حسان بن النعمان :
[ ٥٨ ه / ٧٠٥ م ]
في تاريخ قيام شخصية المغرب العربي المسلم ، إذا كان عقبة بن نافع هو واضع أساس هذه الشخصية ، فإن حسان النعمان النساني بن هو موجدها فبعد مقتل عقبة بن نافع على يد كسيلة زعيم قبيلة أوربة البربرية انقلبت إفريقية ناراً ، وعظم البلاء على المسلمين » ، وتوافق هذا مع وفاة يزيد بن معاوية واضطراب الأحوال في المشرق بسبب الصراع على الخلافة ، لذلك انسحب العرب من القيروان نحو ليبيا حيث رابطوا هناك ، وعندما آلت الخلافة إلى عبد الملك بن مروان ، أرسل بعدد إلى زهير ابن قيس البلوي ، خليفة عقبة بن نافع في قيادة المسلمين ، وزحف زهير نحو القيروان حيث استطاع أن يفض جموع كسيلة وأن يقتله ، وأخذ زهير بعدها يعمل على بسط السيادة العربية على المغرب ، ويعمل على تصفية جيوب المقاومة من بربرية وبيزنطية ، مع حماية شواطيء المغرب من عمليات الانزال البيزنطية ، وأثناء عمله في هذا السبيل لقي زهير مصرعه بن ووصلت أخبار مصرع زهير إلى الشام ، وكان فيها عبد الملك مروان يعمل على توطيد سلطانه بالقضاء على عبد الله بن الزبير ، فعظم على عبد الملك المصاب بزهير ، لكن كان لا بد من الانتظار لاعداد حملة جديدة
وفتحت مكة للحجاج بن يوسف الثقفي ، وقتل ابن الزبير ، وتوطدت أركان دولة بني أمية ثانية ، لهذا توجه عبد الملك بهمته نحو شؤون المغرب ، وبعد دراسة الموقف وقع اختيار عبد الملك على حسان ابن النعمان الغاني ، فجهزه على رأس جيش شامي وبعث به نحو المغرب ، وكان هذا ربما بعد سنة سبعين للهجرة
كان ابن النعمان أول قائد شامي يقود جيشاً شامياً لفتح المغرب ، لذلك قدم وفي ذهنه خطة واضحة للعمل ، فما أن وصل مصر ، حتى غادرها إلى طرابلس ، ومن هنا قرر التوجه نحو قرطاج ، ذلك أنــه أراد أولاً القضاء على الوجود البيزنطي في المغرب ، وكانت هذه المدينة تمثل مركز هذا الوجود ، ويبدو أن ابن النعمان اعتقد أنه إذا قضى على القوات المحترفة التابعة البيزنطة وصان الشواطيء سهل عليه أمر القبائل البربرية
.
وبالفعل تمكن ابن النعمان من السيطرة على قرطاج ، فهرب من نجا
منها من بقايا البيزنطين نحو شواطيء الجزائر ، وقام حسان بعد سيطرته على قرطاج بهدم أسوارها ، وبنى إلى جانها مدينة جديدة حملت اسم تونس ، وبنى لها ميناء ودار صناعة للسفن ، ثم عاد نحو القيروان ليريح جنده ، فأقام بها حق برنت جرا ءاتهم وما كاد حسان يظن أن المغرب قد دان له ، ليبدأ بوضع نظام اداري خاص به ، حتى عرف بقيام تحالف بين قبائل الأوراس البربرية بتأييد من بقايا البيزنطيين تحت زعامة امرأة عرفت بالكاهنة ، اختلف في تحديد دينها ، ووسمت بممارسة السحر والتنجيم . وزحف حسان نحو الكاهنة ، والتقى بقواتها في مصر كة عنيفة ، انهزم
[ ٥٨ ه / ٧٠٥ م ]
في تاريخ قيام شخصية المغرب العربي المسلم ، إذا كان عقبة بن نافع هو واضع أساس هذه الشخصية ، فإن حسان النعمان النساني بن هو موجدها فبعد مقتل عقبة بن نافع على يد كسيلة زعيم قبيلة أوربة البربرية انقلبت إفريقية ناراً ، وعظم البلاء على المسلمين » ، وتوافق هذا مع وفاة يزيد بن معاوية واضطراب الأحوال في المشرق بسبب الصراع على الخلافة ، لذلك انسحب العرب من القيروان نحو ليبيا حيث رابطوا هناك ، وعندما آلت الخلافة إلى عبد الملك بن مروان ، أرسل بعدد إلى زهير ابن قيس البلوي ، خليفة عقبة بن نافع في قيادة المسلمين ، وزحف زهير نحو القيروان حيث استطاع أن يفض جموع كسيلة وأن يقتله ، وأخذ زهير بعدها يعمل على بسط السيادة العربية على المغرب ، ويعمل على تصفية جيوب المقاومة من بربرية وبيزنطية ، مع حماية شواطيء المغرب من عمليات الانزال البيزنطية ، وأثناء عمله في هذا السبيل لقي زهير مصرعه بن ووصلت أخبار مصرع زهير إلى الشام ، وكان فيها عبد الملك مروان يعمل على توطيد سلطانه بالقضاء على عبد الله بن الزبير ، فعظم على عبد الملك المصاب بزهير ، لكن كان لا بد من الانتظار لاعداد حملة جديدة
وفتحت مكة للحجاج بن يوسف الثقفي ، وقتل ابن الزبير ، وتوطدت أركان دولة بني أمية ثانية ، لهذا توجه عبد الملك بهمته نحو شؤون المغرب ، وبعد دراسة الموقف وقع اختيار عبد الملك على حسان ابن النعمان الغاني ، فجهزه على رأس جيش شامي وبعث به نحو المغرب ، وكان هذا ربما بعد سنة سبعين للهجرة
كان ابن النعمان أول قائد شامي يقود جيشاً شامياً لفتح المغرب ، لذلك قدم وفي ذهنه خطة واضحة للعمل ، فما أن وصل مصر ، حتى غادرها إلى طرابلس ، ومن هنا قرر التوجه نحو قرطاج ، ذلك أنــه أراد أولاً القضاء على الوجود البيزنطي في المغرب ، وكانت هذه المدينة تمثل مركز هذا الوجود ، ويبدو أن ابن النعمان اعتقد أنه إذا قضى على القوات المحترفة التابعة البيزنطة وصان الشواطيء سهل عليه أمر القبائل البربرية
.
وبالفعل تمكن ابن النعمان من السيطرة على قرطاج ، فهرب من نجا
منها من بقايا البيزنطين نحو شواطيء الجزائر ، وقام حسان بعد سيطرته على قرطاج بهدم أسوارها ، وبنى إلى جانها مدينة جديدة حملت اسم تونس ، وبنى لها ميناء ودار صناعة للسفن ، ثم عاد نحو القيروان ليريح جنده ، فأقام بها حق برنت جرا ءاتهم وما كاد حسان يظن أن المغرب قد دان له ، ليبدأ بوضع نظام اداري خاص به ، حتى عرف بقيام تحالف بين قبائل الأوراس البربرية بتأييد من بقايا البيزنطيين تحت زعامة امرأة عرفت بالكاهنة ، اختلف في تحديد دينها ، ووسمت بممارسة السحر والتنجيم . وزحف حسان نحو الكاهنة ، والتقى بقواتها في مصر كة عنيفة ، انهزم
تعليق