أفلوطين
[ ٢٠٥ - ۲۷۰ م ]
ولد أفلوطين عام ۲۰٥ في مصر في مدينة ليكوبولس (أسيوط) من أسرة غنية وتلقى ثقافة واسعة . وقد عرفنا تاريخ حياته من تلميذه فرفريوس ( ملخوس السوري من صور ) . الذي دون أخبار حياته ، فزاد بذلك من خلود أستاذه أفلوطين
تتلمذ أفلوطين على يد أستاذه ( أموينوس الجمال، في الاسكندرية وعنه أخذ علومه وقد بقي يعترف بفضله ويقول عن نفسه أنه ناقل وشارح لآراء أستاذه ( أموينوس ، الذي لم يعرف أنه كتب أو ترك أي أثر ، رغم أن أفلوطين قد لازمه مدة اثنتي عشرة سنة . .
ويبدو أن أفلوطين قد بدأ في تعلم الفلسفة وهو ابن ثلاثين عاماً ، وقد ترك الاسكندرية ملتحقا بجيش الامبراطور د غورديانوس » المتجه إلى الشرق لمحاربة الفرس ، ويبدو أن غرض أفلوطين من هذا الالتحاق لم يكن الاشتراك بالحرب بقدر ما كان البحث والتقصي والدراسة للفلسفة الشرقية التي استورد منها الكثير إلى فلسفته ، إلا أن نتيجة الحرب كانت ضد غورديانوس وأخفق أفلوطين لهذا في الاجتماع بماني مؤسس الديانة المنانية الذي كان بالطرف المقابل يجيش سابور ملك الفرس وكأن تلك الحرب إنما كانت حرب فلسفة شرقية يمثلها ماني وفلسفة .
هلنتسية كان يمثلها أفلوطين . إثر انكسار جيش غورديانوس ارتد افلوطين إلى انطاكية ومنها اتجه إلى روما حيث استقر هناك، وأخذ يعلم الفلسفة ، وكان من تلاميذه نخبة من كبار رجال الدولة وأهل العلم ، حتى قيل ان الامبراطور جوليانوس والامبراطورة سابينا كانا من مريديه ، وكان الامبراطور يستشيره في بعض القضايا وقد قرر أن يعطيه اقليم كمبانيا ليقيم عليه مدينة فاضلة باسم «مدينة افلاطون » على نهج جمهورية افلاطون . زاعت شهرة أفلوطين وساد مذهبه الفلسفي في ذاك العصر، لأنه كان فيه شفاء القلق الذي أشاعه عصره ، وسكينة للنفوس القلقة . كانت نظرة افلوطين واسمة عالمية أزلية ، فقد كان يكره أن يبحث ويفكر في شؤون عصره على اعتبار أن حوادث الزمان تافهة ، إذا ما قورنت بالزمان نفسه ، لذلك نراه يتجاهل صراع عصره وقضاياه ، ويتجاهل أيضاً ويكره أن يذكر نفسه أو يذكر أسرته، وحتى جسده وصحته
وطنه ومدينته كان أفلوطين نباتياً ) ربما من تأثير الفلسفات الشرقية ) ويدعو الناس ليكونوا كذلك ، وكان لا يأكل إلا القليل ولا ينام إلا مضطراً ، ويهمل
توفي افلوطين عام ۲۷۰ م إلا أن أثره بقي حيا خالد أبداً . وقد اشتهر مذهب أفلوطين باسم الأفلاطونية المحدثة لأن أفلوطين قد أحيا ذكر افلاطون ، رغم وجود فوارق كبيرة بين المذهبين وكذلك أطلق على هذا المذهب اسم المدرسة الاسكندرانية أو مدرسة الاسكندرية للفلسفة لم بعد نضجت كان أفلوطين يعلم تلاميذه شفهياً ، ولما صار شيخاً اضطر إلى تدوين آراءه أن فلسفته ولم يكن يتم إلا بالفكرة لذلك يتم بأسلوب التدوين ، حتى أنه لم يراجع مدوناته التي بلغت ٥٤ مقالة نظراً لإصابته بمرض في عينيه مما دعاه للعهدة بتنظيم كتابه إلى تلميذه فرفريوس الذي قسم الكتاب إلى ستة أقسام جعل كل قسم منها تسعة فصول وذلك تيمناً بالعددين (ستة) و(تسعة) على الطريقة الفيثاغورثية، ولهذا اشتهر الكتاب باسم ( التاسوعات ) ، ونلاحظ أنه رغم تنظيم فرفريوس للكتاب فإنه بقي من أكثر الكتب اضطرابا في الفلسفة ، كل هذا رغم اتساع أثره في العالم .
وقد عرف العرب أفلوطين عن طريق فرفريوس ، والظاهرة الغامضة ان كل الفلاسفة والمتصوفة العرب قد أخذوا عن أفلوطين لكنهم دون أن يعرفوه تماماً ، فهم لم يعرفوا عن حياته إلا القليل النادر جل ما هنالك هم يعرفون مذهبه باسم « مذهب الاسكندرانيين ) أو ( المـ الاسكندراني ، ويسميه الشهرستاني وسواه « الشيخ اليوناني ، ، حسبما أكد ذلك المستشرق ( هاربريكر، ورينان وغيرهم من المستشرقين ، ويشير إليه ابن النديم باسم « فلوطينس » . ذهب
أما كتابه التاسوعات فإنه لم يعرف سوى من ملخص له مع تغيير الترتيب وتوسع في النص للإيضاح ، وذلك من أجزاء من التاسوعات الرابعة والخامسة والسادسة ، وقد عرف هذا الكتاب باسم « اتولوجيا أرسطا طاليس ، وبدعي أنه نسبته إلى أرسطاطاليس خطأ .
تستند فلسفة أفلوطين على فلسفة افلاطون ضمن إطار الفلسفة اليونانية إلا أن عصر وبيئة افلوطين كانت متأثرة بالديانات التي وجدت في الشرق
[ ٢٠٥ - ۲۷۰ م ]
ولد أفلوطين عام ۲۰٥ في مصر في مدينة ليكوبولس (أسيوط) من أسرة غنية وتلقى ثقافة واسعة . وقد عرفنا تاريخ حياته من تلميذه فرفريوس ( ملخوس السوري من صور ) . الذي دون أخبار حياته ، فزاد بذلك من خلود أستاذه أفلوطين
تتلمذ أفلوطين على يد أستاذه ( أموينوس الجمال، في الاسكندرية وعنه أخذ علومه وقد بقي يعترف بفضله ويقول عن نفسه أنه ناقل وشارح لآراء أستاذه ( أموينوس ، الذي لم يعرف أنه كتب أو ترك أي أثر ، رغم أن أفلوطين قد لازمه مدة اثنتي عشرة سنة . .
ويبدو أن أفلوطين قد بدأ في تعلم الفلسفة وهو ابن ثلاثين عاماً ، وقد ترك الاسكندرية ملتحقا بجيش الامبراطور د غورديانوس » المتجه إلى الشرق لمحاربة الفرس ، ويبدو أن غرض أفلوطين من هذا الالتحاق لم يكن الاشتراك بالحرب بقدر ما كان البحث والتقصي والدراسة للفلسفة الشرقية التي استورد منها الكثير إلى فلسفته ، إلا أن نتيجة الحرب كانت ضد غورديانوس وأخفق أفلوطين لهذا في الاجتماع بماني مؤسس الديانة المنانية الذي كان بالطرف المقابل يجيش سابور ملك الفرس وكأن تلك الحرب إنما كانت حرب فلسفة شرقية يمثلها ماني وفلسفة .
هلنتسية كان يمثلها أفلوطين . إثر انكسار جيش غورديانوس ارتد افلوطين إلى انطاكية ومنها اتجه إلى روما حيث استقر هناك، وأخذ يعلم الفلسفة ، وكان من تلاميذه نخبة من كبار رجال الدولة وأهل العلم ، حتى قيل ان الامبراطور جوليانوس والامبراطورة سابينا كانا من مريديه ، وكان الامبراطور يستشيره في بعض القضايا وقد قرر أن يعطيه اقليم كمبانيا ليقيم عليه مدينة فاضلة باسم «مدينة افلاطون » على نهج جمهورية افلاطون . زاعت شهرة أفلوطين وساد مذهبه الفلسفي في ذاك العصر، لأنه كان فيه شفاء القلق الذي أشاعه عصره ، وسكينة للنفوس القلقة . كانت نظرة افلوطين واسمة عالمية أزلية ، فقد كان يكره أن يبحث ويفكر في شؤون عصره على اعتبار أن حوادث الزمان تافهة ، إذا ما قورنت بالزمان نفسه ، لذلك نراه يتجاهل صراع عصره وقضاياه ، ويتجاهل أيضاً ويكره أن يذكر نفسه أو يذكر أسرته، وحتى جسده وصحته
وطنه ومدينته كان أفلوطين نباتياً ) ربما من تأثير الفلسفات الشرقية ) ويدعو الناس ليكونوا كذلك ، وكان لا يأكل إلا القليل ولا ينام إلا مضطراً ، ويهمل
توفي افلوطين عام ۲۷۰ م إلا أن أثره بقي حيا خالد أبداً . وقد اشتهر مذهب أفلوطين باسم الأفلاطونية المحدثة لأن أفلوطين قد أحيا ذكر افلاطون ، رغم وجود فوارق كبيرة بين المذهبين وكذلك أطلق على هذا المذهب اسم المدرسة الاسكندرانية أو مدرسة الاسكندرية للفلسفة لم بعد نضجت كان أفلوطين يعلم تلاميذه شفهياً ، ولما صار شيخاً اضطر إلى تدوين آراءه أن فلسفته ولم يكن يتم إلا بالفكرة لذلك يتم بأسلوب التدوين ، حتى أنه لم يراجع مدوناته التي بلغت ٥٤ مقالة نظراً لإصابته بمرض في عينيه مما دعاه للعهدة بتنظيم كتابه إلى تلميذه فرفريوس الذي قسم الكتاب إلى ستة أقسام جعل كل قسم منها تسعة فصول وذلك تيمناً بالعددين (ستة) و(تسعة) على الطريقة الفيثاغورثية، ولهذا اشتهر الكتاب باسم ( التاسوعات ) ، ونلاحظ أنه رغم تنظيم فرفريوس للكتاب فإنه بقي من أكثر الكتب اضطرابا في الفلسفة ، كل هذا رغم اتساع أثره في العالم .
وقد عرف العرب أفلوطين عن طريق فرفريوس ، والظاهرة الغامضة ان كل الفلاسفة والمتصوفة العرب قد أخذوا عن أفلوطين لكنهم دون أن يعرفوه تماماً ، فهم لم يعرفوا عن حياته إلا القليل النادر جل ما هنالك هم يعرفون مذهبه باسم « مذهب الاسكندرانيين ) أو ( المـ الاسكندراني ، ويسميه الشهرستاني وسواه « الشيخ اليوناني ، ، حسبما أكد ذلك المستشرق ( هاربريكر، ورينان وغيرهم من المستشرقين ، ويشير إليه ابن النديم باسم « فلوطينس » . ذهب
أما كتابه التاسوعات فإنه لم يعرف سوى من ملخص له مع تغيير الترتيب وتوسع في النص للإيضاح ، وذلك من أجزاء من التاسوعات الرابعة والخامسة والسادسة ، وقد عرف هذا الكتاب باسم « اتولوجيا أرسطا طاليس ، وبدعي أنه نسبته إلى أرسطاطاليس خطأ .
تستند فلسفة أفلوطين على فلسفة افلاطون ضمن إطار الفلسفة اليونانية إلا أن عصر وبيئة افلوطين كانت متأثرة بالديانات التي وجدت في الشرق
تعليق