كانت المواد الإباحية في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين معروفةً بين المراهقين، لكن كانت معرفتهم بها محدودة، إذ كان الأمر يتسم بنوع من الحياء والسرية، وكانت المجلات الإباحية تُخبأ ويصعب الاحتفاظ بها.
أما اليوم فقد أصبحت المواد الإباحية متوفرة، وأصبح من السهل الوصول إليها في ثوان بفضل الإنترنت، ولا تقتصر على الصور كما كانت في المجلات، بل تتوفر فيديوهات بجودة عالية لأشخاص حقيقيين يمارسون مختلف الأنشطة الجنسية، ومتاحة مجانًا غالبًا.
من الطبيعي أن يكون المراهقون أكثر فضولًا تجاه استكشاف الجنس، وهم أيضًا أكبر فئة من العزاب المستخدمين للإنترنت، لذلك فإن أكثر مشاهدي المواد الإباحية من المراهقين.
نشر فريق من علماء الطب النفسي مقالًا في دورية Psychological Reports يتناول استكشاف آليات استخدام المراهقين للإباحية على الإنترنت، بعد أن أجرى الفريق دراسةً استقصائية عبر الإنترنت شملت 700 مراهق تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عامًا، وشملت العينة أعدادًا متساوية تقريبًا من الذكور والإناث، بعد الحصول على موافقة كتابية من والدي كل مشارك على الاشتراك في الاستبيان.
تشير الدراسات السابقة التي أُجريت على الراشدين إلى عاملين نفسيين يرتبطان بكثرة مشاهدة المواد الإباحية:
العامل الأول هو الوحدة، إذ يذكر الكثير من الراشدين أنهم يستعملون المواد الإباحية على الإنترنت لتخفيف التوتر الجنسي عندما لا يكون لديهم شريك، ولتهدئة مشاعر الوحدة المؤلمة أيضًا.
العامل الثاني هو أسلوب التعلق، أي الطريقة التي يبحث بها الأفراد عن علاقة وطيدة بالآخرين وكيفية حفاظهم عليها، فمن يتعلقون بغيرهم تعلقًا آمنًا يجدون العزاء والمتعة في التفاعل مع أصدقائهم والأشخاص المقربين عمومًا. أما من يتعلقون بلهفة قلِقة ويبحثون بيأس عن شركاء حميمين، يقودهم انعدام الثقة إلى فشل العلاقات. ويعاني الانطوائيون فشل العلاقات أيضًا لأنهم يتجنبون حميمية العلاقات ويميلون إلى الاعتماد على الذات.
أراد الباحثان الإجابة عن السؤال التالي: هل يُعَد هذان العاملان -الوحدة وأسلوب التعلق-دافعَيْن لاستخدام المواد الاباحية بين المراهقين أيضًا؟ أراد الباحثان أيضًا تسليط الضوء على عاملَيْن آخرين محتملين لاستخدام المواد الإباحية بين المراهقين:
العامل الأول هو التجربة الجنسية بعيدًا عن الإنترنت، أي ممارسة الجنس مع شركاء حقيقيين، إذ قد يعد المراهقون استخدام المواد الإباحية على الإنترنت بديلًا من الممارسة الجنسية الحقيقية.
العامل الثاني هو التدين، إذ يكون استخدام المواد الإباحية عادةً أقل بين الراشدين الأكثر تدينًا، وربما ينطبق نفس الشيء على المراهقين.
قد تكون النتائج صادمة للآباء، لكنها تتطابق تمامًا مع النتائج التي توصلت إليها الأبحاث المتعلقة باستخدام البالغين للأفلام الإباحية على الإنترنت.
أولًا، أشار نحو نصف المشاركين إلى ممارستهم أنشطةً جنسية فعلية، وبالمثل أفاد نحو نصف المشاركين بأنهم يستخدمون مواد إباحية على الإنترنت بانتظام، ولكن المفاجأة كانت عندما أظهرت التحليلات تقاطع المجموعتين، فأكثر المراهقين النشطين جنسيًّا في الواقع يشاهدون أيضًا المواد الجنسية عبر الإنترنت، ولا يقتصر الأمر على استخدام المواد الإباحية بل يشمل أيضًا ممارسات مثل المحادثات النصية الجنسية، ومن هنا استخلص الباحثون أن المراهقين لا يستعملون المواد الإباحية بديلًا من الجنس بل وسيلةً إضافية للتعبير عن الطاقة الجنسية.
أما التدين فيرتبط بانخفاض النشاط الجنسي عمومًا، فمن يصفون أنفسهم بالتدين يفضلون الامتناع عن كل أنواع الأنشطة الجنسية، أما المراهقون الذين يمارسون نشاطهم الجنسي -سواء في الواقع أو عبر الانترنت- فيميلون إلى وصف أنفسهم بأنهم غير متدينين.
وفيما يتعلق بأسلوب التعلق، كانت إجابة المراهقين في هذا الاستطلاع مماثلةً للراشدين، إذ لوحظ قلة عدد مستخدمي المواد الاباحية بين المراهقين الذين لديهم أسلوب تعلق آمن، وغالبًا يحدث ذلك فقط في الأوقات التي يشعرون فيها بالوحدة، ما يعني أن من لديهم علاقات آمنة يستطيعون غالبًا الاعتماد على العلاقات مع أشخاص مقربين لتلبية احتياجاتهم الجنسية، تمامًا مثل البالغين، فالمواد الإباحية في حالتهم وسيلة مؤقتة لا منتظمة للترويح الجنسي.
أما المراهقون الذين يتعلقون بلهفة قلقة فيستعملون المواد الإباحية بنسبة أكبر، وكان ذلك صحيحًا بعيدًا عن مدى الوحدة التي عبروا عنها في إجاباتهم، فمن يرتبطون بقلق كثيرو التطلب في علاقاتهم، وكثيرًا ما ينخرطون في سلوكيات جنسية خطرة لاجتذاب واستبقاء شركاء يشعرون في نهاية المطاف بأنهم غير جديرين بهم. يتبنى المرتبطون بقلق أسلوبًا جنسيًا للغاية في تفاعلهم مع الآخرين، لا لأنهم وحيدون ولكن لخشيتهم أن يصبحوا وحيدين.
أما الانطوائيون فيستعملون المواد الإباحية باعتدال، وكان سلوكهم الجنسي على الإنترنت مدفوعًا في أغلب الأحيان بمشاعر الوحدة، فالانطوائيون ينكرون حاجتهم إلى علاقات شخصية وثيقة ويفضلون الاكتفاء الذاتي، ولا يلتمسون العزاء من طريق النشاطات الجنسية -سواءً على الإنترنت أو في العالم الحقيقي- إلا عندما يخترق الشعور بالوحدة دفاعاتهم.
تثبت الدراسة أن الجنس في سن المراهقة -سواءً على الإنترنت أو في الواقع- يشبه ما يحدث في سن الرشد أيضًا، وأن الأنماط الجنسية للبالغين تبدأ في سن المراهقة، وهو ما كان اعتقادًا سائدًا فترةً طويلة.
نشأ آباء وأمهات هذا الجيل في عصر كان فيه الجنس أمرًا محرمًا، لكن أظهر الباحثون أن الجيل الأصغريستخدم المواد الإباحية باعتبارها أمرًا عاديًّا، وينظرون إلى أمور الجنس بعيون أكثر انفتاحًا من جيل آبائهم، ولذلك عندما يوجه الآباء إلى أبنائهم رسائل سلبية عن حياتهم الجنسية الناشئة قد يلحق ذلك بهم الضرر، يجب على الآباء بدلًا من ذلك إرشاد أبنائهم إلى أنماط صحية من السلوكيات الجنسية قادرة على أن تفيدهم في بقية حياتهم.
المصدر:.ibelieveinsci
أما اليوم فقد أصبحت المواد الإباحية متوفرة، وأصبح من السهل الوصول إليها في ثوان بفضل الإنترنت، ولا تقتصر على الصور كما كانت في المجلات، بل تتوفر فيديوهات بجودة عالية لأشخاص حقيقيين يمارسون مختلف الأنشطة الجنسية، ومتاحة مجانًا غالبًا.
من الطبيعي أن يكون المراهقون أكثر فضولًا تجاه استكشاف الجنس، وهم أيضًا أكبر فئة من العزاب المستخدمين للإنترنت، لذلك فإن أكثر مشاهدي المواد الإباحية من المراهقين.
نشر فريق من علماء الطب النفسي مقالًا في دورية Psychological Reports يتناول استكشاف آليات استخدام المراهقين للإباحية على الإنترنت، بعد أن أجرى الفريق دراسةً استقصائية عبر الإنترنت شملت 700 مراهق تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عامًا، وشملت العينة أعدادًا متساوية تقريبًا من الذكور والإناث، بعد الحصول على موافقة كتابية من والدي كل مشارك على الاشتراك في الاستبيان.
تشير الدراسات السابقة التي أُجريت على الراشدين إلى عاملين نفسيين يرتبطان بكثرة مشاهدة المواد الإباحية:
العامل الأول هو الوحدة، إذ يذكر الكثير من الراشدين أنهم يستعملون المواد الإباحية على الإنترنت لتخفيف التوتر الجنسي عندما لا يكون لديهم شريك، ولتهدئة مشاعر الوحدة المؤلمة أيضًا.
العامل الثاني هو أسلوب التعلق، أي الطريقة التي يبحث بها الأفراد عن علاقة وطيدة بالآخرين وكيفية حفاظهم عليها، فمن يتعلقون بغيرهم تعلقًا آمنًا يجدون العزاء والمتعة في التفاعل مع أصدقائهم والأشخاص المقربين عمومًا. أما من يتعلقون بلهفة قلِقة ويبحثون بيأس عن شركاء حميمين، يقودهم انعدام الثقة إلى فشل العلاقات. ويعاني الانطوائيون فشل العلاقات أيضًا لأنهم يتجنبون حميمية العلاقات ويميلون إلى الاعتماد على الذات.
أراد الباحثان الإجابة عن السؤال التالي: هل يُعَد هذان العاملان -الوحدة وأسلوب التعلق-دافعَيْن لاستخدام المواد الاباحية بين المراهقين أيضًا؟ أراد الباحثان أيضًا تسليط الضوء على عاملَيْن آخرين محتملين لاستخدام المواد الإباحية بين المراهقين:
العامل الأول هو التجربة الجنسية بعيدًا عن الإنترنت، أي ممارسة الجنس مع شركاء حقيقيين، إذ قد يعد المراهقون استخدام المواد الإباحية على الإنترنت بديلًا من الممارسة الجنسية الحقيقية.
العامل الثاني هو التدين، إذ يكون استخدام المواد الإباحية عادةً أقل بين الراشدين الأكثر تدينًا، وربما ينطبق نفس الشيء على المراهقين.
قد تكون النتائج صادمة للآباء، لكنها تتطابق تمامًا مع النتائج التي توصلت إليها الأبحاث المتعلقة باستخدام البالغين للأفلام الإباحية على الإنترنت.
أولًا، أشار نحو نصف المشاركين إلى ممارستهم أنشطةً جنسية فعلية، وبالمثل أفاد نحو نصف المشاركين بأنهم يستخدمون مواد إباحية على الإنترنت بانتظام، ولكن المفاجأة كانت عندما أظهرت التحليلات تقاطع المجموعتين، فأكثر المراهقين النشطين جنسيًّا في الواقع يشاهدون أيضًا المواد الجنسية عبر الإنترنت، ولا يقتصر الأمر على استخدام المواد الإباحية بل يشمل أيضًا ممارسات مثل المحادثات النصية الجنسية، ومن هنا استخلص الباحثون أن المراهقين لا يستعملون المواد الإباحية بديلًا من الجنس بل وسيلةً إضافية للتعبير عن الطاقة الجنسية.
أما التدين فيرتبط بانخفاض النشاط الجنسي عمومًا، فمن يصفون أنفسهم بالتدين يفضلون الامتناع عن كل أنواع الأنشطة الجنسية، أما المراهقون الذين يمارسون نشاطهم الجنسي -سواء في الواقع أو عبر الانترنت- فيميلون إلى وصف أنفسهم بأنهم غير متدينين.
وفيما يتعلق بأسلوب التعلق، كانت إجابة المراهقين في هذا الاستطلاع مماثلةً للراشدين، إذ لوحظ قلة عدد مستخدمي المواد الاباحية بين المراهقين الذين لديهم أسلوب تعلق آمن، وغالبًا يحدث ذلك فقط في الأوقات التي يشعرون فيها بالوحدة، ما يعني أن من لديهم علاقات آمنة يستطيعون غالبًا الاعتماد على العلاقات مع أشخاص مقربين لتلبية احتياجاتهم الجنسية، تمامًا مثل البالغين، فالمواد الإباحية في حالتهم وسيلة مؤقتة لا منتظمة للترويح الجنسي.
أما المراهقون الذين يتعلقون بلهفة قلقة فيستعملون المواد الإباحية بنسبة أكبر، وكان ذلك صحيحًا بعيدًا عن مدى الوحدة التي عبروا عنها في إجاباتهم، فمن يرتبطون بقلق كثيرو التطلب في علاقاتهم، وكثيرًا ما ينخرطون في سلوكيات جنسية خطرة لاجتذاب واستبقاء شركاء يشعرون في نهاية المطاف بأنهم غير جديرين بهم. يتبنى المرتبطون بقلق أسلوبًا جنسيًا للغاية في تفاعلهم مع الآخرين، لا لأنهم وحيدون ولكن لخشيتهم أن يصبحوا وحيدين.
أما الانطوائيون فيستعملون المواد الإباحية باعتدال، وكان سلوكهم الجنسي على الإنترنت مدفوعًا في أغلب الأحيان بمشاعر الوحدة، فالانطوائيون ينكرون حاجتهم إلى علاقات شخصية وثيقة ويفضلون الاكتفاء الذاتي، ولا يلتمسون العزاء من طريق النشاطات الجنسية -سواءً على الإنترنت أو في العالم الحقيقي- إلا عندما يخترق الشعور بالوحدة دفاعاتهم.
تثبت الدراسة أن الجنس في سن المراهقة -سواءً على الإنترنت أو في الواقع- يشبه ما يحدث في سن الرشد أيضًا، وأن الأنماط الجنسية للبالغين تبدأ في سن المراهقة، وهو ما كان اعتقادًا سائدًا فترةً طويلة.
نشأ آباء وأمهات هذا الجيل في عصر كان فيه الجنس أمرًا محرمًا، لكن أظهر الباحثون أن الجيل الأصغريستخدم المواد الإباحية باعتبارها أمرًا عاديًّا، وينظرون إلى أمور الجنس بعيون أكثر انفتاحًا من جيل آبائهم، ولذلك عندما يوجه الآباء إلى أبنائهم رسائل سلبية عن حياتهم الجنسية الناشئة قد يلحق ذلك بهم الضرر، يجب على الآباء بدلًا من ذلك إرشاد أبنائهم إلى أنماط صحية من السلوكيات الجنسية قادرة على أن تفيدهم في بقية حياتهم.
المصدر:.ibelieveinsci