مصر أم الحضارات Egypt mother of civilizations
مابين العام ٥٠٠٠قبل ميلا د المسيح و العام ٣٥٠٠قبل الميلاد بدأت تتشكل علي أرض مصر أسس الحضارة و الدولة ،في هذه الفترة بدأ لاول مرة في التاريخ ظهور القادة والحكام المحاربين و العصر البطولي الاول ، و أول ظهور للكيانات السياسية الناتجة من اتحاد القري والبلدات الصغيرة في كينات اكبر شكلت لأول مرة في التاريخ ما يسمي ب( الاقاليم ) و أشباه الدول قبل ٥٨٠٠ عام ،و التي وصلت لمرحلة دول المدن عام ٣٤٠٠ قبل الميلاد منذ ٥٤٠٠عام ، ثم اتحدت عبر الحروب لتتحول الي أول. دولة اقليمية عظمي قبل 5250 عام ، ثم إلي امبراطورية قبل ٥١٠٠عام ( المصدر كتاب : ما قبل الأهرام الصفحات : ٢٧ ،و ٢٨ ، و ٢٩،و ٣٠: براميسلاڤ انديلكوڤيتش : التطور السياسي لمصر في عصور ماقبل الأسرات ، تحرير إميلي تيتر .).
و تقول عالمة الآثار الأنجليزية ( مرجريت ميري ) في كتابها " مصر ومجدها الغابر الصفحة رقم ١١: في مصر توجد بواكير الثفافة المادية و مبادئ العلوم من طبيعيات وفلك وطب وهندسة ،و مبادئ غير الماديات من قانون و وحكمة ودين ،ففي كل ناحية من نواحي الحياة كان لمصر أثرها علي اوربا ،وكانت مصر في نظر الأغريق عنوانا ورمزا لكل حكمة ومعرفة ،و قد نقل الأغريق تلك الحكمة التي استقوها من افواه الجهابذة والعلماء المصريين إلي الأجيال التالية وكانت مصر علي الدوام تحتل مركزا فريدا بين الحضارات القديمة في العالم ).
و تقول عالمة الآثار ذاتها في الصفحة. رقم ١٢:" لقد كان لمصر السلطان المطلق في منطقة البحر المتوسط خلال عصر البرونز جميعه وجزء كبير من عصر الحديد ،ولما كانت حضارتنا الحالية ترجع جذورها الي حضارة البحر المتوسط بعصر البرونز فيستتبع ذلك ان تمتد جذورها الي مصر القديمة ،فنحن ندين لمصر بتقسيمات الزمن و يرجع الفضل الي الفلكيين المصريبن في تقسيم السنة إلي١٢ شهرا و إلي ٣٦٥ يوما ،وتقسيم اليوم إلي ٢٤ساعة و أقدم الساعات كانت من اختراع علماء الطببعة المصريين ،و أقدم كتابة واضحة عرفت حتي الآن هي المصرية و كذلك الحال فيما يتعلق بأقدم احداث تاريخية مسجلة و لقد أدي ولع المصريبن بالكتابة إلي اختراع اقدم الادوات الكتابية الفعلية من أقلام و مداد و ورق ولم يكن مجد مصر نمو سريع فجائي لمئات السنين ،بل نري مصر تحصي سيادتها لآلاف السنين و لا تزال آثار هذا المجد تتضائل بجانبها آثار أي بلد آخر *
و تقول ذات العالمة في كتابها الصفحة رقم ١٢:" لقد اصبحت بابل كومة من الانقاض وتمثال زيوس تحطم وتمثال رودس لا اثر له ،فمن العجائب السبع تبقي اهرام مصر وحدها تتحدي يد الزمان وهي أقدم المباني العظيمة في العالم كله ".
وتقول في الصفحة رقم ١٤ :" لقد كان المصريون متقدمين ومتفوفين علي معاصريهم من حيث عناصر الفكر والروح وهي العناصر التي تتكون منها الحضارة ولسنا نحتاج في ذلك إلي أكثر من مقارنة سلوك المصريين مع القبائل التي غزوها في فلسطين بما فعله الأ س.ر.ائليو.ن حين غزوا الشعب ذاته ،او بوحشية الاشوريين الذين فعلوا ما فعله الأسرا.ئليو.ن فلم يرعوا سنا ولم يفرقوا بين ذكر وانثي في فتوحهم ".
وتقول في الصفحة رقم ١٥:"في بعض مظاهر المعرفة تفوق المصريون علي شعوب الازمنة القديمة فقد كانوا أول من قام بأعمال هندسية كبري و أول من شادوا المباني الضخمة،ففي كل مظهر من مظاهر الحياة البشرية نجد أن مصر قد حققت أقدم تقدم نحو الحضارة ،و من الجلي أن كل البلاد الواقعة علي البحر المتوسط تدين بالفضل لمصر ،وعندما تزيد معلوماتنا اكثر سيظهر ان بلادا ابعد مثل روسيا وفارس وربما الهند والصين كانت علي اتصال بأكبر حضارة في العالم القديم ". مرجريت ميري ، من كتاب مصر ومجدها الغابر.
ويقول شيخ المؤرخين هنري برستد في كتابه " فجر الضمير " الصفحة رقم ٤٢:" الدلائل تؤيد ان هؤلاء المصريين الذين عاشوا في عصر ماقبل التاريخ المدفونين في اقدم الجبانات كانوا أقدم مجتمع عظيم علي الأرض علي حين أن تغلبهم علي المعادن فيما بعد و تقدمهم في اختراع اقدم نظام كتابي قد جعل في أيديهم السيطرة علي طريق التقدم الطويل نحو الحضارة و كان من نتيجتة تأسيس حكومة مركزية قوية تعد أقدم نظام انساني معروف يضم عدة ملايين من الأنفس وهذا العصر هو مرحلة فريدة من حياة الانسان علي الارض لأنه يوضح لنا ان اول فصل في تقدم الحياة اليشرية انما هو عملية اجتماعية وهذا ماوضع مصر من من الوجهة الخلقية والثقافية في مرتبة تفوق بكثير ما كان في بلاد بابل حيث كانت هناك ممالك صغيرة تناضل عن شؤون محلية ضئيلة وعلي ذلك يكون وادي النيل هو أول مسرح اجتماعي نلاحظ فيه الانسان خارجا منتصرا من كفاح طويل مع الطبيعة و إنا معشر الامريكيين علي استعداد لندرك ونقدر هذا الانقلاب العجيب الذي جعل الارض القاحلة أرضا ذات مدن زاهرة وتطور اجتماعي اشرق لأول مرة علي كرتنا الارضية مقدما لنا اول برهان علي أن الانسان الذي هو ارفي المخلوقات امكنه ان يخرج من الوحشية الي المثل الاجتماعية ويظهر الحياة الانسانية بمظهر لم ير الكون مثيلا له علي ما نعلم ".
كتاب : فجر الضمير ، هنري برستد.الصفحة رقم ٤٤ .
و يقول عالم الكتابة المسمارية ( كريستوڤر وودز ) في كتابه " اختراع الكتابة في الشرق الاوسط القديم واماكن ابعد ،صفحة رقم ١٦ :" ان اكتشاف الكتابة الهيروغليفية مؤخرا في ابيدوس لا يأخذ فقط الاسبقية وبشكل قوي جدا من بلاد النهرين لكنه ايضا يهدم تصوراتنا السابقة عن بدايات وتطور الكتابة . المصدر باللغة الاصلية visible language :invention s of writing in the ancient middle east . صفحة رقم ١٦ .