أما أهم التأثيرات الشرقية على الأفلاطونية المحدثة فهي مذاهب الشرق الأقصى والأوسط وعلى الخصوص المنانية حيث أثرت على الأفلاطونية المحدثة وأثرت على بعض المذاهب والعديد من الفلاسفة في الإسلام . ومن أهم آراء أفلوطين التي انتقلت إلى الفرق الدينية في الإسلام نظرية التأويل للنصوص ، إنما غالباً ماعم استخدامها بشكل عكسي أي ليس للتوفيق بين النصوص المقدسة وعناصر الفلسفة كما صنع فيلون [ ٢٥ ق . م ] سلف أفلوطين ، ولكن لإبطال ظاهر معنى النصوص ببواطن معطلة
وماني هو مؤسس الديانة المنانية وقد ولد عام (٢١٥) أو (٢١٦) في بابل وانتقل إلى بلاد فارس ومنها إلى الهند حيث انتشر مذهبه هناك وتعتمد عقيدته على الديانة المجوسية والنصرانية والبابلية والغنوصية معاً وقد ادعى بأنه هو الفارقليط الأخير أي الروح القدس ، وقال بأصلمين للعالم أزليين غير مخلوقين هما النور الذي يصدر كل ماهو خير ، والظلمة التي عنها نشأ الشر ، وبامتزاجها بدأ الصراع الأبدي ، والنور هو الله ، والظلمة ليست قوة إلهية بل هي المادة والشيطان . إن المرء ليدهش من اتساع تأثير هذه الفلسفة ، واستمرار هذا التأثير وتشعبه ، وانتقاله في الشرق والغرب ووضوحه على الديانات والأفكار القائمة ، ومن الصعوبة بمكان دراسة كافة تأثيرات هذه الفلسفة والإحاطة بها هنا، ولنشر إلى تأثيرها بصورة سريعة بحسب التسلسل التاريخي لهذا التأثير من ناحية عرض الوقائع .
تأثيرها على المسيحية .
هناك من يقول بأن المسيحية هي التي أثرت الأفلاطونية المحدثة ويؤيدوا حججهم بوجود كثير من رجال الدين المسيحي كأوريجانوس ممن سبقوا أفلوطين ، إلا أن الرأي السائد والعلمي هو الذي يقول العكس ، ويعرض و تسلر ، أن المسيحية و الأفلاطونية المحدثة ، قد كوننا أيديولوجيتيهما في ظروف واحدة ، وزمن واحد وبيئة واحدة . ويؤكد ذلك الصراع الطويل بين المسيحية والأفلوطينية المحدثة ، ورد فلاسفتها على المسيحيين ولعل أبرزهم و أمونيوس سكاس » (الحمال) أستاذ أفلوطين الذي كان مسيحياً وارتد ، وكذلك الحال بالنسبة لفرفريوس . وإن من نتيجة هذا الصراع الفكري بين الأيديولوجيتين كان تأثر بناة الكنيسة بالفلسفة الأفلوطينية المحدثة وتغلغل أفكارها في عقولهم إلى أبعد الحدود من أفلوطين أو عدم وجود حتى إن فكرة التثليث في المسيحية هي في الأفلوطينية ولذا كان تشابها معاً وافتراقها في بعض النقاط موضع مناقشة في تأثر المسيحية هذا التأثر ، فهناك من يقول بوجود التشابه باللفظ فقط ، وهناك من يقول بوجود التشابه والتطابق باللفظ والمعنى ، وآخرون يرون العكس تماماً ويقول ول ديورانت عن مدرسة أفلوطين وعقائده : «كان لهذه العقائد والأفكار الصوفية الخفية أثرها في آراء الرسولين بولس ويوحنا : وفي كثير ممن حذا حذوهما من المسيحيين ، وفي تشكيل كثير من العقائد المسيحية الخارجة عن الدين القويم ، . كذلك أثر أفلوطين على مؤسسي الكنيسة الأوائل واضح ، ثم هو شديد الوضوح على رجال عظام أمثال القديس أوغسطين ، صاحب الاعترافات ومدينة الله ، وأكثر العقائديين تأثيراً على الكنيسة الرومانية في العصور الوسطى .
تأثير أفلوطين على العرب ؛
وكما أشرنا من قبل لم يرد ذكر أفلوطين عنه العرب بشكل صريح ، ولكن أثبتت الدراسات الحديثة منذ القرن التاسع عشر أن الشيخ اليوناني الذي يرد ذكره عند المفكرين والكتاب العرب إنما هو أفلوطين وإن أفلوطنس إنما هو أيضاً أفلوطين وقد عرفه العرب عن طريق تلميذه فرفريوس الصوري ( ملخوس السوري ) الذي كان أعظم تلاميذتــــــه والمولود سنة ٢٣٣ م في مدينه صور على الساحل السوري ، وقد تعرف على أفلوطين في روما عام ٢٦٣ وله عدة مؤلفات في مذهب الأفلاطونية المحدثة وفي شرح محاورات أفلاطون ، ولعل أشهر كتبه التي عرفها العرب هو « سياغوجي ، وفيه ينقل أقوال الفلاسفة القدماء حق أرسطو وقد كان لهذا الكتاب التأثير الكبير على الفلاسفة العرب . أما التأثير المباشر لأفلوطين في العرب ، فقد كان عن طريق أثولوجيا أرسطاطاليس، فهذا الكتاب الذي نسب خطأ إلى أرسطو إنما هو في الحقيقة تلخيص لكتاب التساعات ، مع تغيير في الترتيب مأخوذ ، عن أجزاء من التساعات الرابعة والخامسة والسادسة . ودخلت أيضاً أجزاء أخرى من التساعات إلى عند العرب ونجدها فيما أطلق عليه اسم ( رسالة في العلم الإلهي للفارابي ( وهذا النسب خاطي ، والحقيقة أنها أجزاء من التساع ، الخامس لأفلوطين . وهناك شذرات أخرى وضعت باسم الشيخ اليوناني وردت عنــــد الشهرستاني ونجدها في المخطوط المجهول المؤلف ، والذي يشار إليه عادة باسم د ٥٣٩ مارش شرقي بأكسفورد » . ويقول د. عبد الرحمن بدري في كتابه أفلوطين عند العرب .
وماني هو مؤسس الديانة المنانية وقد ولد عام (٢١٥) أو (٢١٦) في بابل وانتقل إلى بلاد فارس ومنها إلى الهند حيث انتشر مذهبه هناك وتعتمد عقيدته على الديانة المجوسية والنصرانية والبابلية والغنوصية معاً وقد ادعى بأنه هو الفارقليط الأخير أي الروح القدس ، وقال بأصلمين للعالم أزليين غير مخلوقين هما النور الذي يصدر كل ماهو خير ، والظلمة التي عنها نشأ الشر ، وبامتزاجها بدأ الصراع الأبدي ، والنور هو الله ، والظلمة ليست قوة إلهية بل هي المادة والشيطان . إن المرء ليدهش من اتساع تأثير هذه الفلسفة ، واستمرار هذا التأثير وتشعبه ، وانتقاله في الشرق والغرب ووضوحه على الديانات والأفكار القائمة ، ومن الصعوبة بمكان دراسة كافة تأثيرات هذه الفلسفة والإحاطة بها هنا، ولنشر إلى تأثيرها بصورة سريعة بحسب التسلسل التاريخي لهذا التأثير من ناحية عرض الوقائع .
تأثيرها على المسيحية .
هناك من يقول بأن المسيحية هي التي أثرت الأفلاطونية المحدثة ويؤيدوا حججهم بوجود كثير من رجال الدين المسيحي كأوريجانوس ممن سبقوا أفلوطين ، إلا أن الرأي السائد والعلمي هو الذي يقول العكس ، ويعرض و تسلر ، أن المسيحية و الأفلاطونية المحدثة ، قد كوننا أيديولوجيتيهما في ظروف واحدة ، وزمن واحد وبيئة واحدة . ويؤكد ذلك الصراع الطويل بين المسيحية والأفلوطينية المحدثة ، ورد فلاسفتها على المسيحيين ولعل أبرزهم و أمونيوس سكاس » (الحمال) أستاذ أفلوطين الذي كان مسيحياً وارتد ، وكذلك الحال بالنسبة لفرفريوس . وإن من نتيجة هذا الصراع الفكري بين الأيديولوجيتين كان تأثر بناة الكنيسة بالفلسفة الأفلوطينية المحدثة وتغلغل أفكارها في عقولهم إلى أبعد الحدود من أفلوطين أو عدم وجود حتى إن فكرة التثليث في المسيحية هي في الأفلوطينية ولذا كان تشابها معاً وافتراقها في بعض النقاط موضع مناقشة في تأثر المسيحية هذا التأثر ، فهناك من يقول بوجود التشابه باللفظ فقط ، وهناك من يقول بوجود التشابه والتطابق باللفظ والمعنى ، وآخرون يرون العكس تماماً ويقول ول ديورانت عن مدرسة أفلوطين وعقائده : «كان لهذه العقائد والأفكار الصوفية الخفية أثرها في آراء الرسولين بولس ويوحنا : وفي كثير ممن حذا حذوهما من المسيحيين ، وفي تشكيل كثير من العقائد المسيحية الخارجة عن الدين القويم ، . كذلك أثر أفلوطين على مؤسسي الكنيسة الأوائل واضح ، ثم هو شديد الوضوح على رجال عظام أمثال القديس أوغسطين ، صاحب الاعترافات ومدينة الله ، وأكثر العقائديين تأثيراً على الكنيسة الرومانية في العصور الوسطى .
تأثير أفلوطين على العرب ؛
وكما أشرنا من قبل لم يرد ذكر أفلوطين عنه العرب بشكل صريح ، ولكن أثبتت الدراسات الحديثة منذ القرن التاسع عشر أن الشيخ اليوناني الذي يرد ذكره عند المفكرين والكتاب العرب إنما هو أفلوطين وإن أفلوطنس إنما هو أيضاً أفلوطين وقد عرفه العرب عن طريق تلميذه فرفريوس الصوري ( ملخوس السوري ) الذي كان أعظم تلاميذتــــــه والمولود سنة ٢٣٣ م في مدينه صور على الساحل السوري ، وقد تعرف على أفلوطين في روما عام ٢٦٣ وله عدة مؤلفات في مذهب الأفلاطونية المحدثة وفي شرح محاورات أفلاطون ، ولعل أشهر كتبه التي عرفها العرب هو « سياغوجي ، وفيه ينقل أقوال الفلاسفة القدماء حق أرسطو وقد كان لهذا الكتاب التأثير الكبير على الفلاسفة العرب . أما التأثير المباشر لأفلوطين في العرب ، فقد كان عن طريق أثولوجيا أرسطاطاليس، فهذا الكتاب الذي نسب خطأ إلى أرسطو إنما هو في الحقيقة تلخيص لكتاب التساعات ، مع تغيير في الترتيب مأخوذ ، عن أجزاء من التساعات الرابعة والخامسة والسادسة . ودخلت أيضاً أجزاء أخرى من التساعات إلى عند العرب ونجدها فيما أطلق عليه اسم ( رسالة في العلم الإلهي للفارابي ( وهذا النسب خاطي ، والحقيقة أنها أجزاء من التساع ، الخامس لأفلوطين . وهناك شذرات أخرى وضعت باسم الشيخ اليوناني وردت عنــــد الشهرستاني ونجدها في المخطوط المجهول المؤلف ، والذي يشار إليه عادة باسم د ٥٣٩ مارش شرقي بأكسفورد » . ويقول د. عبد الرحمن بدري في كتابه أفلوطين عند العرب .
تعليق