محاكمة أسانج تفضح أكاذيب الجيش الأميركي عن مقتل صحافيين عراقيين
رئيس مكتب رويترز في العراق يسرد تفاصيل قتل زملائه بدم بارد.
مقتل نمير نورالدين يفضح جرائم الحرب الأميركية
رفضت السلطات الأميركية تضمين لائحة الاتهام التي تبني عليها مطالبتها بريطانيا بتسلّم مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، الفيديو المسرب الذي يظهر مروحية أباتشي أميركية تقتل 11 مدنيا عراقيا بينهم صحافيان من رويترز، لكن مدير مكتب رويترز في العراق آنذاك يعيد تذكير العالم بزيف الادعاءات الأميركية التي سيقت حول الحادثة.
لندن - يعيد الصحافي بول دايلي تذكير العالم بحادثة مقتل الصحافيين العراقيين في غارة شنتها مروحية أميركية، مؤكدا أن كل ما ساقه الجيش الأميركي من ادعاءات حول الحادثة هو محض أكاذيب فندها شريط مصور سربه مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج.
وأعاد مثول أسانج أمام محكمة بريطانية للبت في طلب الولايات المتحدة تسلّمه، التذكير بقضية مقتل صحافيي رويترز نمير نورالدين وسعيد شماغ في غارة أميركية.
ويقول دايلي في تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية حول توجيه الاتهام لأسانج إنه “من العار ألا تتضمن لائحة الاتهام” التي تبني عليها واشنطن مطالبتها بريطانيا بتسلّم أسانج، “الفيديو المسرب الذي يظهر مروحية أباتشي أميركية تقتل 11 مدنيا عراقيا بينهم صحافيان من رويترز”.
ويضيف “على الرغم من كل الكلمات التي لا حصر لها من الجيش الأميركي حول مقتل صحافيي رويترز نمير نورالدين وسعيد شماغ، فإن زميلهم دين ييتس لديه كلمتان فقط ‘كلها أكاذيب'”.
وكان الصحافي دين ييتس يتولى رئاسة مكتب وكالة رويترز في العراق عندما جرى في عام 2007 قتل نمير نورالدين وسعيد شماغ، اللذين كانا يعملان بالوكالة، خلال الحادث الذي صنفته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) “حادث قتل عرضي”.
ويوضح دايلي أن “كل الكلمات التي صدرت عن الجيش الأميركي بخصوص عملية القتل كانت بالنسبة لرئيسهما في العمل مجرد أكاذيب”. وقد كشف مقطع فيديو سربه ويكيليكس عام 2010 تفاصيل الواقعة.
وأظهر الفيديو أن المروحية التقطت صورة سعيد، الذي كان لايزال حيا بعد الضربة الأولى، يزحف بيأس ويتمسك بالحياة رغم إصابته الجسيمة لكن المروحية دارت حول الموقع وعادت لتصوب عليه.
ويضيف دايلي أن الادعاء الأميركي رفض تقديم الشريط “الصادم” ضمن الأدلة حتى لا يفضح “جرائم الحرب” الأميركية.
دين ييتس: شهود عيان أجمعوا على أنه لم تقع أي اشتباكات في ذلك الوقت تستدعي تدخل المروحية بالقصف
وكشف المزيد من التفاصيل المحيطة بالواقعة في تقرير بعنوان “كل الأكاذيب: كيف غطى الجيش الأميركي على قتل صحافيين عراقيين بالرصاص؟”.
ويقول التقرير إن “ييتس كان يجلس أمام مكتبه في بغداد في ذلك الوقت من صيف عام 2007 في مقر وكالة رويترز للأنباء في المنطقة الحمراء وكان يستعد لتغطية واقعة تفجير سيارة مفخخة في أحد الأسواق الشعبية في المدينة وكانت الأجواء بعد ذلك هادئة”.
ويتذكر ييتس “الأنين المرتفع في المكتب، ثم دخول أحد الزملاء العراقيين وعلى وجهه علامات الحزن والصدمة قائلا لقد تم قتل نمر وسعيد”، مضيفا أن شهود عيان قالوا إن نمر وسعيد كانا يبحثان عن لقطات مصورة لآثار غارة جوية جرت في الفجر من جانب مروحية أميركية في منطقة الأمين.
ويشير ييتس إلى أنه رغم ضغطه حينئذ على المسؤولين العسكريين في قوات التحالف في بغداد لمعرفة المزيد من التفاصيل، فإنه لم يفلح وخرج الناطق الرسمي ليشير إلى وقوع اشتباكات مع مسلحين وسقوط 9 قتلى بينهم مدنيان ومعتبرا أن ذلك كان عن طريق الخطأ.
ويوضح ييتس أن “الوكالة استرجعت بعد أيام معداتها واطلعت على ما صوره نمر بكاميرته حيث التقط مشاهد لآثار اشتباك بالرصاص ثم بعد دقائق قليلة وقبل مقتله صور سيارات هامفي تابعة للجيش الأميركي توقفت بشكل هادئ عند مفترق طرق قريب، ولم يكن هناك أي مسلحين أو اشتباكات مع الجنود، ثم انقطع التصوير والتقطت الكاميرا بعد 3 ساعات من مقتل نمر منشأة عسكرية وجنديا أميركيا. من الواضح أن الجنود الذين جمعوا المتعلقات عبثوا بالكاميرا فالتقطت هذه الصور”.
وينقل التقرير عن ييتس، أن رويترز تحدثت مع 14 شخصا من الشهود في المنطقة وأجمعوا على أنه لم تقع أي اشتباكات في ذلك الوقت قد تكون استدعت تدخل المروحية بالقصف.
وبعد مدة التقى ييتس وزميل آخر له بجنرال أميركي لمناقشة التحقيق في الواقعة وكشف لهم الكثير من التفاصيل وأطلعهم على أجزاء من شريط الفيديو المصور للواقعة من المروحية دون أن يسمح لهم بالحصول عليه أو الاطلاع عليه كاملا. وقدّم معلومات كثيرة عن قيام الجيش الأميركي بتمشيط المنطقة بحثا عن مسلحين مسؤولين عن زرع عبوات في الشارع، وعندما شعروا أن هناك خطرا، استدعوا الأباتشي التي قامت بتحييد مسلحين.
وكشف الجنرال عن أدلة جمعوها من أسلحة “أي.كي- 47” و”آر.بي.جي” وكاميرتين. ويقول ييتس إنه تساءل عن الطريقة التي تم بها تنظيم اللقاء وإقناعهم برؤية الجيش الأميركي. ثم قال الجنرال إنه سيكشف عما صورته كاميرا الأباتشي. ولم يكشف إلا عن 3 دقائق ظهر فيها نمير وسعيد و”سمعنا الطيار يطلب الإذن لإطلاق النار”.
وقبل الضربة، كان نمير راكعا على الأرض يحمل في حضنه كاميرا ويصور عربة “هامفي”، إلا أن واحدا من طاقم أباتشي قال إنه “يحمل ‘آر.بي.جي’” ثم شاهد ييتس، سعيد وهو يتحدث على الهاتف ويمشي “ثم انطلقت القنبلة وأصابتهما ووضعت رأسي بين يدي وعندها أوقف الجنرال الشريط”.
وقال ييتس ظلت الكلمات عالقة في فمي “جريمة قتل بدم بارد”. ويعتبر أن التحول الذي وضعه على طريق الدمار الأخلاقي وظل يلاحقه طوال عشرة أعوام حدث في المنطقة الخضراء.
ورغم المطالبات المتكررة رفض البنتاغون منحهم الشريط، لكن في العام 2010 نشر مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج الشريط الذي يظهر المروحية تتابع نمير وهو يترنح محاولا الاختباء خلف حاوية للقمامة قبل أن يتم تفجيره بقذيفة مع آخرين، ثم دار الحوار التالي داخل المروحية:
ـ انظروا إلى أشلاء أولاد الزنا هؤلاء
ـ لطيف
– تصويب رائع
ـ شكرا
رئيس مكتب رويترز في العراق يسرد تفاصيل قتل زملائه بدم بارد.
مقتل نمير نورالدين يفضح جرائم الحرب الأميركية
رفضت السلطات الأميركية تضمين لائحة الاتهام التي تبني عليها مطالبتها بريطانيا بتسلّم مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، الفيديو المسرب الذي يظهر مروحية أباتشي أميركية تقتل 11 مدنيا عراقيا بينهم صحافيان من رويترز، لكن مدير مكتب رويترز في العراق آنذاك يعيد تذكير العالم بزيف الادعاءات الأميركية التي سيقت حول الحادثة.
لندن - يعيد الصحافي بول دايلي تذكير العالم بحادثة مقتل الصحافيين العراقيين في غارة شنتها مروحية أميركية، مؤكدا أن كل ما ساقه الجيش الأميركي من ادعاءات حول الحادثة هو محض أكاذيب فندها شريط مصور سربه مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج.
وأعاد مثول أسانج أمام محكمة بريطانية للبت في طلب الولايات المتحدة تسلّمه، التذكير بقضية مقتل صحافيي رويترز نمير نورالدين وسعيد شماغ في غارة أميركية.
ويقول دايلي في تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية حول توجيه الاتهام لأسانج إنه “من العار ألا تتضمن لائحة الاتهام” التي تبني عليها واشنطن مطالبتها بريطانيا بتسلّم أسانج، “الفيديو المسرب الذي يظهر مروحية أباتشي أميركية تقتل 11 مدنيا عراقيا بينهم صحافيان من رويترز”.
ويضيف “على الرغم من كل الكلمات التي لا حصر لها من الجيش الأميركي حول مقتل صحافيي رويترز نمير نورالدين وسعيد شماغ، فإن زميلهم دين ييتس لديه كلمتان فقط ‘كلها أكاذيب'”.
وكان الصحافي دين ييتس يتولى رئاسة مكتب وكالة رويترز في العراق عندما جرى في عام 2007 قتل نمير نورالدين وسعيد شماغ، اللذين كانا يعملان بالوكالة، خلال الحادث الذي صنفته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) “حادث قتل عرضي”.
ويوضح دايلي أن “كل الكلمات التي صدرت عن الجيش الأميركي بخصوص عملية القتل كانت بالنسبة لرئيسهما في العمل مجرد أكاذيب”. وقد كشف مقطع فيديو سربه ويكيليكس عام 2010 تفاصيل الواقعة.
وأظهر الفيديو أن المروحية التقطت صورة سعيد، الذي كان لايزال حيا بعد الضربة الأولى، يزحف بيأس ويتمسك بالحياة رغم إصابته الجسيمة لكن المروحية دارت حول الموقع وعادت لتصوب عليه.
ويضيف دايلي أن الادعاء الأميركي رفض تقديم الشريط “الصادم” ضمن الأدلة حتى لا يفضح “جرائم الحرب” الأميركية.
دين ييتس: شهود عيان أجمعوا على أنه لم تقع أي اشتباكات في ذلك الوقت تستدعي تدخل المروحية بالقصف
وكشف المزيد من التفاصيل المحيطة بالواقعة في تقرير بعنوان “كل الأكاذيب: كيف غطى الجيش الأميركي على قتل صحافيين عراقيين بالرصاص؟”.
ويقول التقرير إن “ييتس كان يجلس أمام مكتبه في بغداد في ذلك الوقت من صيف عام 2007 في مقر وكالة رويترز للأنباء في المنطقة الحمراء وكان يستعد لتغطية واقعة تفجير سيارة مفخخة في أحد الأسواق الشعبية في المدينة وكانت الأجواء بعد ذلك هادئة”.
ويتذكر ييتس “الأنين المرتفع في المكتب، ثم دخول أحد الزملاء العراقيين وعلى وجهه علامات الحزن والصدمة قائلا لقد تم قتل نمر وسعيد”، مضيفا أن شهود عيان قالوا إن نمر وسعيد كانا يبحثان عن لقطات مصورة لآثار غارة جوية جرت في الفجر من جانب مروحية أميركية في منطقة الأمين.
ويشير ييتس إلى أنه رغم ضغطه حينئذ على المسؤولين العسكريين في قوات التحالف في بغداد لمعرفة المزيد من التفاصيل، فإنه لم يفلح وخرج الناطق الرسمي ليشير إلى وقوع اشتباكات مع مسلحين وسقوط 9 قتلى بينهم مدنيان ومعتبرا أن ذلك كان عن طريق الخطأ.
ويوضح ييتس أن “الوكالة استرجعت بعد أيام معداتها واطلعت على ما صوره نمر بكاميرته حيث التقط مشاهد لآثار اشتباك بالرصاص ثم بعد دقائق قليلة وقبل مقتله صور سيارات هامفي تابعة للجيش الأميركي توقفت بشكل هادئ عند مفترق طرق قريب، ولم يكن هناك أي مسلحين أو اشتباكات مع الجنود، ثم انقطع التصوير والتقطت الكاميرا بعد 3 ساعات من مقتل نمر منشأة عسكرية وجنديا أميركيا. من الواضح أن الجنود الذين جمعوا المتعلقات عبثوا بالكاميرا فالتقطت هذه الصور”.
وينقل التقرير عن ييتس، أن رويترز تحدثت مع 14 شخصا من الشهود في المنطقة وأجمعوا على أنه لم تقع أي اشتباكات في ذلك الوقت قد تكون استدعت تدخل المروحية بالقصف.
وبعد مدة التقى ييتس وزميل آخر له بجنرال أميركي لمناقشة التحقيق في الواقعة وكشف لهم الكثير من التفاصيل وأطلعهم على أجزاء من شريط الفيديو المصور للواقعة من المروحية دون أن يسمح لهم بالحصول عليه أو الاطلاع عليه كاملا. وقدّم معلومات كثيرة عن قيام الجيش الأميركي بتمشيط المنطقة بحثا عن مسلحين مسؤولين عن زرع عبوات في الشارع، وعندما شعروا أن هناك خطرا، استدعوا الأباتشي التي قامت بتحييد مسلحين.
وكشف الجنرال عن أدلة جمعوها من أسلحة “أي.كي- 47” و”آر.بي.جي” وكاميرتين. ويقول ييتس إنه تساءل عن الطريقة التي تم بها تنظيم اللقاء وإقناعهم برؤية الجيش الأميركي. ثم قال الجنرال إنه سيكشف عما صورته كاميرا الأباتشي. ولم يكشف إلا عن 3 دقائق ظهر فيها نمير وسعيد و”سمعنا الطيار يطلب الإذن لإطلاق النار”.
وقبل الضربة، كان نمير راكعا على الأرض يحمل في حضنه كاميرا ويصور عربة “هامفي”، إلا أن واحدا من طاقم أباتشي قال إنه “يحمل ‘آر.بي.جي’” ثم شاهد ييتس، سعيد وهو يتحدث على الهاتف ويمشي “ثم انطلقت القنبلة وأصابتهما ووضعت رأسي بين يدي وعندها أوقف الجنرال الشريط”.
وقال ييتس ظلت الكلمات عالقة في فمي “جريمة قتل بدم بارد”. ويعتبر أن التحول الذي وضعه على طريق الدمار الأخلاقي وظل يلاحقه طوال عشرة أعوام حدث في المنطقة الخضراء.
ورغم المطالبات المتكررة رفض البنتاغون منحهم الشريط، لكن في العام 2010 نشر مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج الشريط الذي يظهر المروحية تتابع نمير وهو يترنح محاولا الاختباء خلف حاوية للقمامة قبل أن يتم تفجيره بقذيفة مع آخرين، ثم دار الحوار التالي داخل المروحية:
ـ انظروا إلى أشلاء أولاد الزنا هؤلاء
ـ لطيف
– تصويب رائع
ـ شكرا