عقبة بن نافع :
ومن الأمر مثل عقبة ، مروان بن الحكم
بعدما فرغ العرب من فتح ، اتجهت أنظارهم نحو الغرب ، فأخذوا يعدون المدة لنقل الاسلام غربا، وهكذا بدأت مرحلة جديدة في تاريخ الفتوحات الاسلامية ، هي مرحلة فتوحات المغرب ، وتأتي عمليات الفتوح هذه حاسمة بالنسبة لتاريخ جميع ا البلدان الواقعة في شمال إفريقية وفعالة بالنسبة للقارة الأفريقية . وكذلك بالنسبة لأوربة ، فقد حسمت هذه الفتوحات مشكلة هوية ومستقبل و ارتباط هذه البلاد لصالح العروبة والاسلام بشكل نهائي لا رجعة فيه لقد دعا العرب غالبية سكان المغرب قبل الفتوحات باسم البربر ، وقدموا تفسيرات لأصل هذه التسمية بعيدة عن الواقع ورثوا التسمية اللاتينية ( Barbari ، التي أطلقها الرومان على الشعوب غير الرومانية التي كانت بنظرهم أدنى مكانة وذات نمط قبلي بدوي في الحياة ومن المفيد ذكره أن البربر أطلقوا في الماضي على جماعاتهم أسماء لم يكن بينها عبارة «بربر ، وفي أيامنا هذه يرضون بأن يعرفوا باسم شلوح ، ويقول نسابوهم بقناعة تامة وايمان مطلق ، بانهم في الأصل من أبناء حمير هاجروا من اليمن الى فلسطين ، ثم أرغموا بعد ذلك على الهجرة الى المغرب .
D وفي العصر الحديث بات مرفوضاً الحديث عن أصل الشعوب وأسس قومياتها بشكل عرقي بحت ، ، فالكل لآدم وآدم من تراب ، وصار من المقرر أن الارادة القائمة على الاختيار والمربوطة بماض له عراقة وحضارة ولغة وعقيدة واقتصاد ، و ... واحدة هي الأساس للعمل القومي ، وهذه قضية حسمتها الفتوحات الاسلامية ، وهكذا فان الغرب الاسلامي دخل الباب العريض للتاريخ مع الاسلام وبواسطته . ويحتار الباحثون في أيامنا هذه في معرفة أصل تسمية و شلوح ، كحيرتهم في التعرف إلى أصول البربر ، ذلك أنهم لم يعرفوا في ماضيهم الوحدة اللغوية والاجتماعية والسياسية والحضارية مع البنية الجسدية ، ومهما عظم الجدل حول هذه المسألة ، فانه ما لاشك فيه أن الشمال الافريقي تعرض منذ فترات سحيقة في التاريخ الى هجرات عربية كبرى ، منها ما جاء براً ، ومنها ما قدم بحراً فمناطق الداخل وصلتها دفعات من المهاجرين كان أبرزها وأهمها جماعات الهكسوس الذين حكموا مصر فترة طويلة ، فعندما قدموا مصر توجهت مجموعات منهم الى الغرب ، ثم لما طردوا من مصر فر القسم الأعظم منهم غربا ، ومن المقدر أنهم عرفوا باسم ( المور ، ومن هذه التسمية اشتقت الكلمات الكلاسيكية التي أطلقت على بلدان الشمال الأفريقي
واما مناطق الساحل القائمة على المتوسط ثم الأطلسي فان الفينيقيين كانوا أهم المهاجرين ، واليهم يعود الفضل في تأسيس أهم المدن الساحلية مع بعض المراكز الداخلية ، وأخيراً مفيد أن نشير إلى أن عدداً لا بأس به من الباحثين يذهب الى القول بان بوادي ليبيا الموطن الأول للشعوب الاسلامية . هي
وعلى الرغم من أن الشمال الافريقي وقعت بعض مناطقه تحت سيطرة
روما الغربية أولاً ثم الشرقية ، ورغم قدوم الوندال الى سواحل هذه المناطق ، فان مسار الحضارة العام بأصوله الاجتماعية والدينية والثقافية والاقتصادية لم يتبدل وظل مرتبطاً بمسار الحضارة في الشرق العربي ، وهكذا ظل تاريخ المغرب جزئاً مرتبطاً بتفاعل مع تاريخ المشرق ، أقصاه بمثابة جناح المواجهة الغربي لأوربة كما أن الشام كانت بمثابة الجناح الشرقي .
هذا عبر . وعندما جاء الاسلام حسم مسألة الهوية المغربية بشكل قطعي ونهائي ، وتم عدة مراحل وبفضل جماعات تقدمها أفراد سنتعرف بعض منهم ويتصدرهم جميعاً عقبة بن نافع الفهري
كانت من سرح بعدما فرغ العرب بقيادة عمرو بن العاص سنة ٢٢ هـ / ٦٤٣ م من فتح الاسكندرية ، زحفوا نحو ليبيا وبذلك بدأت فتوحات المغرب ، التي أتى المهمات وأعنفها ، فبعد الشروع بالزحف غربا بفترة وجيزة توفي عمر بن الخطاب ، وصارت الخلافة الى عثمان ، فعزل عمرو بن العاص ، وعين مكانه عبد الله بن سعد بن أبي ، وفي أيام ابن أبي سرح تابع العرب أعمال الفتوحات ، وحققوا تقدماً كبيراً ، لكنهم ما لبثوا أن توقفوا بسبب قيام الفتنة الكبرى وما أعقبها من حروب داخلية .
وعندما آلت الخلافة الى معاوية بن أبي سفيان سنة ٤١ ٥ / ٦٦١ م ، صارت ولاية مصر الى عمرو بن العاص ، فوجه عقبة بن نافع الفهري ، وهو ابن خالته ، نحو المغرب ، ولمدة عامين قام عقبة بعدة غارات داخل افريقية ، كانت أشبه باعمال استطلاعية منها بأي أمر آخر ، وتوفي عمرو ابن العاص ، فأفرد معاوية بن أبي سفيان سنة ٤٥ ٥ / ٦٦٥ م معاوية بن حديج شؤون إفريقية ، ونشط ابن حديج وحقق بعض حتى إذا كان عام سفيان نحو المغرب جيشاً ثانياً يعمل على محور آخر غير محور ابن حديج، لسميه الانجازات / ٦٧٠ م ، وجه معاوية بن أبي وهو دور قلة المدن بهم وأسند أمر هذا الجيش إلى عقبة بن نافع ، وهكذا بدأ العمل المخطط لفتح المغرب استطلاع عقبة اكتساح ما يعرف الآن باسم تونس وأخذ يعد الخطط للتوسع غربا ، فارتأى أن يقيم للقوات الفاتحة معسكراً متقدماً ، وابتغى في هذا الموقع ما يتلائم مع طرق الامداد البرية والاستراتيجية الحربية والاقتصادية والتجارية ، وهكذا اختار موقع مدينة القيروان ، وكان اختياراً موفقاً للغاية ، ويكفي للتدليل على ذلك الدور التاريخي الذي شغلته هذه المدينة هي في العالم التي شغلت ما يماثله . ويحيط العرب أخبار بناء القيروان بهالة خاصة ، وقدسية فائقة ، فقد كان عقبة صحابياً ، وفي عسكره خمسة وعشرين من أصحاب النبي ، وحينها قرر تأسيس مدينته و جمع وجوه أصحابه واهل المعسكر ، فدار حول مدينة القيروان، وأقبل يدعو لها ويقول في دعائه : اللهم املأها علماً وفقها ، وأعمرها بالمطيعين والعابدين ، واجعلها عزة لدينك ، وذلا لمن كفر بك ، وأعز بها الاسلام ، وامنعها من جبابرة الأرض ، ، وكما قلت عرفت مدينة عقبة الجديدة باسم القيروان ، وهي لفظة معربة تعني معسكر الجيش ، كما تعني وظل عقبة في منصبه حتى سنة ٥٥٥ / ٦٧٥ م ، ففي هذه السنة أو قبلها ضمت أعمال عقبة الى والي ، فعزله ، فتوجه عقبة مغضاً نحو دمشق ، حيث لقي معاوية بن أبي سفيان ، فعاتبه على عزله ، فطيب معاوية نفسه ومناه ، ومكث عقبة في دمشق حتى ما بعد وفاة معاوية ، واستتباب الأمور لابنه يزيد ، حيث قام باعادته الى ولاية إفريقية ، وربما كان هذا سنة ٦١ هـ / ٦۸۱ م ، وفي ولاية عقبة هذه وصلت الفتوحات الاسلامية الى أقصى أطراف المغرب ، وفي ذروة النجاح أصيب العرب بنكسة كبيرة كادت أن تفقدهم كل ما حصلوا عليه في السنين الماضية . القافلة .
ومن الأمر مثل عقبة ، مروان بن الحكم
بعدما فرغ العرب من فتح ، اتجهت أنظارهم نحو الغرب ، فأخذوا يعدون المدة لنقل الاسلام غربا، وهكذا بدأت مرحلة جديدة في تاريخ الفتوحات الاسلامية ، هي مرحلة فتوحات المغرب ، وتأتي عمليات الفتوح هذه حاسمة بالنسبة لتاريخ جميع ا البلدان الواقعة في شمال إفريقية وفعالة بالنسبة للقارة الأفريقية . وكذلك بالنسبة لأوربة ، فقد حسمت هذه الفتوحات مشكلة هوية ومستقبل و ارتباط هذه البلاد لصالح العروبة والاسلام بشكل نهائي لا رجعة فيه لقد دعا العرب غالبية سكان المغرب قبل الفتوحات باسم البربر ، وقدموا تفسيرات لأصل هذه التسمية بعيدة عن الواقع ورثوا التسمية اللاتينية ( Barbari ، التي أطلقها الرومان على الشعوب غير الرومانية التي كانت بنظرهم أدنى مكانة وذات نمط قبلي بدوي في الحياة ومن المفيد ذكره أن البربر أطلقوا في الماضي على جماعاتهم أسماء لم يكن بينها عبارة «بربر ، وفي أيامنا هذه يرضون بأن يعرفوا باسم شلوح ، ويقول نسابوهم بقناعة تامة وايمان مطلق ، بانهم في الأصل من أبناء حمير هاجروا من اليمن الى فلسطين ، ثم أرغموا بعد ذلك على الهجرة الى المغرب .
D وفي العصر الحديث بات مرفوضاً الحديث عن أصل الشعوب وأسس قومياتها بشكل عرقي بحت ، ، فالكل لآدم وآدم من تراب ، وصار من المقرر أن الارادة القائمة على الاختيار والمربوطة بماض له عراقة وحضارة ولغة وعقيدة واقتصاد ، و ... واحدة هي الأساس للعمل القومي ، وهذه قضية حسمتها الفتوحات الاسلامية ، وهكذا فان الغرب الاسلامي دخل الباب العريض للتاريخ مع الاسلام وبواسطته . ويحتار الباحثون في أيامنا هذه في معرفة أصل تسمية و شلوح ، كحيرتهم في التعرف إلى أصول البربر ، ذلك أنهم لم يعرفوا في ماضيهم الوحدة اللغوية والاجتماعية والسياسية والحضارية مع البنية الجسدية ، ومهما عظم الجدل حول هذه المسألة ، فانه ما لاشك فيه أن الشمال الافريقي تعرض منذ فترات سحيقة في التاريخ الى هجرات عربية كبرى ، منها ما جاء براً ، ومنها ما قدم بحراً فمناطق الداخل وصلتها دفعات من المهاجرين كان أبرزها وأهمها جماعات الهكسوس الذين حكموا مصر فترة طويلة ، فعندما قدموا مصر توجهت مجموعات منهم الى الغرب ، ثم لما طردوا من مصر فر القسم الأعظم منهم غربا ، ومن المقدر أنهم عرفوا باسم ( المور ، ومن هذه التسمية اشتقت الكلمات الكلاسيكية التي أطلقت على بلدان الشمال الأفريقي
واما مناطق الساحل القائمة على المتوسط ثم الأطلسي فان الفينيقيين كانوا أهم المهاجرين ، واليهم يعود الفضل في تأسيس أهم المدن الساحلية مع بعض المراكز الداخلية ، وأخيراً مفيد أن نشير إلى أن عدداً لا بأس به من الباحثين يذهب الى القول بان بوادي ليبيا الموطن الأول للشعوب الاسلامية . هي
وعلى الرغم من أن الشمال الافريقي وقعت بعض مناطقه تحت سيطرة
روما الغربية أولاً ثم الشرقية ، ورغم قدوم الوندال الى سواحل هذه المناطق ، فان مسار الحضارة العام بأصوله الاجتماعية والدينية والثقافية والاقتصادية لم يتبدل وظل مرتبطاً بمسار الحضارة في الشرق العربي ، وهكذا ظل تاريخ المغرب جزئاً مرتبطاً بتفاعل مع تاريخ المشرق ، أقصاه بمثابة جناح المواجهة الغربي لأوربة كما أن الشام كانت بمثابة الجناح الشرقي .
هذا عبر . وعندما جاء الاسلام حسم مسألة الهوية المغربية بشكل قطعي ونهائي ، وتم عدة مراحل وبفضل جماعات تقدمها أفراد سنتعرف بعض منهم ويتصدرهم جميعاً عقبة بن نافع الفهري
كانت من سرح بعدما فرغ العرب بقيادة عمرو بن العاص سنة ٢٢ هـ / ٦٤٣ م من فتح الاسكندرية ، زحفوا نحو ليبيا وبذلك بدأت فتوحات المغرب ، التي أتى المهمات وأعنفها ، فبعد الشروع بالزحف غربا بفترة وجيزة توفي عمر بن الخطاب ، وصارت الخلافة الى عثمان ، فعزل عمرو بن العاص ، وعين مكانه عبد الله بن سعد بن أبي ، وفي أيام ابن أبي سرح تابع العرب أعمال الفتوحات ، وحققوا تقدماً كبيراً ، لكنهم ما لبثوا أن توقفوا بسبب قيام الفتنة الكبرى وما أعقبها من حروب داخلية .
وعندما آلت الخلافة الى معاوية بن أبي سفيان سنة ٤١ ٥ / ٦٦١ م ، صارت ولاية مصر الى عمرو بن العاص ، فوجه عقبة بن نافع الفهري ، وهو ابن خالته ، نحو المغرب ، ولمدة عامين قام عقبة بعدة غارات داخل افريقية ، كانت أشبه باعمال استطلاعية منها بأي أمر آخر ، وتوفي عمرو ابن العاص ، فأفرد معاوية بن أبي سفيان سنة ٤٥ ٥ / ٦٦٥ م معاوية بن حديج شؤون إفريقية ، ونشط ابن حديج وحقق بعض حتى إذا كان عام سفيان نحو المغرب جيشاً ثانياً يعمل على محور آخر غير محور ابن حديج، لسميه الانجازات / ٦٧٠ م ، وجه معاوية بن أبي وهو دور قلة المدن بهم وأسند أمر هذا الجيش إلى عقبة بن نافع ، وهكذا بدأ العمل المخطط لفتح المغرب استطلاع عقبة اكتساح ما يعرف الآن باسم تونس وأخذ يعد الخطط للتوسع غربا ، فارتأى أن يقيم للقوات الفاتحة معسكراً متقدماً ، وابتغى في هذا الموقع ما يتلائم مع طرق الامداد البرية والاستراتيجية الحربية والاقتصادية والتجارية ، وهكذا اختار موقع مدينة القيروان ، وكان اختياراً موفقاً للغاية ، ويكفي للتدليل على ذلك الدور التاريخي الذي شغلته هذه المدينة هي في العالم التي شغلت ما يماثله . ويحيط العرب أخبار بناء القيروان بهالة خاصة ، وقدسية فائقة ، فقد كان عقبة صحابياً ، وفي عسكره خمسة وعشرين من أصحاب النبي ، وحينها قرر تأسيس مدينته و جمع وجوه أصحابه واهل المعسكر ، فدار حول مدينة القيروان، وأقبل يدعو لها ويقول في دعائه : اللهم املأها علماً وفقها ، وأعمرها بالمطيعين والعابدين ، واجعلها عزة لدينك ، وذلا لمن كفر بك ، وأعز بها الاسلام ، وامنعها من جبابرة الأرض ، ، وكما قلت عرفت مدينة عقبة الجديدة باسم القيروان ، وهي لفظة معربة تعني معسكر الجيش ، كما تعني وظل عقبة في منصبه حتى سنة ٥٥٥ / ٦٧٥ م ، ففي هذه السنة أو قبلها ضمت أعمال عقبة الى والي ، فعزله ، فتوجه عقبة مغضاً نحو دمشق ، حيث لقي معاوية بن أبي سفيان ، فعاتبه على عزله ، فطيب معاوية نفسه ومناه ، ومكث عقبة في دمشق حتى ما بعد وفاة معاوية ، واستتباب الأمور لابنه يزيد ، حيث قام باعادته الى ولاية إفريقية ، وربما كان هذا سنة ٦١ هـ / ٦۸۱ م ، وفي ولاية عقبة هذه وصلت الفتوحات الاسلامية الى أقصى أطراف المغرب ، وفي ذروة النجاح أصيب العرب بنكسة كبيرة كادت أن تفقدهم كل ما حصلوا عليه في السنين الماضية . القافلة .
تعليق