الإمام زيد بن علي
شهد العصر الأموي العديد من الثورات الشيعية ، كان من أشهرها تلك التي قادها زيد بن علي، فقد هزت هذه الثورة دعائم الحكم الأموي بعنف ، وكانت خطوة من الخطوات المباشرة لما قام فيما بعد في خراسان على يد أبي مسلم الخراساني ، ووقعت هذه الثورة في آخر فترة من فترات القوة والتماسك للخلافة الأموية أيام هشام بن عبد الملك ، بعدما عزل واليه على العراق خالد بن عبد الله القسري ، الذي كان أقدر حاكم أموي للعراق بعد الحجاج بن يوسف .
والسبب المباشر لثورة زيد هو أن والي العراق الجديد يوسف بن عمر الثقفي كتب إلى هشام بن عبد الملك زاعما بأن خالد القسري أودع لدى زيد قبل عزله مبلغاً كبيراً من المال ، فاستدعى هشام زيداً ، وطالبه بالمال ، وتهدده ، كما استطلع نواياه السياسية ، ثم طلب منه أن يذهب إلى العراق ، وحاول زيد الرفض فأجبره هشام . على السفر
وخرج زيد من عند هشام مغضباً ، وتوجه نحو العراق ، وهناك قابل يوسف بن عمر ، فأنكر التهمة ، وقام يوسف بن عمر يجمعه مع خالد القسري ، بعدما أخرجه من السجن ، وقد أنكر خالد أن يكون له أي مال لدى زيد ، ولم يقنع هذا يوسف ، فأعاد القسري
وورعه وعقيدته إلى سجنه ، وزج بالإمام زيد في السجن حيث تعرض للعذاب والإهانة وظل زيد في السجن حتى علم بأمره هشام بن عبد الملك ، فأرسل أمره الى والي العراق ليطلق سراح زيد ، ويرحله إلى المدينة . كان الإمام زيد أحد أحفاد الحسين ، سبط الرسول ، وشهيد كربلاء ، وكان يؤهله للزعامة نسبه وعلمه وتقواه ،
. حول الحكم والإمامة وحدث أنه بعدما خرج من السجن قرر مغادرة الكوفة إلى المدينة فجاءته وفود من شيعة أهل الكوفة تطلب منه البقاء قائلين « إنا لنرجو أن تكون «المنصور» وأن يكون هذا الزمان الذي يهلك فيه بنو أمية ، ، وتردد زيد في قبول الدعوة ، وغادر الكوفة ، ولكنه ما أن تجاوزها حتى لحقته وفود الشيعة تكرر دعوتها له بالخروج ، وتهيب زيد خطورة الموقف ، خاصة وأن التجارب السابقة لأسرته مع أهل الكوفة كانت لا تشجع على الاستجابة ، وقد حذره أقرباؤه من الاستجابة الدعوة والركون إلى وعود أهل الكوفة
ومن المؤكد أن الإمام زيد كان لديه طموح عقائدي للخلافة ، يرى في نفسه الصفات والمؤهلات المنصب ، كما كان اتسم بالصفات اللازمة عليه الخروج ، وستبقى عقيدة الخروج من مرتكزات العقيدة الزيدية ، ولهذا نجده وقد تجاوب ، بعد تردد ، مع إلحاح أهل الكوفة ، ولاشك أنه كان الحادثته مع يوسف بن عمر وهشام بن عبد الملك ، وما تعرض له ، أكبر الأثر في اتخاذه قرار الاستجابة وكان أن بری من
وهكذا عاد إلى الكوفة سراً وأخذ يعد العدة للثورة بحيطة متناهية ، لكن ماتعمل الحيطة ، هل تغير من طباع المجتمعات وتركيبها ؟
صنع لهذا تعقب يوسف بن عمر حركات زيد ورصدها وعلم التاريخ المقرر لانفجارها ( الأول من صفر عام ۱۲۲ هـ ) . وهكذا تمكن من خنقها قبل اندلاعها مباشرة رغم ضروب البطولة التي أبداها زيد ، ورغم براعة الحركة وشدة الإقدام لديه ولدى بعض أتباعه ، وخلال يومين أخمدت قوات ابن عمر الثورة ، وقتلت زيداً ، وهكذا سار زيد على طريق جده الحسين ، وماتت ثورته قبل أن تولد ، فطويت بذلك صفحة سياسية من صفحات تاريخ المقاومة الشيعية ضد الحكم الأموي ، لكن فتحت صفحات كثيرة جديدة ، كان لها ومازال أبعد الأثر في / أحداث اجتماعية وعقائدية ، وبالتالي سياسية في بلدان إسلامية متعددة. فلئن قضي على ثورة زيد عسكرياً ، فإنها استمرت عقائدياً وتشريعياً ذلك أن حفيد سبط النبي كان فقيها ، ومحدثاً ، وعالمــــا بقراءات القرآن الكريم، ورت بيت النبوة علماً وخلقاً ونسباً ، لهذا تحلق حوله التلاميذ وأخذوا عنه ، وكان الصقهم بـه أبو خالد عمرو ابن خالد الواسطي ، وقام الواسطي بعد وفاة زيد بتدوين كتابين روى فيها حديث الإمام وفقهه ، ويعرف أحمد هذين الكتابين باسم مجمــوع الفقه ، ويعرفا معاً باسم المجموع الكبير ، وعلى العموم جاء ترتيب هذا المجموع حسب أبواب الفقه . ويلاحظ أن غالبية مواد المجموع مروية عن طريق آل البيت ، وهي مواد ليست بعيدة عن مواد السنة النبوية التي رواها كبار علماء الحديث من غير الشيعة ، ولهذا عد كثير من العلماء مذهب الإمام زيد مذهب أهل الإسلام الخامس ، لأنه في الحلول التي انتهى إليها إن خالف أحد الأئمة نراه يتفق مع إمام آخر ، ثم إن منهاج الإمام زيد
في الإستنباط قريب من منهاج من عاصره من العلماء ، ويأخذ بالكتاب
شهد العصر الأموي العديد من الثورات الشيعية ، كان من أشهرها تلك التي قادها زيد بن علي، فقد هزت هذه الثورة دعائم الحكم الأموي بعنف ، وكانت خطوة من الخطوات المباشرة لما قام فيما بعد في خراسان على يد أبي مسلم الخراساني ، ووقعت هذه الثورة في آخر فترة من فترات القوة والتماسك للخلافة الأموية أيام هشام بن عبد الملك ، بعدما عزل واليه على العراق خالد بن عبد الله القسري ، الذي كان أقدر حاكم أموي للعراق بعد الحجاج بن يوسف .
والسبب المباشر لثورة زيد هو أن والي العراق الجديد يوسف بن عمر الثقفي كتب إلى هشام بن عبد الملك زاعما بأن خالد القسري أودع لدى زيد قبل عزله مبلغاً كبيراً من المال ، فاستدعى هشام زيداً ، وطالبه بالمال ، وتهدده ، كما استطلع نواياه السياسية ، ثم طلب منه أن يذهب إلى العراق ، وحاول زيد الرفض فأجبره هشام . على السفر
وخرج زيد من عند هشام مغضباً ، وتوجه نحو العراق ، وهناك قابل يوسف بن عمر ، فأنكر التهمة ، وقام يوسف بن عمر يجمعه مع خالد القسري ، بعدما أخرجه من السجن ، وقد أنكر خالد أن يكون له أي مال لدى زيد ، ولم يقنع هذا يوسف ، فأعاد القسري
وورعه وعقيدته إلى سجنه ، وزج بالإمام زيد في السجن حيث تعرض للعذاب والإهانة وظل زيد في السجن حتى علم بأمره هشام بن عبد الملك ، فأرسل أمره الى والي العراق ليطلق سراح زيد ، ويرحله إلى المدينة . كان الإمام زيد أحد أحفاد الحسين ، سبط الرسول ، وشهيد كربلاء ، وكان يؤهله للزعامة نسبه وعلمه وتقواه ،
. حول الحكم والإمامة وحدث أنه بعدما خرج من السجن قرر مغادرة الكوفة إلى المدينة فجاءته وفود من شيعة أهل الكوفة تطلب منه البقاء قائلين « إنا لنرجو أن تكون «المنصور» وأن يكون هذا الزمان الذي يهلك فيه بنو أمية ، ، وتردد زيد في قبول الدعوة ، وغادر الكوفة ، ولكنه ما أن تجاوزها حتى لحقته وفود الشيعة تكرر دعوتها له بالخروج ، وتهيب زيد خطورة الموقف ، خاصة وأن التجارب السابقة لأسرته مع أهل الكوفة كانت لا تشجع على الاستجابة ، وقد حذره أقرباؤه من الاستجابة الدعوة والركون إلى وعود أهل الكوفة
ومن المؤكد أن الإمام زيد كان لديه طموح عقائدي للخلافة ، يرى في نفسه الصفات والمؤهلات المنصب ، كما كان اتسم بالصفات اللازمة عليه الخروج ، وستبقى عقيدة الخروج من مرتكزات العقيدة الزيدية ، ولهذا نجده وقد تجاوب ، بعد تردد ، مع إلحاح أهل الكوفة ، ولاشك أنه كان الحادثته مع يوسف بن عمر وهشام بن عبد الملك ، وما تعرض له ، أكبر الأثر في اتخاذه قرار الاستجابة وكان أن بری من
وهكذا عاد إلى الكوفة سراً وأخذ يعد العدة للثورة بحيطة متناهية ، لكن ماتعمل الحيطة ، هل تغير من طباع المجتمعات وتركيبها ؟
صنع لهذا تعقب يوسف بن عمر حركات زيد ورصدها وعلم التاريخ المقرر لانفجارها ( الأول من صفر عام ۱۲۲ هـ ) . وهكذا تمكن من خنقها قبل اندلاعها مباشرة رغم ضروب البطولة التي أبداها زيد ، ورغم براعة الحركة وشدة الإقدام لديه ولدى بعض أتباعه ، وخلال يومين أخمدت قوات ابن عمر الثورة ، وقتلت زيداً ، وهكذا سار زيد على طريق جده الحسين ، وماتت ثورته قبل أن تولد ، فطويت بذلك صفحة سياسية من صفحات تاريخ المقاومة الشيعية ضد الحكم الأموي ، لكن فتحت صفحات كثيرة جديدة ، كان لها ومازال أبعد الأثر في / أحداث اجتماعية وعقائدية ، وبالتالي سياسية في بلدان إسلامية متعددة. فلئن قضي على ثورة زيد عسكرياً ، فإنها استمرت عقائدياً وتشريعياً ذلك أن حفيد سبط النبي كان فقيها ، ومحدثاً ، وعالمــــا بقراءات القرآن الكريم، ورت بيت النبوة علماً وخلقاً ونسباً ، لهذا تحلق حوله التلاميذ وأخذوا عنه ، وكان الصقهم بـه أبو خالد عمرو ابن خالد الواسطي ، وقام الواسطي بعد وفاة زيد بتدوين كتابين روى فيها حديث الإمام وفقهه ، ويعرف أحمد هذين الكتابين باسم مجمــوع الفقه ، ويعرفا معاً باسم المجموع الكبير ، وعلى العموم جاء ترتيب هذا المجموع حسب أبواب الفقه . ويلاحظ أن غالبية مواد المجموع مروية عن طريق آل البيت ، وهي مواد ليست بعيدة عن مواد السنة النبوية التي رواها كبار علماء الحديث من غير الشيعة ، ولهذا عد كثير من العلماء مذهب الإمام زيد مذهب أهل الإسلام الخامس ، لأنه في الحلول التي انتهى إليها إن خالف أحد الأئمة نراه يتفق مع إمام آخر ، ثم إن منهاج الإمام زيد
في الإستنباط قريب من منهاج من عاصره من العلماء ، ويأخذ بالكتاب
تعليق