عبد الملك بن مروان
[ ٦٥ - ٨٦ ه / ٦٨٥ - ٧٠٥ م ]
بعد وفاة يزيد بن معاوية ( ٦٠ - ٥٦٤ / ٦٨٠ - ٦٨٣ م ) خلفه ابنه معاوية الثاني لكن لفترة قصيرة، حيث تنازل عن العرش ، ثم توفي في ظروف غامضة ، فأدى هذا إلى اضطراب الموقف السياسي في العالم الاسلامي والى إثارة مشكلة الخلافة مجدداً ، وأدى في بلاد الشام الى انقسام البيت الاموي والى احتدام الصراع القبلي في البلاد بين قبائل قيس والقبائل اليمانية بشكل لم يكن له نظير في ماضي الاسلام القصير ، فبعد موت معاوية بن يزيد صار الضحاك بن قيس الفهري زعيماً للقبائل القيسية ، حيث أخذ يدعو سراً الى ابن الزبير ، وكذلك فعل زفر بن الحارث زعيم قبائل كلاب القيسية في شمال الجزيرة وقنسرين وقرقيسياء ( البصيرة حيث يلتقي الخابور بالفرات في سورية حالياً ) وهكذا قوي موقف ابن الزبير جداً بأنضمام القيسية اليه في الشام ، وازداد هذا الموقف صعوبة بانضمام العراق وخراسان ومصر اليــه ، وهكذا تحول ابن الزبير بشكل سريع من ثائر محاصر في مكة الى حاكم تعترف بسلطته جل أقاليم العالم الاسلامي، فيما عدا دمشق مع جنوب الشام حيث قبائل اليمن على رأسها قبيلة كلب بزعامة حسان بن بحدل الكلي ، خال يزيد بن معاوية .
تنتهي . مع سعی ذي وأصبح ابن الزبير يملك في يديه زمام المبادرة في العالم الاسلامي ، وأوشكت معركته ضد الأمويين أن بالنصر ، وتحقق أهدافها ، لكن التزامه بالبقاء في مكة وامتناعه عن القدوم الى دمشق أمور استجدت في الشام، قلبت فجأة موازين القوى ، وحولتها لصالح بني أمية ، فقد رؤساء القبائل اليمانية ، وعدد من رجال الحكم الأموي الذين أدركوا أي خطر يلحق بمصالحهم ووجودهم السياسي بانتقال الخلافة من الشام الى الحجاز الى عقد مؤتمر بالجابية بجوار دمشق عالجوا فيه مسألة الخلافة والانقسام في البيت الأموي ، حيث تم الاتفاق على استبعاد خالد بن يزيد بن معاوية الصغر سنه ، واختيار مروان بن الحكم، شيخ بني أمية ، فبويع له بالخلافة في القعدة ٦٤ هـ / ٦٨٤م ، ونجم عن هذا مباشرة معركة في مرج راهط ، في أحواز دمشق ، بين قبائل قيس والقبائل اليمانية . وحسمت هذه المعركة الصراع حول الخلافة ، حيث انتصر مروان بن الحكم وأنصاره من الحزب اليماني ، وهزم الحزب القيسي المؤيد لا بن الزبير وهكذا تم لبني أمية الاحتفاظ بالخلافة . لكن هذه الخلافة انتقلت الى فرع أموي جديد وهو الفرع المرواني ، واستطاع هذا الفرع توطيد الأمور ، وإعادة وحدة الدولة والحكم لفترة طويلة امتدت حتى سقوط الخلافة الأموية ، ويعود الفضل في هذا كله الى عبد الملك بن مروان ، الذي يعتبر المؤسس الثاني للخلافة الأموية
راهط، بدأ نجاح ابن الزبير يتحول الى الاتجاه المعاكس ، فقد أخففت حملة له أرسلها بقيادة أخيه مصعب ضد بلاد الشام ، وانتزع مروان بن الحكم ،مصر ، وهكذا لم يبق له إلا العراق والحجاز ، وتوفي مروان سنة ٦٥ هـ / ٦٨٥م وخلفه بعد وفاته ابنه عبد الملك ، وبعد فعد معركة مرج
عدد من المشاكل صفت الأمور لعبد الملك في الشام ، وهنا أخذ يعد الخطط لاستعادة العراق ثم الحجاز .
وكان حكم ابن الزبير يعاني في العراق من مشاكل داخلية نجمت عن ثورة المختار بن أبي عبيد الثقفي ومعارضة الشيعة ، كما أن هذا الحكم واجه في الحجاز مشاكل متزايدة بني هاشم أسرة النبي الله ومع الخوارج ، وفي سنة ٥٧١ / ٦٩٠ م أكمل عبد الملك اعداداته لغزو العراق ، حيث ملك جيشاً قويا كم اتصل برؤساء القبائل وأشراف العرب في الكوفة والبصره الى جانبه ، وهكذا ما أن وصل العراق ، حتى تخلى مع و استمال عدداً . منهم معظم أنصار مصعب بن الزبير عنه ، فجرت بين عبد الملك وبين ابن الزبير معركة غير متكافئة انتهت بمقتل مصعب ، ودخول عبد الملك الكوفة حيث جاءته وفود القبائل تبايعه وتعلن الولاء له ، وقام عبد الملك بتنظيم أمور العراق ، وترك أخاه بشر بن مروان واليا هناك ، وعاد هو أدراجه نحو الشام ، وفي ذهنه ضرورة القضاء على عبد الله بن الزبير ، ذلك الهاجس الذي أقض مضاجع الامويين وحرمهم نعمة الاستقرار ، ففكر عبد الملك طويلاً في اختيار الرجل الذي يمكن تكليفه بمثل هذه المهمة ، وبعد طويل بحث وجد ضالته في الحجاج بن يوسف الثقفي وفي سنة ٧٢ ٥ / ٦٩١ مسار الحجاج نحو الحجاز ، وبعد جهود متواصلة قضى على ابن الزبير وقتله ، وبذلك عادت الآن وحدة العالم الاسلامي ، وصار الآن عبد الملك في دمشق ، يعاونه الحجاج في ، وبشر بن مروان في العراق ، وعبد العزيز بن مروان في مصر، وما لبث بشر أن توفي فمين عبد الملك الحجاج مكانه ، وبعدها توفي عبد العزيز، وهكذا آلت الخلافة الى عبد الملك يعاونه الحجاج ، وقد ترك عبد الملك ٩ - مائة أوائل الحجاز
[ ٦٥ - ٨٦ ه / ٦٨٥ - ٧٠٥ م ]
بعد وفاة يزيد بن معاوية ( ٦٠ - ٥٦٤ / ٦٨٠ - ٦٨٣ م ) خلفه ابنه معاوية الثاني لكن لفترة قصيرة، حيث تنازل عن العرش ، ثم توفي في ظروف غامضة ، فأدى هذا إلى اضطراب الموقف السياسي في العالم الاسلامي والى إثارة مشكلة الخلافة مجدداً ، وأدى في بلاد الشام الى انقسام البيت الاموي والى احتدام الصراع القبلي في البلاد بين قبائل قيس والقبائل اليمانية بشكل لم يكن له نظير في ماضي الاسلام القصير ، فبعد موت معاوية بن يزيد صار الضحاك بن قيس الفهري زعيماً للقبائل القيسية ، حيث أخذ يدعو سراً الى ابن الزبير ، وكذلك فعل زفر بن الحارث زعيم قبائل كلاب القيسية في شمال الجزيرة وقنسرين وقرقيسياء ( البصيرة حيث يلتقي الخابور بالفرات في سورية حالياً ) وهكذا قوي موقف ابن الزبير جداً بأنضمام القيسية اليه في الشام ، وازداد هذا الموقف صعوبة بانضمام العراق وخراسان ومصر اليــه ، وهكذا تحول ابن الزبير بشكل سريع من ثائر محاصر في مكة الى حاكم تعترف بسلطته جل أقاليم العالم الاسلامي، فيما عدا دمشق مع جنوب الشام حيث قبائل اليمن على رأسها قبيلة كلب بزعامة حسان بن بحدل الكلي ، خال يزيد بن معاوية .
تنتهي . مع سعی ذي وأصبح ابن الزبير يملك في يديه زمام المبادرة في العالم الاسلامي ، وأوشكت معركته ضد الأمويين أن بالنصر ، وتحقق أهدافها ، لكن التزامه بالبقاء في مكة وامتناعه عن القدوم الى دمشق أمور استجدت في الشام، قلبت فجأة موازين القوى ، وحولتها لصالح بني أمية ، فقد رؤساء القبائل اليمانية ، وعدد من رجال الحكم الأموي الذين أدركوا أي خطر يلحق بمصالحهم ووجودهم السياسي بانتقال الخلافة من الشام الى الحجاز الى عقد مؤتمر بالجابية بجوار دمشق عالجوا فيه مسألة الخلافة والانقسام في البيت الأموي ، حيث تم الاتفاق على استبعاد خالد بن يزيد بن معاوية الصغر سنه ، واختيار مروان بن الحكم، شيخ بني أمية ، فبويع له بالخلافة في القعدة ٦٤ هـ / ٦٨٤م ، ونجم عن هذا مباشرة معركة في مرج راهط ، في أحواز دمشق ، بين قبائل قيس والقبائل اليمانية . وحسمت هذه المعركة الصراع حول الخلافة ، حيث انتصر مروان بن الحكم وأنصاره من الحزب اليماني ، وهزم الحزب القيسي المؤيد لا بن الزبير وهكذا تم لبني أمية الاحتفاظ بالخلافة . لكن هذه الخلافة انتقلت الى فرع أموي جديد وهو الفرع المرواني ، واستطاع هذا الفرع توطيد الأمور ، وإعادة وحدة الدولة والحكم لفترة طويلة امتدت حتى سقوط الخلافة الأموية ، ويعود الفضل في هذا كله الى عبد الملك بن مروان ، الذي يعتبر المؤسس الثاني للخلافة الأموية
راهط، بدأ نجاح ابن الزبير يتحول الى الاتجاه المعاكس ، فقد أخففت حملة له أرسلها بقيادة أخيه مصعب ضد بلاد الشام ، وانتزع مروان بن الحكم ،مصر ، وهكذا لم يبق له إلا العراق والحجاز ، وتوفي مروان سنة ٦٥ هـ / ٦٨٥م وخلفه بعد وفاته ابنه عبد الملك ، وبعد فعد معركة مرج
عدد من المشاكل صفت الأمور لعبد الملك في الشام ، وهنا أخذ يعد الخطط لاستعادة العراق ثم الحجاز .
وكان حكم ابن الزبير يعاني في العراق من مشاكل داخلية نجمت عن ثورة المختار بن أبي عبيد الثقفي ومعارضة الشيعة ، كما أن هذا الحكم واجه في الحجاز مشاكل متزايدة بني هاشم أسرة النبي الله ومع الخوارج ، وفي سنة ٥٧١ / ٦٩٠ م أكمل عبد الملك اعداداته لغزو العراق ، حيث ملك جيشاً قويا كم اتصل برؤساء القبائل وأشراف العرب في الكوفة والبصره الى جانبه ، وهكذا ما أن وصل العراق ، حتى تخلى مع و استمال عدداً . منهم معظم أنصار مصعب بن الزبير عنه ، فجرت بين عبد الملك وبين ابن الزبير معركة غير متكافئة انتهت بمقتل مصعب ، ودخول عبد الملك الكوفة حيث جاءته وفود القبائل تبايعه وتعلن الولاء له ، وقام عبد الملك بتنظيم أمور العراق ، وترك أخاه بشر بن مروان واليا هناك ، وعاد هو أدراجه نحو الشام ، وفي ذهنه ضرورة القضاء على عبد الله بن الزبير ، ذلك الهاجس الذي أقض مضاجع الامويين وحرمهم نعمة الاستقرار ، ففكر عبد الملك طويلاً في اختيار الرجل الذي يمكن تكليفه بمثل هذه المهمة ، وبعد طويل بحث وجد ضالته في الحجاج بن يوسف الثقفي وفي سنة ٧٢ ٥ / ٦٩١ مسار الحجاج نحو الحجاز ، وبعد جهود متواصلة قضى على ابن الزبير وقتله ، وبذلك عادت الآن وحدة العالم الاسلامي ، وصار الآن عبد الملك في دمشق ، يعاونه الحجاج في ، وبشر بن مروان في العراق ، وعبد العزيز بن مروان في مصر، وما لبث بشر أن توفي فمين عبد الملك الحجاج مكانه ، وبعدها توفي عبد العزيز، وهكذا آلت الخلافة الى عبد الملك يعاونه الحجاج ، وقد ترك عبد الملك ٩ - مائة أوائل الحجاز
تعليق