عماد الدين زنكي
[ ت : ١١٤٦ م ]
تعتبر سنة ٥١٨ هـ سنة حاسمة في تاريخ الاسلام ، فهي السنة التي بدأ المسلمون فيها بأعمال تحرير أراضيهم من الغزاة الصليبين ، وفي هذه السنة خف حاكم الموصل آق سنقر البرسقي على رأس جيوشه لنجدة مدينة حلب ، ورفع الحصار عنها ، وحقق البرسقي وحدة شمال الشام الجزيرة الطاقات ، ويحشد القوى لجميع افراد الأمة ضد الصليبيين ، وشرع في وضع خطط واضحة المعالم لتصفية الوجود الصليبي في الشرق ، وانتقل العمل ضد الفرنجة من مرحلة الدفاع السلبي الى مرحلة الهجوم الإيجابي والتصفية ، لكن لسوء حظ الأمة اغتيل البرسقي بعد عامين من انقاذه الحلب وادى اغتياله الى انتكاسة مؤقتة ، ذلك أن الأمة كانت تعيش بداية عصر الليقظة ، لذلك سهل عليها اجتياز المحنة ، والتغلب عليها فقد علم أهل الموصل بتآمر قوى سياسية محترفة على سيادة مدينتهم لهذا توجه وفد يمثل المدينة إلى بغداد ، وقام بالاتصال بأركان الخلافة العباسية والسلطنة السلجوقية ، وعمد الى اختيار الضابط زنكي بن قسيم الدولة ، وتم الاتفاق معه على تولي حكم الموصل ، ضمن شروط ولتأدية واجبات معينة ، وبعد ذلك أجبر الوفد سلطات بغداد على اسباغ الشرعية على هذا الاختيار محددة ، كان أهل الموصل يعرفون زنكي جيدا لأنه عاش القسط الأكبر من صباه وشبابه في مدينتهم ، وفي عام ٥٢١ ٥ / ١١٢٧ تسلم عماد الدين زنكي زمام الأمور في الموصل ، وكان زنكي هذا عسكريا من الطراز النادر ، له من الحزم والانضباط والشجاعة وحب النظام والتقيد بالقانون مع الشجاعة والمطامح السامية ، ما أحله محل الزعامة ، وأهله لشغل الدور الذي كانت الأمة في مرحلة استفاقتها آنذاك قد أوكلنه اليه ، وعهدت بمسؤولياته الجسام الى اخلاصه وكفاءته
وأدرك زنكي حجم المسؤولية التي ألقيت على عاتقه ، فقام بها خير قيام ، وأدرك أن عليه حتى يحقق النجاح أن يوحد بين اجزاء الأمة الممزقة سياسيا ، ويزيل جميع العوائق والفوارق ، ويطور حركة اليقظة وينميها فينفي عنها الفوضوية ، ويلزمها بالجدية والنظام والعمل البناء . وكانت خطته في العمل ضد العدو تهدف أولاً الى ازالة مملكة الرها ، ثم اسقاط أنطاكية، وبهذا تسد الثغرة ما بين أعالي بلاد الرافدين وشمال الشام ، ثم تغلق المنافذ البرية للصليبين من آسية الصغرى إلى الشام .
وعندما يطالع الباحث ما كتبه المؤرخون عن حياة زنكي ، يحده قد ضرب المثل الأعلى بالجدية ، والالتزام بالقانون ، وقد وصفه أحد المؤرخين بقوله : ه كان زنكي ملكا عظيما ، شجاعاً جباراً ، كثير يراعي أحوال الشرع ، وينقاد اليه ، ويكرم أهل العلم ، وبلغني أنه كان إذا قيل له : أما تخاف الله ؟ يخاف من ذلك ويتصاغر في نفسه ) ووصفه أحد معاصريه بقوله : ه كان أتابك زنكي بن قسيم الدولة رحمه الله ، إذا مشى العسكر خلفه ذلك العظمة والتجبر ،
[ ت : ١١٤٦ م ]
تعتبر سنة ٥١٨ هـ سنة حاسمة في تاريخ الاسلام ، فهي السنة التي بدأ المسلمون فيها بأعمال تحرير أراضيهم من الغزاة الصليبين ، وفي هذه السنة خف حاكم الموصل آق سنقر البرسقي على رأس جيوشه لنجدة مدينة حلب ، ورفع الحصار عنها ، وحقق البرسقي وحدة شمال الشام الجزيرة الطاقات ، ويحشد القوى لجميع افراد الأمة ضد الصليبيين ، وشرع في وضع خطط واضحة المعالم لتصفية الوجود الصليبي في الشرق ، وانتقل العمل ضد الفرنجة من مرحلة الدفاع السلبي الى مرحلة الهجوم الإيجابي والتصفية ، لكن لسوء حظ الأمة اغتيل البرسقي بعد عامين من انقاذه الحلب وادى اغتياله الى انتكاسة مؤقتة ، ذلك أن الأمة كانت تعيش بداية عصر الليقظة ، لذلك سهل عليها اجتياز المحنة ، والتغلب عليها فقد علم أهل الموصل بتآمر قوى سياسية محترفة على سيادة مدينتهم لهذا توجه وفد يمثل المدينة إلى بغداد ، وقام بالاتصال بأركان الخلافة العباسية والسلطنة السلجوقية ، وعمد الى اختيار الضابط زنكي بن قسيم الدولة ، وتم الاتفاق معه على تولي حكم الموصل ، ضمن شروط ولتأدية واجبات معينة ، وبعد ذلك أجبر الوفد سلطات بغداد على اسباغ الشرعية على هذا الاختيار محددة ، كان أهل الموصل يعرفون زنكي جيدا لأنه عاش القسط الأكبر من صباه وشبابه في مدينتهم ، وفي عام ٥٢١ ٥ / ١١٢٧ تسلم عماد الدين زنكي زمام الأمور في الموصل ، وكان زنكي هذا عسكريا من الطراز النادر ، له من الحزم والانضباط والشجاعة وحب النظام والتقيد بالقانون مع الشجاعة والمطامح السامية ، ما أحله محل الزعامة ، وأهله لشغل الدور الذي كانت الأمة في مرحلة استفاقتها آنذاك قد أوكلنه اليه ، وعهدت بمسؤولياته الجسام الى اخلاصه وكفاءته
وأدرك زنكي حجم المسؤولية التي ألقيت على عاتقه ، فقام بها خير قيام ، وأدرك أن عليه حتى يحقق النجاح أن يوحد بين اجزاء الأمة الممزقة سياسيا ، ويزيل جميع العوائق والفوارق ، ويطور حركة اليقظة وينميها فينفي عنها الفوضوية ، ويلزمها بالجدية والنظام والعمل البناء . وكانت خطته في العمل ضد العدو تهدف أولاً الى ازالة مملكة الرها ، ثم اسقاط أنطاكية، وبهذا تسد الثغرة ما بين أعالي بلاد الرافدين وشمال الشام ، ثم تغلق المنافذ البرية للصليبين من آسية الصغرى إلى الشام .
وعندما يطالع الباحث ما كتبه المؤرخون عن حياة زنكي ، يحده قد ضرب المثل الأعلى بالجدية ، والالتزام بالقانون ، وقد وصفه أحد المؤرخين بقوله : ه كان زنكي ملكا عظيما ، شجاعاً جباراً ، كثير يراعي أحوال الشرع ، وينقاد اليه ، ويكرم أهل العلم ، وبلغني أنه كان إذا قيل له : أما تخاف الله ؟ يخاف من ذلك ويتصاغر في نفسه ) ووصفه أحد معاصريه بقوله : ه كان أتابك زنكي بن قسيم الدولة رحمه الله ، إذا مشى العسكر خلفه ذلك العظمة والتجبر ،
تعليق