المؤرخ تامر الزغاري - Regent Tamer Zghari
١ فبراير، الساعة ١:١٧ م ·
اسمها العمارة العباسية وليس الفارسية
هذه ثلاثة مساجد بناها العباسيون بطراز معماري مميز لم يبني قبلهم الفرس مثله في مدنهم القديمة
عندما يتم التطرق لمسألة العمارة العباسية سواء المساجد أو القصور أو المدن، يتم ذكر معلومة خاطئة وهي بأن العباسيون ورثوا التقاليد المعمارية الفارسية أو أن العمارة العباسية تأثرت بالطراز الساساني.
وفي هذا المقال سنرد بشكل عملي على هذا الإدعاء حيث جلبنا ثلاثة أمثلة لمباني قام ببنائها العباسيون بهذا النمط المعماري الجميل، وأما الأمثلة فهي:
1- مسجد أصفهان: هو أقدم مسجد في إيران بناه الخليفة العباسي الثالث محمد المهدي في عام 777م، وقد أشرف على بنائه عامل الخراج أيوب بن زياد الكندي وافراد من قبيلة تميم الذين نقلهم المنصور إلى تلك المنطقة.
2- العتبة العلوية: هو مسجد بناه الخليفة العباسي الخامس هارون الرشيد في عام 786م في مدينة النجف فوق قبر الخليفة الراشدي علي بن ابي طالب (ك)، وقد كان العباسيون يعلمون مكان القبر، فمنذ أن سيطروا على العراق قام الامير داود بن علي عم السفاح والمنصور بوضع تابوت خشبي فوق القبر إلى أن قام الرشيد بنفسه ببناء هذه التحفة المعمارية التي ما زالت الى اليوم.
3- مسجد قزوين: هو مسجد بناه الخليفة العباسي الخامس هارون الرشيد في مدينة قزوين في عام 807م وقد أشرف الخليفة بنفسه على بنائه، ورغم الإهمال ما زال المسجد قائما إلى اليوم ليكون شاهدا على مدى جمال ذاك العصر.
وهذه ثلاثة أمثلة تم إرفاق صورهم لنلاحظ مدى جمال وتميز هذه العمارة، وهنا نسأل هل يوجد مثل هذا الطراز المعماري في مدن الفارسية القديمة التي كانت قبل الإسلام أو قبل بناء هذه المباني؟
بكل تأكيد لا، فلا نجد مثل هذا النمط والجمال في المدن الفارسية القديمة مثل مدينة برسيبوليس وشوشان وإكباتان ودربند واصطخر أو حتى في العاصمة الساسانية طيسفون.
وحتى فكرة الإيوان أساسها وأصولها من بلاد الرافدين وليس الفرس.
ولنستنتج من ما سبق أن هذا النمط المعماري هو نمط عباسي من نتائج الرقي وإزدهار ذاك العصر المسمى بالعصر الذهبي والذي أدى إلى إبتكار هذا الفن الجميل.
وإن مصطلح العمارة الفارسية ما هو إلا سرقة وإخفاء للعمارة العباسية، واذا راجعنا التاريخ سنجد أن الفرس لم يسرقوا فقط هذا الإرث بل حتى الكثير من مساجد وقصور إيران تم إستبدال نقش إسم الخليفة العباسي فيها بإسم ملك إيراني، وبل وصل الأمر إلى أن عباس شاه الصفوي كاد يدمر مسجد أصفهان في إطار إضطهاد معارضيه الذين كان لهم هذا المسجد قلعة تجمعهم وتحميهم.
**** المراجع:
1- العمارة الاسلامية بإيران، غادة الجميعي
2- أصفهان صورة الجنة، استيرلن
3- آل أبي طالب، محسن أمين
4- الموسوعة الإسلامية الكبرى، عزرنوش
5- معجم البلدان، ياقوت الحموي
******************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري
******************