عبد الرحمن الداخل
( ت : ۱۱۳ - ۱۷۲ هـ ۷۳۱ - ۷۸۸ م )
هو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك ولد في دمشق سنة ١١٣ هـ / ۷۳۱ م ، وكانت أمه بربرية من سي المغرب ، وقد توفي أبوه عندما كان طفلاً ، فعني به جده هشام عناية خاصة ، ودربه فأحسن تدريبه .
وعندما سقطت الخلافة العباسية اختفى عبد الرحمن فيمن تخفى من أفراد اسرته ، وتحت وطأة المطاردة ، هرب نحو فلسطين فمصر ، ومن ثم توجه إلى المغرب يرافقه مولى له اسمه بدر .
المملكة وكانت بلدان المغرب لم تدخل بعد تحت السلطة العباسية الناشئة ، وشجع بعد المغرب ووضعه السياسي أفراداً من البيت الأموي على اللجوء اليه ، وطلب الحماية عند قبائله ، وهذا ما صنعه عبد الرحمن بن معاوية ، تخفى أولاً في برقة ، ثم توجه نحو تاهرت في المغرب الأوسط ، ثم قصد قبائل مكناسة ، وكانت تقطن فيما يعرف الآن بمنطقة تازة من المغربية مكناسة ، وبعدما مضى عليه خمس سنوات مشرداً من مكان إلى آخر يجرب حظه هنا وهناك ، توجه إلى أراضي قبيلة أمه ، وكانت على مقربة من سبته ومن أراضي
ومن أحواز سبته استطلع عبد الرحمن أحوال الأندلس ، فرأى أرضاً صالحة للمغامرة واوضاعاً سياسية تساعد ، وكانت الأندلس تعيش
آنئذ تحت مظلة الصراع بين البربر من جهة والعرب من جهة ثانية ، وكان العرب يعانون من التمزق القبلي ، فلقد كانت ولاية الأندلس آنئذ بيد يوسف بن عبد الرحمن الفهري لكن ذلك كان ظاهريا فقط ، فقد أستأثر بمقاليد السلطة أحد الزعماء واسمه الصميل بن حاتم ، وكان هناك صراع خفي مرير بين الأمير الشرعي والحاكم الفعلي ، كل منها يسعى للايقاع بصاحبة والتخلص منه
عرف عبد الرحمن كل ذلك ، فقام بارسال مولاه بدراً الى الأندلس حيث اتصل بجماعة من موالي بني أمية ، قدير معهم أمر جواز عبد الرحمن الى الاندلس لنيل الامارة فيها ، وعبر عبد الرحمن الى الاندلس ، وأخذ يتحرك بسرعة وبراعة وشجاعة لاستخلاص الامارة ، ومع الأيام ازدادت قوته مقابل ضعف خصومه ، ونجح يوم عيد الاضحى ( ١٤ - مايس ٧٥٦ م ) في الدخول الى قرطبة التي كانت عاصمة الأندلس لسنة ١٣٨هـ الاسلامية .
ولم يتم الدعاء وبعدما صار عبد الرحمن سيد قرطبة ، ألقيت الخطبة باسمة يوم الجمعة، هذه الخطبة للخليفة ، ذلك أن الخليفة كان آنذاك هو أبو جعفر المنصور ، وكان المنصور عدواً للاسرة الأموية ، لذلك كان من غير المنطقي أن تتم الخطبة باسمه ويعترف بخلافته ، وخلق هذا حالة جديدة في البنيان السياسي للمسلمين فقد احتفظ عبد الرحمن لنفسه بلقب أمير ، فكان بذلك مثله مثل من سبقه في حكم الاندلس ، ولم يعلن عبد الرحمن نفسه خليفة ، ذلك يكن في وضع يمكنه من فعل ذلك ، أن عبد الرحمن لم يكن أول حاكم في تاريخ الاندلس يستولي على السلطة استيلاءاً ، إلا أنه ومع بهم
سلطة الخلافة وتمنحهم
تأسيس حكم الشرعية ، ولم يحصل ذلك لعبد الرحمن ، فكان بذلك أول أمير للأندلس يقوم بفصل هذه الولاية عن جسم الدولة الاسلامية فصلاً سياسياً كاملاً ، أسرة وراثية مستقلة فيها ، والجديد الجديد ويسعى في في هذا الأمر هو الجانب النظري التشريعي أكثر من الجانب العملي ، فعملياً كانت الاندلس دائماً مستقلة ، يربطها خيط واهي بالسلطات الشرعية لإفريقية أو دمشق ، فقام عبد الرحمن بقطع هذا الخيط ، فابتدأ بذلك عهدا جديداً في تاريخ الأندلس ، وخط سابقة خطيرة في تاريخ الاسلام ، ووحدة أراضيه السياسية . وبعدما صار عبد الرحمن سيد قرطبة واجه العديد من المسائل الفائقة الأهمية ، فلقد كان عليه أن يكمل سيطرته على بقية أجزاء الأندلس، وأن حلا يوجد المشاكل الصراع بين العرب والبربر ، وبين العرب أنفسهم من قيسية ويمانية ، كما كان عليه أن يقوم بمعالجة المشاكل الاجتماعية والزراعية لدولته ، فلقد وافق تسلم عبد الرحمن لحكم الأندلس بداية حدوث تحولات كبيرة في المجتمع الاندلسي ، وخاصة بين صفوف السكان الاصليين ، ذلك أن أعداداً لا باس بها من هؤلاء بدأت بالتحول الى الاسلام لاسباب نجمت اما عن قناعات خاصة ، واما حركتها المطامح والمصالح المالية والسياسية مع هزيمة الكنيسة الاسبانية وافلاسها أمام الدعوة الاسلامية ، والحضارة العربية الناشئة المتدفقة بالحياة والتجديد ، ودعي هؤلاء الذين دخلوا في الاسلام باسم المولدين ، وشكلوا جماعة خاصة تميزت بعض الشيء عن جماعات الموالي في المشرق ، كما شابهتها في بعض الوجوه
( ت : ۱۱۳ - ۱۷۲ هـ ۷۳۱ - ۷۸۸ م )
هو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك ولد في دمشق سنة ١١٣ هـ / ۷۳۱ م ، وكانت أمه بربرية من سي المغرب ، وقد توفي أبوه عندما كان طفلاً ، فعني به جده هشام عناية خاصة ، ودربه فأحسن تدريبه .
وعندما سقطت الخلافة العباسية اختفى عبد الرحمن فيمن تخفى من أفراد اسرته ، وتحت وطأة المطاردة ، هرب نحو فلسطين فمصر ، ومن ثم توجه إلى المغرب يرافقه مولى له اسمه بدر .
المملكة وكانت بلدان المغرب لم تدخل بعد تحت السلطة العباسية الناشئة ، وشجع بعد المغرب ووضعه السياسي أفراداً من البيت الأموي على اللجوء اليه ، وطلب الحماية عند قبائله ، وهذا ما صنعه عبد الرحمن بن معاوية ، تخفى أولاً في برقة ، ثم توجه نحو تاهرت في المغرب الأوسط ، ثم قصد قبائل مكناسة ، وكانت تقطن فيما يعرف الآن بمنطقة تازة من المغربية مكناسة ، وبعدما مضى عليه خمس سنوات مشرداً من مكان إلى آخر يجرب حظه هنا وهناك ، توجه إلى أراضي قبيلة أمه ، وكانت على مقربة من سبته ومن أراضي
ومن أحواز سبته استطلع عبد الرحمن أحوال الأندلس ، فرأى أرضاً صالحة للمغامرة واوضاعاً سياسية تساعد ، وكانت الأندلس تعيش
آنئذ تحت مظلة الصراع بين البربر من جهة والعرب من جهة ثانية ، وكان العرب يعانون من التمزق القبلي ، فلقد كانت ولاية الأندلس آنئذ بيد يوسف بن عبد الرحمن الفهري لكن ذلك كان ظاهريا فقط ، فقد أستأثر بمقاليد السلطة أحد الزعماء واسمه الصميل بن حاتم ، وكان هناك صراع خفي مرير بين الأمير الشرعي والحاكم الفعلي ، كل منها يسعى للايقاع بصاحبة والتخلص منه
عرف عبد الرحمن كل ذلك ، فقام بارسال مولاه بدراً الى الأندلس حيث اتصل بجماعة من موالي بني أمية ، قدير معهم أمر جواز عبد الرحمن الى الاندلس لنيل الامارة فيها ، وعبر عبد الرحمن الى الاندلس ، وأخذ يتحرك بسرعة وبراعة وشجاعة لاستخلاص الامارة ، ومع الأيام ازدادت قوته مقابل ضعف خصومه ، ونجح يوم عيد الاضحى ( ١٤ - مايس ٧٥٦ م ) في الدخول الى قرطبة التي كانت عاصمة الأندلس لسنة ١٣٨هـ الاسلامية .
ولم يتم الدعاء وبعدما صار عبد الرحمن سيد قرطبة ، ألقيت الخطبة باسمة يوم الجمعة، هذه الخطبة للخليفة ، ذلك أن الخليفة كان آنذاك هو أبو جعفر المنصور ، وكان المنصور عدواً للاسرة الأموية ، لذلك كان من غير المنطقي أن تتم الخطبة باسمه ويعترف بخلافته ، وخلق هذا حالة جديدة في البنيان السياسي للمسلمين فقد احتفظ عبد الرحمن لنفسه بلقب أمير ، فكان بذلك مثله مثل من سبقه في حكم الاندلس ، ولم يعلن عبد الرحمن نفسه خليفة ، ذلك يكن في وضع يمكنه من فعل ذلك ، أن عبد الرحمن لم يكن أول حاكم في تاريخ الاندلس يستولي على السلطة استيلاءاً ، إلا أنه ومع بهم
سلطة الخلافة وتمنحهم
تأسيس حكم الشرعية ، ولم يحصل ذلك لعبد الرحمن ، فكان بذلك أول أمير للأندلس يقوم بفصل هذه الولاية عن جسم الدولة الاسلامية فصلاً سياسياً كاملاً ، أسرة وراثية مستقلة فيها ، والجديد الجديد ويسعى في في هذا الأمر هو الجانب النظري التشريعي أكثر من الجانب العملي ، فعملياً كانت الاندلس دائماً مستقلة ، يربطها خيط واهي بالسلطات الشرعية لإفريقية أو دمشق ، فقام عبد الرحمن بقطع هذا الخيط ، فابتدأ بذلك عهدا جديداً في تاريخ الأندلس ، وخط سابقة خطيرة في تاريخ الاسلام ، ووحدة أراضيه السياسية . وبعدما صار عبد الرحمن سيد قرطبة واجه العديد من المسائل الفائقة الأهمية ، فلقد كان عليه أن يكمل سيطرته على بقية أجزاء الأندلس، وأن حلا يوجد المشاكل الصراع بين العرب والبربر ، وبين العرب أنفسهم من قيسية ويمانية ، كما كان عليه أن يقوم بمعالجة المشاكل الاجتماعية والزراعية لدولته ، فلقد وافق تسلم عبد الرحمن لحكم الأندلس بداية حدوث تحولات كبيرة في المجتمع الاندلسي ، وخاصة بين صفوف السكان الاصليين ، ذلك أن أعداداً لا باس بها من هؤلاء بدأت بالتحول الى الاسلام لاسباب نجمت اما عن قناعات خاصة ، واما حركتها المطامح والمصالح المالية والسياسية مع هزيمة الكنيسة الاسبانية وافلاسها أمام الدعوة الاسلامية ، والحضارة العربية الناشئة المتدفقة بالحياة والتجديد ، ودعي هؤلاء الذين دخلوا في الاسلام باسم المولدين ، وشكلوا جماعة خاصة تميزت بعض الشيء عن جماعات الموالي في المشرق ، كما شابهتها في بعض الوجوه
تعليق