الطبري
[ ٢٢٤ _ ٣١٠ ه ]
حين يذكر تاريخ الإسلام في قرونه الثلاثة الزاهية الأولى ، يذكر اسم أعظم من دون أخباره واعتني بها و هو محمد بن جرير الطبري ، وعندما يستعرض الباحث الكتب التي صنفت في تفسير القرآن ، يجد أن الطبري كان من أعظم المفسرين وأكثرهم شمولاً في عمله
والطبري هو أبو جعفر محمد بن جرير ، ولد في مدينة آمل ، حاضرة منطقة طبرستان القائمة على السواحل الشرقية لبحر قزوين ، ومنذ نعومة أظافره اهتم أبوه بتعليمه وتربيته ، فتعلم العربية وقراءة القرآن ، ثم بعد ذلك اهتم بالحديث النبوي والعلوم الإسلامية ، وأخذ ذلك على جلة شيوخ مدينته ، ثم سمت به همته إلى السفر فرحل نحو بغداد ، وفي عدداً طريقه إلا لقي ، ثم حط الرحال في بغداد ولقي فيها كبار رجال المعرفة في العالم الإسلامي ، فأخذ عليهم وحضر مجالسهم ، وسمع أحاديثهم ومساجلاتهم ، وزار وهو في العراق كل من البصرة والكوفة من العلماء فأخذ
اهتم الطبري بعلوم القرآن ، وبفقه مختلف مدارس الإسلام الكبرى وبالتاريخ ، وغير ذلك من العلوم ، فكان بذلك واحداً من رجال موسوعي المعرفة ، ولم يكتف بما حصله في العراق فسافر عصره كتبه على أن اقامته لم تطل في مصر حيث عاد نحو بغداد ليستقر ، وكانت شهرته قد سبقته إليها، وفي بغداد صار له مجلسه الخاص للتدريس والإملاء ، وتحلق حوله طلاب العلم ، وباشر هو في تصنيف عدد من وأخذ يمليها على تلامذته ، وكان أهم الكتب التي أملاها كتاباً في تفسير القرآن عرف باسم ( جامع البيان في تفسير القرآن ، وجاء هذا الكتاب في عدد من المجلدات الكبيرة ، وفيه أودع الطبري مواد لها صلة بعلوم القرآن والشريعة والتاريخ ، تشتمل على جل ما اجتمع عند المسلمين في هذا الباب ، ولهذا نال كتاب التفسير هذا مكانة سما بها على الأعمال التي سبقته ، ولم يستطع أحد بعد ذلك أن ينازعه على منزلته احتلما التي
إلى بلاد الشام حيث لقي حملة العلم فيها ، ومن الشام توجه إلى مصر ، حيث مكث فترة وجيزة ، ثم عاد إلى الشام ، لكنه غادرها ثانية إلى مصر وكان قد نال شهرة بالعلم والمعرفة ، وأقبل الناس على الأخذ عنه في الفسطاط
وأملى أيضاً على تلامذته كتاباً في التاريخ عرف بعنوان و تاریخ الرسل والملوك ) أو ( الأمم والملوك ، أرخ به للخليقة منذ آدم وحتى بداية القرن الرابع للهجرة ، وجاء هذا الكتاب في حجم يساوي تقريباً حجم كتاب التفسير
التي تحدث بها الطبري عن الفترة ما بين آدم وظهور النبي محمد من كبير قيمة ، ذلك أنها اعتمدت على تراث الاسرائيلات ، إنما اعتماد الطبري للبدء ببداية الخليقة معاني كثيرة تقودنا إلى تصوره التاريخي، القائم على أن رسالة الإسلام أتمت رسائل الأنبياء السابقين ، وأنه بنبوة النبي انتهى عصر الرسل ، وبدأ ليس المادة محمد عصر الملوك
[ ٢٢٤ _ ٣١٠ ه ]
حين يذكر تاريخ الإسلام في قرونه الثلاثة الزاهية الأولى ، يذكر اسم أعظم من دون أخباره واعتني بها و هو محمد بن جرير الطبري ، وعندما يستعرض الباحث الكتب التي صنفت في تفسير القرآن ، يجد أن الطبري كان من أعظم المفسرين وأكثرهم شمولاً في عمله
والطبري هو أبو جعفر محمد بن جرير ، ولد في مدينة آمل ، حاضرة منطقة طبرستان القائمة على السواحل الشرقية لبحر قزوين ، ومنذ نعومة أظافره اهتم أبوه بتعليمه وتربيته ، فتعلم العربية وقراءة القرآن ، ثم بعد ذلك اهتم بالحديث النبوي والعلوم الإسلامية ، وأخذ ذلك على جلة شيوخ مدينته ، ثم سمت به همته إلى السفر فرحل نحو بغداد ، وفي عدداً طريقه إلا لقي ، ثم حط الرحال في بغداد ولقي فيها كبار رجال المعرفة في العالم الإسلامي ، فأخذ عليهم وحضر مجالسهم ، وسمع أحاديثهم ومساجلاتهم ، وزار وهو في العراق كل من البصرة والكوفة من العلماء فأخذ
اهتم الطبري بعلوم القرآن ، وبفقه مختلف مدارس الإسلام الكبرى وبالتاريخ ، وغير ذلك من العلوم ، فكان بذلك واحداً من رجال موسوعي المعرفة ، ولم يكتف بما حصله في العراق فسافر عصره كتبه على أن اقامته لم تطل في مصر حيث عاد نحو بغداد ليستقر ، وكانت شهرته قد سبقته إليها، وفي بغداد صار له مجلسه الخاص للتدريس والإملاء ، وتحلق حوله طلاب العلم ، وباشر هو في تصنيف عدد من وأخذ يمليها على تلامذته ، وكان أهم الكتب التي أملاها كتاباً في تفسير القرآن عرف باسم ( جامع البيان في تفسير القرآن ، وجاء هذا الكتاب في عدد من المجلدات الكبيرة ، وفيه أودع الطبري مواد لها صلة بعلوم القرآن والشريعة والتاريخ ، تشتمل على جل ما اجتمع عند المسلمين في هذا الباب ، ولهذا نال كتاب التفسير هذا مكانة سما بها على الأعمال التي سبقته ، ولم يستطع أحد بعد ذلك أن ينازعه على منزلته احتلما التي
إلى بلاد الشام حيث لقي حملة العلم فيها ، ومن الشام توجه إلى مصر ، حيث مكث فترة وجيزة ، ثم عاد إلى الشام ، لكنه غادرها ثانية إلى مصر وكان قد نال شهرة بالعلم والمعرفة ، وأقبل الناس على الأخذ عنه في الفسطاط
وأملى أيضاً على تلامذته كتاباً في التاريخ عرف بعنوان و تاریخ الرسل والملوك ) أو ( الأمم والملوك ، أرخ به للخليقة منذ آدم وحتى بداية القرن الرابع للهجرة ، وجاء هذا الكتاب في حجم يساوي تقريباً حجم كتاب التفسير
التي تحدث بها الطبري عن الفترة ما بين آدم وظهور النبي محمد من كبير قيمة ، ذلك أنها اعتمدت على تراث الاسرائيلات ، إنما اعتماد الطبري للبدء ببداية الخليقة معاني كثيرة تقودنا إلى تصوره التاريخي، القائم على أن رسالة الإسلام أتمت رسائل الأنبياء السابقين ، وأنه بنبوة النبي انتهى عصر الرسل ، وبدأ ليس المادة محمد عصر الملوك
تعليق