طارق بن زیاد
إذا كان معاوية بن أبي سفيان المؤسس الأول للخلافة الأموية ، فمها أن بن مروان هو الباني الثاني لهذه الخلافة ، وحيث أن معاوية انتزع الخلافة لنفسه وأنهى الخلفاء الراشدين ، فقد حصد ابنه يزيد وخليفته من بعده ثمرات الغصب في مذابح كبرى في المدينة ومكة وكربلاء ، واختلف حال عبد الملك عن معاوية ، لهذا جاء حصاد تركته مختلفاً أيضاً ، وتجلى ذلك فيما حصل أيام الوليد ابن عبد الملك من توحات كبرى في الشرق والغرب سواء . وكان فتح الأندلس أهم ما حصل في الغرب فما هي دفعت العرب إلى هذا الفتح ؟ هناك تعليلات كثيرة لهذا الحدث وأجوبة كثيرة متباينة قديمة وحديثة لهذا السؤال ، فهذا ابن خلدون يربط الحادث بمحاولة العرب جلب الاستقرار لحكمهم في المغرب ، في حين نجد قبله الرقيق القيرواني يجعل هذا الفتح يقوم لحماية المغرب من مخاطر هجوم يأتي عن طريق الأندلس ، وهكذا جاءت حملة المسلمين على الأندلس هجوماً وقائياً وليس عملاً توسعياً مثل بقية الفتوحات الإسلامية ..! بالإضافة إلى هذا نجد من يروي بأن العرب حرضهم ثم ساعدهم حاكم سبته واسمه جوليان على فتح الأندلس ، لأسباب تعلقت به ، فقــــد أراد أن ينتقم الشرفه وعرضه من ملك إسبانيا القوطي
سبته بلد في المغرب آلت ملكيته للعرب مع ما فتحوه من الشمال الافريقي ، وعليه فإن جوليان ربما ملك سبته وكان لديه أسطول لكن قبل الفتح الإسلامي، والإسلام دائما يجب ما قبله
ومع هذه التعليلات القديمة نجد حديثاً من يقول بأن العرب بعد ما خلص لهم الشريط الأبيض من أفريقية انعدمت لديهم الرغبة في متابعة توغلهم داخل افريقية السوداء لأسباب اقتصادية واجتماعية بشرية مسألة التصور الجغرافي والمعرفة بالأقاليم الأخرى وبلدانها فلقد كانت افريقية السوداء عالماً مجهولاً بالنسبة للعرب ، كما أنه كان عالما في غاية الفقر مرابحه قليلة ، والعمل العسكري فيه في غاية الصعوبة لأن العرب كانوا قد اعتادوا على الأرض المكشوفة والأقاليم وحضارية ، مع المتوسطة المعتدلة وفي الوقت الذي جهل فيه العرب إلى حد كبير افريقية السوداء كانت لديهم معلومات جيدة عن صقلية وشواطىء إيطاليا وشبه الجزيرة الأيبيرية ، وتحصلت هذه المعلومات بفضل النشاط البحري المسكري والتجاري المسلمين في المتوسط، الذي بدأ منذ أيام ولاية معاوية للشام . هذا وشجع على الفتح وساعد على نجاحه وضع شبه الجزيرة الايبيرية السياسي والديني والاجتماعي والاقتصادي ، إنما فوق كل ماسبق قوله لا بد من أن أنه نبين عبر التاريخ من ملك أحد طرفي مضيق جبل طارق القوة كان لابد له من العمل على ملكية الطرف الآخر كان والي المغرب أيام الوليد بن عبد الملك موسى بن نصير ، وقد تسلم منصبه هذا خلفاً لحسان بن النعمان ، وقام موسى بإعداد خطة لفتح الأندلس ، واستطلع رأي دمشق حولها ، فجاءته الموافقة ، ويبدو وقام موسى أولاً بإرسال حملات استطلاع للجزيرة كان أشهرها واحدة قام بها أحد قادته واسمه طريف بن مالك سنة (٨٩١ / ٧١٠ م ، على رأس قوة تألفت من / ٤٠٠ / مقاتل ، وأغار طريف على شواطىء جنوب اسبانية ، ونزل بمكان مازال يحمل اسما اشتق من طريف ، فكان مصدراً لخلود صاحبه أكثر من دوره فيما بعد في قيام دولة برغواطة الشهيرة في تاريخ المغرب . وكانت إغارة طريف مشجعة ، لذلك أمر موسى نائبه على طنجه ، واسمه طارق بن زياد ، بقيادة حملة مؤلفة من بضعة آلاف من المقاتلين وإنزالها على شواطىء الأندلس ، فنفذ طارق الأوامر ، وهكذا بدأ فتح الأندلس ، فمن هو طارق بن زياد هذا ؟ لقد قيل الكثير عن شخصية طارق وأصله ، أن أقرب ما قيل إلى الصحة ، هو أن طارق كان من أصل بربري ، ربما من المغرب الأدنى ، أخذ هو أو أسرته إلى مصر أو الشام اثر عمليات الفتح في شمال افريقية، وفي ديار الإسلام نشأ طارق مسلما فأحسن العربية ، وذلك احتفاظه بلغة أجداده البربرية ، ثم بعد ذلك جند في إحدى الحملات ، فجاء إلى المغرب مرة ثانية في ركب أحد القادة هذا وذهب رجال الاستشراق إلى القول بأن طارق عندما نزل بر الأندلس كان تحت امرته سبعة آلاف مقاتل كلهم من البربر ، ثم أمد. ذلك بخمسة آلاف أيضاً من البربر ، ذلك أن موسى لم يرسل جنداً عرباً مع طارق ، لأنه - كما يبدو أراد أن يضحي بعربه ، وأن ينتظر فإن كان النصر ، استغله لصالحه وصالح جنده العرب ..... مع مومی بعد - لا
يبدو أن هذا لم يكن ، والذي كان كما هو مرجح أن موسى بن
إلها - يعني الأندلس . برسم من نصير حين أناب طارقاً في طنجة ترك تحت أمرته قوة عسكرية ضمت بضعة آلاف من العرب . واثني عشر ألفا من البربر ، وكانوا قد أسلموا و حسن اسلامهم ، وترك معه جماعة من القراء والفقهاء يعلمون البربر القرآن الكريم وشرائع الإسلام ، وعندما جاءه الأمر بالعمل من أجل فتح الأندلس » أخذ طارق في انشاء السفن والاستعداد إلى الجواز غزوها ، فجاز إليها في شهر رمضان المعظم سنة اثنتين وتسعين للهجرة في جيش ) فيه أكثر ) من اثني عشر ألف مقاتل : عشرة آلاف من البربر ، وألفين من العرب ، وسبعمائة من السودان ، فلما جاز قدمهم بين يديه في صورة مهولة ، فرأى القوطيون صوراً مهولة أفزعتهم ، فكان السودان يأخذون الأسارى فيذبحون منهم ويطبخونهم ويورون من يبقى منهم أنهم يأكلونهم ، فكان ذلك مما أوقع الرعب في قلوب الروم ، فخافوهم نزل طارق بقواته في أصل جبل الفتح - الذي سيعرف باسم جبل طارق ـ مستغلا وجود لذريق ملك الأندلس القوطي في شمال بلاده وانشغاله هناك ، وقام طارق باتخاذ موقع دفاعي هجومي لقواتـــــه ، وأعد العدة للزحف على مدن الأندلس ، فجاءه الخبر بوصول الملك القوطي على رأس القوة العسكرية القوطية للمملكة ، فلما علم طارق بقدومه إليه تلقاه يجميع المسلمين ، ووقعت الحرب بينهم ، فبقي القتال بينهم ثمانية أيام حتى ظن أنه الفناء ، وصبر المسلمون صبراً جميلاً فمنحهم الله تعالى النصر بصبرهم »
عرفت المعركة هذه بمعركة وادي لكة أي وادي البحيرة - وكانت معركة حاسمة ، وكان من عادة المسلمين اصحاب جيوشهم رجال كانوا يقومون قبل القتال واثنائه بتذكير المسلمين وحضهم على السير في طريق
إذا كان معاوية بن أبي سفيان المؤسس الأول للخلافة الأموية ، فمها أن بن مروان هو الباني الثاني لهذه الخلافة ، وحيث أن معاوية انتزع الخلافة لنفسه وأنهى الخلفاء الراشدين ، فقد حصد ابنه يزيد وخليفته من بعده ثمرات الغصب في مذابح كبرى في المدينة ومكة وكربلاء ، واختلف حال عبد الملك عن معاوية ، لهذا جاء حصاد تركته مختلفاً أيضاً ، وتجلى ذلك فيما حصل أيام الوليد ابن عبد الملك من توحات كبرى في الشرق والغرب سواء . وكان فتح الأندلس أهم ما حصل في الغرب فما هي دفعت العرب إلى هذا الفتح ؟ هناك تعليلات كثيرة لهذا الحدث وأجوبة كثيرة متباينة قديمة وحديثة لهذا السؤال ، فهذا ابن خلدون يربط الحادث بمحاولة العرب جلب الاستقرار لحكمهم في المغرب ، في حين نجد قبله الرقيق القيرواني يجعل هذا الفتح يقوم لحماية المغرب من مخاطر هجوم يأتي عن طريق الأندلس ، وهكذا جاءت حملة المسلمين على الأندلس هجوماً وقائياً وليس عملاً توسعياً مثل بقية الفتوحات الإسلامية ..! بالإضافة إلى هذا نجد من يروي بأن العرب حرضهم ثم ساعدهم حاكم سبته واسمه جوليان على فتح الأندلس ، لأسباب تعلقت به ، فقــــد أراد أن ينتقم الشرفه وعرضه من ملك إسبانيا القوطي
سبته بلد في المغرب آلت ملكيته للعرب مع ما فتحوه من الشمال الافريقي ، وعليه فإن جوليان ربما ملك سبته وكان لديه أسطول لكن قبل الفتح الإسلامي، والإسلام دائما يجب ما قبله
ومع هذه التعليلات القديمة نجد حديثاً من يقول بأن العرب بعد ما خلص لهم الشريط الأبيض من أفريقية انعدمت لديهم الرغبة في متابعة توغلهم داخل افريقية السوداء لأسباب اقتصادية واجتماعية بشرية مسألة التصور الجغرافي والمعرفة بالأقاليم الأخرى وبلدانها فلقد كانت افريقية السوداء عالماً مجهولاً بالنسبة للعرب ، كما أنه كان عالما في غاية الفقر مرابحه قليلة ، والعمل العسكري فيه في غاية الصعوبة لأن العرب كانوا قد اعتادوا على الأرض المكشوفة والأقاليم وحضارية ، مع المتوسطة المعتدلة وفي الوقت الذي جهل فيه العرب إلى حد كبير افريقية السوداء كانت لديهم معلومات جيدة عن صقلية وشواطىء إيطاليا وشبه الجزيرة الأيبيرية ، وتحصلت هذه المعلومات بفضل النشاط البحري المسكري والتجاري المسلمين في المتوسط، الذي بدأ منذ أيام ولاية معاوية للشام . هذا وشجع على الفتح وساعد على نجاحه وضع شبه الجزيرة الايبيرية السياسي والديني والاجتماعي والاقتصادي ، إنما فوق كل ماسبق قوله لا بد من أن أنه نبين عبر التاريخ من ملك أحد طرفي مضيق جبل طارق القوة كان لابد له من العمل على ملكية الطرف الآخر كان والي المغرب أيام الوليد بن عبد الملك موسى بن نصير ، وقد تسلم منصبه هذا خلفاً لحسان بن النعمان ، وقام موسى بإعداد خطة لفتح الأندلس ، واستطلع رأي دمشق حولها ، فجاءته الموافقة ، ويبدو وقام موسى أولاً بإرسال حملات استطلاع للجزيرة كان أشهرها واحدة قام بها أحد قادته واسمه طريف بن مالك سنة (٨٩١ / ٧١٠ م ، على رأس قوة تألفت من / ٤٠٠ / مقاتل ، وأغار طريف على شواطىء جنوب اسبانية ، ونزل بمكان مازال يحمل اسما اشتق من طريف ، فكان مصدراً لخلود صاحبه أكثر من دوره فيما بعد في قيام دولة برغواطة الشهيرة في تاريخ المغرب . وكانت إغارة طريف مشجعة ، لذلك أمر موسى نائبه على طنجه ، واسمه طارق بن زياد ، بقيادة حملة مؤلفة من بضعة آلاف من المقاتلين وإنزالها على شواطىء الأندلس ، فنفذ طارق الأوامر ، وهكذا بدأ فتح الأندلس ، فمن هو طارق بن زياد هذا ؟ لقد قيل الكثير عن شخصية طارق وأصله ، أن أقرب ما قيل إلى الصحة ، هو أن طارق كان من أصل بربري ، ربما من المغرب الأدنى ، أخذ هو أو أسرته إلى مصر أو الشام اثر عمليات الفتح في شمال افريقية، وفي ديار الإسلام نشأ طارق مسلما فأحسن العربية ، وذلك احتفاظه بلغة أجداده البربرية ، ثم بعد ذلك جند في إحدى الحملات ، فجاء إلى المغرب مرة ثانية في ركب أحد القادة هذا وذهب رجال الاستشراق إلى القول بأن طارق عندما نزل بر الأندلس كان تحت امرته سبعة آلاف مقاتل كلهم من البربر ، ثم أمد. ذلك بخمسة آلاف أيضاً من البربر ، ذلك أن موسى لم يرسل جنداً عرباً مع طارق ، لأنه - كما يبدو أراد أن يضحي بعربه ، وأن ينتظر فإن كان النصر ، استغله لصالحه وصالح جنده العرب ..... مع مومی بعد - لا
يبدو أن هذا لم يكن ، والذي كان كما هو مرجح أن موسى بن
إلها - يعني الأندلس . برسم من نصير حين أناب طارقاً في طنجة ترك تحت أمرته قوة عسكرية ضمت بضعة آلاف من العرب . واثني عشر ألفا من البربر ، وكانوا قد أسلموا و حسن اسلامهم ، وترك معه جماعة من القراء والفقهاء يعلمون البربر القرآن الكريم وشرائع الإسلام ، وعندما جاءه الأمر بالعمل من أجل فتح الأندلس » أخذ طارق في انشاء السفن والاستعداد إلى الجواز غزوها ، فجاز إليها في شهر رمضان المعظم سنة اثنتين وتسعين للهجرة في جيش ) فيه أكثر ) من اثني عشر ألف مقاتل : عشرة آلاف من البربر ، وألفين من العرب ، وسبعمائة من السودان ، فلما جاز قدمهم بين يديه في صورة مهولة ، فرأى القوطيون صوراً مهولة أفزعتهم ، فكان السودان يأخذون الأسارى فيذبحون منهم ويطبخونهم ويورون من يبقى منهم أنهم يأكلونهم ، فكان ذلك مما أوقع الرعب في قلوب الروم ، فخافوهم نزل طارق بقواته في أصل جبل الفتح - الذي سيعرف باسم جبل طارق ـ مستغلا وجود لذريق ملك الأندلس القوطي في شمال بلاده وانشغاله هناك ، وقام طارق باتخاذ موقع دفاعي هجومي لقواتـــــه ، وأعد العدة للزحف على مدن الأندلس ، فجاءه الخبر بوصول الملك القوطي على رأس القوة العسكرية القوطية للمملكة ، فلما علم طارق بقدومه إليه تلقاه يجميع المسلمين ، ووقعت الحرب بينهم ، فبقي القتال بينهم ثمانية أيام حتى ظن أنه الفناء ، وصبر المسلمون صبراً جميلاً فمنحهم الله تعالى النصر بصبرهم »
عرفت المعركة هذه بمعركة وادي لكة أي وادي البحيرة - وكانت معركة حاسمة ، وكان من عادة المسلمين اصحاب جيوشهم رجال كانوا يقومون قبل القتال واثنائه بتذكير المسلمين وحضهم على السير في طريق
تعليق