العلاقة بين الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات وبين نتائجه السلبية (مثل السمنة ومشاكل التركيز واضطرابات النوم والعنف) هي علاقة مثيرة للجدل، وما زال من الصعب البت فيها في أوساط العامة وخبراء نمو الأطفال.
ليست العلاقة ذاتها هي ما يثير الجدل، بل فكرة أن الوقت أمام الشاشات هو السبب المباشر لكل هذه المشكلات. أجرى الباحثون العديد من الدراسات لتحديد ارتباط الوقت أمام الشاشات بمتغيرات أخرى، مثل سلوكيات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD، ولاحظوا وجود علاقات ذات قيمة إحصائية، لكن هذا النوع من الدراسات ليس دليلًا على السببية، ولا يمكنه تأكيد أن الوقت أمام الشاشات هو السبب في المشكلات. قد تساعدنا الدراسات الطولية التي تتابع الأطفال على مدار فترة زمنية طويلة، وإن كانت لا تُعَد حاسمةً أيضًا.
في دراسة حديثة، راقب الباحثون الأطفال من العام الأول من العمر. قيس الوقت المقضي أمام الشاشات لدى الأطفال بعمر 2 -3 سنوات من طريق استمارات ملأها الأهل. هذه المرحلة العمرية مهمة، لأن الوقت الذي يقضيه الأطفال فيها أمام الشاشات يحدده الأهل، وأكثرهم يحاول الحد من هذا الوقت قدر الإمكان. يتعلم الأطفال هذه العادات من الأهل في مرحلة مبكرة من حياتهم، ما يعني احتمالية استمرارها في السنين القادمة عندما يصبحون قادرين على التحكم في تعرضهم للشاشات.
عند بلوغ نفس هؤلاء الأطفال سن الخامسة، قيست عدة متغيرات لديهم مثل النوم ومستوى النشاط الجسدي على مدار أسبوع كامل. قيس مستوى النشاط الجسدي عبر أجهزة تُرتدى حول المعصم، وهي نقطة إيجابية في الدراسة، لأن الأجهزة أدق من سؤال الأهل عن مستوى نشاط أطفالهم الجسدي. أولى الباحثون اهتمامًا خاصًا بمدة النوم والجلوس والأنشطة الجسدية.
وجدت الدراسة علاقة ذات قيمة إحصائية بين الوقت الكلي الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات وقِصر فترات النوم والنشاط البدني الخفيف بعمر 2-3 سنوات، والنشاط البدني المتوسط والشديد بعمر 5 سنوات.
للتوضيح، قسّم الباحثون الأطفال بعمر 2-3 سنوات إلى مجموعتين، المجموعة الأولى ضمت الأطفال الذين قضوا وقتًا أطول أمام الشاشات (3 ساعات أو أكثر يوميًّا) أما الأخرى فضمت الأطفال الذي تعرضوا للشاشات لوقت أقل (أقل من ساعة يوميًّا). سجلت المجموعة التي تعرضت أكثر للشاشات، وقت جلوس أطول بنحو 40 دقيقة يوميًّا في سن الخامسة مقارنةً بالمجموعة الثانية، أما معدلات نشاطهم البدني الخفيف فقلّت عن المجموعة الثانية بـ25 دقيقة، وقل نشاطهم البدني الشديد بـ13 دقيقة.
يؤكد الباحثون أن هذه النتائج تدعم فكرة أن وقت التعرض للشاشات يرتبط بالنشاطات الصحية مثل الركض والنوم. واستنادًا إلى النتائج، نصح الباحثون الأهل بالحد من تعرض أطفالهم للشاشات في أعمار صغيرة، إذ تؤثر العادات المكتسبة مبكرًا في السلوك المستقبلي للإنسان.
لكن استناجات الدراسة قد لا تكون دقيقة، لأن نقص الوقت الذي قضاه الأطفال أمام الشاشات بعمر 5 سنوات قد يكون بفعل إشراف الأهل، وليس بسبب اكتساب الأطفال عادة ضبط الوقت التي تعلموها في الصغر.
للأسف لا توجد حتى الآن دراسة حاسمة تؤكد أن الجهد الذي يبذله الأهل في تنظيم تعرض أطفالهم للشاشات سينفع مستقبلًا عندما يصبح هؤلاء الأطفال قادرين بأنفسهم على ضبط الاستخدام. إجراء دراسة كهذه ليس مستحيلًا، لكنه يتطلب موافقة عدد كبير من الأهل، وتقسيم الأطفال عشوائيًّا إلى مجموعتين، تحد إحداهما دون الأخرى من تعرض الأطفال للشاشات. أو أن تُصمَّم الدراسة لتقارن بين أخوة يخضعون لقواعد مختلفة تنظم استعمالهم للشاشات.
مع إغلاق المدارس وارتفاع نسب العزل الاجتماعي، يملأ الكثير من الأهل أوقات فراغ أطفالهم باستخدام الأجهزة. للمرة الأولى يتعرض الأهل لهذه الظروف، لكن عليهم التصرف بمسؤولية وحكمة، لأن مساعدة الأطفال على إيجاد بدائل للشاشات قد يحسن من انخراطهم في أنشطة صحية بدنية وذهنية، ويساعدهم على تخطي الارتباك والحيرة التي تواجههم عندما يجدون أنفسهم مضطرين للقيام بأمر لا علاقة له بالشاشات.
المصدر:ibelieveinsci
ليست العلاقة ذاتها هي ما يثير الجدل، بل فكرة أن الوقت أمام الشاشات هو السبب المباشر لكل هذه المشكلات. أجرى الباحثون العديد من الدراسات لتحديد ارتباط الوقت أمام الشاشات بمتغيرات أخرى، مثل سلوكيات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD، ولاحظوا وجود علاقات ذات قيمة إحصائية، لكن هذا النوع من الدراسات ليس دليلًا على السببية، ولا يمكنه تأكيد أن الوقت أمام الشاشات هو السبب في المشكلات. قد تساعدنا الدراسات الطولية التي تتابع الأطفال على مدار فترة زمنية طويلة، وإن كانت لا تُعَد حاسمةً أيضًا.
في دراسة حديثة، راقب الباحثون الأطفال من العام الأول من العمر. قيس الوقت المقضي أمام الشاشات لدى الأطفال بعمر 2 -3 سنوات من طريق استمارات ملأها الأهل. هذه المرحلة العمرية مهمة، لأن الوقت الذي يقضيه الأطفال فيها أمام الشاشات يحدده الأهل، وأكثرهم يحاول الحد من هذا الوقت قدر الإمكان. يتعلم الأطفال هذه العادات من الأهل في مرحلة مبكرة من حياتهم، ما يعني احتمالية استمرارها في السنين القادمة عندما يصبحون قادرين على التحكم في تعرضهم للشاشات.
عند بلوغ نفس هؤلاء الأطفال سن الخامسة، قيست عدة متغيرات لديهم مثل النوم ومستوى النشاط الجسدي على مدار أسبوع كامل. قيس مستوى النشاط الجسدي عبر أجهزة تُرتدى حول المعصم، وهي نقطة إيجابية في الدراسة، لأن الأجهزة أدق من سؤال الأهل عن مستوى نشاط أطفالهم الجسدي. أولى الباحثون اهتمامًا خاصًا بمدة النوم والجلوس والأنشطة الجسدية.
وجدت الدراسة علاقة ذات قيمة إحصائية بين الوقت الكلي الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات وقِصر فترات النوم والنشاط البدني الخفيف بعمر 2-3 سنوات، والنشاط البدني المتوسط والشديد بعمر 5 سنوات.
للتوضيح، قسّم الباحثون الأطفال بعمر 2-3 سنوات إلى مجموعتين، المجموعة الأولى ضمت الأطفال الذين قضوا وقتًا أطول أمام الشاشات (3 ساعات أو أكثر يوميًّا) أما الأخرى فضمت الأطفال الذي تعرضوا للشاشات لوقت أقل (أقل من ساعة يوميًّا). سجلت المجموعة التي تعرضت أكثر للشاشات، وقت جلوس أطول بنحو 40 دقيقة يوميًّا في سن الخامسة مقارنةً بالمجموعة الثانية، أما معدلات نشاطهم البدني الخفيف فقلّت عن المجموعة الثانية بـ25 دقيقة، وقل نشاطهم البدني الشديد بـ13 دقيقة.
يؤكد الباحثون أن هذه النتائج تدعم فكرة أن وقت التعرض للشاشات يرتبط بالنشاطات الصحية مثل الركض والنوم. واستنادًا إلى النتائج، نصح الباحثون الأهل بالحد من تعرض أطفالهم للشاشات في أعمار صغيرة، إذ تؤثر العادات المكتسبة مبكرًا في السلوك المستقبلي للإنسان.
لكن استناجات الدراسة قد لا تكون دقيقة، لأن نقص الوقت الذي قضاه الأطفال أمام الشاشات بعمر 5 سنوات قد يكون بفعل إشراف الأهل، وليس بسبب اكتساب الأطفال عادة ضبط الوقت التي تعلموها في الصغر.
للأسف لا توجد حتى الآن دراسة حاسمة تؤكد أن الجهد الذي يبذله الأهل في تنظيم تعرض أطفالهم للشاشات سينفع مستقبلًا عندما يصبح هؤلاء الأطفال قادرين بأنفسهم على ضبط الاستخدام. إجراء دراسة كهذه ليس مستحيلًا، لكنه يتطلب موافقة عدد كبير من الأهل، وتقسيم الأطفال عشوائيًّا إلى مجموعتين، تحد إحداهما دون الأخرى من تعرض الأطفال للشاشات. أو أن تُصمَّم الدراسة لتقارن بين أخوة يخضعون لقواعد مختلفة تنظم استعمالهم للشاشات.
مع إغلاق المدارس وارتفاع نسب العزل الاجتماعي، يملأ الكثير من الأهل أوقات فراغ أطفالهم باستخدام الأجهزة. للمرة الأولى يتعرض الأهل لهذه الظروف، لكن عليهم التصرف بمسؤولية وحكمة، لأن مساعدة الأطفال على إيجاد بدائل للشاشات قد يحسن من انخراطهم في أنشطة صحية بدنية وذهنية، ويساعدهم على تخطي الارتباك والحيرة التي تواجههم عندما يجدون أنفسهم مضطرين للقيام بأمر لا علاقة له بالشاشات.
المصدر:ibelieveinsci