نشرت صحيفة The Onion الساخرة مقالًا بعنوان: كشفت دراسة جديدة أن معظم الأطفال معتلون اجتماعيًّا ولا يشعرون بالندم! يوجد شيء من الحقيقة في هذه السخرية، فالأطفال غالبًا أنانيون مُسيطرون استغلاليون، ويعتذرون فقط إذا أُجبروا على ذلك، لا لأنهم شعروا بالندم.
يفعل الأطفال جميع الأشياء السيئة عمدًا، إضافةً إلى أنهم يضربون ويُسيئون لبعضهم، ويسرقون المال من أهلهم والحلوى من المتجر وغير ذلك.
ومع ذلك يبدو أنهم -غريزيًّا- يلتزمون حدودًا معينة.
مثلًا، لا يؤذي الأطفال بعضهم إلى درجة خطيرة، مع أن هذا قد يكون مُتاحًا أحيانًا، فلن تجد طفلًا يهاجم طفلًا آخر بحجر أو سكين، وإن حدث ذلك فهو يدل غالبًا على ميل للاضطراب النفسي.
لماذا؟ ربما لأنهم يخشون العقاب، لكن ليس هذا هو السبب الوحيد.
إن البشر -أطفالًا وبالغين- الذين يفعلون السيئات يواجههم التهديد بالعقاب، لكن هذا لا يردعهم. إذن ليس الخوف من العقاب ببساطة هو الرادع، لكن ما يحدث هو وجود نوع من الحدس، يفرق بين الدرجات المختلفة من الخطأ. يدرك الطفل غريزيًّا أن بعض الأشياء ليست سيئة فقط بل مروعة، وهو لا يريد أن يفعل شيئًا كهذا. ربما ينتاب الطفل إحساس وقتي بالغضب أو الكراهية، لكن ذلك لن يصل إلى درجة تمني رؤية خصمه ميتًا.
هنا يأتي السؤال: كيف يتعلم الأطفال فعل الصواب؟ كيف يتحولون من كونهم معتلين اجتماعيًّا إلى أشخاص لائقين أخلاقيًا؟ هذا سؤال مهم جدًّا، لكن إذا كانت الاعتبارات السابقة صحيحة، فإن ذلك يطرح سؤالًا مهمًّا آخر، وهو كيف يتجنب الأطفال فعل الخطأ دون اكتمال الكفاءة الأخلاقية لديهم؟
يبدو أنهم خُلقوا ليس فقط مع الوعي النفسي الذي يسمح لهم بتطوير قدراتهم الأخلاقية، بل أيضًا مع أخلاق بدائية أو أولية، غريزة تعمل بوصلةً أخلاقية، وهي ما يُسمى غريزة الأخلاق Morality Instinct.
تغير التربية حدود الغريزة الأخلاقية الموجودة فعلًا، وتوسع حدودها لتشمل الأخطاء الصغيرة التي قد تكون غير مقبولة. ولا يلجأ الشخص الاجتماعي القائم على التربية الصحيحة إلى العنف (مثل الأطفال)، ويبقى متحضرًا واعيًّا بمشاعر الآخرين.
لكن التربية السيئة تفعل العكس، إذ تحرف الحدس الأخلاقي وتعطل البوصلة الداخلية، مثل إنسان نشأ في مجتمع يعتقد أن الإبادة الجماعية مُباحة، أو أن الإكراه طريقة مشروعة لتحقيق الأهداف، لكن هذا موضوع آخر.
النقطة الأساسية هنا أن التربية لا تشكل الأخلاق من الصفر. تطور التربية الجيدة غريزة الأخلاق الموجودة سلفًا. وقد لا تحرف التربية السيئة الحدس الأخلاقي بالكامل، فقد ينشأ البعض مثلًا في مناخ من العنف، ومع ذلك يصبحون لائقين أخلاقيًّا.
المصدر:ibelieveinsci
يفعل الأطفال جميع الأشياء السيئة عمدًا، إضافةً إلى أنهم يضربون ويُسيئون لبعضهم، ويسرقون المال من أهلهم والحلوى من المتجر وغير ذلك.
ومع ذلك يبدو أنهم -غريزيًّا- يلتزمون حدودًا معينة.
مثلًا، لا يؤذي الأطفال بعضهم إلى درجة خطيرة، مع أن هذا قد يكون مُتاحًا أحيانًا، فلن تجد طفلًا يهاجم طفلًا آخر بحجر أو سكين، وإن حدث ذلك فهو يدل غالبًا على ميل للاضطراب النفسي.
لماذا؟ ربما لأنهم يخشون العقاب، لكن ليس هذا هو السبب الوحيد.
إن البشر -أطفالًا وبالغين- الذين يفعلون السيئات يواجههم التهديد بالعقاب، لكن هذا لا يردعهم. إذن ليس الخوف من العقاب ببساطة هو الرادع، لكن ما يحدث هو وجود نوع من الحدس، يفرق بين الدرجات المختلفة من الخطأ. يدرك الطفل غريزيًّا أن بعض الأشياء ليست سيئة فقط بل مروعة، وهو لا يريد أن يفعل شيئًا كهذا. ربما ينتاب الطفل إحساس وقتي بالغضب أو الكراهية، لكن ذلك لن يصل إلى درجة تمني رؤية خصمه ميتًا.
هنا يأتي السؤال: كيف يتعلم الأطفال فعل الصواب؟ كيف يتحولون من كونهم معتلين اجتماعيًّا إلى أشخاص لائقين أخلاقيًا؟ هذا سؤال مهم جدًّا، لكن إذا كانت الاعتبارات السابقة صحيحة، فإن ذلك يطرح سؤالًا مهمًّا آخر، وهو كيف يتجنب الأطفال فعل الخطأ دون اكتمال الكفاءة الأخلاقية لديهم؟
يبدو أنهم خُلقوا ليس فقط مع الوعي النفسي الذي يسمح لهم بتطوير قدراتهم الأخلاقية، بل أيضًا مع أخلاق بدائية أو أولية، غريزة تعمل بوصلةً أخلاقية، وهي ما يُسمى غريزة الأخلاق Morality Instinct.
تغير التربية حدود الغريزة الأخلاقية الموجودة فعلًا، وتوسع حدودها لتشمل الأخطاء الصغيرة التي قد تكون غير مقبولة. ولا يلجأ الشخص الاجتماعي القائم على التربية الصحيحة إلى العنف (مثل الأطفال)، ويبقى متحضرًا واعيًّا بمشاعر الآخرين.
لكن التربية السيئة تفعل العكس، إذ تحرف الحدس الأخلاقي وتعطل البوصلة الداخلية، مثل إنسان نشأ في مجتمع يعتقد أن الإبادة الجماعية مُباحة، أو أن الإكراه طريقة مشروعة لتحقيق الأهداف، لكن هذا موضوع آخر.
النقطة الأساسية هنا أن التربية لا تشكل الأخلاق من الصفر. تطور التربية الجيدة غريزة الأخلاق الموجودة سلفًا. وقد لا تحرف التربية السيئة الحدس الأخلاقي بالكامل، فقد ينشأ البعض مثلًا في مناخ من العنف، ومع ذلك يصبحون لائقين أخلاقيًّا.
المصدر:ibelieveinsci