لقاء خاص مع العماد مصطفى طلاس وجولة شاملة حول التصوير الفوتوغرافي
العماد مصطفى طلاس نائب القائد العام ، وزير الدفاع في الجمهورية العربية السورية ، هو أحد كبار المصورين الفوتوغرافيين العرب ... هذا ما إكتشفناه مؤخراً ، ولو أننا كنا على علم مسبق بشيء من هذا الواقع ... لكن اللقاء مع العماد جعلنا أمام حقيقة ناصعة بأن مصوراً وفناناً جديران بالكشف عنهما ، يقبعان في أعماق أحد كبار القادة العسكريين العرب ، وهو بالمناسبة رئيس فخري لنـادي التصوير الضوئي في دمشق
صاحب مجلدي ورد الشام : إنها عهد وفاء مني للزهور !
كما ان الرسم هو الأساس في نشوء التصوير والصورة . فان هواية الرسم عند العمـاد مصطفی طلاس وزير الدفاع السوري هي الطريق إلى تحوله لمصور فوتوغرافي ، قدم ويقدم النتاجات المميزة في هذا المجال رغم ما يتطلبه موقعه الحساس من وقت وجهد مضاعفين .
وتقديراً منا لهذا الواقع الدقيق - اهمية الزمن لدى العماد ـ كنا نشعر بالاحراج حول نقطة البداية في لقائنا ، ونحاول جاهدين تقليص الأسئلة المتراكمة في رؤوسنا ، لكن إستقبال العماد لنا في صالون منـزلـه وبابتسامته العريضة وترحيبـه الحار ، مع مقدمة قبله حول إعجابه وتقديره لمجلة « العالم العربي ، ، كما وصف العمـاد بنفسه مجلة « فن التصوير . هـذه الأمـور اذابت الحـرج واستمرت الجلسة لثلاث ساعات لم يبخل علينا خلالها باي شيء وفي البداية كان لا بد من الانطلاق مع صاحب مجلدي . ورد الشام ، المصورين ، من البداية التي يقول عنها العماد طلاس :
البداية
منذ طفولتي احببت الرسم ومارست هذه الهواية بشكل جيد لكن مع الزمن لم أعد أجد متسعاً من الوقت لتخصيص عشرين او ثلاثين يوماً لرسم لوحة واحدة فوجدت أن الكاميرا يمكنها تناول الموضوع نفسه بشكل أفضل وباقل وقت ممكن ، وقد أسهمت معرفتي بفنون الرسم في الاستفادة من التمازج بين الـرسـم والتصوير لما فيهما من إرتباط وثيق ، نراه اليوم بصورة أفضل في عودة هذا التمازج .
ويتابع العماد طلاس قائلا ـ من هنا إتجهت للتصوير عبر الأساليب التقنية معتمداً على الاحساس والشعور الذاتي لاظهار الرؤية المطلوبة من خلال آلة التصوير التي تنقل بلا شك الصورة من وجهة نظر المصور وتبعاً لأحاسيسه .. وبرايي ان الاهمية تكمن في نوعية المصور الذي يقف وراء الآلة ، لان الرؤية غير العادية ، ومقدرة البصر والشعور الداخلي والاحساس المرهف ، كل هذه الأمور تمر عبر عدسة المصور لتشكل لوحة ، فوتوغرافية فنية ، كما يحصل تماماً مع الرسم حيث يمكن إظهار كل هذه الأمور عبر الألوان والريشة .
التصوير والعمل العسكري
* وما هو مدى الارتباط بين التوجه العسكري للعماد كوزير للدفاع ، وبين توجهه كمصور فوتوغرافي ؟
- إذا بحثنا في خلفيات الصورة وما تشكله على كافة الأصعدة الحضـاريـة والسيـاسيـة والعسكرية ، نجد ان العلاقة وثيقة . ولا شك في صدقها فالصورة هي المرجع الوحيد لتاريخ اجيالنا ... من هذا المنطلق ارى ان العسكري لا بد وأن يكون مزودة بكاميرا ، ينقل عبرها ما يمكنه من احداث تجري على الأرض ، خلال المعارك او غيرها من الأحداث العسكرية ، بغياب المصور الصحفي ، خصوصاً وأن العسكري قادر على التقاط افضل الصور واكثرها صعوبة وخطراً ويمكن في هذا المجال الاستشهاد بما تعرفه من ان افضل الصور التي التقطت خلال الحرب العالمية الثـانيـة كـانـت من إنجـاز العسكريين .
ويذكر العماد مثالا على العسكريين الذين يحملون الكاميرا معهم بجانب البندقية ، فيقول - في إحدى زياراتي لكتيبة مشاة نمساوية ، كنت بصحبة رئيس الوزراء برونو كرايسكي ، حين إنتهى لقاؤنا بالكتيبة ، وقبـل إنصراف عناصرها ، طلبوا من رئيس وزرائهم السماح بالتقاط بعض الصور التذكارية ، فتوقعت ان اجد بينهم عدداً قليلا ممن يحملون الكاميرات لهذه الغاية ، لكنني فوجئت بان 180 جندياً من اصل ۲۰۰ منهم تناولوا الكاميرات جعبهم ، وبادروا إلى التقاط الصور التذكارية ... من هنا فانا اشجع جنودنا وضباطنا على هذه الظاهرة ، واهدي البارزين منهم خـلال التدريبـات كـاميـرات لتشجيعهم على ذلك .
واخيراً يختصر العماد هذا الأمر بقوله
- إن الذين عاشوا الحرب لبنان يدركون تماماً الجيوش الحديثة تعطي التصوير إهتماماً بالغاً ، وهذا ما جعل المصور العسكري هو أول القادمين بيروت ، وآخر المغادرين طبعاً .
العماد وأنواع الكاميرات
عن سؤال حول انواع الكاميرات التي يفضلها اجابنا العماد طلاس ـ
انا امتلك كل انواع الكاميرات العالمية . ذات التقنية العالية نسبيا ، اما كاميرتي المفضلة فهي هازلبلاد ( hassleblad ) ( f.c.n 2000 ) التي ارتـاح بالتعامل معها كثيراً تعطيه من نتائج دقيقة . وفي عملية مني للتعامل مع أحدث الكاميرات إستعنت مرة برئيس مركز میونیخ لـكـامـيـرا اللينـهـوف ( linhof ) ، كي يرشدني إلى أسلـوب إستعمال وفـك هذه الكاميرا ، التي تعرف بامكانياتها العالية إلى جانب غموضها ، وقال في المصور الألماني يومها إجادة إستعمال هذه الكاميرات تحتاج إلى دورة تستمر لستة اشهر . ، فاعلنت له إستعدادي لاعطائه الكاميرا هدية مني إذا لم اتعلم كل شيء عنها في يوم واحد وبعد ثلاث ساعات وربع الساعة كنت قد عرفت كل شيء عن . اللينهوف هذه الكاميرات التي ينضبط تـركـيـزهـا البؤري كضبط مدفع الدبابة عبر المنظار ...
وقد إشتريت في فترة لاحقة كاميرا و لينهوف ۲۲۰ ۰ وهي كاميرا ضخمة لا يوجد منها في محيطنا سوى كاميرا واحدة لدى المصور اللبناني مانوك ، وهـو الوحيد القادر على العمل بها ، لما فيها من تعقيدات اما ميزتها الرئيسية فهي إعطاء البعد الثالث دون حاجة للضوء الطبيعي كما هـي الحـال مـع الـكـاميـرات الأخرى .... اللينهوف ۲۲۰ ، مع الفلاش تعطي البعد الثالث لذلك إستخدمها الأميركيون في مكوكهم الفضائي مؤخراً ، تبعاً لميزتها ومقدرتها . عدا ذلك ارتـاح للتصوير بكاميرا ، ليكا - 4 ، التي زودتني شركتها بعدسة خاصة للعمل الفني كهدية كما انوه هنا بعدسة كانون ، ۳۰۰ ملم ، التي تعمل على إمتصاص رذاذ الغبار ، إضافة لذلك لدى ، ماستر بتكنيكا ، ۹ × ۱۲ سم وهي عروسة الكاميرات برايي .
إستغلال اللحظات الخاطفة
اما عن الأوقات التي يصور بها العماد وهل يتجه للتصوير ) بشكل يومي فيقول المصور - الوزير - نسبياً ، يمكن القول بانني اصور بشكل يومي . فالكاميرا هي سلاحي الثاني لتخليد لحظات هامة من التاريخ إنها وسيلتي لايقاف الزمن ، ومرات كثيرة اشعر بان هناك لحظات لن تتكرر ولا بد من إستغلالها ، فقوس القزح الذي يظهر كل مرة بالوان مختلفة ، عدا عن الكادر الذي يمكن حصره به إرتباطاً بالطبيعة كذلك الندي على الورد عند الصباح الباكر ، والغروب بلحظاته الرومانسية . والبرق في سرعته الخاطفة كل هذه الأشياء التي نقلتها سهلة الحصول قد لا تحصل كما شاهدناها في إحدى المرات بنفس الجمالية مثال على ذلك انتي صادات منظراً في لحظة غروب وحاولت الاسراع بالتقاط صورة له ، ولكن الفيلم تقطع نتيجة الاسراع في تركيبه بالكاميرا خسرت المنظر . وحتى الآن لم از منظراً شبیها به من هنا احد اهمية كبرى لاستغلال اللحظات الخاطفة في حينها .
ويتابع العماد طلاس قائلاً
ما افتقد إليه اليوم هو التصوير في الضوء الطبيعي بسبب ظروفي العملية ، حيث لا استطيع التوجه للتصوير سوى ليلا ، علما ان الضوء الطبيعي هو حليف المصور كما الموسيقى حليفة المغني .
ورد الشام
وتنتقل مع العماد إلى ورد الشام ، حيث يقول إلى مجلدي - - ورد الشام ، حصيلة جهد عشر سنوات . فانا احب الشام بالفطرة . واحب الورد إنسجاماً مع قول لأحد حكماء الصين . إذا كان لديك رغيفان فبع أحدهما و إشتر بلمنه باقة زهر ، فالخبز غذاء للجسد والزهر غذاء للروح ، من هنا قمت بتصوير مواطن الجمال باسلوب فني يعتمد على المنظور العام والمستوى التعبيري للتكوين العضوي او التشكيلي للزهور وهذا المجلد يعتبر وثيقة وقد يكون عهد وفاء مني للزهور وهنا أعود وأؤكد على اهمية الزهور في قول لامير المؤمنين عمر بن الخطاب حيث قال ، لو كان لي الخيار . لما كنت غير مانع للازهار . فان فاتني الربح لم يفتني العطر . .
لا للأبيض والأسود
يلاحظ أن جميع اعمـالك الفنية صورت بالملون فهل هناك من موقف محدد بهذا الشان ؟
- بالنسبة لي فانا لا اتعامل ابدأ مع الأبيض والأسود ، ولا أدخل افلامها إلى منزلي ،
وموقفي هنا ثابت ، على أساس ان الأبيض والأسود هو عهد إنتهى مع زوال عهد التخلف التكنولوجي ، يوم لم يكن ممكناً إظهار الألوان في صورنا .
وماذا عن انواع التصوير - الوجوه والأحداث والطبيعة - ابهما احب لك كمصور ) -
انا في الأساس احب تصویر الوجوه ، البورتريه ، كعمل فني معبر عن رؤية خاصة ولدي من صور الحسان مجموعة نادرة لكنني اعتز بصور الزهور بين باقي مناظر الطبيعية كاتجاه لا يضاهي من وجهتي .
رسالة إلى أصحاب الصحف
ما هو تقييم المصور مصطفى طلاس - بعيداً عن الالقاب لزملائه من المصورين العرب
- لدي محبة خاصة ممزوجة بالتقدير لما يقدمونه من اعمال صحفية ، وانا اتابع اعمالهم باستمرار ، لكنني عائب على اصحاب الصحف الذين يضعون بين ايدي مصوريهم اسوا انواع الكاميرات . وانا اعرف مصورا إحدى الصحف اللبنانية لا يزال حتى اليوم يستعمل كاميرا نيكون f القديمة علما ان نيكون موجودة الآن بالاسواق بنماذج ( 3 الحديثة ولا بد من مواكبة المصور للتقنية المتطورة ، وهذا يقع على عاتق اصحاب الصحف .
اسئلة سريعة
- هل ينصح العماد المسؤولين باستعمال الكاميرا وإحتـراف التصوير إن امكنهم ذلك ؟
- هذا بالنسبة لي بمثابة توجه خاص ، وانا انصح واشجـع زملاني العسكريين وغيرهم من المسؤولين على إمتلاك الكاميرات
- هل تمانع كوزير للدفاع في مرافقة مصور صحفي للجيش خلال المعارك ؟
- نحن لا نمنع أحدا من مرافقتنا .
وإذا كان المانع هو تصویر منشأت عسكرية ومواقع متقدما ، فمن الممكن التصوير من الجو ، ومن مسافات بعيدة .
- التصوير براي العماد فن تشكيلي ام عمل وثائقي ؟
- التصوير هو الاثنان معا ، لا بل يمكن إدراج التصوير في مرافق عديدة أخرى ، من الأعمال الثقافية الى الوثائقية إلى التجارية إلى الفنية حتى العسكرية .
- هل من مشاريع مستقبلية للعماد على صعيد التصوير ؟
- احضر حاليا لموسوعة علمية مصورة عن عالم النبـاتـات بالإضافة إلى جمع البوم مصور مادته جاهزة لدي عن الفنانة الراحلة وملكة الجمال اللبنانية مارسیل حرو ، بعنوان • رحيـل الخيام السود ، نسبة إلى عرضها الأخير مع فرقة كركلا بعنوان ، الخيام السود . .
وفي سؤال عن هوايات العماد طلاس فبصفته يهوى الكتابة عدا التصوير اشار لنا إلى مكتبته الخاصة ، التي كانت لوحدها جزء من دهشتنا في لقائنا مع العماد وجدنا لديه مكتبة يمكن إعتبارها فريدة في المنطقة على صعيد المكتبات الخاصة ، حيث تم تنظيمها باعتماد الكومبيوتر لحصر اعدادها واسمـائـهـا وتبويبها .
وفي كلمة أخيرة قال العماد طلاس
- اتمنى لهذه المجلة المثابرة . راجياً ان تمتلك قريباً مطبعة خاصة بها ، لأنها جديرة بذلك كوثيقة متكاملة من حيث الطبع والاخراج وفرز الألوان إنها باختصار ناجحة في كل شيء .
- أجرى اللقاء
زهير سعادة ، صالح الرفاعي ونبيل إسماعيل
العماد مصطفى طلاس نائب القائد العام ، وزير الدفاع في الجمهورية العربية السورية ، هو أحد كبار المصورين الفوتوغرافيين العرب ... هذا ما إكتشفناه مؤخراً ، ولو أننا كنا على علم مسبق بشيء من هذا الواقع ... لكن اللقاء مع العماد جعلنا أمام حقيقة ناصعة بأن مصوراً وفناناً جديران بالكشف عنهما ، يقبعان في أعماق أحد كبار القادة العسكريين العرب ، وهو بالمناسبة رئيس فخري لنـادي التصوير الضوئي في دمشق
صاحب مجلدي ورد الشام : إنها عهد وفاء مني للزهور !
كما ان الرسم هو الأساس في نشوء التصوير والصورة . فان هواية الرسم عند العمـاد مصطفی طلاس وزير الدفاع السوري هي الطريق إلى تحوله لمصور فوتوغرافي ، قدم ويقدم النتاجات المميزة في هذا المجال رغم ما يتطلبه موقعه الحساس من وقت وجهد مضاعفين .
وتقديراً منا لهذا الواقع الدقيق - اهمية الزمن لدى العماد ـ كنا نشعر بالاحراج حول نقطة البداية في لقائنا ، ونحاول جاهدين تقليص الأسئلة المتراكمة في رؤوسنا ، لكن إستقبال العماد لنا في صالون منـزلـه وبابتسامته العريضة وترحيبـه الحار ، مع مقدمة قبله حول إعجابه وتقديره لمجلة « العالم العربي ، ، كما وصف العمـاد بنفسه مجلة « فن التصوير . هـذه الأمـور اذابت الحـرج واستمرت الجلسة لثلاث ساعات لم يبخل علينا خلالها باي شيء وفي البداية كان لا بد من الانطلاق مع صاحب مجلدي . ورد الشام ، المصورين ، من البداية التي يقول عنها العماد طلاس :
البداية
منذ طفولتي احببت الرسم ومارست هذه الهواية بشكل جيد لكن مع الزمن لم أعد أجد متسعاً من الوقت لتخصيص عشرين او ثلاثين يوماً لرسم لوحة واحدة فوجدت أن الكاميرا يمكنها تناول الموضوع نفسه بشكل أفضل وباقل وقت ممكن ، وقد أسهمت معرفتي بفنون الرسم في الاستفادة من التمازج بين الـرسـم والتصوير لما فيهما من إرتباط وثيق ، نراه اليوم بصورة أفضل في عودة هذا التمازج .
ويتابع العماد طلاس قائلا ـ من هنا إتجهت للتصوير عبر الأساليب التقنية معتمداً على الاحساس والشعور الذاتي لاظهار الرؤية المطلوبة من خلال آلة التصوير التي تنقل بلا شك الصورة من وجهة نظر المصور وتبعاً لأحاسيسه .. وبرايي ان الاهمية تكمن في نوعية المصور الذي يقف وراء الآلة ، لان الرؤية غير العادية ، ومقدرة البصر والشعور الداخلي والاحساس المرهف ، كل هذه الأمور تمر عبر عدسة المصور لتشكل لوحة ، فوتوغرافية فنية ، كما يحصل تماماً مع الرسم حيث يمكن إظهار كل هذه الأمور عبر الألوان والريشة .
التصوير والعمل العسكري
* وما هو مدى الارتباط بين التوجه العسكري للعماد كوزير للدفاع ، وبين توجهه كمصور فوتوغرافي ؟
- إذا بحثنا في خلفيات الصورة وما تشكله على كافة الأصعدة الحضـاريـة والسيـاسيـة والعسكرية ، نجد ان العلاقة وثيقة . ولا شك في صدقها فالصورة هي المرجع الوحيد لتاريخ اجيالنا ... من هذا المنطلق ارى ان العسكري لا بد وأن يكون مزودة بكاميرا ، ينقل عبرها ما يمكنه من احداث تجري على الأرض ، خلال المعارك او غيرها من الأحداث العسكرية ، بغياب المصور الصحفي ، خصوصاً وأن العسكري قادر على التقاط افضل الصور واكثرها صعوبة وخطراً ويمكن في هذا المجال الاستشهاد بما تعرفه من ان افضل الصور التي التقطت خلال الحرب العالمية الثـانيـة كـانـت من إنجـاز العسكريين .
ويذكر العماد مثالا على العسكريين الذين يحملون الكاميرا معهم بجانب البندقية ، فيقول - في إحدى زياراتي لكتيبة مشاة نمساوية ، كنت بصحبة رئيس الوزراء برونو كرايسكي ، حين إنتهى لقاؤنا بالكتيبة ، وقبـل إنصراف عناصرها ، طلبوا من رئيس وزرائهم السماح بالتقاط بعض الصور التذكارية ، فتوقعت ان اجد بينهم عدداً قليلا ممن يحملون الكاميرات لهذه الغاية ، لكنني فوجئت بان 180 جندياً من اصل ۲۰۰ منهم تناولوا الكاميرات جعبهم ، وبادروا إلى التقاط الصور التذكارية ... من هنا فانا اشجع جنودنا وضباطنا على هذه الظاهرة ، واهدي البارزين منهم خـلال التدريبـات كـاميـرات لتشجيعهم على ذلك .
واخيراً يختصر العماد هذا الأمر بقوله
- إن الذين عاشوا الحرب لبنان يدركون تماماً الجيوش الحديثة تعطي التصوير إهتماماً بالغاً ، وهذا ما جعل المصور العسكري هو أول القادمين بيروت ، وآخر المغادرين طبعاً .
العماد وأنواع الكاميرات
عن سؤال حول انواع الكاميرات التي يفضلها اجابنا العماد طلاس ـ
انا امتلك كل انواع الكاميرات العالمية . ذات التقنية العالية نسبيا ، اما كاميرتي المفضلة فهي هازلبلاد ( hassleblad ) ( f.c.n 2000 ) التي ارتـاح بالتعامل معها كثيراً تعطيه من نتائج دقيقة . وفي عملية مني للتعامل مع أحدث الكاميرات إستعنت مرة برئيس مركز میونیخ لـكـامـيـرا اللينـهـوف ( linhof ) ، كي يرشدني إلى أسلـوب إستعمال وفـك هذه الكاميرا ، التي تعرف بامكانياتها العالية إلى جانب غموضها ، وقال في المصور الألماني يومها إجادة إستعمال هذه الكاميرات تحتاج إلى دورة تستمر لستة اشهر . ، فاعلنت له إستعدادي لاعطائه الكاميرا هدية مني إذا لم اتعلم كل شيء عنها في يوم واحد وبعد ثلاث ساعات وربع الساعة كنت قد عرفت كل شيء عن . اللينهوف هذه الكاميرات التي ينضبط تـركـيـزهـا البؤري كضبط مدفع الدبابة عبر المنظار ...
وقد إشتريت في فترة لاحقة كاميرا و لينهوف ۲۲۰ ۰ وهي كاميرا ضخمة لا يوجد منها في محيطنا سوى كاميرا واحدة لدى المصور اللبناني مانوك ، وهـو الوحيد القادر على العمل بها ، لما فيها من تعقيدات اما ميزتها الرئيسية فهي إعطاء البعد الثالث دون حاجة للضوء الطبيعي كما هـي الحـال مـع الـكـاميـرات الأخرى .... اللينهوف ۲۲۰ ، مع الفلاش تعطي البعد الثالث لذلك إستخدمها الأميركيون في مكوكهم الفضائي مؤخراً ، تبعاً لميزتها ومقدرتها . عدا ذلك ارتـاح للتصوير بكاميرا ، ليكا - 4 ، التي زودتني شركتها بعدسة خاصة للعمل الفني كهدية كما انوه هنا بعدسة كانون ، ۳۰۰ ملم ، التي تعمل على إمتصاص رذاذ الغبار ، إضافة لذلك لدى ، ماستر بتكنيكا ، ۹ × ۱۲ سم وهي عروسة الكاميرات برايي .
إستغلال اللحظات الخاطفة
اما عن الأوقات التي يصور بها العماد وهل يتجه للتصوير ) بشكل يومي فيقول المصور - الوزير - نسبياً ، يمكن القول بانني اصور بشكل يومي . فالكاميرا هي سلاحي الثاني لتخليد لحظات هامة من التاريخ إنها وسيلتي لايقاف الزمن ، ومرات كثيرة اشعر بان هناك لحظات لن تتكرر ولا بد من إستغلالها ، فقوس القزح الذي يظهر كل مرة بالوان مختلفة ، عدا عن الكادر الذي يمكن حصره به إرتباطاً بالطبيعة كذلك الندي على الورد عند الصباح الباكر ، والغروب بلحظاته الرومانسية . والبرق في سرعته الخاطفة كل هذه الأشياء التي نقلتها سهلة الحصول قد لا تحصل كما شاهدناها في إحدى المرات بنفس الجمالية مثال على ذلك انتي صادات منظراً في لحظة غروب وحاولت الاسراع بالتقاط صورة له ، ولكن الفيلم تقطع نتيجة الاسراع في تركيبه بالكاميرا خسرت المنظر . وحتى الآن لم از منظراً شبیها به من هنا احد اهمية كبرى لاستغلال اللحظات الخاطفة في حينها .
ويتابع العماد طلاس قائلاً
ما افتقد إليه اليوم هو التصوير في الضوء الطبيعي بسبب ظروفي العملية ، حيث لا استطيع التوجه للتصوير سوى ليلا ، علما ان الضوء الطبيعي هو حليف المصور كما الموسيقى حليفة المغني .
ورد الشام
وتنتقل مع العماد إلى ورد الشام ، حيث يقول إلى مجلدي - - ورد الشام ، حصيلة جهد عشر سنوات . فانا احب الشام بالفطرة . واحب الورد إنسجاماً مع قول لأحد حكماء الصين . إذا كان لديك رغيفان فبع أحدهما و إشتر بلمنه باقة زهر ، فالخبز غذاء للجسد والزهر غذاء للروح ، من هنا قمت بتصوير مواطن الجمال باسلوب فني يعتمد على المنظور العام والمستوى التعبيري للتكوين العضوي او التشكيلي للزهور وهذا المجلد يعتبر وثيقة وقد يكون عهد وفاء مني للزهور وهنا أعود وأؤكد على اهمية الزهور في قول لامير المؤمنين عمر بن الخطاب حيث قال ، لو كان لي الخيار . لما كنت غير مانع للازهار . فان فاتني الربح لم يفتني العطر . .
لا للأبيض والأسود
يلاحظ أن جميع اعمـالك الفنية صورت بالملون فهل هناك من موقف محدد بهذا الشان ؟
- بالنسبة لي فانا لا اتعامل ابدأ مع الأبيض والأسود ، ولا أدخل افلامها إلى منزلي ،
وموقفي هنا ثابت ، على أساس ان الأبيض والأسود هو عهد إنتهى مع زوال عهد التخلف التكنولوجي ، يوم لم يكن ممكناً إظهار الألوان في صورنا .
وماذا عن انواع التصوير - الوجوه والأحداث والطبيعة - ابهما احب لك كمصور ) -
انا في الأساس احب تصویر الوجوه ، البورتريه ، كعمل فني معبر عن رؤية خاصة ولدي من صور الحسان مجموعة نادرة لكنني اعتز بصور الزهور بين باقي مناظر الطبيعية كاتجاه لا يضاهي من وجهتي .
رسالة إلى أصحاب الصحف
ما هو تقييم المصور مصطفى طلاس - بعيداً عن الالقاب لزملائه من المصورين العرب
- لدي محبة خاصة ممزوجة بالتقدير لما يقدمونه من اعمال صحفية ، وانا اتابع اعمالهم باستمرار ، لكنني عائب على اصحاب الصحف الذين يضعون بين ايدي مصوريهم اسوا انواع الكاميرات . وانا اعرف مصورا إحدى الصحف اللبنانية لا يزال حتى اليوم يستعمل كاميرا نيكون f القديمة علما ان نيكون موجودة الآن بالاسواق بنماذج ( 3 الحديثة ولا بد من مواكبة المصور للتقنية المتطورة ، وهذا يقع على عاتق اصحاب الصحف .
اسئلة سريعة
- هل ينصح العماد المسؤولين باستعمال الكاميرا وإحتـراف التصوير إن امكنهم ذلك ؟
- هذا بالنسبة لي بمثابة توجه خاص ، وانا انصح واشجـع زملاني العسكريين وغيرهم من المسؤولين على إمتلاك الكاميرات
- هل تمانع كوزير للدفاع في مرافقة مصور صحفي للجيش خلال المعارك ؟
- نحن لا نمنع أحدا من مرافقتنا .
وإذا كان المانع هو تصویر منشأت عسكرية ومواقع متقدما ، فمن الممكن التصوير من الجو ، ومن مسافات بعيدة .
- التصوير براي العماد فن تشكيلي ام عمل وثائقي ؟
- التصوير هو الاثنان معا ، لا بل يمكن إدراج التصوير في مرافق عديدة أخرى ، من الأعمال الثقافية الى الوثائقية إلى التجارية إلى الفنية حتى العسكرية .
- هل من مشاريع مستقبلية للعماد على صعيد التصوير ؟
- احضر حاليا لموسوعة علمية مصورة عن عالم النبـاتـات بالإضافة إلى جمع البوم مصور مادته جاهزة لدي عن الفنانة الراحلة وملكة الجمال اللبنانية مارسیل حرو ، بعنوان • رحيـل الخيام السود ، نسبة إلى عرضها الأخير مع فرقة كركلا بعنوان ، الخيام السود . .
وفي سؤال عن هوايات العماد طلاس فبصفته يهوى الكتابة عدا التصوير اشار لنا إلى مكتبته الخاصة ، التي كانت لوحدها جزء من دهشتنا في لقائنا مع العماد وجدنا لديه مكتبة يمكن إعتبارها فريدة في المنطقة على صعيد المكتبات الخاصة ، حيث تم تنظيمها باعتماد الكومبيوتر لحصر اعدادها واسمـائـهـا وتبويبها .
وفي كلمة أخيرة قال العماد طلاس
- اتمنى لهذه المجلة المثابرة . راجياً ان تمتلك قريباً مطبعة خاصة بها ، لأنها جديرة بذلك كوثيقة متكاملة من حيث الطبع والاخراج وفرز الألوان إنها باختصار ناجحة في كل شيء .
- أجرى اللقاء
زهير سعادة ، صالح الرفاعي ونبيل إسماعيل
تعليق