمن الخدمة الصحافية؟ المؤسسات الصحافية العربية هي المعنية بالإجابة عن هذا السؤال بمراجعة حساباتها في ما تقدمه من محتوى، مستعينة بتجارب مؤسسات صحافية مثل “نيويورك تايمز”.
وتؤكد “نيويورك تايمز” مع تحقيق أرباح متزايدة في نسختها الرقمية، أن لا وصفة سحرية في هذا التقدم، إنما المحتوى الصحافي المتميز الذي يحظى بتقدير القراء وبالتالي يغريهم للدفع، في وقت ما زالت العديد من المؤسسات الصحافية العريقة حول العالم تكافح لتخطي أزماتها والبقاء في الساحة بأقل الخسائر الممكنة.
ميرديث كوبيت ليفاين: الصحيفة لم تعتمد على أي خبر أو موضوع جديد بشكل حصري
لم يكن أحد يستطيع في عام 2010، أن يتكهن أنه سيتم انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، أو بتفشي فايروس كورونا، غير أن الأخبار المتعلقة بهذين الحدثين على وجه التحديد، هي التي ساعدت صحيفة “نيويورك تايمز” على اجتذاب قراء جدد، وعلى أن تتجاوز مبيعاتها لطبعتها الإلكترونية، لأول مرة، مبيعات النسخة الورقية، خلال الربع الثالث من عام 2020، حيث بلغ عدد الاشتراكات 6.9 مليون مشترك.
لكن هذين الحدثين لم يستطيعا أن يجلبا نفس النتائج للمؤسسات الصحافية الأخرى رغم التغطية الواسعة لهما في الصحافة الغربية والعربية، وإذا كانت الانتخابات الأميركية لا تهم القارئ العربي بنفس القدر للقارئ الأميركي الذي دفع مقابل الحصول على خدمة متميزة عنها، إلا أن هناك الكثير من القضايا الشائكة في العالم العربي التي تصب في صميم اهتمام القارئ العربي تستحق الحديث عنها ومعالجتها بطريقة تحترم عقل القارئ وذكاءه.
ويقول محللون إن المؤسسات الإعلامية العربية بشكل عام تفتقر إلى استراتيجيات مبتكرة في مجال المحتوى الإعلامي بكل مجالاته، فإذا كانت المادة المقدمة ضعيفة المحتوى ولم تقنع الجمهور بمتابعتها أو قراءتها فكيف سيدفع ثمنا لها، وكيف ستتحقق الصلة والارتباط مع الجمهور في المقام الأول؟
وسلطت العديد من المنتديات والمؤتمرات الإعلامية والصحافية في العالم العربي خلال السنوات الماضية، الضوء على فقر في المحتوى العربي، وكررت الحديث عن وجود الكثير من القضايا المهمة التي يمر عليها الإعلام العربي دون استغلالها وتوظيفها بطريقة منهجية وعلمية مدروسة، وانتقدت تقديم برامج بموضوعات ضعيفة تحظى بمساحات كبيرة وفترات زمنية طويلة في وسائل الإعلام العربية، إلا أن هذه النقاشات لم تترجم إلى صيغ عمل ترقى بمستوى صناعة إعلامية تشهد تطورات متسارعة على الصعيد العالمي.
ولا تزال الفجوة واسعة على صعيد المحتوى بين الصحافة العربية والغربية، وتفيد دراسات عديدة بوجود طلب على المحتوى الرقمي العربي، لكن يبدو أن هذه فرصة لم تستغلها المؤسسات الصحافية بتلبية الطلب وزيادة المتابعة.
وقد تكون نتائج “نيويورك تايمز” بمثابة خارطة طريق للمؤسسات العربية التي تطمح إلى السير على نفس الخطى. وأكدت ميرديث كوبيت ليفاين، الرئيسة التنفيذية لشركة “نيويورك تايمز” أن الصحيفة لم تعتمد على أي خبر أو موضوع جديد بشكل حصري، من أجل زيادة عدد قرائها، وقالت إنه في أحد الأيام، لم يقدم المحتوى الرقمي تغطية صحافية للعملية الانتخابية أولا بأول منذ أول نوفمبر الماضي، وأحدث تطورات جائحة كورونا فحسب، بل قدم أيضا وسائل حول سبل هروب القراء بعيدا عن هذه الأحداث.
وصارت الخدمات الرقمية للصحيفة مهمة بشكل متزايد، وهناك بالفعل نحو 1.4 مليون مستخدم اشتركوا في خدمات إضافية مثل إرشادات عن الطهي أو حل الكلمات المتقاطعة، وهما من خدمات المحتوى الرقمي التي تعد أكثر جذبا في هذه الأيام، مع اضطرار القراء للبقاء في منازلهم بسبب الجائحة.
واستفادت الصحيفة من انجذاب القراء إلى المحتوى الترفيهي البعيد عن القضايا الجادة حتى قبل وباء كورونا، وهو اتجاه عالمي وعربي أيضا بالنسبة إلى القراء الذين يبحثون عن متنفس بعيدا عن السياسة والكوارث والأزمات، لكنه يعاني قصورا شديدا في الصحافة العربية والمحتوى الرقمي، استغلته شركات البث التدفقي العالمية. ويشير النمو المتصاعد للمشتركين العرب في الخدمات المدفوعة مثل نتفليكس وأمازون وسبوتيفاي وغيرها، إلى تغير السلوك الاستهلاكي للمستخدم العربي واستعداده للدفع مقابل المحتوى المتميز، ويفند فكرة أن القارئ العربي لم يعتد على الدفع مقابل المحتوى.
ويقوم التطور التقني والميزات الكثيرة التي بدأت تدخل المجال الصحافي بدور هام في جذب المشتركين، وتحتاج المؤسسات العربية إلى استغلاله إذا كانت تريد أن تبقى في الساحة الإعلامية.
وأكدت “نيويورك تايمز” على هذا الجانب بالأرقام، حيث تعد النشرات الصوتية إحدى الوسائل التي تسعى “نيويورك تايمز” من خلالها إلى اجتذاب مزيد من القراء، وفي عام 2017 بدأت نشرتها الصوتية الشهيرة المجانية تحت اسم “اليومي”، والتي تشرح قضية تشغل بال الرأي العام في ذات اليوم، وذلك خلال مدة تستغرق ما بين 20 إلى 30 دقيقة، وقد حققت نجاحا هائلا حيث تجاوز عدد المستمعين المليونين خلال اليوم الواحد.
وتريد الشركة البناء على هذا النجاح بإطلاق أحدث استثماراتها، والذي يتمثل في شركة إذاعية رائدة تسمى “سيريال برودكشنز”، واشترتها بمبلغ 25 مليون دولار.
إعلام عربي هزيل