كلمة العدد
رسائل كثيرة تتلقاها ، فن التصوير بصورة يومية ، من لبنان وخارجه ، حافلة بالكلمات المشجعة وبالاطراء والتهاني على إستمرار المسيرة وبالنقد البناء . الذي يعتبر برأينا أهم ما نقف عنده من كلام لما يسهم في تطوير مسار المجلة وزيادة تعبيرها عن متطلبات القراء ، أو بالأحرى المهتمين بالتصوير كفن يقف اليوم في طليعة الفنون ووسيلة من وسائلها فالصورة كانت ولا تزال الوسيلة الأكثر إقناعاً لنقل الكثير من الحقائق والجماليات بصورة أفضل .
مقابل كل ما يردنا من رسائل رأينا أنه لا بد لنا من رسالة عامة ، وإن كنا لا نبخل بإجابات خاصة على الرسائل التي تقتضي ذلك ، ورسالتنا هذه بقدر ما هي عربون شكر لجملة الأسماء التي ترد تباعاً في باب « نحن معكم » ، وللآخرين ممن يزورون مكاتب المجلة للثناء على دورها في خدمة التصوير والمصورين ، فهي إضافة لذلك تأتي اليوم من باب الالتماس لما كنا قد أشرنا إليه سابقاً من فرز رسائلهم تبعاً لمضامين الأبواب الخاصة بالقراء وهي :
نحن معكم ، وهو الباب الذي نأمل أن تقتصر الرسائل إليه على رأي القاريء بالمجلة وإنتقاداته وقد أشرنا مؤخراً إلى إمكانية نشر الصور الشخصية والعائلية .
لكل سؤال جواب . وهذا الباب يجب أن يقتصر على " السؤال أو الأسئلة المطلوبة دون أي مضمون آخر .
نادي الهواة ، وهو ما يجب أن ينحصر أيضاً ببطاقة العضوية والمعلومات الضرورية لها ، مع الصور التي يراد نشرها وإبداء الرأي فيها .
هذا ونشير هنا إلى حق القاريء في إرسال ما يشاء من رسائل ولو أراد في مغلف واحد وإلى أكثر من باب ليصار إلى فرزها وتوزيعها على الأقسام المختصة .
راجين تجاوبكم وبانتظار المزيد من العلاقة المتينة معكم .
رئيس التحرير . . .
فلاش
يقدمه : نبيل إسماعيل
صورة واحدة تختزل الحلم
العلاقة بين المصور والحلم قائمة ، لا تشترط صيغاً سياسية إجتماعية .
مجموعة أحلام علاقة حميمة من نوع خاص تشكل هذا الحلم .
أو قل تشكل إستباق الحدث ، محاولة ترجمة أحاسيس الناس إلى صورة ، إلى لوحة تُعلق في صالون المنزل .
لوحة تجرى السباقات لشرائها . آفیش ، بوستر للصالونات وللذكرى . مجموعة أقاصيص للأجيال القادمة أو إثبات في كتاب التاريخ . من جهتي ، راودني حلم كل اللبنانيين عبر صورة تكون نهاية المأساة وبداية النور . هذا الحلم حملته معي منذ زمن تفصلنا عنه مسافات شاسعة من الرعب والانتظار ، يومها حملت حلمي إلى مؤتمر للحوار اللبناني في جنيف .
نفس الحلم الذي غدت فحملته مجددا إلى لوزان . في جنيف كان حلم اللبنانيين خاطري ، يرمي اثقاله على كتفي ، ينهش رأسي ، يتعبني فلا أرى إلا تحقيق هذا الحلم بفارغ الصبر . أعددت الكاميرات والأفلام على أنواعها مع مجموعة من العدسات على إختلاف مقاييسها .. أربع كاميرات ...
هل تكفي لتحقيق الصورة ـ الحلم ؟ لم يطل إنتظار الجواب ..
انتهى المؤتمر وما تحقق الحلم هذا الحلم الذي إنتظرت إرساله صورة عبر الراديو إلى بيروت ليكون بشرى للناس ، صدمني .. كان حلماً تصويرياً حميماً .. لكن الفشل في جنيف كان أقوى من كاميراتي الأربع مع العدسات والأفلام ..
تأجل المؤتمر وعدت إلى بيروت حاملا حلمي على اكتافي . وإنقضت « سنوات » من العذاب والقهر وسط الأشهر العديدة التي فصلت بين جنيف ولوزان ... گلفت بعدها بتغطية مؤتمر الحوار اللبناني في حلقته الثانية .
فحملت إلى جانب كاميراتي والأفلام والعدسات ، حلمي الذي توقعت أن يدخلني التاريخ هذه المرة الحلم سيتحقق لا محالة ... ! وبدأت أختار العدسة المناسبة : . واید آنکل » ٣٥ ملم جيدة لصورة جامعة ... ربما ۲۸ ملم أفضل . أو حتى ٢٤ ملم .. ربما اشمل فيها فندق البوريفاج كله مع صورتي ـ الحلم .
في لوزان ، تبلور حلمي بشكل أوسع جميع المؤتمرين سيخرجون إلى باحة الفندق متشابكي الأذرع ، رافعي الأيدي ، معلنين نهاية المأساة ، وبداية الوفاق ، بداية حياة اللبنانيين ، وبلا رجعة للاقتتال والحرب إذن انتهى كل شيء . وأنا بانتظار إعلان هذه النهاية أنا والكاميرات وتسعة أيام من الانتظار ، وبدأ العد العكسي ، والاستعداد لالتقاط الصورة .
أو مئة صورة في الدقيقة في اليوم التاسع قررت إستعمال كل الكاميرات .. والعدسات .. سأطلب منهم الوقوف مطولا - ربما بمثابة قصاص لهم على تسع سنوات من الحرب ـ كي أشبع الحلم في رأسي و في كاميراتي مجتمعة ، غارقاً في الحلم ، انتظرت ، وما طال الانتظار ...
خرج متحدث باسم المؤتمر يعلن النهاية ، النهاية التي بحثت عنها ، فوجدتها عبر مجموعة من اللبنانيين المتحاورين ، وهم يخرجون منفردين حازمين أمتعتهم ، ويرحلون ... وكانهم يشاركونني خيبتي ! صحوت من الحلم مفجوعاً ، أخاطب نفسي : هل بكرت بالحلم وإستبقت الاحداث أكثر من اللزوم ... خرجت خلفهم غادرت الفندق ، وغادرت لوزان .. والحلم يقبع في رأسي ، . يحاورني : بقي مجال لتحقيق الحلم .. ربما في بيروت المسافة طويلة بين بيروت وسويسرا ... ربما في الحلقة الثالثة ... وربما بعدها
ربما بعدها ربما .. ربما إستطعت بعدها وعبر صورة واحدة ، تحقيق الحلم .. وزف البشرى بولادة وطن ! ..
رسائل كثيرة تتلقاها ، فن التصوير بصورة يومية ، من لبنان وخارجه ، حافلة بالكلمات المشجعة وبالاطراء والتهاني على إستمرار المسيرة وبالنقد البناء . الذي يعتبر برأينا أهم ما نقف عنده من كلام لما يسهم في تطوير مسار المجلة وزيادة تعبيرها عن متطلبات القراء ، أو بالأحرى المهتمين بالتصوير كفن يقف اليوم في طليعة الفنون ووسيلة من وسائلها فالصورة كانت ولا تزال الوسيلة الأكثر إقناعاً لنقل الكثير من الحقائق والجماليات بصورة أفضل .
مقابل كل ما يردنا من رسائل رأينا أنه لا بد لنا من رسالة عامة ، وإن كنا لا نبخل بإجابات خاصة على الرسائل التي تقتضي ذلك ، ورسالتنا هذه بقدر ما هي عربون شكر لجملة الأسماء التي ترد تباعاً في باب « نحن معكم » ، وللآخرين ممن يزورون مكاتب المجلة للثناء على دورها في خدمة التصوير والمصورين ، فهي إضافة لذلك تأتي اليوم من باب الالتماس لما كنا قد أشرنا إليه سابقاً من فرز رسائلهم تبعاً لمضامين الأبواب الخاصة بالقراء وهي :
نحن معكم ، وهو الباب الذي نأمل أن تقتصر الرسائل إليه على رأي القاريء بالمجلة وإنتقاداته وقد أشرنا مؤخراً إلى إمكانية نشر الصور الشخصية والعائلية .
لكل سؤال جواب . وهذا الباب يجب أن يقتصر على " السؤال أو الأسئلة المطلوبة دون أي مضمون آخر .
نادي الهواة ، وهو ما يجب أن ينحصر أيضاً ببطاقة العضوية والمعلومات الضرورية لها ، مع الصور التي يراد نشرها وإبداء الرأي فيها .
هذا ونشير هنا إلى حق القاريء في إرسال ما يشاء من رسائل ولو أراد في مغلف واحد وإلى أكثر من باب ليصار إلى فرزها وتوزيعها على الأقسام المختصة .
راجين تجاوبكم وبانتظار المزيد من العلاقة المتينة معكم .
رئيس التحرير . . .
فلاش
يقدمه : نبيل إسماعيل
صورة واحدة تختزل الحلم
العلاقة بين المصور والحلم قائمة ، لا تشترط صيغاً سياسية إجتماعية .
مجموعة أحلام علاقة حميمة من نوع خاص تشكل هذا الحلم .
أو قل تشكل إستباق الحدث ، محاولة ترجمة أحاسيس الناس إلى صورة ، إلى لوحة تُعلق في صالون المنزل .
لوحة تجرى السباقات لشرائها . آفیش ، بوستر للصالونات وللذكرى . مجموعة أقاصيص للأجيال القادمة أو إثبات في كتاب التاريخ . من جهتي ، راودني حلم كل اللبنانيين عبر صورة تكون نهاية المأساة وبداية النور . هذا الحلم حملته معي منذ زمن تفصلنا عنه مسافات شاسعة من الرعب والانتظار ، يومها حملت حلمي إلى مؤتمر للحوار اللبناني في جنيف .
نفس الحلم الذي غدت فحملته مجددا إلى لوزان . في جنيف كان حلم اللبنانيين خاطري ، يرمي اثقاله على كتفي ، ينهش رأسي ، يتعبني فلا أرى إلا تحقيق هذا الحلم بفارغ الصبر . أعددت الكاميرات والأفلام على أنواعها مع مجموعة من العدسات على إختلاف مقاييسها .. أربع كاميرات ...
هل تكفي لتحقيق الصورة ـ الحلم ؟ لم يطل إنتظار الجواب ..
انتهى المؤتمر وما تحقق الحلم هذا الحلم الذي إنتظرت إرساله صورة عبر الراديو إلى بيروت ليكون بشرى للناس ، صدمني .. كان حلماً تصويرياً حميماً .. لكن الفشل في جنيف كان أقوى من كاميراتي الأربع مع العدسات والأفلام ..
تأجل المؤتمر وعدت إلى بيروت حاملا حلمي على اكتافي . وإنقضت « سنوات » من العذاب والقهر وسط الأشهر العديدة التي فصلت بين جنيف ولوزان ... گلفت بعدها بتغطية مؤتمر الحوار اللبناني في حلقته الثانية .
فحملت إلى جانب كاميراتي والأفلام والعدسات ، حلمي الذي توقعت أن يدخلني التاريخ هذه المرة الحلم سيتحقق لا محالة ... ! وبدأت أختار العدسة المناسبة : . واید آنکل » ٣٥ ملم جيدة لصورة جامعة ... ربما ۲۸ ملم أفضل . أو حتى ٢٤ ملم .. ربما اشمل فيها فندق البوريفاج كله مع صورتي ـ الحلم .
في لوزان ، تبلور حلمي بشكل أوسع جميع المؤتمرين سيخرجون إلى باحة الفندق متشابكي الأذرع ، رافعي الأيدي ، معلنين نهاية المأساة ، وبداية الوفاق ، بداية حياة اللبنانيين ، وبلا رجعة للاقتتال والحرب إذن انتهى كل شيء . وأنا بانتظار إعلان هذه النهاية أنا والكاميرات وتسعة أيام من الانتظار ، وبدأ العد العكسي ، والاستعداد لالتقاط الصورة .
أو مئة صورة في الدقيقة في اليوم التاسع قررت إستعمال كل الكاميرات .. والعدسات .. سأطلب منهم الوقوف مطولا - ربما بمثابة قصاص لهم على تسع سنوات من الحرب ـ كي أشبع الحلم في رأسي و في كاميراتي مجتمعة ، غارقاً في الحلم ، انتظرت ، وما طال الانتظار ...
خرج متحدث باسم المؤتمر يعلن النهاية ، النهاية التي بحثت عنها ، فوجدتها عبر مجموعة من اللبنانيين المتحاورين ، وهم يخرجون منفردين حازمين أمتعتهم ، ويرحلون ... وكانهم يشاركونني خيبتي ! صحوت من الحلم مفجوعاً ، أخاطب نفسي : هل بكرت بالحلم وإستبقت الاحداث أكثر من اللزوم ... خرجت خلفهم غادرت الفندق ، وغادرت لوزان .. والحلم يقبع في رأسي ، . يحاورني : بقي مجال لتحقيق الحلم .. ربما في بيروت المسافة طويلة بين بيروت وسويسرا ... ربما في الحلقة الثالثة ... وربما بعدها
ربما بعدها ربما .. ربما إستطعت بعدها وعبر صورة واحدة ، تحقيق الحلم .. وزف البشرى بولادة وطن ! ..
تعليق